رباعيات من كلام المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (4)
بكر البعداني
عن الأسود بن سَرِيع رضي الله عنه، أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أربعة يوم القيامة:
1- رجلٌ أصمُّ لا يسمع شيئًا.
2- ورجل أَحْمق.
3- ورجل هرَم.
4- ورجل مات في فَترة.
فأما الأصمُّ، فيقول: ربِّ، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأمَّا الأحمق فيقول: ربِّ، لقد جاء الإسلامُ والصبيان يحذفوني بالبَعر، وأمَّا الهرَم فيقول: ربِّ لقد جاء الإسلامُ وما أعقل شيئًا، وأمَّا الذي مات في الفترة فيقول: ربِّ، ما أتاني لك رسول.
فيأخذ مواثيقَهم لَيُطِيعُنَّه، فيرسل إليهم أنِ ادخُلوا النارَ، قال: فوالذي نفسُ محمد بيده، لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا))[1].
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((الجمعة حقٌّ واجب على كلِّ مسلم في جماعة إلاَّ أربعة:
1- عبد مملوك.
2- أو امرأة.
3- أو صبي.
4- أو مريض))[2]
وعن مجاهد قال: كنَّا ستَّ سنين علينا جُنادة بن أبي أميَّة، فقام فخطبَنا فقال: أتينا رجلاً من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنه، فدخلنا عليه فقلنا: حدِّثنا ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تحدِّثنا ما سمعتَ من النَّاس، فشددنا عليه، فقال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فينا فقال: ((أنذرتكم المسيحَ، وهو ممسوح العَين - قال: أحسبه قال: اليسرى - يسير معه جِبال الخبز، وأنهار الماء، علامَته يمكث في الأرض أربعين صباحًا، يبلغ سلطانُه كلَّ منهل، لا يأتي أربعةَ مساجد:
1- الكعبة.
2- ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
3- والمسجد الأقصى.
4- والطور.
ومهما كان من ذلك فاعلموا أنَّ الله عزَّ وجلَّ ليس بأعور))[3]، وقال ابن عون: وأحسبه قد قال: ((يسلَّط على رجلٍ فيقتله ثمَّ يحييه، ولا يسلَّط على غيره)).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أربعة يبغضهم الله عزَّ وجلَّ:
1- البيَّاع الحلاَّف.
2- والفقير المختال.
3- والشيخ الزَّاني.
4- والإمام الجائر))[4].
وعن مسروق قال: ذُكر عبدالله - يعني: ابن مسعود - عند عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: ذاك رجل لا أزال أُحبُّه بعد ما سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((استقرئوا القرآنَ من أربعة؛ من:
1- عبدالله بن مسعود - فبدأ به -.
2- وسالم مولى أبي حذيفة.
3- وأبيِّ بن كعب.
4- ومعاذ بن جبل))، قال: لا أدري بدأ بأُبَي أو بمعاذ[5].
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خذوا القرآنَ من أربعة؛ من:
1- ابن مسعود.
2- وأبيِّ بن كعب.
3- ومعاذ بن جبل.
4- وسالم مولى أبي حذيفة))[6].
وعن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((... ورُفعَت لي سِدرة المنتهى، فإذا نَبقها كأنَّه قِلال هجَر، وورقُها كأنَّه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار:
(1، 2) نهران باطنان.
(3، 4) ونهران ظاهران.
فسألتُ جبريل عليه السلام فقال:
أمَّا الباطنان: ففي الجنة، وأما الظَّاهران: النيل والفرات...))[7].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((فُجِّرت أربعةُ أنهار من الجنة:
1- الفُرات.
2- والنيل.
3- وسيحان.
4- وجيحان))[8].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أربعة دنانير:
1- دينارًا أعطيتَه مسكينًا.
2- ودينارًا أعطيتَه في رقبة.
3- ودينارًا أنفقتَه في سبيل الله.
4- ودينارًا أنفقتَه على أهلك.
أفضلها الذي أنفقتَه على أهلك"[9].
[1] أخرجه أحمد (4/ 24)، وابن حبان رقم: (1827) - سقط منه اسم قتادة - وصححه شيخنا مقبل في الصحيح المسند، والألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 419) رقم: (1434)، وصحيح أبي داود.
[2] أخرجه أبو داود رقم: (1069)، قال أبو داود رحمه الله: طارق بن شهاب قد رأى النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يسمع منه شيئًا، وصححه الألباني، وقال شيخنا مقبل رحمه الله: "هذا حديث صحيح، مرسَل صحابي مقبول؛ لأنَّ الصحابة كلهم عدول".
[3] أخرجه أحمد (5/ 364) وهو في الصحيح المسند لشيخنا مقبل رحمه الله.
[4] أخرجه النسائي (5/ 86)، وابن حبان رقم: (1098)، وقال الألباني رحمه الله: "قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم".
[5] أخرجه البخاري رقم: (3548)، ومسلم رقم: (2464).
[6] أخرجه مسلم (7/ 148)، والترمذي رقم: (3810) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وهو في البخاري (2/ 445) ومسلم، وأحمد (2/ 189و195) من نفس الوجه بلفظ: ((استقرئوا القرآن)) وسبق معنا، ولمسلم رقم: (2464) بلفظ: ((اقرؤوا القرآن)).
[7] أخرجه البخاري رقم: (3053)، ومسلم رقم: (164)، وهو في البخاري رقم: (5287) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
[8] أخرجه أحمد (2/ 260)، وقال شعيب الأرناؤوط: "صحيح وهذا إسناد حسن"، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 177) رقم: (111)، وانظر - أيضًا -: السلسلة الصحيحة رقم: (110).
[9] أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم: (751)، وصححه الألباني في صحيحه رقم: (582).