عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-08-2020, 01:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مناهج القراء في الإدغام الكبير

وأظهر الضاد في قوله تعالى ﴿ والأَرْضَ شَيئًا ﴾ في (النحل 73).

ذ‌. تدغم (السين) في الزاي نحو ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِجَتْ ﴾ في (التكوير 7).

أما إدغام (السين) في الشين كما في قوله تعالى ﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأسُ شَيْبًا ﴾ (مريم 4) فمختلف فيه والإدغام مقدم [36].
وأجمعوا على إظهار ﴿ لا يَظْلُمُ النَّاسَ شَيئًا ﴾ (يونس 44) لخفة الفتحة بعد السكون.

ر‌. تدغم (الدال) في عشرة أحرف (التاء، الثاء، الجيم، الذال، الزاي، السين، الشين، الصاد، الضاد، الظاء) بشرط أن تكون الدال متحركة بأي حركة تحركت، والحرف الذي قبلها متحرك أيضًا.

أما إذا كانت الدال مفتوحة وقبلها حرف ساكن فلا يدغمها إلاَّ في حرفي التاء والسين خاصة للتجانس وأما غير التاء والسين من الأحرف فلا يدغمها نحو ﴿ بَعْدَ ضَرَاءَ ﴾ أينما وقعت، ﴿ دَاودَ زَبُورًا ﴾ في (النساء 163)، و(الإسراء 55) والأحرف هي:
(1) مع (التاء) في خمسة مواضع هي ﴿ الْمَساجِدَ تِلْكَ ﴾ في (البقرة 187)، ﴿ مِنَ الصَّيّدِ تَنَالُهُ ﴾ (المائدة 94)، ﴿ كَادَ تَزِيغ ﴾ (التوبة 117) [37]، ﴿ بَعْدَ تَوكِيدِهَا ﴾ (النحل 91) [38]، ﴿ تَكَادُ تَمَيَّزُ ﴾ (الملك 8).

(2) مع (الثاء) في موضعين: ﴿ يُرِيدُ ثَوَاب ﴾ (النساء 134) و ﴿ لِمَنْ تُرِيدُ ثُمَّ ﴾ (الإسراء 18).

(3) مع (الجيم) في موضعين: ﴿ داودُ جَالُوت ﴾ (البقرة 251) و ﴿ دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً ﴾ (فصلت 28) [39].


(4) مع (الذال) في ستة عشر موضعًا نحو ﴿ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾ (البقرة 52)، ﴿ الْقَلائِدَ ذَلِكّ ﴾ (المائدة 2).

(5) مع (الزاي) في موضعين: ﴿ تُرِيدُ زِينَة ﴾ (الكهف 28) و ﴿ يَكَادُ زَيتُهَا ﴾ (النور 35).

(6) مع (السين) في أربعة مواضع: ﴿ الأصْفَادَ سَرَابِيلُهُمْ ﴾ (إبراهيم 49) و ﴿ كَيْدُ سَاحِرٌ ﴾ (طه 69) و ﴿ يَكَادُ سَنَا ﴾ (النور 43) و ﴿ عَدَدَ سِنِينَ ﴾ (المؤمنون 112).

(7) مع (الشين) في موضعين: ﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ ﴾ (يوسف 26) و (الأحقاف 10).

(8) مع (الصاد) في أربعة مواضع: ﴿ نَفْقِدُ صُوَاعَ ﴾ (يوسف 72) و ﴿ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴾ (مريم 29) و ﴿ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ ﴾ (النور 58) و ﴿ مَقْعَدَ صِدْقٍ(القمر 55).


(9) مع (الضاد) في ثلاثة مواضع: ﴿ مِنْ بَعْدِ ضَرَاء ﴾ (يونس 21) و (فصلت 50)، ﴿ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ ﴾ ﴿ ضَعفًا ﴾ (الروم 54).

(10) مع (الظاء) في ثلاثة مواضع: ﴿ يُرِيدُ ظُلْمًا ﴾ في (آل عمران 108) و (غافر 31)، ﴿ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ ﴾ في (المائدة 39).

ز‌. تدغم (الذال) في حرفين هما:
(1) مع (السين) نحو ﴿ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ ﴾ بموضعين في (الكهف 21).
(2) مع (الصاد) في موضع واحد هو ﴿ مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً ﴾ (الجن 3).

س‌. تدغم (الراء) في اللام، و(اللام) في الراء وكما يأتي:
(1) إذا كانتا محركتين وقبل الأولى حرف متحرك نحو ﴿ سَيَغْفِرُ لَنَا ﴾، ﴿ كَمَثَلِ رِيحٍ ﴾، ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ﴾ و﴿جَعَلَ لَكُمْ ﴾.

