
16-09-2020, 02:28 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,945
الدولة :
|
|
أحكام المريض
أحكام المريض
كريم بروقي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فهذ بعض أحكام المريض، تعم الحاجة إلى معرفة المسلم ماذا يفعل فيها على بصيرة، قصدتُ بجمعِها تقريبَ العلم؛ ليعبدَ الإنسانُ ربَّه على بصيرة، أسأل الله أن يبارك فيما نقول ونفعل، وهو من وراء القصد.
مراتب البلاء.
تكفير الذنوب.
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفِّر ذلك عنه كل ذنب))؛ رواه الحاكم (1286)، وقال الألباني: حسن صحيح؛ في صحيح الترغيب والترهيب (3435).
• عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكُها))؛ رواه البخاري (5640).
• عن جابر بن عبدالله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أمِّ السائب - أو أم المسيب - فقال: ((ما لكِ يا أم السائب - أو يا أم المسيب - تُزَفزِفين؟))، قالت: الحُمَّى، لا بارك الله فيها، فقال: ((لا تسبِّي الحمَّى؛ فإنها تُذهِب خطايا بني آدم، كما يُذهِب الكِير خَبَث الحديد))؛ رواه مسلم (2575).
• عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا اشتكى المؤمنُ أخلصه الله كما يخلص الكير خبث الحديد))؛ رواه البخاري في الأدب المفرد (497)، وقال الألباني: صحيح؛ في السلسلة الصحيحة (1257).
• عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما يُصِيب المسلمَ من نصبٍ، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حَزَن، ولا أذى، ولا غَم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه))؛ رواه البخاري في الأدب المفرد (492)، وصححه الألباني في المشكاة (1537).
• عن الحارث بن سويد، عن عبدالله - رضي الله عنه - قال: "دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُوعَك، فقلتُ: يا رسول الله، إنك لتُوعَكُ وعكًا شديدًا؟ قال: ((أَجَل، إني أُوعَك كما يُوعَك رجلانِ منكم))، قلتُ: ذلك أن لك أجرينِ؟ قال: ((أَجَل، ذلك كذلك، ما من مسلمٍ يُصِيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفَّر الله بها سيئاته، كما تحطُّ الشجرة ورقها))؛ رواه البخاري (5648).
محبة الله لعبده:
• عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم؛ فمن رَضِي فله الرضا، ومَن سَخِط فله السخط))؛ (رواه ابن ماجه (4031)، وحسَّنه الألباني في مشكاة المصابيح (44).
إرادة الخير للعبد:
• عن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صَعْصَعة، أنه قال: سمعتُ سعيد بن يسار أبا الحباب، يقول: سمعتُ أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن يُرِد الله به خيرًا يُصِب منه))؛ رواه البخاري (5645).
لرفع منزلة العبد:
• عن إبراهيم بن مهدي السلمي، عن أبيه، عن جده - وكانت له صحبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن العبدَ إذا سبقت له من الله منزلةٌ، لم يبلغْها بعمله ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده))؛ قال أبو داود: زاد ابن نفيل: ((ثم صبَّره على ذلك - ثم اتفقا - حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى))؛ رواه أبو داود (3090)، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة (2599).
دفع مكروه:
• على المريض المسارعة إلى التوبة:
قال النووي - رحمه الله - في المجموع (5/118):
"ينبغي للمريض أن يَحرِصَ على تحسين خُلُقه، وأن يجتنب المخاصمة والمنازعة في أمور الدنيا، وأن يستحضر في ذهنه أن هذا آخر أوقاتِه في دار الأعمال، فيختمها بخير، وأن يستحلَّ زوجته وأولاده وسائر أهله وغلمانه، وجيرانه وأصدقائه، وكل مَن كانت بينه وبينه معاملة أو مصاحبة أو تعلق، ويرضيهم، وأن يتعاهد نفسه بقراءة القرآن والذِّكر، وحكايات الصالحين وأحوالهم عند الموت، وأن يحافظ على الصلوات، واجتناب النجاسة، وغيرهما من وظائف الدين، ولا يقبل قول مَن يخذله عن ذلك، فإن هذا مما يبتلَى به، وهذا المخذِّل هو الصديق الجاهل، العدوُّ الخَفِي، وأن يُوصِي أهلَه بالصبر عليه، وبترك النَّوْح عليه، وكذا إكثار البكاء، ويُوصِيهم بترك ما جَرَت العادة به من البدع في الجنائز، ويتعاهده بالدعاء له، وبالله التوفيق"؛ انتهى.
