عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 31-08-2020, 03:04 AM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة (الجزء السابع)

السلام عليكم
قبل ان اقوم بترجمة بعض مقتطفات فصل الديميورج في كتاب René Guénon، احب ان اوضح شيئا، هناك من يقول بان الديميورج ليس مقصودا به الله تعالى الذي يعبده اهل السنة من المسلمين، لكنهم وقعوا في خطا لان فكرة الديميورج هي فكرة قديمة جدا، ظهرت في مختلف العقائد على مر القرون، لانه كما ذكرت قبل سنوات هناك غنوصية وثنية وغنوصية يهودية وغنوصية مسيحية وغنوصية اسلامية تتجلى في التصوف، حتى الغنوصية الوثنية كانت تؤمن بوجود الديميورج، فاكيد ان فكرة الله في بعض العقائد مختلفة عن الله عند المسلمين، كل يرى خالق الكون حسب عقيدته، وبما اننا مسلمين فاكيد ان الغنوصية في الاسلام معناها ان خالق الكون هو الله سبحانه وتعالى. وبالمناسبة في مشاركتي رقم (789) من هذا الموضوع كتبت سهوا مني :



والغنوصيون من غير المسلمين ان كانوا يؤمنون باله اخر خالق للكون كالمسيح مثلا،
فهو من يعتبرونه ديميورج


لم انتبه فكتبت هذا الكلام، هم لا يعتبرون المسيح ديميورج، بالعكس ففي الغنوصية المسيحية يعتبرون المسيح هو اله النور، لان المسيحيين العاديين عندهم ثالوت، الاب الذي هو الله والابن المسيح والروح القدس، لكن كما شرحت قبل سنوات المسيح عند الغنوصيين المسيحيين مختلف عن المسيح عند المسيحيين العاديين، لان مسيح الغنوصيين الذي يعتبرونه اله الخير مثله مثل كائن فضائي، حتى انهم كما ذكرت سابقا يرفضون فكرة صلب المسيح لانه كائن روحاني حسب زعمهم فكيف يصلب. المقالة اسفله ستوضح لكم الكثير من الامور، قبل التعليق على اهم ما جاء فيها لانتقل بعدها لنقل كلام René Guénon الذي يثبت بانه غنوصي سانقل الفقرة كاملة، وموقعها على الرابط


https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=655181&r=0


عنوان المقالة
هل الشيطان خالق العالم

اليكم نص المقالة، اتمنى ان تقراوها بتمعن وتركيز شديدين لانها ستجعلكم تاخذون فكرة مهمة عن الغنوصية بصفة عامة والغنوصية المسيحية بصفة خاصة



قد تبدو كفكرة صادمة و غير عادية بداية و لكنها كانت منتشرة لدى بعض التيارات المسحية و توصف بالغنوصية .


