وتنطوي الآية على إشعارٍ لنبيِّ الله صالح - عليه السلام - بأن قومه لا يؤمنون به، على الرغم من أنه جاءهم بالمعجزة التي أرادوا، والله -تعالى- يوصيه بأن يحمل نفسه على الصبر إزاء ما سيجد من عنَتٍ.
ولعل الصبرَ على ملازمة أهل الصلاح مما يلحق بهذا النوع في قوله -تعالى-: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ [الكهف: 28].
ومما يلحق به أيضًا الصبر على القتال؛ ففيه سر النصر على الأعداء، بغض النظر عن الفارق العَددي والعُددي: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 65، 66].
وقد قيل: إن السرايا التي كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يبعثها لم تنقص عن عشرين، ولم تَزِدْ على مائة من المقاتلين؛ فتح القدير (676).
وبتأمل الآية نرى اختلاف صفة الصبر المقترن بالعدد، ففي ﴿ عِشْرُونَ صَابِرُونَ ﴾ نرى أن ﴿ صَابِرُونَ ﴾ صفة لـ﴿ عِشْرُونَ﴾؛ أي: إن كل واحد من هؤلاء العشرين صابرٌ؛ فالصبر خَصِيصة فردية لكل واحد منهم، ومن ثم فإن تلاحمهم يكسر قوةَ مَن يفوقهم في العدد بعشَرة أضعاف، ولكنه -تعالى- خفَّف عنهم بعد ذلك فقال: ﴿ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾، ولم يقل: مائة صابرون؛ أي: جعل الصبر في هذه الحالة للعدد الإجمالي وليس للأفراد، ومن هنا فقد يكون مِن بين المائة مَن هو قليلُ الصبر، أو أن صبر الأفراد المائة متفاوتٌ، ولكن الانطباع عنهم باعتبارهم فئة ومجموعة هو أنهم فئة صابرة، وفي هذا تخفيف بألا تكون مواجهة الواحد لعشرة، بل لاثنين وحسب، وفيه - والله أعلم - تخفيفٌ في مستوى الصبر المطلوب أيضًا، وهذا مفهومٌ من اختلاف صيغة الصبر في الموضعين: ﴿ عِشْرُونَ صَابِرُونَ ﴾ و﴿ مِائَةٌ صَابِرَةٌ ﴾.
الصبر على البلاء:
وينقسم هذا النوع على فرعين؛ أولهما: الصبر على الأذى النفسي، وثانيهما: هو الصبر على الأذى البدني؛ فأما الأذى النفسي، فينجم عن كفر الكافرين، وردِّهم القبيحِ لصاحب الدعوة، واتهامهم إياه بتُهَم شنيعة تدخل في باب تشويه السُّمعة، وقد حث الباري - عز وجل - نبيَّه الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - على الصبر مما لقي من هذا النوع من الأذى، فبعد أن ذكر - سبحانه - أنه صَرَف نفرًا من الجن يستمعون إلى الذكر، ويؤمنون به، مع بيان الضلال الذي يقع فيه مَن لا يؤمن بالله، وبعد أن أورد صورةً من صُورِ الآخرة: ﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الأحقاف: 34]؛ بعد ذلك كلِّه أمَرَ نبيَّه الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يصبرَ على أذى الكافرين، وجحودِهم، ورفضِهم الإيمان بقوله: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ﴾ [الأحقاف: 35].
فالحياة وإن بدت طويلة إلا أنها قصيرة، ساعة من نهار، وإن من الأَوْلى قضاءَها بالصبر والاحتساب، وبرجاء أن يؤمنَ أولئك الكافرون؛ ولهذا فإن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عندما أخبره مَلَك الجبال: أن الله -تعالى- أمره أن يأتمرَ بأمر رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأن يُطبِق الأخشبينِ على الكافرين إن شاء، قال - عليه السلام -: ((بل أرجو أن يُخرجَ اللهُ مِن أصلابهم مَن يعبد اللهَ لا يشرك به شيئًا))؛ التوحيد لابن خزيمة، من حديث السيدة عائشة - رضي الله عنها - (1/111)، صحيح مسلم (1795).
وعندما حاصر الطائفَ بعد معركة حُنَين، ثم رفع الحصار عنها ورحل؛ طلب منه أصحابُهُ أن يدعوَ على أهلها، ولكنه بدلاً من ذلك دعا لهم بالهداية، وهذا ما كان؛ إذ سرعان ما جاءته قبائلها تبايعه على الإسلام.
