عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-10-2020, 06:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة : Egypt
افتراضي نحو فتاة مثالية

نحو فتاة مثالية



محمد السيد عبد الرازق

تربية المراهقات أمر ليس باليسير وإنما هي عملية صعبة وتحتاج لجهد كبير في ظل الإغراءات والمفسدات التي تحيط بنا من كل جانب.
والفكرة في التربية ليست فقط في حل المشكلات وإنما أيضا في بناء الإيجابيات وتعليم الأخلاق الفاضلة، لأن التربية على حل المشكلات فقط هي تربية سلبية تعتمد على أسلوب رد الفعل وليس المبادرة والمربي الحاذق يدرك أن بناء الشخصية من الأهمية بمكان بجوار حل المشكلات
وفي هذه المقالة نتعرض لبعض الجوانب الهامة في تطوير المراهقة وبناء شخصيتها واعتماديتها على نفسها وتحقيق التوازن النفسي والروحي لها
تحمل المسئولية
كي تجعل ابنك يتحمل المسئولية تحرك معه في ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول: معاملة فعالة:
يتأثر المراهق بنوع المعاملة التي يلقاها من والديه ومربيه، فهي إما أن تعوده على الأخذ والعطاء، والمبادرة والمشاركة، وإما أن تجعله سلبيًا منزويًا لا رأي له، يعتمد على الكبار في كل شيء، وهذه بعض أساليب المعاملة الفعالة الإيجابية:
استخدام الحوار والنقاش مع الشباب عند طرح الآراء في المجالس، وعند تقويم الأحداث والأفكار والأشخاص، وعند إصدار الأوامر والنواهي، ويكون ذلك مثلًا (من خلال إشراك الأب لابنه المراهق في اتخاذ القرار، أو العلاج المناسب لحل المشكلة، أو تحسين الأداء، وكذلك البدائل التي سوف تطرح).
استخدام الشورى في المناسبات المتعلقة بالأسرة والعائلة والمدرسة، (كمناسبات الزواج، والرحلات، والتنقلات، ونوع المدرسة، والسيارة، والبيت)، نستطيع أن نقول باختصار، إن الشورى في كل ما يصلح للمربي أن يشاور فيه أبناءه؛ لتعويدهم على القيام بدورهم وتحمل المسئولية.
التعويد على اتخاذ القرارات، فقد يعمد الأب أو المربي إلى وضع الابن في مواضع التنفيذ، وفي المواقف الحرجة، التي تحتاج إلى المبادأة، وإلى اتخاذ القرارات، وتحمل ما يترتب عليها، وذلك تعويدًا له على مواجهة الحياة والتفاعل معها.
الاتجاه الثاني: مع الأسرة:
وللمشاركة الأسرية صور متعددة، ومنها:
التعويد على القيام ببعض المسئوليات؛ كالإشراف على الأسرة والقيام ببعض شئونها أحيانًا، وخصوصًا في غياب ولي الأمر، والإشراف على بعض الرحلات الأسرية، والقيام بها استقلالًا أحيانًا، والسعي في الإجراءات المدرسية، والإدارية، والوظيفية، التي تتعلق بالأسرة... إلخ.
التعويد على النفقة والاستقلالية المالية، وذلك بمنحه مصروفًا ماليًا كل شهر أو كل أسبوع، ويقوم بالصرف على البيت، وعلى نفسه، مع مساعدته بإعطاء المعلومات والخبرة اللازمة، وقد لا يتولى الصرف بشكل كلي، وإنما يقوم بالصرف على جوانب معينة في بادئ الأمر، وقد يستعمل الآباء والمربون صورًا أخرى تكون أنجح وأيسر، والمهم هو العناية بهذا الجانب، والاعتماد على النفس.
ومن الأهمية بمكان: التعويد على التخطيط للمستقبل، وبدء التنفيذ؛ بإشعار المراهق أنه يستقبل الحياة، ولابد أن يتحمل تبعاتها، وأن يخطط لها، فيكون إيجابيًا في اختيار توجهه الدراسي، والوظيفي، والزوجي، والدور الاجتماعي، وأن يُربط بأهمية التخطيط الواقعي، والعملي لمستقبله.
الاتجاه الثالث مع المجتمع:
االمشاركة الاجتماعية مجال رحب وواسع؛ لتدريب المراهق، وعن طريق المجتمع يتعود المراهق على مسئوليات قد لا يجد لها مثيلًا في الأسرة أو الرفقة، وهناك مجالات شتى وكثيرة للمشاركة في المجتمع ومسئولياته، حري بالمراهق أن يطرق أبوابها، وأن يسبر أغوارها، ومنها مثلًا:
- ممارسة الدعوة إلى الله، عن طريق برامج التوعية والثقافة الإسلامية في المدارس أو الجامعات، وعن طريق نشاط المساجد في تحفيظ القرآن، والندوات الثقافية، والحلق العلمية والمكتبات، وعن طريق الرحلات الدعوية، والخلوية، ورحلات الحج والعمرة، وغير ذلك من الأنشطة.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]