الغنوصية المسيحية اتجاه ديني يهتم بالمعرفة الروحية للشخص ليستطيع الوصول للحقيقة المطلقة و معرفة الإله بعيدا عن التقاليد و الطقوس الدينية الممارسة . و الغنوصية ككلمة تأتي من اليونانية ( genosis)و تعني العرفان و يقصد بالمعرفة عن طريق الفكر بشكل غير مادي . فالغنوصية المسيحية قريبة من الصوفية في الإسلام باعتمادها على المعرفة الروحية و الفكرية للخالق بعيدا عن حرفية الشرائع .
تنطلق الغنوصية المسيحية من قولها بوجود إلهين مسؤولين عن خلق العالم و ليس إله واحد . الأول هو إله أعلى كامل نوراني يعتبر مصدرا للخير في العالم .أما الثاني فهو الإله المادي و يعتبر مصدرا للشر في العالم و تسميه ( الديميرج ) . و يتم المماهاة بينه و بين يهوه إله التوراة و يعتبر هو نفسه الشيطان أو إله الظلام في الزرادشتية . فكرة المماهاة بين خالق العالم المادي و الشيطان تستمد جذورها من الاناجيل الرسمية و تحديدا انجيل يوحنا حيث يرد فيه "لوكان الله اباكم لكنتم تحبونني , لاني خرجت من قبل الله و اتيت " 42:8...... "أنتم من أب هو إبليس و شهوات أبيكم تريدون أن تعملوا " 44:8........ و المسيح نفسه تعرض لاختبار من الشيطان بعد أن نزل عليه الروح القدس و توجه للبرية لأربعين يوما حيث عرض عليه الشيطان أن يحكم هذا العالم بأكمله مقابل التخلي عن دعوته فرفض المسيح فلو لم يكن للشيطان سلطة على هذا العالم لما عرضه على المسيح .
.فكرة وجود إلهين خالقين هدفها تنزيه الإله الأعلى الذي تؤمن به المسيحية من أن يكون مصدرا للشر في العالم . فالإله الأعلى الكامل لا يمكن أن يصدر عنه عالم مليء بالشر كعالمنا . لذلك يعزون خلق العالم بما فيه من شر و خطايا إلى الإله المادي يهوه ( الديميرج ) المسؤول عن خلق الشر في العالم إضافة الى مسؤوليته عن خلق الجسد المادي البشري بالمقابل تبقى الروح البشرية هي قبس من نور الإله الأعلى لذلك فبذرة الخير موجودة بالإنسان . فالإنسان مكون من جزأين مادي مسؤول عنه الديميرج و روحي مسؤول عنه إله الخير و الصراع دائم بين هذين الجزأين . و هو تقسيم نراه موجودا بالزرادشتية أيضا باعتبار الجسد البشري جزء مادي من العالم لذلك يعتبر دنسا لدرجة أنه لا يجوز دفنه في الأرض بعد الموت لأن الروح التي غادرته تكون قد أفقدته جانبه الخير النوراني لذلك يترك الجسد في العراء لتأكله الوحوش و الطيور . فكرة الجسد المادي مصدر الشر ظهرت لاحقا ببعض مظاهر الحياة في أوروبا بشكل عدم الاهتمام بالاستحمام و النظافة الجسدية . هذه الفكرة التي نبعت من مفهوم مادية الجسد و بالتالي يجب عقابه و كبته كنوع من محاربة الإله الأدنى الديميرج المسؤول عن المادة في هذا العالم و بالتالي مساعدة الجزء الروحاني النوراني مصدر الخير على الانتصار في صراعه مع المادة في هذا العالم ( طبعا هي وقعت بخطأ التفسير الحرفي لموضوع المادة و عقابها عقابا ماديا أيضا لا يتناسب مع التوجه الروحي و الفكري للغنوصية ) . و من أجل تقييد الانسان و التحكم بهذا العالم فرض هذا الإله الأدنى ( الديميرج الشيطان) على الانسان الشرائع الدينية المادية ليحكمه من خلالها و يجب على المؤمن التغلب عليها و التخلص من قيودها ليصل الى العرفان الإلهي الذي يمكنه من معرفة إله الخير و الاندماج به .و الغنوصيون يعتبرون أن الجهل بهذه الحقائق و عدم ادراك الاله الأعلى فكريا و روحيا هو سبب الشرور و الخطايا لدى البشر. فالخطيئة لديهم هي الجهل لذلك ينادون بالعرفان لتخليص الانسان من جهله و تحريره ليلتحق بالإله الاعلى و يتخلص من قيود الشريعة .
و الأفكار هذه نراها منتشرة لدى فالنتينوس السكندري في القرن الأول الميلادي الذي اعتبر أن الوجود ينقسم إلى الإله الأعلى الخالق و تصفه بأنه الأصل الأول أو العمق الأول الذي لم يصدر عن شيء . و من العالم المادي و بينهما وسائط روحية تدعى (pleroma) و من أدناها مرتبة صدر العالم المادي بشروره . نراها في مخطوطات قمران من القرن الأول قبل الميلاد و التي تعود لطائفة دينية غنوصية عاشت في كهوف قمران متخلية عن ملذات الحياة المادية و اتبعت نمط حياة يومي قائم على المشاركة بين أفرادها بالمأكل و الملبس و المشرب و الأعمال اليومية مع تعليم ديني يومي لأتباعها للوصول للعرفان . لدى مرقيون الذي اعتبر مهرطقا من قبل الكنيسة . مرقيون الذي اعتبر أن الزواج و التكاثر يزيد من قوة الإله المادي يهوه(الشيطان) بزيادة أعداد البشر و حبس المزيد من الروح ) المادة النورانية ( في الأجساد المادية المخلوقة من يهوه إله هذا العالم و بالتالي يجب الامتناع عن الزواج لمنع حبس المزيد من الروح داخل الجسد المادي و بالتالي تقوية الشيطان بشكل غير مباشر . نرى جذور هذه الفكرة موجودة لدي الرسول بولس عندما دعا إلى عدم الزواج و فضل العزوبية على الزواج ) كورونثوس) . الفكرة نفسها تظهر في المانوية أيضا و تعتبر من عقائدها الأساسية الدعوة لعدم الزواج لمساعدة إله الخير في صراعه ضد إله الشر . فكرة الإله الأعلى و الإله الخالق توجد أيضا لدى طائفة الكاثارية التي انتشرت في الجنوب الفرنسي في القرنين الحادي عشر و الثاني عشر و التي اعتبرها الفاتيكان هرطقة و شن حملة عسكرية ضدها للقضاء عليها و نجح في ذلك بعد ارتكاب مذابح عديدة ضد معتنقيها سميت بالحروب الألبينية .
. فالتفسير الغنوصي للخلق و لمصدر الشر في العالم لا يخرج عن إطار الثنوية و صراع الخير ضد الشر أو النور ضد الظلام .... الحياة ضد الموت .... و هي ثنوية معروفة منذ القدم ضمن ثقافات الشرق القديمة . و قامت الغنوصية بتطوير الفكرة لتنزيه الإله الأعلى عن مصدر أي شر في العالم و يبدو ربطها للشر بالإله الأدنى و بيهوه الإله التوراتي كأسلوب للقطيعة بشكل كامل ما بين المسيحية مع تراث العهد القديم بربط العهد القديم و إلهه بالشر و الشيطان مباشرة بينما يبقى إله العهد الجديد مصدرا لكل خير في العالم .




رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.42 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]