عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-08-2020, 02:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,786
الدولة : Egypt
افتراضي صفة الحوض والكوثر

صفة الحوض والكوثر
الشيخ عادل يوسف العزازي






أكرم الله رسوله صلى الله عليه وسلم في الموقف العظيم بالحوض، وقد وردت الأحاديث بوصفه: أن ماءه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كعدد نجوم السماء، وأنه مربع الزوايا، واسع الأرجاء، يأتيه ماؤه من نهر الكوثر، وهو نهر في الجنة، وهو النهر الذي حباه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]، وهذا الحوض يشرب منه أمة النبي صلى الله عليه وسلم، بيده، ومن شرب منه لا يظمأ بعده أبدًا.

وأما وصف الكوثر، فقد ثبت عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما أنا أسير في الجنة إذ أنا بنهر، حافَتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا نهر الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينة مسك أذفر))[1].

قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله: (وقد ورد في ذكر الحوض وتفسير الكوثر وإثباته وصفته من طرق جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واشتهر واستفاض، بل تواتر في كتب السنة من الصحاح والحسان والمسانيد والسنن)[2].

ثم ساق أسماء الذين رووا الأحاديث، ثم أورد حديثهم أربعة وعشرين صحابيًّا.

تقدم أن أمة النبي صلى الله عليه وسلم يشربون من حوضه، لكن يستثنى من ذلك من بدَّل وغيَّر بعده صلى الله عليه وسلم؛ فعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليردن عليَّ ناسٌ من أصحابي الحوض حتى عرفتهم، اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدَثوا بعدك))[3]، ومعنى "اختلجوا": جُذِبوا وأُبعِدوا.

اختلف أهل العلم في موضع الحوض، هل هو قبل الصراط أم بعده؟ والأرجح - والله أعلم - أنه قبل الصراط؛ لأنه يصرف عنه بعض وارديه إلى النار، فلو كان بعد الصراط لصعب عليهم الوصول إليه؛ حيث إنه لا يعبره إلا من يدخل الجنة، وهذا رجحه القرطبي والغزالي، والعلم عند الله تعالى.



[1] البخاري (6581)، (7517).

[2] معارج القبول (3/ 237).

[3] رواه البخاري (6582)، ومسلم (2304).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]