(2) إذا تحركت الأولى بغير الفتح وقبلها حرف ساكن نحو ﴿ الْمَصِيرُ لا يُكَلَف ﴾ (البقرة 285) و﴿ بِالذِّكْرِ لَمَّا ﴾ (فصلت 41).

ويستثني من عدم الإدغام إذا انفتح الأول وكان قبله حرف ساكن نحو ﴿ الْخَيْرَ لَعَلَكُمْ ﴾ في (الحج 77)، ﴿ الْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا ﴾ في (النحل 8) وما شابهها.

ولكنه يستثنى من هذا الحكم لام (قَالَ) أينما وقعت فقد أدغمها بالراء بعدها وذلك لكثرة ورودها في القرآن فخففت بالإدغام نحو ﴿ قَالَ رَبُّكُم ﴾.

ش‌. تدغم (النون) في اللام، والراء بشرط أن يتحرك ما قبلها [40]. ففي الراء في خمسة مواضع ﴿ وَإِذْ تَأَذّنَ رَّبُّكَ ﴾ في (الأعراف 167)، ﴿ وَإِذْ تَأَذّنَ رَّبُّكمْ ﴾ في (إبراهيم 7) و ﴿ خَزَائِنُ رَحَمَةِ ربِّك ﴾ في (الإسراء 100) و (ص 9)، ﴿ خَزَائِنُ ربِّك ﴾ في (الطور 37). وفي اللام نحو ﴿ نُؤْمِنَ لَكَ ﴾ في (البقرة 55)، ﴿ تَبَيّنَ لَهُ ﴾ (البقرة 259) وجملتها ثلاثة وستون موضعًا.

فإن وقع قبلها حرف ساكن ومهما كانت حركة النون فإنها لا تدغم نحو: ﴿ يَخَافُونَ ربَّهُم ﴾ في (النحل 50)، ﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَا ﴾ (أينما وقعت)، ﴿ بِإِذْنِ رَبِّهم ﴾ (أينما وقعت)، ﴿ إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ﴾ في (الحج 66) و (الزخرف 15).

واستثنى من هذا الحكم موضعًا واحدًا هو نون (نحن) في كلِّ القرآن، فهي تدغم في اللام والراء بعدها دون شرط نحو ﴿ وَنَحْنُ لَهُ[41].

ص‌. (الميم) المتحركة ففيها وجهان:
الأول: تسكن (الميم) المتحركة قبل الباء إذا جاءت بعد متحرك فتخفى وتغن بمقدار حركتين[42] نحو قوله تعالى ﴿ آدَمَ بِالْحَقِّ ﴾ في (المائدة 27)، ﴿ اعْلَمُ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ في (الأنعام 53).

الثاني: ويجوز أيضًا الإدغام فيها (آدَبِّالحق)، (أعلبِّالشاكرين).

أما إذا سكن ما قبلها فإنها تظهر ولا تدغم نحو ﴿ إبْرَاهِيمَ بَنِيهِ ﴾ في (البقرة 132) و ﴿ اليَّومَ بِجَالُوتَ ﴾ في (البقرة 249).

الملاحظات على هذه الإدغامات [43]:
1 - لا يمنع الإدغام إمالة الأول من الحرف المدغم مثال ذلك ﴿ الأَبْرَارِ لَفِي ﴾ في (المطففين 18)، فالأبرار ممالة لأجل الكسرة، فلا يمتنع الإدغام، وكذلك قوله تعالى ﴿ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا ﴾ (وصلًا) في (آل عمران 191 و 192)، فالنار ممالة لأجل الكسرة كما تقدم.

2 - عند إدغام المثلين أو المتقاربين: فإنه يجوز الإشارة بالرَّوم [44] في حالتي الضم والكسر في الحرف الأول، وعند ذلك يفك الإدغام قليلًا وذلك بالإتيان بثلثي الحركة لأنه يمتنع الإدغام الصحيح مع الرَّوم.

ويجوز الإشارة بالإشمام [45] بضم الشفتين في حالة الضم فقط ولا يمتنع مع الإدغام الصحيح بل يتحقق معه، إلاَّ في حالة التقاء الميم بالميم ﴿ أَعْلَمُ مَا ﴾، أو الباء بالباء ﴿ الْعَذَابُ بِمَا ﴾، أو الفاء بالفاء نحو ﴿ تَعْرِفُ فِي ﴾، أو الباء بالميم نحو ﴿ يُعَذِبُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ أو الميم بالباء ﴿ أَعْلَمُ بِمَا ﴾ وغيره، فإنه يتعذر الرَّوم أو الإشمام لانطباق الشفتين، وعدم الإشارة هو الأصل، وأجاز بعض المحققين الرَّوم في الصور الخمس ومنعوا فيها الإشمام لتعذره.

