خصائص الملائكة وصفاتهم
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر
خصائص الملائكة:
للملائكة الكِرام عليهم السلام خَصائصُ تُميِّزهم عن الجنِّ والإنس وغيرهم وسائر المخلوقات:
1- أنَّ مسكنهم السماء، وإنما يهبطون منها إلى الأرض أو غيرها من جِهات الملكوت تنفيذًا لأمر الله تعالى قال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19].
2- أنهم لا يُوصَفون بالأنوثة، فقد كذَّب الله المشركين على وصْفهم لهم بذلك؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى ﴾ [النجم: 27].
3- أنهم يُطِيعون الله تعالى ولا يعصونه، فلا تصدر عنهم الذنوب والمخالفات؛ قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
4- دَوام العبادة؛ فلا فتور ولا سأم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20]، وقال تعالى: ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾ [فصلت: 38].
من صفات الملائكة:
1- موصوفون بالعلم والقوَّة والشدَّة: قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]، وقال تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 5]؛ يعني: جبرائيل عليه السلام وقال تعالى في وصف خزَنَة جهنَّم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
2- موصوفون بعظم الخلق: فقد رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبرائيلَ على صُورته التي خلَقَه الله عليها سادًّا عظمُ خلقه ما بين السماء والأرض[1].
ورآه صلى الله عليه وسلم له ستمائة جناح[2]، وفي صفة حمَلَة العرش ما بين شَحمة أُذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام[3].
3- الحُسن والجمال: قال تعالى في جبرائيل: ﴿ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ﴾ [النجم: 6]، فسَّرها ابن عباس وقتادة بالحُسن والجمال في المنظر والخلق والطول، وقالت النسوة صواحب يوسف في جمال يوسف: ﴿ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ [يوسف: 31]، وقد ساقَ الله تعالى هذا القول منهنَّ مَساق التقرير.
4- أنهم كرام أبرار: قال تعالى: ﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 16].
5- الحياء الشديد: ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم في عثمان رضي الله عنه: "ألا أستحيي من رجلٍ تستحيي منه الملائكة"[4].
6- التأذِّي من الأشياء المكروهة: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الملائكة تتأذى ممَّا يتأذَّي منه بنو آدم".
[1] أخرجه البخاري برقم (4612)، ومسلم برقم (177)، عن عائشة رضي الله عنها.
[2] أخرجه البخاري برقم (4856)، ومسلم برقم (174)، عن ابن مسعود رضي الله عنه.
[3] أخرجه أبو داود برقم (4727)، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في الصحيحة برقم (151).
[4] أخرجه مسلم برقم (2401)، عن عائشة رضي الله عنها.