الموضوع: الحج والمراغمة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19-07-2020, 07:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,925
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحج والمراغمة




ومن أعظم مناسك الحجّ على الإطلاق الوقوف بعرفة، وفيها يجتمع الحجيج في صعيدٍ واحدٍ في وقتٍ واحدٍ، في مشهدٍ تهوي له الأفئدة، وترقّ له القلوب، ويهتزُّ له كيان كل موحّد. وهو أشدُّ شيء مراغمة للشيطان ولأعداء الله تعالى، أن يُرى المسلمون جماعة واحدة، وصفًّا كأنهم بنيان مرصوصٌ، قد اجتمعت كلمتهم، وتوحَّد شملهم، وباهى بهم ربُّهم ملائكته، وغفر لهم ذنوبهم، وأعتق رقابهم من النار، ورجعوا بصحائف صفرًا من السيئات. ولو اجتمعت كلمة الأمة في سائر أيام العام كما تجتمع كلمة حجيجهم في صعيد عرفة لسادوا العالم، ولَظهروا على كيد عدوهم ومكره.







ومن مناسك المسلمين في حجّهم رميُهم الجمرات، وهي مراغمةٌ للشيطان الرجيم، الذي يجتمع عليه في هذا المشهد من الذُّل والغيظ والهوان ما لم يقع عليه إلا يوم الفرقان يوم بدرٍ، فعن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ». قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ»[28].







وإذا رجعنا إلى سيرة خليل الرحمن إبراهيم صلى الله عليه وسلم، والذي سُنَّ رمي الجمرات في الحجّ تأسيًا به نجد أنَّه قد راغم الشيطان بما يعجِز عن أفذاذ البشر، كيف لا وهو الذي ابتُليَ فوفَّى؟








وعن ابن عبّاس – رضي الله عنهما – في حديث طويل قال: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ - قَالَ يُونُسُ: الشَّيْطَانُ - فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: قَدْ تَلَّهُ لِلجَبِينِ - قَالَ يُونُسُ: وَثَمَّ تَلَّهُ لِلجَبِينِ - وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ، وَقَالَ: يَا أَبَتِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُكَفِّنُنِي فِيهِ غَيْرُهُ، فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّنَنِي فِيهِ، فَعَالَجَهُ لِيَخْلَعَهُ، فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ: ï´؟ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ï´¾ [الصافات: 105] فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا هُوَ بِكَبْشٍ أَبْيَضَ أَقْرَنَ أَعْيَنَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَتْبَعُ ذَلِكَ الضَّرْبَ مِنَ الكِبَاشِ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ»... الحديث[29].







وعن ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ قَالَ: «لَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَنَاسِكَ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى سَاخَ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى سَاخَ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ فِي الْجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى سَاخَ فِي الْأَرْضِ». قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما: «الشَّيْطَانَ تَرْجُمُونِ، وَمِلَّةَ أَبِيكُمْ تَتَّبِعُونَ»[30].







فينبغي للحاجِّ أن ينوي فيما ينويه إذا قصد البيت العتيقَ أن يراغم عدوه، وأن يغيظ الكفّار، وأن يُظهر اجتماع المسلمين.







وتتميمًا للقصد والفائدة، فكثيرةٌ هي الأعمال التي يراغم بها المسلم الشيطان وجنده من الإنس والجنّ في كل حين؛ نذكر منها:



1- أن يخالف مبتغى الشيطان فيه:



بالإنفاق والصدقة، والتعفُّف عن الفحش والفحشاء، واجتناب الخبائث مخالفة لأمر الشيطان؛ لقول الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ï´¾ [البقرة: 168]، ولقوله تعالى: ï´؟ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ï´¾[البقرة: 268]، ولقوله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ï´¾[المائدة: 90- 91].







2- الاعتصام ونبذ الفرقة وإصلاح ذات البين:



فمما سبق يتضح أنَّ غاية الشيطان أن يوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين، وإنما يزين لهم الخمر والميسر وسيلةً إلى هذا المقصود، فكلما كان المسلمون إخوةً متحابين راغموا عدُّوهم، وقد رضيَ – لعنه الله – بالتحريش بينهم؛ فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ»[31].







وهو يجتهد أن يفرق بين المرء وزوجه وبين المرء وأخيه، ولذا يُجنّد سراياه من الجنّ والإنس لهذا الغرض؛ قال تعالى في شأن السحرة: ï´؟ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ï´¾ ï±*[البقرة: 102]، وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ " قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَالَ: «فَيَلْتَزِمُهُ»[32].