• وللمرءِ أن يذكِّر المريض بالتوبة، وبأحسن أعماله، وبرحمة الله؛ حتى لا يقنطَ، وهذا يكون مما يحسن الوعظ حتى لا يجرِّئ المريض على معصية الله، ولا يقنِّطه من رحمته؛ قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -:
ذكر الفقهاء - رحمهم الله - أنه يُسنُّ تذكير المريض بالتوبة والوصية، فقال بعض الناس: إن هذا خاص بالأمراض الخطيرة دون اليسيرة، فما رأي فضيلتكم؟
فأجاب - رحمه الله - بقوله:
"الذي أراه أن المريض يُذكَّر بالتوبة والوصية مطلقًا؛ لأن التوبة مشروعة كل وقت، والوصية مشروعة، ولكن يكون ذلك على وجه لا يزعج المريض"؛ مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (17/70).
تذكير المريض بفضل الصبر على البلاء والاحتساب:
قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].
قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة عند قبر وهي تبكي، فقال: ((اتقي الله واصبري))، قالت: إليك عنِّي؛ فإنك لم تُصَب بمصيبتي، ولم تعرفْه، فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتتْ باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوَّابين، فقالت: لم أعرفْك، فقال: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى))؛ رواه البخاري (1283).
• عن صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم (2999).
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
"المرتبة الأولى: مرتبة السخط: بأن يسخط هذا الذي قضاه الله، وعلامة السخط أن يقول قولاً منكرًا، أو يفعل فعلاً منكرًا.
مثال القول: أن يقول: يا ويلاه، واثبوراه، وما أشبه ذلك من الكلمات التي تنبئ عن التسخُّط.
وأما الفعل المنكر، فمثل لطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور، والقفز حتى يسقط على الأرض، وما أشبه ذلك، فهذا تسخط فعلي؛ ولهذا قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((ليس منا مَن لطم الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدَعْوَى الجاهلية))، فالأولان فعلانِ، والثالث قول.
المرتبة الثانية: مرتبة الصبر: بأن يتألم الإنسان نفسيًّا ولكنه يصبر، فلا يشق ثوبًا، ولا يلطم خدًّا، ولا يقول منكرًا، وهذه المرتبة واجبة؛ أي إنه يجب على الإنسان أن يصبر إذا أصيب بالمصائب.
المرتبة الثالثة: الرضا؛ أي: يَرضَى بقضاء الله - عز وجل - والرضا معناه أن يكون مطمئنًّا، منشرح الصدر بما قضى الله - عز وجل - لا يتألم نفسيًّا، رغم أنه يكرهُ هذا الشيء الذي أصابه ولا شك؛ لأنه لا يلائم النفوس، لكنه لا يتألم نفسيًّا؛ بل يقول: هذا قضاء الله، وأنا من جملة مُلْك الله - عز وجل - له أن يفعل فيَّ ما شاء، ويطمئن بذلك، وهذه المرتبة اختلف فيها العلماء - رحمهم الله - على قولين: منهم مَن قال: إنها واجبة، ومنهم مَن قال: إنها مستحبة، والصحيح أنها مستحبة وليست بواجبة؛ لأنها صعبة على كثير من النفوس، وعلامة الرضا أنك لو سألتَه: هل تأثَّرت بما قضى الله عليك؟ لقال: لا؛ لأني أعلم أن الله لا يقدر لي شيئًا إلا كان خيرًا لي، فأنا مؤمن، والله لا يقضي لعبده المؤمن قضاءً إلا كان خيرًا له.
المرتبة الرابعة: مرتبة الشكر: وهذه المرتبة أعلى من التي قبلها؛ لأنها رضا وزيادة.
