ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون
د. أمين الدميري
﴿ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [1]
وطاعة الله تعالى واجبة، ومن أطاعه تعالى فاز ومن عصاه خسر.
وكذلك طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، واجبة، والعبادة هي الطاعة في التشريع.
والله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ ﴾ [2].
قال القرطبي: (عن مجاهد: إلا لآمرهم وأنهاهم، وقال عكرمة: إلا ليعبدون ويطيعون فأثيب العابد وأعاقب الجاحد.. وأصل العبودية الخضوع والذل، والتعبيد التذليل، والعبادة الطاعة، والتعبد: التنسك) [3].
وعبادته تعالى إنما تكون بما شرع أي بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى (ولا تولوا عنه)، "عنه أي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل الضمير للجهاد؛ أي لا تتولوا عن الجهاد...) [4] وقوله (وأنتم تسمعون) أي (سماع تفهم وإذعان.. وقد يراد بالسماع: التصديق) [5]، ففي الآية الكريمة نهي عن التولي أي عن الإدبار والإعراض عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الجهاد.
[1] سورة الأنفال (20).
[2] سورة الذاريات (56-58).
[3] تفسير القرطبي، ج9، ص 6226.
[4] روح المعاني، ج5، ص 495.
[5] المرجع السابق.