ومنه يؤخذ أن حرب السحر والسحرة وتحقيرهم وفضحهم من مراغمة الشيطان.







3- تجنُّب الإسراف:



قال تعالى: ï´؟ وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ï´¾ï±* [الإسراء: 26- 27].







وليس عجيبًا أن تجد أشدَّ الناس بخلًا وشُحًّا هم أشدَّهم إسرافًا؛ ذلك أنَّ الشيطان يطلبهم إلى بُغيته من كلّ طريق فيه معصيةٌ لأمر الله تعالى؛ فمَن انقاد له من طريق البخل انقاد له من طريق الإسراف، وكلاهما من بابةٍ واحدة.







4- المداومة على ذكر الله تعالى:



ومن مراغمة الشيطان المداومة على ذكر الله تعالى، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ï´؟ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ï´¾ï±* [الناس: 4]، قَالَ: «الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ، وَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ». ولذا كان الذكر حصنًا من الشيطان وحزبه، والأدلة على ذلك كثيرة مشهورة.







5- قراءة القرآن وسجود التلاوة:



ومن ذلك أن يسجد القارئ إذا مرَّ بسجدة التلاوة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلِي؛ أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ»[33].







فهذه بعض الأعمال التي يراغم بها الشيطان.







سورة الحجّ والمراغمة:



إنَّ المتدبر لسورة الحجّ يرى جليًّا أنها قد أوعت شذرات من عبودية المراغمة، فافتتحت بالأمر بالتقوى، والتحذير من فتنة الجدال في الله بغير علمٍ، واتّباع كلِّ شيطان مريدٍ، وفيها فضح ما في قلوب شياطين الإنس والجنّ من الغيظ والحنق على محمد صلى الله عليه وسلم وكشف أملهم بهزيمته، وذلك قوله تعالى: ï´؟ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ï´¾ ï±*[الحج: 15]، وهو تهكُّمٌ بهم؛ كقول القائل: دونك الحبل فاختنق، يقال ذلك للذي يريد من الأمر ما لا يمكنه[34]، وفيه من المراغمة ما فيه، فمن كان يظنّ من حاسدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعاديه أنَّ الله لا ينصره، فهو يطمع في ذلك، ويغيظه أن يحصل ضدّه من نصر الله له فليستقص وسعه وليستفرغ مجهوده في إزالة ما يغيظه، بأن يفعل ما يفعل من بلغ منه الغيظ كل مبلغ حتى مدّ حبلًا إلى سماء بيته فاختنق، فلينظر وليصوّر في نفسه أنه إن فعل ذلك هل يذهب نصر الله الذي يغيظه؟[35].







وفيها الأمر بالحج، وبيان مقاصده، وبه سُمِّيت السورة الكريمة.







وفيها الأمر المتكرر بذكر الله تعالى، والتنويه بشرفه بأكثر من أسلوبٍ؛ كقوله تعالى: ï´؟ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ï´¾ [الحج: 28]، ï´؟ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ï´¾ï±* [الحج: 34]، وقوله تعالى: ï´؟ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ï´¾ï±* [الحج: 35]، وقوله تعالى: ï´؟ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ï´¾ [الحج: 36]، وقوله تعالى: ï±،ï´؟ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ï´¾[الحج: 40].







وفيها الأمر باجتناب الرجس من الأوثان وهي رموز الشرك، واجتنابها مراغمة للعاكفين عليها.







وفي المقابل ففيها الأمر بتعظيم شعائر الله، وتعظيم حرماته، وتعظيم مناسكه، فأسقط رموز الشرك، وأقام رموز الإسلام معظَّمة في قلوب المسلمين.







ومن لطائفها أنها السورة الوحيدة التي بها سجدتان، وقد علمنا أنَّ السجود ترغيم للشيطان.







وهي السورة التي فتحت باب الجهاد أمام المسلمين بعد أن كانوا منهيين عنه، وذلك قوله تعالى: ï±،ï´؟ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ï´¾ï±* [الحج: 39]. قال الإمام الشافعيّ: «فأذن لهم بأحد الجهادين بالهجرة قبل أن يؤذن لهم بأن يبتدئوا مشركاً بقتال، ثم أذن لهم بأن يبتدئوا المشركين بقتال»[36]. والجهاد ميدان المراغمة للشيطان وحزبه من الكفرة الفجرة.







وفيها إشارة إلى مصارع المشركين الظالمين، وهي مشاهد جاثمةٌ على صدور أصحابهم إلى يوم الدين لو كانوا يعقلون.







