تخريج حديث صلاة التسابيح
الشيخ طارق عاطف حجازي
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: ((يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلاَ أُعْطِيكَ أَلاَ أَمْنَحُكَ أَلاَ أَحْبُوكَ أَلاَ أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَقَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ وَسِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ عَشْرُ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّىَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ قُلْتَ وَأَنْتَ قَائِمٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُ وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَهْوِى سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ في كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ في أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً)).
التخريج:
روى عن جمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أولا حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه أبو داود (1297)، وابن ماجه (1387) والحسن بن علي المعمري في ((اليوم والليلة)) (اللآلئ2/ 39) وابن خزيمة (1216) والطبراني في ((الكبير)) (11622) والدارقطني في ((صلاة التسبيح)) (الترجيح لحديث صلاة التسبيح ص40) والحاكم (1/ 318) والخليلي في ((الإرشاد)) (1/ 325-326) والبيهقي (3/ 51-52) وفي ((الدعوات)) (393) وفي ((السنن الصغرى)) (2/ 418، 419) وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/ 143) والمزي (29/ 102-103) وابن ناصر ادين الدمشقي في ((الترجيح لحديث صلاة التسبيح)) (ص38-39)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (29/ 103) وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (5/ 163)، وابن أبي الدنيا وأبو طاهر المخلص كما في ((الترجيح)) (ص38-40)، والخطيب في ((صلاة التسبيح)) (ق3/ ب-4/ أ).
عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مِهران العبدي.
والبخاري في ((القراءة خلف الإمام)) (158) والمعمري (اللآلئ2/ 39) والحاكم (1/ 318)، وابن أبي الدنيا كما في ((شرح الإحياء)) (3/ 473).
عن أبي عبد الرحمن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبديز
والمعمري (اللآلئ2/ 39) وابن شاهين في ((الترغيب)) (105) والحاكم (1/ 318-319) عن إسحاق بن أبي إسرائيل.
قالوا: ثنا أبو شعيب موسى بن عبد العزيز القِنباري العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به.
1- قال ابن خزيمة: إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيء.
2- وقال الخليلي: وقد تفرد الحكم بن أبان العدني عن عكرمة بأحاديث، ويسند عنه ما يَقِفُه غيره، وهو صالح ليس بمتروك. منها: حديث التسبيح هذا.
3- وقال أبو حامد بن الشرقي: سمعت مسلم بن الحجاج وكتب معي هذا عن عبد الرحمن بن بشر يقول: لا يُروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا. ((الإرشاد)) للخليلي.
4- وقال الحاكم: هذا حديث وصله موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان، وموسى سئل عبد الرزاق عنه فأحسن عليه الثناء، والحكم قال ابن عُيينة: سألت يوسف بن يعقوب: كيف كان الحكم؟ قال: ذاك سيدنا.
5- وقال ابن الجوزي: لا يثبت فيه موسى بن عبد العزيز مجهول.
وتعقبه الزركشي فقال: غلط ابن الجوزي بلا شك في جعله من الموضوعات لأنه رواه من ثلاثة طرق أحدها حديث ابن عباس وهو صحيح وليس بضعيف فضلا عن أن يكون موضوعا، وغاية ما عله بموسى بن عبد العزيز فقال: مجهول، وليس كذلك فقد روى عنه بشر بن الحكم وابنه عبد الرحمن وإسحاق بن أبي إسرائيل وزيد بن المبارك الصنعاني وغيرهم، وقال فيه ابن معين والنسائي: ليس به بأس. ولو ثبتت جهالته لم يلزم أن يكون الحديث موضوعا ما لم يكن في إسناده من يتهم بالوضع، والطريقان الآخران في كل منهما ضعيف، ولا يلزم من ضعفهما أن يكون حديثهما موضوعا. ((عون المعبود)) (4/ 178- اللآلئ2/ 44).
وقال الحافظ في ((الخصال المكفرة)) (ص42-43): رجال إسناده لا بأس بهم، عكرمة احتج به البخاري، والحكم بن أبان صدوق، وموسى بن عبد العزيز قال ابن معين: لا أرى به بأسا، وقال النسائي نحو ذلك، وقال ابن المديني: ضعيف. فهذا الإسناد من شرط الحسن، فإن له شواهد تقويه، وقد أساء ابن الجوزي بذكره إياه في الموضوعات، وقال: إن موسى بن عبد العزيز مجهول، فلم يصب في ذلك، لأن من يوثقه ابن معين والنسائي لا يضره أن يجهل حاله من جاء بعدهما.
وقال في ((نتائج الأفكار)): إسناده حسن. اللآلئ (2/ 39).
وقال في ((تلخيص الحبير)) (2/ 7): حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن، إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقا صالحا فلا يحتمل منه هذا التفرد.
وقال المنذري: صحح حديث عكرمة عن ابن عباس هذا جماعة، منهم: الحافظ أبو بكر الآجري، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي. ((الترغيب)) (1/ 468).
وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: حديث عكرمة هذا صححه أبو داود وأبو بكر الآجري... قال أبي داود: سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا. وقال أبو بكر الآجري في كتاب ((النصيحة)): هذا حديث صحيح.
