عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-09-2020, 02:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,890
الدولة : Egypt
افتراضي تدبر: ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون

تدبر: ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون
سعيد مصطفى دياب











﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ



قال ابن القيم رحمه الله: قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾، وَلَمْ يَقُلْ: ذَهَبَ نُورُهُمْ، وَفِيهِ سِرٌّ بَدِيعٌ وَهُوَ انْقِطَاعُ تِلْكَ الْمَعِيَّةِ الْخَاصَّةِ الَّتِي هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، و﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾.[1]







و﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾.[2]



فَذَهَابُ اللَّهِ بِذَلِكَ النُّورِ انْقِطَاعٌ لِمَعِيَّتِهِ الْخَاصَّةِ الَّتِي هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ خَصَّ بِهَا أَوْلِيَاءَهُ فَقَطَعَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ بَعْدَ ذَهَابِ نُورِهِمْ وَلَا مَعَهُمْ فَلَيْسَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾.[3]







وَلَا مِنْ: ﴿ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾.[4]



♦♦♦








قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴾.[5]



من لم ينتفع بما سمع، ولم يستجب لما دعي إليه، ولم يتعظ بما رأى من البراهين، فليس لسمعه، ولا لبصره، ولا لمنطقه فائدة.



كما قال الشاعر:



لَمْ تَقْتَحِمْ بِي دَوَاعِي النَّفْسِ مَعْصِيةً ♦♦♦ إِلَا وَبَينِي وَبَينَ النُّورِ ظَلْمَاءُ







ومن كان هذا حاله، ومن كان هذا دأبه، وديدنه، فإنه يخشى عليه أن يسود قلبه، وتعمى بصيرته، فلا يُرتجى منه خَيْرٌ، ولا يُنتظر منه نَفْعٌ.










[1] سورة البقرة: الآية/ 153.




[2] سورة النَّحْلِ: الآية/ 128.




[3] سورة التَّوْبَةِ: الآية/ 40.




[4] سورة الشُّعَرَاءِ: الآية/ 62، اجتماع الجيوش الإسلامية (2/ 64).




[5] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 18.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]