3 - إذا كان قبل الحرف المدغم في غيره حرف ساكن صحيح، فإن إدغامه يكون عسيرًا، بمعنى أنه يصعب النطق به، لأنه يؤدي إلى الجمع بين ساكنين، إلاَّ إذا كان الحرف الساكن حرف مدٍّ فإنه يدغم لسهولة ذلك[46] نحو ﴿ فِيهِ هُدَىً ﴾ في (البقرة 2).

4 - إذا كان قبل الحرف المدغم حرف مدِّ أو لين جاز فيه القصر والتوسط والطول نحو ﴿ الرَّحِيمِ * مَلِكِ ﴾ في (الفاتحة).

وتجوز الأوجه الآتية بشكل عام في الإدغام [47] وهي:
1 - سبعة أوجه في الحرف المضموم المسبوق بحرف مدٍّ أو لين نحو ﴿ أَقُولُ لَكُم ﴾ ﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾: ثلاثة المدِّ بالإدغام المحض: القصر، والتوسط، والطول. وثلاثة المدِّ بالإدغام المحض مع الإشمام. وواحد الرَّوم على القصر بعد فك الإدغام قليلًا.

2 - أربعة أوجه في المجرور المسبوق بحرف مدٍّ نحو ﴿ فِيهِ هُدى ﴾ ﴿ اللهِ هُو ﴾: ثلاثة المدِّ بالإدغام المحض: القصر، والتوسط، والطول. ووجه الرَّوم على قصر حرف المدِّ بعد فك الإدغام قليلًا.

3 - ثلاثة أوجه في المضموم الذي لم يسبقه حرف مدٍّ نحو ﴿ وَنَحنُ لَهُ ﴾: وجه بالإدغام المحض، ووجه بالإدغام المحض مع الإشمام، ووجه الرَّوم بعد فك الإدغام قليلًا.

4 - ثلاثة أوجه بالإدغام المحض في المفتوح المسبوق بحرف المدِّ: القصر، والتوسط، والطول نحو ﴿ قَالَ ربُّك ﴾ ولا روم فيه ولا إشمام لكونه مفتوحًا.

5 - وجه واحد وهو الإدغام المحض فقط في المفتوح الذي لم يسبقه حرف مد نحو ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ ربُّكَ ﴾.

اختلاف أهل الأداء في مقدار المدِّ بين المدِّ المدغم والمدِّ المظهر:
اختلف أهل الأداء في مقدار المدِّ بين المدِّ المدغم والمدِّ المظهر، فقالوا إن المدَّ المدغم أشبع تمكينًا من المدِّ المظهر، لأجل الإدغام وذلك لاتصال الصوت فيه وانقطاعه في المظهر، فعلى هذا يزاد إشباع (ميم) من أجل الإدغام. وكذلك يزاد في مدِّ ﴿ دآبَّة ﴾ بالنسبة إلى مدِّ ﴿ مَحيَاي ﴾ عند من أسكنها، وينقص عند هؤلاء (صاد ذِكْرُ) في (مريم 1 و 2)، و (سين ميم) في (الشعراء 1)، و (نون والقلم) في (القلم 1 و 2) عند من أظهر بالنسبة إلى من أدغم [48].

ثم إن الظاهر التسوية في مقدار المدِّ في كل من المدغم كما في (قِيلَّهُمْ) وغيره من المدِّ الكلمي والحرفي، وعند الإمام ابن الجزري أنه مذهب الجمهور إذ الموجب واحد وهو التقاء الساكنين، وعن بعضهم من الأئمة أن المدَّ في المدغم أطول منه في المظهر، وعن بعضهم العكس من ذلك أي المظهر أطول من المدغم.

فعروض سكون الإدغام الكبير عن أبي عمرو البصري، حيث خص الإدغام بالمدِّ وألحقه باللازم كما فعل أبو شامة في باب المدِّ والصواب كما قال ابن الجزري: (إن سكون إدغام أبي عمرو عارض كالسكون في الوقف، والدليل على ذلك إجراء أحكام الوقف عليه من الإسكان والرَّوم والإشمام كما تقدم).

ونص الإمام الشاطبي وكذلك صاحب التيسير على أن الإدغام يكون عارضًا، وهذا هو رأي الجمهور أنه لا فرق بينه وبين الوقف على العارض.

وقال الدمياطي في العارض والمدغم لأبي عمرو البصري: (منهم من أشبعه كاللازم قال في النشر: واختاره الشاطبي لجميع القراء واختاره بعضهم لأصحاب التحقيق كحمزة ومن معه ومنهم من وسطه لاجتماع الساكنين مع ملاحظة عروضه، واختاره الشاطبي للكل أيضًا، واختير لأصحاب التوسط كابن عامر، ومن معه، ومنهم من قصره لعروض السكون فلا يعتد به لأن الوقف يجوز في التقاء الساكنين مطلقًا، واختاره الجعبري وخصه بعضهم بأصحاب الحَّدُر كأبي عمرو ومن معه، والصحيح كما في النشر جواز الثلاثة للجميع لعموم قاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه عن الجميع ولا فرق عند الجمهور بين سكون الوقف وسكون الإدغام عند أبي عمرو خلافًا لأبي شامة في تعيينه المدَّ حالة الإدغام إلحاقًا له باللازم والدليل على سكون الإدغام لأبي عمرو عارض إجراء أحكام الوقف عليه من الإسكان والرَّوْم والإشمام)[49].