وقد واسى الله -تعالى- نبيَّه في مواضعَ أخرى لإعراض الكافرين عن دعوته بأن قصَّ عليه قصص الأنبياء السابقين، وما لاقوه من عنتِ أقوامهم، وكيف أنهم كانوا يواجهون الإعراض بالصبر؛ فقال - سبحانه -: ﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ﴾ [الأنعام: 33، 34].
إن هذه الآيات وغيرها كانت بلسمًا للمسلمين الأوائل، وعُدَّة لصبرهم على العذاب الشديد الذي صبَّه الكافرون عليهم، ولأنهم بشر فلربما توعَّدوا آنئذٍ أو في الوقائع اللاحقة أن ينتقموا بأشد مما فعَله الكافرون بهم، ولكن الله - سبحانه وتعالى - أرشدهم إلى ألا يتجاوزوا حدودَ ما أُصيبوا به إذا ما ثأروا لأنفسهم؛ فقال في كتابه الكريم: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 126، 127].
فإن كان الثأر هو الخيارَ، فلا بد أن يكون مكافئًا لمقدار الإصابة، لا أن يزيد عليها، وقد ذُكر أولاً؛ لأنه الحق والفطرة العامة التي يكون عليها الإنسان، غير أن الله - سبحانه - رقَّّى عباده المؤمنين إلى درجة أعلى بقوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾، ففي هذا تغذيةٌ لرُوح العفو والصفح في نفس الإنسان المسلم من جهة، وتنويهٌ بما للصفح من نتائجَ باهرة في الدعوة والبناء الاجتماعي من جهة أخرى؛ ولهذا فإن الله -تعالى- يقول: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾[فصلت: 34، 35].
ولعل من المناسب أن نتذكر في هذا المقام أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عندما عاد من إحدى غزواته اضطجع في ظل شجرة وعلَّق سيفه، فلمحه أحد الكافرين، فجاء متسللاً، ثم اخترط سيفَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال: مَن يحميك مني يا محمد؟ فأجابه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((الله))، فوقع السيف من يد الرجل، فأخذه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال له: ((والآن من يحميك مني؟))، فاستصفح الرجلُ النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - فعفا عنه، وكان ذلك سببًا لإسلامه.
وعلى كل حال، فقد ذكر ابن كثير وغيرُه أن الصفح في هذه الآية منسوخٌ بالجهاد؛ تفسير ابن كثير للآية 126 من سورة النحل، وأشار الشوكاني أيضًا إلى هذا المعنى، ولكنه أردفه بقوله: "ولا وجه لذلك"؛ يعني: النسخ؛ فيض القدير، تفسير الآية نفسها ص: (981).
وأحسب أن الشوكاني على صواب فيما ذهب إليه؛ ذلك أن الصفح من الأخلاقيات التي حرص الإسلام على تنميتها في نفوس معتنقيه، على حين أن من شأن العقوبة - إذا لم تكن حدًّا من حدود الله - أن تزرع الضغينة في النفس، وتُغلِق القلوب عن تقبُّل الدعوة، والدينُ لا ينتشر بتراكمات الحقد، بل بالسماحة والخُلق النبيل.
وهناك أنواع أخرى من المصائب والبلايا التي مر بها رجالُ الله تعالى، ولكنهم تلقَّوْها بالصبر الجميل والتسليم المطلق لمراد الله، من ذلك مثلاً - وهو ما أشرنا إليه من قبل - ابتلاءُ إبراهيم - عليه السلام - بالحرق بالنار، وبترك فِلْذةِ كبده وزوجه في صحراءَ قاحلةٍ، وبذبح ابنه، وما مُنِيَ به يعقوبُ - عليه السلام - بفقده ولده يوسف، وما مر به يوسف من كيد إخوته، واسترقاقه، وسجنه، وبُعْده عن أهله ووطنه، وما أصاب أيوبَ - عليه السلام - مِن مرضٍ أفرده وحيدًا سنين طويلة، وغيرها.
الصبر من أجل العلم:
ووردت الإشارة إلى هذا النوع من الصبر في سورة الكهف عندما لفَتَ العبدُ الصالح "الخضر" نظرَ موسى - عليهما السلام - إلى أنه لن يستطيع الصبرَ على ما سيرى، منبهًا إياه إلى الشرط اللازم توافره في "التلميذ" من أجل الوصول إلى المبتغى، وقد وعد موسى لا بأن يكون صابرًا وحسب؛ بل بأن يكون مطيعًا أيضًا: ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾ [الكهف: 66 - 69].
