عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-10-2020, 04:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي دلالة الدعاء بالمغفرة في سياق قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَ

دلالة الدعاء بالمغفرة في سياق قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا..} [الحشر:10]


محمد أبوبكر المصلح



قال الإمام ابن عاشور في تفسيره لهذه الآية إن جملة (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا…) في موضع الحال من (الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ).
وبيّن أن معنى الغل: “الحسد والبغض، أي سألوا الله أن يطهر نفوسهم من الغل والحسد للمؤمنين السابقين على ما أعطوه من فضيلة صحبة النبي- صلى الله عليه وسلم – وما فضل به بعضهم من الهجرة وبعضهم من النصرة، فبين الله للذين جاءوا من بعدهم ما يكسبهم فضيلة ليست للمهاجرين والأنصار، وهي فضيلة الدعاء لهم بالمغفرة وانطواء ضمائرهم على محبتهم وانتفاء البغض لهم.
والمراد أنهم يضمرون ما يدعون الله به لهم في نفوسهم ويرضون أنفسهم عليه”.

وقال: “وقد دلت الآية على أن حقاً على المسلمين أن يذكروا سلفهم بخير، وأن حقاً عليهم محبة المهاجرين والأنصار وتعظيمهم”.
ثم استشهد بقول مالك: “من كان يبغض أحداً من أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – أو كان قلبه عليه غل فليس له حق في فيء المسلمين، ثم قرأ (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ…) الآية”.

وعلق على قوله قائلاً:
“فلعله أخذ بمفهوم الحال من قوله تعالى (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا…) الآية، فإن المقصد من الثناء عليهم بذلك أن يضمروا مضمونه في نفوسهم، فإذا أضمروا خلافه، وأعلنوا بما ينافي ذلك؛ فقد تخلف فيهم هذا الوصف، فإن الفيء عطية أعطاها الله تلك الأصناف، ولم يكتسبوها بحق قتال، فاشترط الله عليهم في استحقاقها أن يكونوا محبين لسلفهم غير حاسدين لهم”.

ثم أضاف:
“وهو يعني إلا ما كان من شنآن بين شخصين لأسباب عادية أو شرعية، مثل: ما كان بين العباس وعلي حين تحاكما إلى عمر… ومثل: إقامة عمر حد القذف على أبي بكرة.

وأما ما جرى بين عائشة وعلي من النزاع والقتال، وبين علي ومعاوية من القتال، فإنما كان انتصاراً للحق في كلا رأيي الجانبين، وليس ذلك لغل أو تنقص… فوجب إمساك غيرهم من التحزب لهم بعدهم؛ فإنه وإن ساغ ذلك لآحادهم لتكافئ درجاتهم أو تقاربها – والظن بهم زوال الحزازات من قلوبهم بانقضاء تلك الحوادث – لا يسوغ ذلك للأذناب من بعدهم الذين ليسوا منهم في عير ولا نفير، وإنما هي مسحة من حمية الجاهلية نخرت عضد الأمة المحمدية”.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.93%)]