فإذا قال قائل: كيف يَشْكُر الله على المصيبة؟ قلنا: يشكر الله على المصيبة؛ لأنه يعلم أن ثوابها وأجرها - إذا صبر واحتسب الأجر - أكثر من مصيبتِها، فيشكر الله على هذا؛ لأن ما يترتَّب عليه من الخير أكثر مما يترتب عليه من الأذى، فمن هذه الناحية يشكر الله، وقد قال بعض أهل العلم - رحمهم الله -: إن هذه المرتبة أعلى من التي قبلها، أي من الرضا، فهذا حكم الرضا بالمقضي؛ شرح العقيدة السفَّارينية (1/370).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
الصبر الجميل: صبر بلا شكوى، قال يعقوب - عليه الصلاة والسلام -: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف: 86]، مع قوله: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، فالشكوى إلى الله لا تنافي الصبر الجميل"؛ مجموع الفتاوى (10/666 - 677).
على المريض الدعاء والتضرع لله ليشفيه:
على المريض أن يطرق باب الله - عز وجل - في طلب الشفاء، وخاصة في ثلث الليل الأخير، كأن يراه بإظهار الافتقار له، والتذلل والانكسار والانطراح بين يديه، والتبرؤ من الحَوْل والقوَّة، واستشعار الخوف والوَجَل من الله، مع الإلحاح، ومع حضور القلب أثناء الدعاء، وذلك باستقبال القِبْلة، فيبدأ بحمد الله، والثناء عليه، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يستعجل الإجابة، فإن الله سميع مجيب.
على المريض الرضا بالبلاء:
• عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم؛ فمَن رَضِي فله الرضا، ومَن سخط فله السخط))؛ رواه ابن ماجه (4031)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (44).
إرشاد المريض إلى ما ينفعه، وخاصة الرقية:
• عن عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه - أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ضَعْ يدَك على الذي تألم من جسدِك، وقلْ: باسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر))؛ رواه مسلم (2202).
تقليم الأظافر وحلق شعر الإِبْط والعانة وأخذ شعر الشارب:
قال النووي - رحمه الله - في المجموع (5/273):
"يستحبُّ للمريض أن يتعاهَد نفسه بتقليم أظفاره، وأخذ شعر شاربه وإبطه وعانته؛ لحديث خُبَيب بن عدي - رضي الله عنه - أنه لما أرادت كفَّار قريش قتلَه استعار مُوسَى يستحدُّ بها؛ رواه البخاري".
لا يُكرَه المريضُ على الطعام:
• عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُكرِهوا مرضاكم على الطعام؛ فإن الله - تبارك وتعالى - يُطعِمهم ويَسقِيهم))؛ رواه الترمذي (2040)، وحسنه الألباني في المشكاة (4533)، والسلسلة الصحيحة (727).
عدم إعطاء المريض ما يكره إلا بإذنه:
• عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "لَدَدْنا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في مرضه، فقال: ((لا تَلُدُّوني))، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ((لا يبقى أحدٌ منكم إلا لُدَّ، غير العباس؛ فإنه لم يشهدكم))؛ رواه البخاري (6886).
الإكثار من الصدقة على المريض:
• عن الحسن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((دَاوُوا مرضاكم بالصَّدقة))؛ رواه أبو داود في المراسيل، ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعًا متصلاً، والمرسَل أشبه، قال الألباني: حسن لغيره في صحيح الترغيب والترهيب (744).
المريض يُكتَب له ما كان يعمل وهو صحيح:
• عن أبي بُرْدة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ أبا موسى مرارًا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مَرِض العبد، أو سافر، كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا))؛ رواه البخاري (2996).
لا يتمنَّ المريض الموت:
• عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يتمنينَّ أحدُكم الموت من ضرٍّ أصابه، فإن كان لا بدَّ فاعلاً، فليقل: اللهم أَحْيِني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي))؛ رواه البخاري (5671).
عدم الشكوى من المرض:
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قال الله - تبارك وتعالى -: إذا ابتليتُ عبدي المؤمنَ فلم يَشْكُني إلى عوَّاده، أطلقته من إساري، ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، ثم يستأنف العمل))؛ أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/349)، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة (272).
