المرأة وتحمل المسؤولية
طلحة محمد المسير
معالم في شخصية المرأة المسلمة (11)
الحياة مسؤولية:
إن الله - جل وعلا - لم يَخلُق البشر عبثًا، ولم يَتركْهُم سُدى؛ بل خلقَهم لعبادته - جل وعلا - والاستجابةِ لأَمرِه، والسَّير على مِنهاجِه، ثمَّ همْ يوم القيامة مجزيُّون على أعمالهم؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36].
مسؤوليات المرأة:
• المرأة مسؤولة عن نفسها، وتديُّنِها، وعبادتها، وأخلاقها، وسلوكها، والعمل بالإسلام وللإسلام، والدعوة إلى الله - جل وعلا - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• المرأة مسؤولة عن بِرِّ والدَيها، وطاعتِهما، وإدخال السرور عليهما.
• المرأة مسؤولة عن زوجها، وطاعته في غير معصيَة، وخدمتِه بالمعروف، وإحسان العِشرة، ونَشرِ المودَّة والرحمة في أرجاء بيت الزوجية.
• المرأة مسؤولة عن أطفالها، ورعايتهم، والعناية بشؤونهم الصحية والنفسية والبدنيَّة والغذائية، وتربيَتهم الدينيَّة والسلوكية، وحمايتهم مِن صور الغَزوِ الفِكريِّ والثقافيِّ، وإبعادهم عن رفقاء السوء، وتَحذيرهم مِن مَسالك العُدوان.
• المرأة مسؤولة عند الأزمات؛ فتتجلَّد عند الفقر، وتَصبِر عند الترمُّل، وتَزداد عنايَتُها بأولادها عند التيتُّم، وترعى أبوَيها وزوجَها عند العجز.
عندما تَضيع مسؤولية:
• إذا ضيَّعتِ المرأة المسؤولية، فقدَتْ أهمَّ ما يُميِّزها مِن خصائص؛ فيَضيع دينُها، ويسوء خلُقُها، ويَنفِر مِن صُحبتِها الصالحون، ويتشكَّى منها أقرب أهلها مِن آباء وإخوان، ويَمقتها زوجها، ويَفسد ولدها.
• عندما تَنتشِر اللامبالاة بين النساء تَضيع كل الأهداف النبيلة في حياة المرأة، وتُصبح المرأة مجرَّد كيان فارغ لا قيمة له، ولا همَّ له إلا تحصيل التفاهات، والجَري خلفَ الأوهام والخرافات.
• مع السلبية تُصبِح عالةً على غيرها مِن النساء؛ فلا تُحسِن صنعَ طعامها، ولا تنظيم بيتِها وتنظيفه.