فالصبر إذًا - محافظة عليه أو التحلل منه - هو أساس الاتفاق على تحصيل العلم، ولقد عذر الخضر موسى - عليهما السلام - أكثر من مرة؛ لصعوبة الصبر، ولأن ما حصل كان يتطلب قدرًا عاليًا منه، وبما أن موسى - عليه السلام - لم يُبْدِ ذلك النوعَ الخاص من الصبر؛ فقد بطل الاتفاقُ، وتوقَّف تعليمه من تلك الجهة؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((وددنا أن موسى كان صبر، فقص الله علينا من خبرهما))، أو ((يرحم اللهُ موسى لو كان صبر يُقَصُّ علينا من أمرهما))؛ البخاري، حديث رقم (3401).
ولا شك أننا نُفيد من هذه الواقعة في ضرورة التحلي بالصبر، لا في ميدان التعلم وحسب، بل في مجال التعامل العام مع الآخرين؛ كتعامل المعلمين مع طلابهم، وبالعكس، والأطباء مع المرضى، وبالعكس، والناس بعضهم مع بعض في شتى شؤونهم ومصالحهم.
الصبر المذموم وعدم الرضا:
ويَرِد في القرآن الكريم صبرٌ أو تواصٍ بالصبر يُبْديه غيرُ المؤمنين برسالة الإسلام؛ من أجل الحفاظ على معتقدهم، وهذا الصبر مذمومٌ من وجهة النظر الإسلامية؛ لأنه لا يُبذَل من أجل الحق، أو أن عاقبته ليست حقًّا، ولأنه - قبل كل شيء - صبرٌ ليس في الله، ومن ثم فإن الصبرَ المحمود هو ما يكون لله وبالله، وأما المذموم، فهو ما يكون لغير وجهه سبحانه وتعالى، وإن كان التمكنُ من النفس في حد ذاته سجيةً محمودة على مستوى البناء الشخصي والفردي.
وإن المواضع التي وردت فيها آيات تشير إلى هذا النوع من الصبر هي:
قوله -تعالى-: ﴿ إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ﴾ [الفرقان: 42].
وقوله -تعالى-: ﴿ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴾ [ص: 6].
ولهذا؛ فإن هؤلاء القوم وإن صبروا، فإن صبرهم كان على باطل، وكانت عاقبته النار: ﴿ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24].
أي: إن الصبرَ الذي يبديه الكافرون على أعمالهم في الدنيا سيستدرجهم إلى أن يُلقيَ بهم في النار، أو إنهم إن يصبروا على النار، لا يُجْدِهم صبرهم نفعًا، ولا ينقذهم منها، بل هم ماكثون فيها؛ حيث ستكون دارَهم ومستقرَّهم.
ولعل مما يُلحَق بهذا النوع ما أبداه بنو إسرائيل من عدم الرضا بمراد الله تعالى؛ وذلك في قوله - سبحانه -: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ﴾ [البقرة: 61].
جزاء الصبر:
لقد تكفل الله - سبحانه وتعالى - بمجازاة الصابرين على صبرهم في الدارين؛ فأما الجزاء الدنيوي، فهو:
• إناطة الإمامة بالصابرين؛ جزاءً لإيمانهم بالله، وصبرهم من أجله؛ ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 23، 24].
• النصر على الأعداء؛ كانتصار بني إسرائيل على فرعون وجنوده؛ ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137]، وكانتصار طالوت وجنوده، وكقوله -تعالى-: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 120].
• الحصول على المدد الإلهي، ومساندة الملائكة؛ كالبُشرى التي ساقها الله - عز وجل - لعباده في معركة بدر؛ وذلك في قوله - سبحانه -: ﴿ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِين﴾ [آل عمران: 125].
• الحظوة بمعية الله تعالى، وما في ذلك من انشراح الصدر، وطمأنينة القلب، وذلك في قوله - سبحانه -: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]، وكقوله -تعالى-: ﴿ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾ [الأنفال: 46]، وكقوله: ﴿ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 66].
• نيل حب الله تعالى؛ كما في قوله - سبحانه -: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146].
وأما الجزاء الأخروي، فيليق بكرم الله سبحانه، وإن مَن يحظى بمعيته وحبه في الحياة الدنيا لا بد أن يكونَ في دار رحمته وجنانه في الدار الآخرة، والآيات التالية كلها تنبئ عن هذا المآل - الذي نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعًا فيه -:
• ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96].
• ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 110].
• ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 111].
• ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75].
• ﴿ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ﴾ [القصص: 54].
• ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12].
• ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].