ما يقول المريض إذا اشتدَّ عليه الألم:
عن القاسم بن محمد، قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: وارأساه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لك وأدعو لك))، فقالت عائشة: واثُكْلَياه، والله إني لأظنك تحبُّ موتي، ولو كان ذاك، لظللتَ آخر يومِك مُعرِّسًا ببعض أزواجك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بل أنا وارأساه، لقد هممتُ - أو أردتُ - أن أرسل إلى أبي بكر وابنِه وأعهد: أن يقول القائلون - أو يتمنى المتمنُّون - ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون))؛ رواه البخاري (5666).
يجوز للمريض أن يُخبِر عن الألم الذي يجده للطبيب والصَّدِيق:
• عن الحارث بن سويد، عن عبدالله، قال: دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُوعَك، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعَك وعكًا شديدًا؟ قال: ((أَجَل، إني أوعَك كما يُوعَك رجلانِ منكم))، قلت: ذلك أن لك أجرين؟ قال: ((أَجَل، ذلك كذلك، ما من مسلمٍ يُصِيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفَّر الله بها سيئاته، كما تحطُّ الشجرة ورقها))؛ رواه البخاري (5648).
• عن هشام، عن أبيه قال: "دخلتُ أنا وعبدالله بن الزبير على أسماء - قبل قتل عبدالله بعشر ليالٍ - وأسماء وَجِعة، فقال لها عبدالله: كيف تجدينَك؟ قالت: وَجِعة، قال: إني في الموت، فقالت: لعلك تشتهي موتي، فلذلك تتمنَّاه؟ فلا تفعل، فوالله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي عليَّ أحد طرفيك، أو تُقتَل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقرَّ عيني، فإياك أن تُعرَض عليك خطَّة، فلا تُوَافِقك، فتقبلها كراهية الموت، وإنما عَنَى ابنُ الزبير ليقتل فيحزنها ذلك"؛ رواه البخاري في الأدب المفرد (3994)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (509).
• عن القاسم بن محمد، قال: قالت عائشة: "وارأساه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك)) فقالت عائشة: واثُكْلَياه، والله إني لأظنُّك تحب موتي، ولو كان ذاك، لظللتَ آخر يومك معرِّسًا ببعض أزواجك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بل أنا وارأساه، لقد هممتُ - أو أردتُ - أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد: أن يقول القائلون - أو يتمنى المتمنون - ثم قلتُ: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبَى المؤمنون))؛ رواه البخاري (5666).
• قال الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: "الأنين لا بأس به، إذا تألَّم لا بأس، ليس من الشكوى، إذا دعت الحاجة إلى ذلك وصار فيه راحة فلا بأس"؛ فتاوى نور على الدرب، ابن باز (13/428).
هل أنين المريض تسبيح، وصياحه تكبير، وتقلبه من جانبٍ إلى جانب جهادٌ في سبيل الله، هل هذا الكلام صحيح؟
فأجاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -: "هذا ليس بصحيح، بل أنين المريض إذا كان يعبر عن الشكوى فهو حرام؛ ولهذا دخل رجلٌ على الإمام أحمد - رحمه الله - وهو في مرضه فوجده يئن، فقال له: إن فلانًا من التابعين - وأظنه طاوسًا - يقول: إن أنين المريض يُكتَب عليه؛ لقوله - تعالى -: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، فأمسك - رضي الله عنه - أعني الإمام أحمد، أمسك عن الأنين، فإذا كان الأنين يعبر عن الشكوى فهو حرام، وإذا كان بمقتضى الطبيعة وشدة المرض، فإنه لا يؤاخذ عليه الإنسان، لكنه لا يؤجر عليه، وكذلك تقلبه من جنبٍ إلى جنب، فإنه ليس فيه أجرٌ، نعم إذا كان فيه راحةٌ لبدنه فإن الإنسان يُؤجَر عليه من أجل طلب الراحة لبدنه؛ لأن طلب الإنسان الراحة لبدنه أمرٌ يثاب عليه، حتى جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الرجل إذا أكل من ماله يبتغي بذلك وجه الله، فإنه يؤجر، ويكون أكله هو من ماله صدقة"؛ فتاوى نور على الدرب (9/2).
