
25-08-2020, 03:42 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,786
الدولة :
|
|
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة البقرة - (55)
الحلقة (62)
تفسير سورة البقرة (26)
"أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" كانت هذه إجابة موسى لقومه حين رأى جهلهم بما هو خير لهم وأفضل، لم لا؟ أليس العسل خيراً من البصل، واللحم خيراً من الفوم والقثاء؟ ومع هذا قيل لهم: أردتم الهبوط مما أنتم فيه من نعيم فافتحوا مصراً من الأمصار، وستجدون فيه مرادكم، فأعرضوا، ومنعهم جبنهم وخورهم، وزادوا الطين بلة بأن كفروا بآيات الله وقتلوا الأنبياء وعصوا، واعتدوا، فضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وحلّ عليهم غضبه، فبعداً لهم، ولمن سلك مسلكهم.
تفسير قوله تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ...)
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات في أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله، فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. ثم أما بعد:أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!إن السورة ما زالت كعهدنا بها سورة البقرة، ومع الآيات المباركات التي نستعين الله تعالى على تفسيرها وفهم معانيها؛ سائلين الله عز وجل أن يرزقنا الاهتداء بهديها والعمل بها؛ إنه قريب مجيب سميع الدعاء.قراءة تلك الآيات بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [البقرة:61].ما زال السياق الكريم في موعظة وتذكير بني إسرائيل، والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم أرسل لهداية الخلق، وإنجاء البشرية عامة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، والقرآن الكريم نزل أيضاً لهداية الخلق، فلا تنقطع هدايته، ولا تنطفئ أنواره إلى أن يرفعه الله تعالى إليه.
جهالة بني إسرائيل بالخير
وها نحن منذ ليالٍ مع بني إسرائيل، ولنستمع إلى ما قال تعالى لهم: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى [البقرة:61]، اذكر لهم يا رسولنا، واذكروا أنتم يا معشر اليهود، إذ قلتم وأنتم في صحراء التيه مع نبي الله ورسوله موسى وأخيه هارون لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ [البقرة:61]، وقد عرفنا ما هذا الطعام، إنه المن والسلوى، الحلوى ولحم الطير المشوي، فهل هناك غذاء أتم من هذا؟!هكذا واجهوا نبي الله ورسوله موسى بهذا الكلام الهابط السافل.ويبدو كما أشار بعض أهل العلم إلى أن بني إسرائيل مع موسى ما كانوا يعتقدون رسالته ونبوته، وكأنهم ظنوا أنه خدعهم ومكر بهم، فأخرجهم من الديار المصرية، ولهذا دلائل أيضاً، وظواهر تظهر فيها هذه الحقيقة، أما قالوا له: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24] في بداية دخول سيناء؟ أما عبدوا العجل؟ صنعوه وعبدوه. إذاً: قلوبهم مريضة، فما هم بواثقين في موسى.أما قالوا: أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء:153]؟!أما قالوا: فليسمعنا كلامه؟ هذا يقوله مؤمن موقن؟ والله لا يقوله إلا شاك، وما هو بموقن أبداً.فالآن بعد هذه الآيات العظيمة يقولون لنبي الله موسى: لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ [البقرة:61]، ما هذا الأسلوب؟! لَنْ نَصْبِرَ أبداً عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ ، هذا موقف محرج لموسى، ثم لو كان الطعام الواحد غير كافٍ .. غير مغذٍ .. غير نافع، هذا في ربوة الطعام وقمته، لحم الطير والحلويات، المن والسلوى. فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ [البقرة:61]، وأنتم لم لا تدعونه؟ ما هو ربكم؟! تلاحظ الأسلوب الهابط أو لا؟ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ كأنهم يقولون: نحن ما هو بربنا، أنت الذي تدعي أنه ربك ادعوه، هو الذي أمرك بإخراجنا من ديارنا، والإتيان بنا في هذه المتاهات والصحارى، ادعوه.هل يليق بنا أن نقول مثل هذا الكلام؟ لا. فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا [البقرة:61]، الباقلاء معروفة. المراد البقول مطلقاً من البصل إلى الخردل إلى كذا .. وَقِثَّائِهَا [البقرة:61]، والقثاء معروفة عندنا. وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا [البقرة:61]، هذه هي المغذيات، الفوم: قد يكون المراد به البر، يريدون خبزاً، وقد يكون المراد به الثوم نفسه، فالفوم يطلق عليه الثوم، لكن بما أنهم يريدون أكلة غير الحلوى واللحم، ممكن يريدون الخبز .. الحنطة، وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا [البقرة:61].