عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-09-2020, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,030
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح حائية ابن أبي داود

شرح حائية ابن أبي داود(5)
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري



(الدرس الخامس)


وقل إن خير الناس بعد محمدٍ ♦♦♦ وزيراه قِدماً ثم عثمان الَارجحُ
قوله رحمه الله " وقل ": أي أيه الأثري السني.

قوله " إن خير الناس ": لأنهم خير الأمة، وهذه الأمة خير الأمم، قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).
قوله " بعد محمدٍ ": أي والأنبياء والمرسلين؛ كما في حديث علي - رضي الله عنه - عند الترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -: " إن هذين سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين".

قوله " وزيراه ": وزير الملك هو الذي يحمل ثقله ويعينه برأيه؛ كما في القاموس، وقد شهدت لهذا الأحاديث؛ كما عند الترمذي وغيره.

قوله " قدماً ": ضبطت بكسر القاف، قال السفاريني: أي في ابتداء الأمر والنبوة، وضبطت بضم القاف، والمراد: تقديم أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -.

قوله " ثم عثمان الأرجح ": أي على الراجح، وقد وقع الخلاف قديماً بين أهل السنة والجماعة، فمنهم من ثلث بعثمان، ومنهم من ثلث بعلي رضي الله عنهما، ومنهم من توقف، ولكن الراجح والذي استقر عليه الأمر بعدها أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة.

ورابعهم خير البرية بعدهم ♦♦♦ علي حليف الخير بالخير منجحُ
قوله " ورابعهم خير البرية بعدهم ": البرية من برأ أي خلق، والمراد خير الخلق بعد أبي بكر وعمر وعثمان.

قوله " علي حليف الخير ": أي الملازم للخير.

قوله " بالخير منجح ": من النجاح، وهو الظفر، وفي نسخة:" ممنح"، وفي أخرى: " يمنح" من المنحة أي العطاء.

وإنهم للرهط لا ريب فيهمُ ♦♦♦ على نجب الفردوس بالخلد تسرحُ
قوله " وإنهم للرهط ": الرهط قوم الرجل وفصيلته من ثلاثة إلى عشرة ليس فيهم امرأة، والمراد الخلفاء الأربعة السابقون، وفي نسخة:" وإنهم والرهط"؛ أي الخلفاء الأربعة والستة البقية من العشرة.

قوله " لا ريب فيهم ": أي لا تهمة ولا شك؛ لشهود الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة.

قوله " على نجب ": يقال: نجيبة أي ناقة كريمة حسنة.

قوله " الفردوس ": قال ابن القيم في حادي الأرواح: " الفردوس يقال: لجميع الجنة ولأعلاها"، وفيه إشارة إلى وجوب الإيمان بالجنة ونعيمها.

قوله" بالخلد تسرح ": وفي نسخة:"في الخلد تسرح"، وفي نسخة: " بالنور تسرح"؛ أي تُرسل حيث شاءت.

سعيدٌ وسعدٌ وابن عوفٍ وطلحةٌ ♦♦♦ وعامرُ فهرٍ والزبيرُ الممدحُ
قوله: " سعيد ": هو أبو الأعور سعيد بن زيد القرشي العدوي رضي الله عنه.
قوله " وسعد ": هو أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري رضي الله عنه.
قوله: " وابن عوف ": هو أبو محمد عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري رضي الله عنه.
قوله: " وطلحة ": هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله القرشي الزهري رضي الله عنه.
قوله: " وعامر فهر ": هو أبو عبيدة عامر بن عبيد الله بن الجراح الهذلي رضي الله عنه.
قوله: " والزبير ": هو أبو عبد الله الزبير بن العوام القرشي الأسدي رضي الله عنه.

قوله " الممدّح ": أي الذي وُصف بأوصاف يستحق المدح عليها والحمد بها.

الأصل في هذا الباب:
أن التفاضل بين الصحابة إنما حصل بحسب السبق في الصفات، والنصرة، وزمن الإسلام، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "الحب والبغض يتبع الفضل؛ فمن كان حبه أعظم دل على أنه أفضل، ودل حينئذٍ على أن محبته دين؛ لأجل ما فيه من زيادة الفضل، ولأن ذلك ضد البغض، ومن كان بغضه سببًا للعذاب لخصوصه كان حبه سببًا للثواب، وذلك دليل على الفضل".






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]