وقال الشيخ الأنصاري النَّشَّار: (وجميع القراء متفقة على مدِّه سواء) [50].


[1] ينظر: النشر 1/ 215.

[2] ينظر: النشر 1/ 215.

[3] أصله بنونين مظهرتين الأولى مرفوعة والثانية مفتوحة، وقد أجمع العشرة على عدم جواز الإظهار في الأولى ولكنهم اختلفوا بعد ذلك في كيفية القراءة. ينظر: البدور الزاهرة للقاضي ص 300.

[4] ينظر: النشر 1/ 216. وقال البنّاء في الإتحاف ص 25: (وافق اليزيدي أبا عمرو على إدغام جميع الباب بقسميه اتفاقاً واختلافاً. (والحسن) على إدغام المثلين في كلمتين فقط وزاد تاء المتكلم والمخاطب ك ﴿ كنت تراباً ﴾، ﴿ أفأنت تكره ﴾. (وابن محيصن) على ما ضم أوله من المثلين في كلمتين نحو ﴿ يشفع عنده ﴾، ويشير إلى ضم الحرف، وزاد من المفردة إدغام باقي المثلين إلا أنه أظهر ما اختلف فيه عن أبي عمرو كـ ﴿ يخل لكم ﴾، وعنه إدغام القاف في الكاف نحو ﴿ خلقكم ﴾ و ﴿ رزقكم ﴾، وعنه من المفردة إدغام جميع المتجانسين والمتقاربين إلا أنه أظهر ما اختلف فيه عن أبي عمرو، وزاد منها إدغام الضاد في التاء نحو ﴿ أفضتم ﴾ و ﴿ أقرضتم ﴾، وأدغم من المبهج والمفردة الضاد في الطاء إذا اجتمعا في كلمة نحو ﴿ اضطر ﴾، ﴿ اضطررتم ﴾، والظاء في التاء من ﴿ أوعظت ﴾ ويبقى صوت حرف الإطباق. (ووافق الشنبوذي) عن الأعمش على إدغام الباء في الباء وعلى إخفاء الميم عند الباء نحو ﴿ اعلم بالشاكرين ﴾ وباء ﴿ يعذب ﴾ عند ميم ﴿ من ﴾. (والمطوعي) على إدغام جميع المثلين في كلمتين، وزاد مثلى كلمة في جميع القرآن نحو ﴿ جباههم ﴾ لتلاقي المثلين، واستثنى من إدغام التاء إلا ﴿ موتتنا ﴾ ووافقه ابن محيص على إدغام ﴿ بأعيينا ﴾ بالطور، وعنه الإظهار من المبهج).

[5] ينظر: الإتحاف ص 25.

[6] ينظر: النشر 1/ 215.

[7] ينظر: النشر 1/ 216.

[8] هذا الوجه لجمهور العراقيين عن أبي عمرو بكماله، وأحد الوجهين عن السوسي في التجريد والتذكار، وأحد الوجهين في التيسير المصرح به في أسانيده من قرائته على فارس بن أحمد وفي جامع البيان من قرائته على أبي الحسن، وهو الذي لم يذكر مكي والمهدوي وصاحب العنوان والكافي وغيرهم ممن لم يذكر الإدغام عن أبي عمرو سواه وجهاً واحداً، وكذلك اقتصر عليه أبو العز في إرشاده إلا أن بعضهم خص ذلك بالسوسي كصاحب العنوان والكافي وبعضهم عم أبا عمرو كمكي وأبي العز في إرشاده.

[9] هذا الوجه عن جميع أصحاب الإدغام من روايتي الدوري والسوسي جميعاً، ونص عليه عنهما جميعاً الداني في جامعه تلاوة، وهو الذي عن السوسي في التذكرة لابن غلبون والشاطبية ومفردات الداني، وهو الوجه الثاني عنه في التيسير والتذكار، وهو المأخوذ به اليوم في الأمصار من طريقي الشاطبية والتيسير، وإنما تبعوا في ذلك الشاطبي (رحمه الله). قال السخاوي في آخر باب الإدغام من شرحه: (وكان أبو القاسم يعني الشاطبي يقرئ بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذلك قرأو). وقال أبو الفتح فارس بن أحمد: (وكان أبو عمرو يقرئ بهذه القراءة للماهر النحرير الذي عرف وجوه القراءات ولغات العرب).

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]