جواز مداواة المرأة للرجل وعكسه عند الضرورة:
• عن الرُّبَيع بنت معوِّذ، قالت: ((كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نسقي ونداوي الجَرْحى، ونردُّ القتلى إلى المدينة))؛ رواه البخاري (2882).
أحكام عيادة المريض:
• عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فكُّوا العاني - يعني: الأسير - وأطعموا الجائع، وعُودُوا المريض))؛ رواه البخاري (3046).
• عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: "أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبعٍ، ونهانا عن سبع؛ أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، وردِّ السلام، وتشميتِ العاطس، ونهانا عن آنية الفِضَّة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق"؛ رواه البخاري (1239).
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - عن حكم عيادة المريض؟
فأجاب - رحمه الله - بقوله: عيادة المريض فرض كفاية؛ لقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس))؛ مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (17/70).
• قال النووي - رحمه الله - في شرح مسلم: "وليست عيادة المريض خاصة بمَن يعرفه فقط، بل هي مشروعة لمن يعرفه ومَن لا يعرفه".
حد المريض الذي تجب عيادته:
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -: "هو المريض الذي يحبسه مرضه عن شهود الناس, أما إذا كان مريضًا ولكنه يخرج ويشهد الناس، فلا تجب عيادته"؛ الشرح الممتع (5/171).
مكالمة المريض بالهاتف:
السؤال: ما هو الأجر من الله - عز وجل - في زيارة المريض؟ وإذا كلَّمه في التليفون هل يكفي هذا؟
فأجاب الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: "السنَّة بعيادة المريض، الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بعيادة المرضى، فقال: ((عُودُوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني))، قال البراء بن عازب - رضي الله عنه -: "أمرني الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسبع، ذكر منها عيادة المريض"، فالسنة أن يعود المريض، وإذا كلَّمه بالتليفون هذا فيه فضل، لكن ليس مثل الذي يعوده ويزوره في بيته، الذي يعوده ويزوره في بيته أفضل"؛ فتاوى نور على الدرب (13/428).
فضل عيادة المريض:
• عن علي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَن أتى أخاه المسلم عائدًا، مَشَى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرتْه الرحمة، فإن كان غدوةً، صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساءً، صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح))؛ رواه ابن ماجه (1442)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1367).
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن أصبح اليوم منكم صائمًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((مَن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((مَن شَهِد منكم اليوم جنازة؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((مَن أطعم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال مَرْوان: بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما اجتمع هذه الخصال في رجل في يوم، إلا دخل الجنة))؛ رواه البخاري في الأدب المفرد (515)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (515).
• عن ثوبان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عائد المريض في مخرفة الجنة حتى يرجع))؛ رواه مسلم (2568).
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله - عز وجل - يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضتُ فلم تَعُدْني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي فلانًا مَرِض فلم تَعُده، أما علمتَ أنك لو عُدْته لوجدتَني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتُك فلم تُطعِمني، قال: يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أنه استطعمَك عبدي فلان، فلم تُطعِمه؟ أما علمتَ أنك لو أطعمتَه لوجدتَ ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتُك فلم تسقني، قال: يا رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقِه، أما إنك لو سقيتَه وجدت ذلك عندي))؛ رواه مسلم (2569).
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه منادٍ: أن طبتَ وطاب ممشاك وتبوَّأت من الجنة منزلاً))؛ رواه البخاري في الأدب المفرد (345)، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (345).
عيادة المرأة للرجل عند أمن الفتنة:
• عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: لما قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وعك أبو بكر، وبلال، قالت: فدخلتُ عليهما، فقلت: يا أبتِ، كيف تجدك؟ ويا بلال، كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كلُّ امرئٍ مُصبَّحٌ في أهلِهِ 
والموتُ أدنَى من شِرَاكِ نَعلِهِ 
وكان بلال إذا أقلِع عنه الحُمَّى يرفع عَقِيرته، ويقول:
ألا ليتَ شِعْري هَلْ أبيتنَّ ليلةً 
بوادٍ وَحَولِي إِذْخرٌ وَجليلُ 
وَهَل أَرِدَنْ يومًا مياهَ مَجنَّةٍ 
وهل يَبْدوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ 
قالت عائشة: فجئتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: ((اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبِّنا مكة أو أشدَّ، وصحِّحها وبارك لنا في صاعها ومُدِّها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجحفة))؛ رواه البخاري (3926).
