عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-09-2020, 05:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,030
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سبل السلامة من أهوال يوم القيامة



فهيا إخوة الإسلام لنرى كيف سيكون الخوف من الله تعالى سبيل من سبل النجاة



الخوف من الله يجعل الإنسان في ظل العرش يوم القيامة:



عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشأ في عبادة الله ورجلٌ قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجلٌ دعته امرأة ٌ ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه".[4].







الخوف من الله من أسباب المغفرة:



عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: "إن رجلاً كان قبلكم رغسه الله مالاً فقال لبنيه لما حضر أي أبٍ كنت لكم قالوا خير أب قال فإني لم أعمل خيراً قط فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصفٍ ففعلوا فجمعه الله فقال ما حملك فقال مخافتك فتلقاه برحمته" [5].



فعذره الله بجهله وشفع له خوفه من ربه وإلا فالذي ينكر البعث كافر.







الخوف من الله طريقاً إلى الجنة:



وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ خَافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ. ألا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، ألاَ إنَّ سِلْعَةَ الله الجَنَّةُ))[6] أي الذي يخاف من إغارة العدو وقت السحر يسير من أول الليل (أدلج) فبلغ المنزل والمأمن والمطلب، وهذا مثل ضربه الرسول صلى الله عليه وسلم لسالك الآخرة فإن الشيطان على طريقه والنفس الأمارة بالسوء والأماني الكاذبة وأعوان إبليس، فإن تيقظ في مسيره وأخلص النية في عمله أمن من الشيطان وكيده ومن قطع الطريق عليه، هذه سلعة الله التي من دخلها كان من الآمنين.







الخوف من الله يرفع الخوف عن الخائف يوم القيامة:



عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم يروي عن ربه جل وعلا قال: (وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة) [7].







ولله در القائل:





يا آمنا مع قبح الفعل منه فهل

أتاك توقيع أمن أنت تملكهُ؟



جمعت شيئين أمنا و اتباع هوى

هذا وإحداهما في المرء تهلكهُ



والمحسنون على درب المخاوف قد

ساروا، وذلك درب لست تسلكه



فرطت في الزرع وقت البذر من سفه

فكيف عند حصاد الناس تدركه



هذا وأعجب شيء فيك زهدك في

دار البقاء بعيش سوف تتركهُ










أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.












الخطبة الثانية



الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.



وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.



أما بعد:



رابعا: الحب في الله:



أيها الآباء: ومما ينجي المسلم من أهوال يوم القيامة الحب في الله فهو من أوثق عرى الإيمان.



عن أبي مالك الأشعري قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم: فنزلت هذه الآية ﴿ لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [المائدة: 101] قال: فنحن نسأله إذ قال: إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله عز وجل يوم القيامة قال وفي ناحية القوم أعرابي فقام فجثا على ركبتيه ورمى بيديه ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم من هم؟







قال: فرأيت وجه النبي صلى الله عليه و سلم ينتشر فقال النبي صلى الله عليه و سلم: عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل من شعوب أرحام القبائل لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها لله لا دنيا يتباذلون بها يتحابون بروح الله عز وجل يجعل الله وجوههم نورا يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الرحمن تعالى يفزع الناس ولا يفزعون ويخاف الناس ولا يخافون"[8]







هل أخي الحبيب أن تكون مع النبي - صلى الله عليه و سلم - ومع أصحابه الكرام؟



عليك بالحب في الله: عن أنس أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة فقال متى الساعة فقال وما أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله فقال أنت مع من أحببت قال أنس فما فرحنا بشيءٍ فرحنا بقول النبي {صلى الله عليه وسلم} أنت مع من أجببت قال أنس فأنا أحب النبي {صلى الله عليه وسلم} وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل أعمالهم"[9].







خامسا: سلامة القلب:



ومن سبل السلامة من أهوال يوم القيامة سلامة القلب فمن أعظم ما ينبغي أن يُعنى به تجاه القلب العناية بسلامته من كل ما يسخط الله ويغضبه سبحانه، فهذا الذي ينفع العبد النفع العظيم يوم يلقى الله ويقف بين يديه سبحانه، قال الله سبحانه ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء:88-89].







والقلب السليم - معاشر المؤمنين - هو القلب الذي سلِم من الشرك والشك، وسلِم من كل أمرٍ يُسخط الله، وسلِم من الإصرار على البدع والمعاصي، ويلزم من هذه السلامة من هذه الأشياء الاتصاف بأضدادها من الإخلاص لله، واليقين، والإقبال على طاعة الله، ومحبة الله جل وعلا، وتعظيمه وتعظيم شرعه، فإن القلب إذا كان متصفاً بهذه الأشياء سليماً من أضدادها كان بذلك قلباً سليما له النجاة يوم القيامة والفوز بالدرجات العلا يوم يلقى الله سبحانه.