فبم أجابهم موسى عليه السلام؟ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى [البقرة:61]، أي: أخس وأحط وأرخص، ولا قيمة له، ما قيمة البصل والثوم مع العسل ولحم الطير؟! أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة:61]، أين يذهب بعقولكم؟!ثم قال لهم: بسم الله، والله هو الذي ينزل أمره ونهيه على لسان رسوله موسى، فقال لهم: اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ [البقرة:61]، وبخهم بالجبن والخور والضعف والهزيمة بمثل هذا الكلام. اهْبِطُوا مِصْرًا من الأمصار، شمال، شرق، غرب، وادخلوا منتصرين فاتحين وكلوا مما طلبتم، أما وأنتم جبناء تعيشون على الضعف والهزيمة الروحية والذاتية، وتترفعون عن أكل ما هو أجود وخير وأحسن، وتطالبون بما هو أخس وأهبط.صلى الله عليك يا موسى، كيف يعاني هذا المعاناة؟! من يقوى على هذه المواقف لولا أن الله عز وجل يعضده ويقويه. اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ [البقرة:61]، ما دمتم لا تريدون هذا الأكل، وتطلبون غيره، بل وتطلبون ما هو أخس من الثوم والبصل والقثاء، ادخلوا مصراً من الأمصار، اهْبِطُوا ، لم قال: اهْبِطُوا مِصْرًا ؟ لأنهم في مكان عالٍ .. في مكان مرتفع بالنسبة إلى تلك الأمصار التي فيها الشرك، والكفر، والدناءة، والخسة، والهبوط، وانقطاع الوحي والرسالات، وأنتم الآن مع رسولين كريمين، والوحي ينزل .. مع صفوة الخلق، في أعلى مكان وأقدسه، إذ العبرة بما فيه من أنوار، اهبطوا وكلوا مع البهائم كما تأكل، ولكن في نفس الوقت فيه توبيخه لهم بالجبن والضعف والهزيمة، إذ لو ما جبنوا لكان مشى بهم إلى بيت المقدس وفتحها -والله- معهم، لكن انهزموا قبل الوصول إلى الحدود، وما استطاعوا، قالوا: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24].
ضرب الذلة والمسكنة على بني إسرائيل
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ [البقرة:61]، متى ضربت؟ في أي وقت؟ من ثم بدأتهم؛ لأنهم تمردوا .. كفروا .. فسقوا .. جبنوا، قل ما شئت، فكانت ضربة الله تعالى لهم أن أنزل عليهم الذل والمسكنة، وضربها عليهم فلا يخرجون منها، كالقبة التي تضرب على أهلها، وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ فهم دائماً ضعفة .. محتاجون .. فقراء .. لاصقين بالأرض، والذل لا يفارقهم، فلا يستطيعون أن يرفعوا رءوسهم بين سكان العالم، وضربت عليهم كالقبة التي تحوط بأصحابها.ومن ضرب هذا عليهم؟ الله عز وجل. وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ [البقرة:61]، رجعوا في نهاية المطاف يحملون غضب الله وسخطه عليهم.أليسوا أبناء الأنبياء وأولاد المرسلين؟ بلى، ولكن فسقوا عن أمر الله، وخرجوا عن طاعة الله، وتمردوا، ووقفوا مواقف مع رسول الله موسى وأخيه هارون لا يقفها ذو عقل من البشر، فلما واصلوا الفسق والخروج عن الطاعة والتمرد والعصيان؛ فقد استوجبوا نقمة الله، فضرب عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ [البقرة:61].
علة ضرب الذلة والمسكنة على بني إسرائيل
يقول تعالى مبيناً العلة: ذَلِكَ الذي تم وحصل، واستقر فيهم، وهو ملازمهم من الذل والمسكنة، ذلك بسبب ماذا؟ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ [البقرة:61]، ما معنى: يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ؟ جحدوها، ولم يعترفوا بها، ولم يعملوا بمقتضاها.آيات الله ليست أغاني وقصائد شعرية، آيات الله تحمل الأحكام والشرائع والسنن والقوانين، فالذي بيننا يمنع الزكاة، أو يترك الصلاة، أو يستبيح ما حرم الله، ما آمن بآيات الله، فلا يكفي المرء أن يقول: آمنت بكتاب الله. والله لا يكفيه، ليست قضية لسان: آمنت بكتاب الله، وهو لم يحل ما أحل، ولم يحرم ما حرم، ولم يعترف بواجب ولا بمحرم، يفعل الواجب أو يترك المكروه، فالإيمان ما هو صوري: آمنت. وأنت تضحك وتسخر.فذلك الذي حل بهم، وكان ما أصابهم من الذل والمسكنة هو بسبب كفرهم بآيات الله.