تأملات في آيات
سعيد بن محمد آل ثابت
التأمل الأول:
﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴾ [هود: 27].
﴿ قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴾ [الشعراء: 111].
﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 24].
لما نعلم أن نتانة الطبقية وعنفوان العصبية بدأت بالبشرية منذ أزليتها نوقن أنّنا أمام صنم معبود يتجدد مع الجهل والرضوخ للدنيا، ويزول ويُقمع مع العلم والدعوة، ولذا فإذا ما رأينا (الطبقية والعصبية) تتفشى في مجتمع معيّن فلنعلم أن الجاهلية قد ضربت بأطنابها عندهم.
والآيات توحي بتفشيها إبان دعوة نوح عليه السلام فكيف بمن طغمتهم المدنية واستشرت فيهم المادية، فكانت الاعتبارات دنيوية صِرفة!
التأمل الثاني:
تأمل ابن عاشور وهو يستدل على سد الذرائع من القرآن:
﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 163].
﴿ وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 35].
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 104].
﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3].
﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113].
والعجب تعليق ابن العربي في الأحكام على آية الأعراف حين زعم انفراد مالك بهذه القاعدة وهو يقول تابعه أحمد في بعض رواياته وخفيت على الشافعي وأبي حنيفة رغم تبحرهما في الشريعة.
والصواب أن قاعدة سد الذرائع معمول بها عند جميع المذاهب عدا الظاهرية والاختلاف في تطبيقاتها وليس الاستدلال بها ونصر ذلك ابن تيمية في كتابه سد الذرائع.
والثمرة أن السلف تواردوا عليها بالاتفاق وتعصب المالكية على تفردهم وزعم الآخرون استدلالهم بها وكأنه أمراً يُتنافس له وشرفاً يسعى إليه.
وعند بعض المتأخرين نرى العكس والبون الشاسع حيث النفور والاستقلال عنها. والسبب الانفتاح وكثرة الفجور وربما سوء تطبيق القاعدة والله أعلم.
التأمل الثالث:
﴿ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61].
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح: 10].
الأنبياء واظبوا على دعاء أقوامهم للاستغفار، وقد ذكر في القرآن في أكثر من ستة وعشرين موضعاً؛ إذ هو خير بلسم للنفوس المنهكة، وخير سلسبيل للنفوس المطمئنة.
وكان رسول الله قدوة في ذلك، وخير أسوة لهذا العمل العظيم، عن الأغر المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة"، هذا لفظ أبي داود ولفظ الإمام أحمد ومسلم "إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم مائة مرة" قال: وسمعته يقول: "توبوا إلى ربكم فوالله إني لأتوب إلى ربي - تبارك وتعالى - مائة مرة في اليوم". وفي الحديث "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً".
التأمل الرابع (ردود قوم هود عليه السلام عليه):
﴿ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ [الشعراء: 136].
﴿ قَالُوا يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 53].
﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66].
﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [الأعراف: 70].
هذه الآيات تُخبر عن نبيٍ واحد، وكيف كان مع قومه، ويكفي نصف واحد منها ليفلّ عزيمة مجموعة من المصلحين! فادعاء السفاهة، أو إعلان الصد والتكذيب، أو التمسك بالجاهلية والذب عنها، كل ذلك لم يجعله يتوقف، أو حتى يخسر مبدأه معهم وينتصر لذاته، بل صبرٌ واحتساب وابتغاء ما عند الله، وفي هذا خبر وإرشاد، فالخبر بما كان عليه القوم، وفيه رد على مزاعم من قال بتكرار القرآن لغير معنى، وفيه إرشاد للصبر والاحتساب وعدم الوقوف والانتقام للذات في سبيل الدعوة. وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها: "ما انتقم رسول الله لنفسه قط حتى تنتهك محارم الله فينتقم لله".
التأمل الخامس:
﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42].
﴿ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴾ [مريم: 46].
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم: 10].
لا نحاكم الداعية في نجاحه وفشله إلى صلاح أولاده وزوجه وهم من يعول، فضلاً عن والديه، وهم من عالوه.
وهؤلاء الرسل الكرام، قد فسد بعض آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، لكنه لم ينقصهم قدرهم (أي الرسل)، وفي المقابل لم تفتؤ عزيمتهم حتى آخر رمق.
التأمل السادس:
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 126].
