
12-09-2020, 04:45 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,196
الدولة :
|
|
رد: كيف نبنى الاسرة المسلمة السعيدة (متجدد إن شاء الله)

السلسلة الثانية
(أخلاق البيت السعيد)
الحلقة (18)
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلق مع الله تعالى ( 3-9)
ثانياً : توحيد الأسماء والصفات
هو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه ، أو وصفه به رسوله ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
قال سبحانه ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (1) وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )(2)، وقال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )(3).
وفي الآية الثانية إثبات ونفي ؛ نفى سبحانه عن نفسه المثل ، وأثبت لنفسه سمعاً وبصراً ، وهذا منهج السلف الصالح ؛ فهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه ، وينفون عنه ما نفى عن نفسه .
ومثاله قوله تعالى ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ... ) فأثبت سبحانه لنفسه الحياة والقيمومة ، ونفى عن نفسه السِّنة والنوم .
ومعنى قولنا ( من غير تحريف ) التحريف صرف الكلام عن معناه المتبادر منه إلى معنى آخر لا يدل عليه اللفظ إلا باحتمال مرجوح . فنؤمن بصفاته وأسمائه بمعانيها من غير تحريف .
ومعنى قولنا ( ولا تعطيل ) التعطيل هو نفي الصفات الإلهية ، بمعنى تعطيل الأسماء عن معانيها ، كأن يقال سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
ومعنى قولنا ( من غير تكييف ) أي من غير أن يُعتقد أن صفاته تعالى على كيفية كذا ، أو يسأل عنها بكيف ، فلا يعلم الكيفية إلا الله تعالى .
ومعنى قولنا ( ولا تمثيل ) أي من غير اعتقاد أنها مثل صفات المخلوقين .
أركان الإيمان بالأسماء والصفات :
1) الإيمان بالاسم .
2) الإيمان بما دلّ عليه الاسم من معنى
3) الإيمان بما يتعلق به من الآثار .
فمثلاً نؤمن بأن الله تعالى رحيم ذو رحمة وسعت كل شيء ، ويرحم عباده ، قدير ذو قدرة ، ويقدر على كل شيء .
دلالة الأسماء الحسنى :
1) دلالة مطابقة إذا فسرنا الاسم بجميع مدلوله
2) دلالة التزام : إذا استدللنا به على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها .
مثال ذلك الخالق يدل على ذات الله وعلى صفة الخلق بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها بالتضمن ، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام ، وذلك لأن الخالق لا يمكن أن يخلق إلا وهو قادر ، وكذلك لا يمكن أن يخلق إلا وهو عالم .
والرحمن دلالته على الرحمة والذات دلالة مطابقة ، وعلى أحدهما دلالة تضمن ، ودلالته على الأسماء التي لا توجد الرحمة إلا بثبوتها كالحياة والعلم والإرادة والقدرة ونحوها دلالة التزام(4)
(1) الدعاء ثلاثة أقسام 1) أن تسأل الله بأسمائه وصفاته ، 2) أن تسأله بحاجتك وفقرك وذُلّك فتقول : أنا العبد الفقير المسكين الذليل المستجير ونحو ذلك ، 3) أن تسأل الله حاجتك ولا تذكر واحداً من الأمرين ، والأكمل جمع الأمور الثلاثة ، وهذه عامة أدعية النبي صلى الله عليه وسلم انظر شرح أسماء الله الحسنى للقحطاني ص49 .
(2) سورة الأعراف آية 180 .
(3) سورة الشورى آية 11 .
(4) انظر شرح أسماء الله تعالى في كتاب معارج القبول 1/78 وما بعدها .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|