وتعقب ابن الجوزي فقال: وكيف يحكم بالوضع لجهالة الراوي فقط؟! وفيه أيضا نظر لما تقدم عن أبي داود وغيره من التصحيح ونحوه.
وقال أيضا: وممن صحح الحديث المشار إليه آنفا أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني، وصنف فيه مصنفا سماه ((كتاب تصحيح حديث التسبيح من الحجج الواضحة والكلام الفصحي)).
قال: وللحديث طرق جمة معروفة عند الأئمة، أمثلها في الاقتباس حديث عكرمة عن ابن عباس.
وقال العلائي في ((النقد الصحيح)) (ص30): حديث حسن صحيح، رواه أبو داود وابن ماجه بسند جيد إلى ابن عباس.
ورواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه واختلف عنه:
فقال إسحاق بن راهويه: أنبأ إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أخرجه الحاكم (1/ 319) والبيهقي في ((الشعب)) (2817). وقال: قد رأيت حديث إسحاق بن راهويه في موضع آخر مرسلا، والمرسل أصح.
وقال محمد بن رافع النيسابوري: ثني إبراهيم بن الحكم ثني أبي ثني عكرمة به مرسلا، ولم يذكر ابن عباس.
أخرجه ابن خزيمة (2/ 224) والحاكم (1/ 319) والبيهقي (3/ 52) وفي ((الشعب)) (2816) والبغوي في ((شرح السنة)) (1018).
وقال الحاكم: هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث فإن الزيادة من الثقة أولى من الإرسال، على أن إمام عصره في الحديث إسحاق بن راهويه قد أقام هذا الإسناد عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ووصله.
قلت: وإبراهيم بن الحكم قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه.
الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً لَمْ يَأْتِهِ فِيهَا فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا عَمُّكَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: ((ائْذَنُوا لَهُ فَقَدْ جَاءَ لِأَمْرٍ)) فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: ((فَمَا جَاءَ بِكَ يَا عَمَّاهُ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَلَيْسَتْ سَاعَتَكَ الَّتِي كُنْتَ تَجِيءُ فِيهَا؟)) قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي ذَكَرْتُ الْجَاهِلِيَّةَ وَجَهْلَهَا فَضَاقَتْ عَلَيَّ الدُّنْيَا بِمَا رَحُبَتْ، فَقُلْتُ مَنْ يُفَرِّجُ عَنِّي؟ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَا يُفَرِّجُ عَنِّي أَحَدٌ إِلَّا اللهُ ثُمَّ أَنْتَ، فَقَالَ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْقَعَ هَذَا فِي قَلْبِكَ، وَوَدِدْتُ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ أَخَذَ نَصِيبَهُ، وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)) ، قَالَ: ((أَحْبُوكَ؟)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((أُعْطِيكَ؟)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((أَحْبُوكَ؟)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَإِذَا كَانَتْ سَاعَةٌ يُصَلَّى فِيهَا لَيْسَتْ بَعْدَ الْعَصْرِ وَلَا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَمَا بَيْنَ ذَلِكَ فَأَسْبِغْ طَهُورَكَ، ثُمَّ قُمْ إِلَى اللهِ فَاقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهَا منْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ، فَإِذَا فَرَغْتَ منَ السُّورَةِ فَقُلْ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرةَ مَرَّةً، فَإِذَا رَكَعْتَ فَقُلْ ذَلِكَ عَشْرًا، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ فَقُلْ ذَلِكَ عَشَرَ مِرَارٍ)).
أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (11365) وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (5/ 166) عن إبراهيم بن محمد بن الحارث المعروف بابن نائلة الأصبهاني ثنا شيبان بن فروخ ثنا نافع أبو هُرمز عن عطاء به.
وأخرجه إسماعيل الأصبهاني في ((الترغيب)) (1974) من طريق ابن مردويه ثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث به.
قال الهيثمي: وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف ((المجمع)) (2/ 282).
وقال الحافظ: رواته ثقات إلا أبا هرمز فإنه متروك ((اللآلئ)) (2/ 39-40).
الثالث: يرويه مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((يَا غُلَامُ أَلَا أَحْبُوكَ؟ أَلَا أُنْحِلُكَ؟ أَلَا أُعْطِيكَ؟)) قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَقْطَعُ لِي قِطْعَةً مِنْ مَالٍ، فَقَالَ: ((أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ تُصَلِّيهِنَّ، فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَإِنْ لَمِ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي دَهْرِكَ مَرَّةً: تُكَبِّرُ، فَتَقْرَأُ أُمَّ الْقُرْآنِ وَسُورَةً، ثُمَّ تَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَفْعَلُ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا مِثْلَ ذَلِكَ...)).
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (2339) عن إبراهيم بن أحمد بن برة الصنعاني ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي ثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد به.
وأخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (1/ 25-26) وفي ((قربان المتقين)) (الترجيح ص73) عن الطبراني به. وعن أبي نعيم أخرجه الحافظ ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (5/ 169).