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35].
يدعو الخليل عليه السلام بدعوتين اشتركتا في مطلوب واحد وانفردت كل منهما في مطلوبين، فالأولى دعا بأمن البلد والرزق ثانياً، ودعا في الثانية بالأمن وحفظ بنيه من الشرك، والمتأمل يوقن بأن الدين مطلب والرزق مطلب، لكن لا ينعم بها العبد حتى يأمن على نفسه وأهله وماله، فيعبد الله مطمئناً آمناً على ماله وعياله.
الأمن منة الله على عباده، وما امتن الله شيئاً إلا لعزته وعظمته ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 4].
التأمل السابع (خصال قوم لوط):
﴿ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [الأعراف: 81].
• الإسراف حد الطغيان، ولو اقتصدوا في المباح لكفاهم ما وراءه.
﴿ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود: 78].
• عمل السيئات قولاً وفعلاً، وعدم الاتعاظ بالنصح، وانعدام المروءة والرُشد.
﴿ قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ﴾ [الحجر: 68]
• انعدام المروءة.
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ﴾ [الحجر: 69]
• اعتياد الخزي والتنكيل بغيرهم.
﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الحجر: 72]
• طغيان الهوى حتى عطل عقولهم، كالخمرة تعطل العقل.
﴿ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾ [الأنبياء: 74]
• عمل الخبائث والرجس من الأعمال، وخُلة الفسق والمجون والخلاعة فيهم.
﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ [الشعراء: 166]
• الاعتداء فوق حدود الشريعة مما اقتضى عدم تورعهم في شتى الأحكام والحدود الشرعية والأعراف الفطرية.
﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [النمل: 54، 55].
• الجهل بعواقب الأمور والأفعال، وعدم إدراك ذلك بالنظر والتبصر ودراسة المآلات.
﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [النمل: 56]
• رؤية الحق منكراً، واعتبار الفضيلة شذوذاً.
﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 80]
﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 28]
• كسر الفطرة واستباق نكس الحق وتطبيع الضلال.
﴿ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [العنكبوت: 29]
• الشذوذ والاعتداء على الخلق، والاجتماع على المنكرات والباطل، وأيضاً الأمن من مكر الله.
﴿ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [العنكبوت: 30]
• الإفساد وتصديره للغير.
﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ﴾ [العنكبوت: 31]
• الظلم الواقع على حياتهم جراء منكرهم، فظلموا أزواجهم وحرموهم حق الفراش، وظلموا ذراريهم بأن أورثوا لهم هذا الفحش، وظلموا أيضاً أنفسهم بالذنوب والكبائر.
﴿ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [العنكبوت: 34]
• الفسق.
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ﴾ [القمر: 33]
• التكذيب.
﴿ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾ [القمر: 37]
• المسخ من البشرية والمروءات الفاضلة.
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم: 10]
• فساد نساء مجتمعهم حتى كانت زوج نبيهم ضالة بضلالة قومها رغم أن الأمر لا يعنيها، وذكر من خيانتها أنها كانت تخبر بأضياف لوط عليه السلام فتغري سفهاء قومها، وأما خيانة الفراش فلم يك ذلك لنبي البتة.
واقع الشذوذ في قوم لوط ألبسهم أشنع الخلال وأقبحها وأفسقها وأرذلها، فطُمست عقولهم وغلبتهم أهواؤهم فلم يعرفوا معروفاً ولم ينكروا منكراً إلا ما أُشربوا من أهوائهم، وهكذا كل مجتمع تنتشر فيه الرذيلة، ويعم عليهم مصادمة الفطرة بالشذوذ والنفور من سجية الخلق، يكونوا كالبهائم بل أضل سبيلاً!
التأمل الثامن:
﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 21].
﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 56].
ذُكرت "وكذلك مكنا ليوسف في الأرض" مرتين فالأولى بعد أن ألقوه أخوته في غيابت الجُب وكان التعقيب أن يورث العلم مناسبة لذلك المُقام، والآية الثانية أتت بعد أن بدا لذوي امرأة العزيز أن يسجنوه وكان التعقيب أن يُمكن من الأرض.
ولو يعلم الأعداء وساسة الضلال ماكان لأولياء الله عقب ابتلائهم ماضروهم ولا أوجدوا لهم التحديات التي تصنعهم عظماء، وصدق الله ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 21].
يتبع