عيادة المغمى عليه:
• عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - يقول: مرضت مرضًا، فأتاني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني، وأبو بكر، وهما ماشيان، فوجداني أغمي علي، فتوضَّأ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم صب وضوءه عليَّ، فأفقتُ، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي، كيف أقضي في مالي؟ فلم يُجِبْني بشيء، حتى نزلت آية الميراث"؛ رواه البخاري (5661).
عيادة الأطفال:
• عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رسولُ إحدى بناته، يدعوه إلى ابنها في الموت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمُرْها فلتصبر ولتحتسب))، فأعادت الرسولَ أنها قد أقسمتْ لتأتينها، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام معه سعد بن عُبَادة، ومعاذ بن جبل، فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن، ففاضت عيناه، فقال له سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: ((هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم اللهُ من عباده الرحماء))؛ رواه البخاري (7377).
عيادة المشرك لدعوته:
• عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمَرِض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: ((أسلم))، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أَطِع أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقذه من النار))؛ رواه البخاري (1356).
وقت عيادة المريض:
• قال ابن القيم - رحمه الله -: "لم يخصَّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا من الأيام, ولا وقتًا من الأوقات بعيادة, بل شرع لأمته ذلك ليلاً ونهارًا, وفي سائر الأوقات"؛ اهـ، زاد المعاد (1/497).
وكان بعض السلف يعود المريضَ في أول النهار أو أول المساء حتى تصلي عليه الملائكة وقتًا أطول؛ عملاً بالحديث المتقدِّم: ((ما من مسلم يعود مسلمًا غدوةً إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي, وإن عاده عشيةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة)).
تنبيه:
لكن يجب مراعاة حال المريض والأرفق به، فيختار العائدُ الوقتَ المناسب، وذلك بتجنب وقت نوم المريض ووقت الدواء، ويجتنب أيضًا أوقات الطعام، فبعض الناس يستحيي أن تأتيَه وقت الطعام ولا يُطعِمك، فتجد المسكين مع المرض ومصاريف الدواء، يتكلف للزائرين بصنع الطعام، فليتنبه الغافلون، ويمكن ضبط الزيارة بالهاتف بالاتفاق مع المريض نفسه أو أهله، فالحمد لله الأمر اليوم سهل، والله أعلم، والله المستعان.
أين يجلس العائد؟
• عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عاد المريض جلس عند رأسه، ثم قال (سبع مرار): ((أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك))، فإن كان في أجله تأخيرٌ عُوفِي من وجعه"؛ رواه البخاري في الأدب المفرد (536)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2719).
التوقي من العدوى:
• عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطاعون رجزٌ أو عذاب، أرسل على بني إسرائيل، أو على من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه))، وقال أبو النضر: ((لا يخرجكم إلا فرارٌ منه))؛ رواه مسلم (2218).
سؤال المريض عن حاله:
• عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "لما قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وُعِك أبو بكر، وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبتِ، كيف تجدك؟ ويا بلال، كيف تجدك؟"؛ رواه البخاري (3926).
فائدة:
من تمام العيادة للمريض أن العائد إذا جلس عنده أن يمسك يده أو يضع يده على جبينه ليستأنس به المريض، وهو مما يدل على رحمة العائد بالمريض، ويجوز أن يمسح بيده على جسده بالرقية والدعاء له بالمأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم.
جواز البكاء على المريض:
• عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: اشتكى سعدُ بن عُبَادة شكوى له، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودُه مع عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن مسعود - رضي الله عنهم - فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله، فقال: ((قد قَضَى)) قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رأى القومُ بكاءَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَكَوا، فقال: ((ألا تسمعون، إن الله لا يعذِّب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم، وإن الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه))، وكان عمر - رضي الله عنه -: ((يضربُ فيه بالعصا، ويرمي بالحجارة، ويَحثِي بالتراب))؛ رواه البخاري (1304).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|