أيها المؤمنون: وللقلب السليم علامات تدل عليه وتدل على سلامته ونقائه وذكائه فمن علامات سلامة القلب: أن يكون قلبا مترحِّلا عن الدنيا متجافياً عنها غير مغترٍ بها عالم بحقيقة حالها وأنها دار الفناء والزوال وأنها مرتحلة وليست باقية كما قال علي رضي الله عنه: «ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلاَ عَمَلٌ».[10]







ومن علاماته عباد الله: العناية بتصحيح العمل أكثر من العناية بالعمل نفسه إخلاصاً لله وصدقاً مع الله جل وعلا ونصحاً في عبادة الله واستشعاراً لمنة الله عليه واتهاماً للنفس بالتقصير في جنب الله ومجاهدةً لها في طاعة الله.







القلب الذي يتلقى أوامر الله - تبارك وتعالى - بمنتهى التسليم والرضا, ويصير وجلاً إذا ذكر به - تبارك وتعالى -, يزداد إيمانه إذا سمع آيات الله - تبارك وتعالى - تتلى قال - تعالى -:﴿ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [التوبة: 124]







اللهم اجعل عبادتك أحب إلى نفوسنا من الماء على الظمأ، اللهم اجعل قلوبنا تحب الطاعات، وتلتذ بها، وتجد حلاوتها، وتستحضر عظمة الرب فيها، وتمتلئ بالخشوع في أدائها برحمتك يا أرحم الراحمين.







اللهم إنا نسألك نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، والشوق إلى لقائك، ولذة النظر إلى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم خذ بنواصينا إلى طريق الحق والسداد، وألهمنا الرشد والصواب، اللهم وفقنا للطاعات، واصرف عنا الشرور والسيئات، واغفر اللهم لنا ما مضى وما هو آت، برحمتك يا رب الأرض والسماوات.







اللهم اهدنا واهد بنا، نسألك اللهم التقى والهدى، والعفاف والغنى، وأن تجعلنا هداة مهديين، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا، اللهم املأ أوقاتنا بالطاعات، ولا تشغلنا اللهم بالغفلات ولا بالمعاصي والسيئات، اللهم إنا نسألك لأمتنا وحدة من بعد فرقة، وعزة من بعد ذلة، وقوة من بعد ضعف يا أرحم الراحمين.







اللهم تول أمرنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا اللهم فيما يرضيك آمالنا، اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، واجعلنا اللهم ممن وفقته لقيام ليلة القدر وصيام يومها.







اللهم يا رب العالمين، يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين؛ منّ علينا بعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وذرياتنا من النار يا رب العالمين! اللهم انصر عبادك وجندك المجاهدين في كل مكان، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.







عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله؛ استجابة لأمر الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب:56] وترضوا على الصحابة الكرام، وخصوا منهم بالذكر ذوي القدر العلي، والمقام الجلي أبو بكر و عمر و عثمان و علي، وعلى سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون!







[1] أخرجه أحمد (5 / 254، رقم 22240)، والطبراني (8/ 188، رقم 7779).



[2] أخرجه ابن ماجه (2 / 1437 رقم 4300)، والحاكم (1/ 710، رقم 1937) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: الترمذي (5/ 24، رقم 2639) وقال: حسن غريب.



[3] أخرجه أحمد (3/ 154، رقم 12583) وأبو يعلى (7/ 199، رقم 4187) وابن حبان (2/ 264، رقم 510)، والحاكم (1/ 55، رقم 25).



[4] أخرجه البخاري (660) و (1423) و (6479)، ومسلم (1031) (91)، والترمذي (2391)، وابن خزيمة في "صحيحه" (358).



[5] أخرجه أحمد (3/ 69، رقم 11682)، والبخاري (3/ 1282، رقم 3291)، ومسلم (4/ 2111، رقم 2757).



[6] أخرجه الترمذي (4/ 633 رقم 2450) وقال: حسن غريب. والرامهرمزي (1/ 120 رقم 83)، والحاكم (4/ 343، رقم 7851) وقال: صحيح الإسناد. والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 512، رقم 881). وأخرجه أيضًا: عبد بن حميد (ص 425، رقم 1460).




[7] أخرجه البزار 4/ 75 برقم (3234) من طريق زهير بن محمد، وأخرجه أبو يعلى 5/ 378 برقم (3035).



[8] أخرجه أحمد (5/ 343، رقم 22957) والطبراني (3/ 290، رقم 3433) قال الهيثمي (10/ 276).



[9] الجمع بين الصحيحين (2/ 583).



[10] البخاري معلقًا قبل حديث (6417).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.03 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]