وفيها ورد اسما الله القوي العزيز مقترنين مرتين، وفي سائر القرآن مرتين؛ ï±،ï*گï´؟ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ï´¾ï±* [الحج: 40][الحج: 74]، مع ملاحظة أنَّ صيغة ورودهما في غيرها: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ï´¾ ï±*[الحديد: 25، المجادلة: 21]. والأولى آكد لمكان اللام، واقترانهما أدلُّ على إرغام أنف الكافر وإذلاله.







وفيها ذكر الهجرة، وهي الجهاد الأول.







وفي أحد أعظم مشاهد المراغمة، تحدّاهم وتحدّى آلهتهم بخلق ذبابة حقيرة ولو اجتمعوا لها، ويبقى التحدي قائمًا إلى يوم القيامة دليل عجز من علموا ظاهرًا من الحياة الدُّنيا وظنوا أنهم قادرون عليها.







ثم خُتمت السورة الكريمة بالأمر بالاعتصام والاجتماع تحت مسمَّى الإسلام الذي لا تحزّب فيه ولا افتراق. فكانت سورة الحجّ تأكيدًا على مقصد المراغمة في فريضة الحجِّ. والله تعالى أعلم.







[1] أخرجه أحمد في المسند (15958)، والنسائي في السنن (3134)، وغيرهما. وصححه الألباني.




[2] انظر: المفردات في غريب القرآن (ص 359).




[3] عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ». اخرجه مسلم في صحيحه (571)، وفي رواية ابن حبان وغيره: «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيُلْقِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى الْيَقِينِ، فَإِنِ اسْتَيْقَنَ التَّمَامَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَتْ صَلَاتُهُ تَامَّةً كَانَتِ الرَّكْعَةُ نَافِلَةً، وَالسَّجْدَتَانِ نَافِلَةً، وَإِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً كَانَتِ الرَّكْعَةُ تَمَامًا لِصَلَاتِهِ، وَالسَّجْدَتَانِ تُرْغِمَانِ أَنْفَ الشَّيْطَانِ».




[4] مدارج السالكين (1/ 241- 242) بتصرّف يسير.




[5] أخرجه البخاري في صحيحه (1520)،




[6] أخرجه الطبراني في الأوسط، والدارقطني والبيهقي.




[7] أخرجه البخاري في صحيحه (1602، 4256)، ومسلم في صحيحه (1266)، واللفظ له.




[8] أخرجه أبو داود في سننه (1889)، وهو صحيح.




[9] انظر: الفائق في غريب الحديث (2/ 327).




[10] أخرجه أحمد في المسند (317)، وأبو داود في السنن (1887)، وابن ماجه في السنن (2952)، وغيرهم، وصحّحه الألباني وغيره.




[11] أخرجه أحمد في المسند (2950).




[12] أخرجه أحمد في المسند (16557)، وغيره. وإسناده صحيح.




[13] أخرجه الترمذي في سننه (827)، وابن ماجه في سننه (2924)، وغيرهما، وصحّحه الألباني.




[14] انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 279).




[15] أخرجه مسلم في صحيحه (1248).




[16] أخرجه البخاري في صحيحه (1548).




[17] أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه أولها صحيحه (2992)، ومسلم في صحيحه (2704).




[18] انظر صحيح البخاري (1549، 1550).




[19] أخرجه مسلم في صحيحه (1185).




[20] انظر: شرح النووي على مسلم (8/ 90)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين (2/ 464). ويجوز في "قد قد" إسكان الدال، وكسرها منوّنة.




[21] أخرجه البخاري في صحيحه (3838).




[22] أخرجه مسلم في صحيحه (1218).




[23] أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه، وبهذا اللفظ (1590)، ومسلم في صحيحه (1314).




[24] كشف المشكل (3/ 370).




[25] شرح النووي على مسلم (9/ 62).




[26] أخرجه أبو داود في سننه (1749)، وحسّنه الألباني.




[27] معالم السنن (2/ 152).




[28] أخرجه الإمام مالك في الموطأ، وهو مرسل حسن، وروي موصولًا بسند ضعيف عن أبي الدرداء رضي الله عنه.




[29] أخرجه أحمد في المسند (2707).




[30] أخرجه الحاكم في المستدرك (1713)، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، والبيهقي في السنن (9693)، وصحّحه الألباني.




[31] أخرجه مسلم في صحيحه (2812).




[32] أخرجه مسلم في صحيحه (2813).




[33] أخرجه مسلم في صحيحه (81).




[34] انظر: تفسير ابن عطية (4/ 111).




[35] انظر تفسير الزمخشري (3/ 147).




[36] الأم (4/ 169).










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.91%)]