عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-09-2020, 10:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي من الشعور الوجداني

من الشعور الوجداني



كتب الأستاذ هاني مراد

قد تعطي المال للفقير لينتفع به، لكنّ ذلك المال وحده، لا يُطفئ في قلبه، أو يكبح في نفسه، ما قد يكون من نار الحسد، أو الشره إلى الحقد، أو النقمة على القدر، أو الضيق بمشاق الحياة وكدرها، ولا يمحو ما فعلته النوائب به، ولا يملأ قلبه بالحبّ لغيره! أمّا الذي يفعل ذلك، فهو "الشعور الوجداني" بذلك الفقير، وأن نشعره بأنه مثلنا، وأننا مثله، لكننا نملك المال اليوم، وهو قد يملكه غدا.
فذلك "الشعور الوجداني" بالفقير، وإشعاره بأنه إنسان مثلنا، له كرامته واعتزازه بنفسه، هو الذي ينفع ذلك الفقير أكثر من المال الذي نعطيه له، وهو الذي يثقل ميزان حسناتنا، أكثر من المال الذي نعطيه له.
فبسمة صادقة، وشعور نبيل، ولمسة عطوف، وتحية ملؤها التقدير الصادق، نلقيها على الفقير، قد تكون أحبَّ إليه من النقود التي نعطيها له دون شعور! ألم نعلم أننا إذا أعطيناه دون شعور، فقد أنقصنا من شأنه؟ وكأننا قد أفقدناه إنسانيته! ولماذا نحرمه ذلك الشعور بإنسانيته؟ ألأنه فقير؟ ألا يملك قلبا وشعورا مثلنا، أو ربّما أفضل منّا؟ ألا يمكن أن يكون أفضلَ عند الله ممن يعطيه؟ ألا يمكن أن يكون ربّ أسرة ومسؤولا عن عائلة وأطفال، ينظرون إليه نظرة أمل وإعزاز وإكبار؟
كثير من الناس يمكن أن يمنح المال؛ قليله أو كثيره، لكنّ ذلك "الشعور الوجداني" بالفقير وإنسانيته، وإشعاره بالقرب منه، والتقدير له، وحماية نفسه من تجرّع كأس المذلة، وإشعاره بالاعتزاز به، لا يستطيعه كل أحد، ولا يصدق فيه كل أحد!
فالذي يحسن الشعور بوجدان الفقير، ويدرك معنى الصدقة ويحسنها، هو الذي يتصدق بشعوره ووجدانه وإنسانيته وعطاء قلبه، قبل عطاء جيبه!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.92 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.32%)]