وأخرجه ابن ناصر الدين في ((الترجيح)) (ص72-73) من طريق أبي علي الحسن بن أحمد الجواد أنا أبو نعيم به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد القدوس، ولا عن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر، تفرد به أبو الوليد المخزومي.
وقال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: وعبد القدوس بن حبيب متروك ((المجمع)) (2/ 282) – ((الخصال المكفرة)) (ص45).
وقال العسقلاني أيضا في ((نتائج الأفكار)): وعبد القدوس شديد الضعف ((اللآلئ)) (2/ 40).
قلت: كذبه ابن المبارك وإسماعيل بن عياش، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات.
الرابع: يرويه أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي واختلف عنه.
فقال محمد بن جُحادة الكوفي: عن أبي الجوزاء قال: قال لي ابن عباس: يَا أَبَا الْجَوْزَاءِ، أَلَا أُخْبِرُكَ، أَلَا أُتْحِفُكَ، أَلَا أُعْطِيكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ أُمَّ الْقُرْآنِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنِ الْقِرَاءَةِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَهَذِهِ وَاحِدَةٌ، حَتَّى يُكْمِلَ خَمْسَ عَشْرَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَيَقُولهَاُ عَشْرًا، ثُمَّ رَفَعَ فَيَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ يَسْجُدُ فَيَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ يَرْفَعُ فَيَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ يَسْجُدُ فَيَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُهَا عَشْرًا، فَهَذِهِ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَالَ مَنْ صَلَّاهُنَّ غُفِرَ لَهُ كُلُّ ذَنْبٍ صَغِيرِهِ وَكَبِيرِهِ، قَدِيمٌ أَوْ حَدِيثٌ، كَانَ أَوْ هُوَ كَائِنٌ)).
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (2900) وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (5/ 168) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا مُحْرِز بن عون ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة، تفرد به محرز.
وقال المنذري: وإسناده واه ((الترغيب)) (1/ 471).
وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف ((المجمع)) (2/ 282).
وقال الحافظ: وفي إسناده يحيى بن عقبة وهو متروك ((الخصال المكفرة)) (ص45).
وقال في ((أمالي الأذكار)): وكلهم ثقات إلا يحيى بن عقبة فإنه متروك ((اللآلئ المصنوعة)) (2/ 40).
قلت: كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يفتعل الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.
ورواه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي واختلف عنه:
فقال القاسم بن الحكم: ثنا أبو جناب عن محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء قال: قال ابن عباس: ألا أحبوك، ألا أدلك، ألا أرفدك، ألا أعلمك ما إذا فعلته غفرت لك ذنوبك: سرها وعلانيتها، قديمها وحديثها، ما كان وما هو كائن؟ قلت: بلى! قال: فذكره، وهو موقوف.
أخرجه الدارقطني في ((صلاة التسبيح)) (الترجيح ص62-63).
وقال جرير بن عبد الحميد: وجدت في كتابي بخطي عن أبي جناب عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو قال: قال لي رسول الله صلعم: ((أَلَا أَحْبُوكَ أَلَا أُعْطِيكَ أَلَا أُجِيزُكَ)) وذكر الحديث.
أخرجه البيهقي في ((الشعب)) (604) والفضل بن جعفر التميمي في ((نسخته)) (36) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا جرير به.
وأبو جناب ضعفه ابن سعد وجماعة، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين، وكان يدلس وقد عنعن.
وقال الوليد بن مسلم: عن عثمان بن أبي العاتكة عن أبي صالح عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس: فذكره.
ذكره ابن ناصر الدين في ((الترجيح)) (ص47).
والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وعثمان ضعفه ابن معين وغير واحد، وقواه بعضهم، وأبو صالح ما عرفته.
ورواه أبان بن أبي عياش عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو مرفوعا.
أخرجه الدارقطني في ((صلاة التسبيح)) (الترجيح ص64و65) من طرق عن أبان به.
وأبان قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث.
ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن يحيى بن سليم عن عمران بن مسلم عن أبي الجوزاء عن ابن عمرو موقوفا.
قاله البيهقي في ((الشعب)) (2/ 511).
ويحيى بن سليم هو الطائفي وثقه ابن سعد وغيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، واختلف فيه قول النسائي.
وعمران بن مسلم هو القصير وثقه أحمد وغيره، وتكلم ابن حبان في رواية يحيى بن سليم عنه.
وقتيبة وأبو الجوزاء ثقتان.
ورواه عمرو بن مالك النُّكري عن أبي الجوزاء واختلف عنه:
فقال مهدي بن ميمون الأزدي: ثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال: حدثني رجل كانت له صحبة يرون أنه عبد الله بن عمرو قال: قال لي النبي صلعم: فذكره.
أخرجه أبو داود (1298) عن محمد بن سفيان الأبلي ثنا حبان بن هلال أبو حبيب ثنا مهدي بن ميمون به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 52).
ورواته ثقات.
قال الحافظ في ((الخصال المكفرة)) (ص44): إسناده لا بأس به إلا أنه اختلف على راويه في وقفه ورفعه.
يتبع