وسواء كانت المعجزات التي شاهدوها بأعينهم وهم يعيشون فيها أو كانت آيات الله في التوراة وما تحمل من شرائع وقوانين وبيان الحلال والحرام، ذلك بسبب أنهم كفروا بآيات الله أولاً. وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ [البقرة:61]، هل بعد قتل الأنبياء من ذنب؟!وكلمة: (بِغَيْرِ الْحَقِّ) هل هناك ما يستوجب قتل نبي؟ والله لا يوجد، ولكنها من باب التوعية والتفقيه والتعريف والتعليم، لو كان نبياً أو عالماً استوجب ما يقتل به لهان الأمر، لكن بغير الحق .. بغير ما يقتضي قتل النبي والعالم؛ لأنهم كانوا يقتلون الأنبياء ويقتلون العلماء، إذ قال تعالى: وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ [آل عمران:21]، فإذا قام العالم يعظ، أو يذكّر: يأمر أو ينهى يغتالونه ويقتلونه؛ لأنه شوش عليهم، أو أفسد عليهم طيب حياتهم، وهذا ليس في التيه، هذا عام إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا استعدادهم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما سقوه السم في خيبر ليقتلوه؟ أما تآمروا عليه هنا في بني النضير ليقتلوه؟ أما دخلوا الحرب ضده مع الأحزاب ليقتلوه؟! ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ [البقرة:61]، وكلمة (يَكْفُرُونَ) ليست كفروا، فما زالوا إلى الآن يكفرون، والمضارع يقتضي الحدوث والتجدد، فما قال: بأنهم كفروا، بل يكفرون إلى الآن، وادعهم إلى الإسلام، واعرض عليهم آيات الله يكفرون بها. وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ [البقرة:61]، وإلى الآن لو يجدون نبياً يقتلونه، وكل من يعارضهم في ما هم عليه من الفسق، والباطل، والشر، والفساد يقتلونه حتى ولو كان من بني إسرائيل.لكن ما سبب هذا البلاء؟ ذَلِكَ تم لهم، بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [البقرة:61].هل تريدون أن تعرفوا؟الذي يعتاد منا ذنباً من الذنوب على سبيل المثال: شرب الكوكايين أو الأفيون أو الحشيش، ثبت بما لا مجال للشك فيه أنه يتعذر عليه تركه .. يعجز عن تركه.والذي اعتاد الأضاحيك والسخرية والباطل في مجالس خاصة تضيق نفسه، ويمل الحياة ويسأمها إذا انقطع عن ذلك المجلس، فما يستطيب الحياة.والذي ألف مجلس قمار، ولهو، وباطل إذا استمر يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام يصبح طبعاً له.والذي يعتاد الكذب ويستمرؤه ويستحليه يوماً بعد يوم، عاماً بعد عام، يصبح لا يستطيع ألا يكذب.فالذي اعتاد عادة من العادات الباطلة والسيئة هذا شأنه، والآية تعلل لعلماء النفس بما هو فوق مستواهم، كيف يجرءون على الكفر بآيات الله؟ وما بعد الكفر ذنب، كيف يجرءون على قتل الأنبياء والعلماء من إخوانهم .. من أنبيائهم .. من علمائهم، ليسوا مستعمرين لهم دخلوا عليهم بل هم من جلدتهم فكيف يجرءون على هذا؟!يقول الحكيم جل جلاله، وعظم سلطانه: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ [البقرة:61]، وكيف تمكنت هذه الحالة السوء من نفوسهم؟ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [البقرة:61]، العصيان، والاعتداء، ومجاوزة الحد والشرع والقانون، ذلك بسبب عصيناهم.فمن هنا حرم الله عز وجل الكلمة الباطلة، كلمة فقط لا تسقط السماء، ولا تتناثر الكواكب، ولا يغور الماء، ولا يموت الخلق، ومع هذا حرم الله كلمة فقط يقولها العبد .. حرم نظرة فقط يتعمدها العبد .. حرم أكل حبة عنب .. حرم كل ذنب لما يترتب على ذلك الذنب من أن فاعله يصبح بعد ذلك غير قادر على تركه، ولا يستطيع التخلي عنه.فالعصيان ما هو؟العصيان: أن يأمر الأمير فلا يطاع .. أن يأمر الأب لا يطاع .. أن يأمر الوالد لا يطاع.العصيان عدم الطاعة، عصى يعصي عصياناً إذا لم يستجب للأمر ولا للنهي.والمراد من العصيان وعدم الطاعة: أولاً: عصيان أمر الله ونهيه .. عصيان أمر موسى وأخيه الرسولين ونهيهما .. عصيان العلماء الرشداء كـكالب ويوشع بن نون وغيرهم من العلماء الذين كانوا بينهم صالحين، وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [البقرة:61]، الاعتداء: مجاوزة الحد، لا يقفون عند ما أحل الله وحرم الله، بل يتجاوزون ذلك، ولا يقفون عندما قنن لهم وشرع، يعتدون اعتداء الحيوانات على ما حرم الله ونهى الله عنه من المأكولات والمشروبات والمناكح وما إلى ذلك.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|