الموضوع: أفي الله شك؟
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-10-2020, 04:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,955
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أفي الله شك؟

الخطبة الثانية
معشر المؤمنين: إنّهُ اللهُ جلّ في عُلاه.. لا إله إلا الله:
أيقنتُ بهِ سبحانه.. أيقَنت..!:
إذا اعترض الجنينُ في بطن أمه، وعسرت ولادته، وصعبت وِفَادته، وأوشكت الأم على الهلاك، وأيقنت بالممات، لجأت إلى منفّس الكربات، وقاضي الحاجات، ونادت: يا اللهُ يا الله، فسُمِعَ حنينُها، وزال أنينها، وخَرَج بإذنِ اللهِ جَنِينُهَا.. أفِي اللهِ شَك..؟!

أيقنتُ باللهِ جلّ في عُلاه..، إذا حلّت بالعبدِ معضلة، وأشكلت عليه مسألة، فتاه عن الصواب، وعزّ عليه الجواب، مرّغ أنفه بالتراب، ونادى: يا اللهُ يا الله، يا معلم إبراهيم علّمني، ويا مُفَهّمَ سليمان فهمني، [ اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اخْتُلِفَ فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ]. فإذا بهِ يأتي الفتحُ والتوفيق، وتُحلّ المغاليق، فينكشف السحاب، ويُلهَمُ العبدُ الجواب، من اللهِ ربّ الأربابْ.. لا إلهَ إلا الله..!



ماذا يملِكُ العبدُ أن يقول مع كلّ هذه الحقائق..؟!
القولُ عزَّ ولم تُفِدْ أوزاني
وتُصِرُّ قافيتي على عِصياني

ماذا أقولُ وأيَّ شيءٍ أشتكي
وأنا بعيدٌ عن حِمى الرحمنِ؟

أدنو إليهِ برحمةٍ مِنْ عندهِ
كرَمًا وأنأى عنهُ بالعصيانِ

يا ربِّ يا أملي الوحيدَ تولَّني
بالعفوِ والغُفرانِ واﻹحسانِ

ما ليْ سواكَ وأنتَ أكرمُ باذلٍ
وأجلُّ مَنْ يُرْجَى مدى اﻷزمانِ

إنّي لجأتُ إليكَ أرجو نظرةً
أحيا بها في العالَمِ النُّوراني

جفَّتْ ينابيعُ الفؤادِ وأقفرتْ
فامنُنْ عليَّ بفيضِكَ الرُّوحاني

وأعِدْ عليَّ عوائدَ البِرِّ التي
عوَّدتني، وَاملأْ بها وجداني

نسَماتُ جُودِكَ يا إلهي إنْ سرَتْ
جاءتْ بعَرْفِ مَسَرَّةٍ وحنانِ

أنْعِشْ بها يا ربِّ قلبًا خامِدًا

قد ضاقَ مِنْ كمَدٍ ومِنْ أشجانِ

يا ربِّ هذا عبدُك العاصي أتى
للبابِ ليسَ لهُ سوى اﻹيمانِ

يرجوكَ، ﻻ يرجو سواكَ ولَمْ يَخِبْ
عبدٌ يلوذُ بساحةِ الرحمنِ


نسأل الله التوفيق إلى ما يحِبُّ ويرضَى. اللهم حبّب إلينا الإيمان وزَيّنه في قلوبِنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشِدِين. وصل اللهم وسلم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]