عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-07-2020, 03:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,657
الدولة : Egypt
افتراضي ما على المحسنين من سبيل

ما على المحسنين من سبيل
محمد بن محَّه غويدي


مدخل:
يقول الباري -جلَّ في عُلاه-: (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) [التوبة:91].
هناك قاعدة عند أهل العلم وهي: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .أ.هـ.
ولا يعني ذلك أن يكون قاصراً على من نزلت فيه الآية أو الحديث بل يكون على عمومه, ولا يعني كذلك نفي أسباب نزول الآيات أو ورود الأحاديث.
أخي القارئ الكريم وأختي القارئة: لست بصدد تفسير الآية الكريمة الواردة أعلاه فكتب التفسير ميسرة لمن أراد الاستزادة، ولست أوردها أيضاً للاستنباط العلمي فما أود إيصاله باختصار من خلال الآية (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) [التوبة:91] هو أن هناك كثير من الناس يحتج بهذه الآية ويستدل بها في غير مكانها.
ولنضرب مثالاً لذلك: أحدهم يعمل متطوعاً في حلقةٍ للتحفيظ أو في منشطٍ دعوي أو في أي عملٍ تطوعي كان, ويلتزم به ويكون مسؤولاً عنه مسؤوليةً مباشرة ولا تجده يلتزم بما ألزم نفسه به؛ إما لانشغالٍ أو تقصير وقد يكون تساهل؛ وحال محاسبتهِ أو معاتبته يستدل بالآية السابقة (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) [التوبة:91] وكأنه بذلك يقول لك: (أنا المُتفضل والمُحسن إليك فليس لك حقٌ بمعاتبتي أو محاسبتي).
وهذا للأسف فهم قاصر وخاطئ.
الخلاصة:
أنت قبل التزامك بأي عمل لجهةٍ معينة أو لطرف آخر فأنت حينها في نطاق المُحسن أو - المُتفضل - ولكن حين التزامك أصبحت مُلزماً بواجب أوجبته على نفسك بوعدك الذي تستحق عليه المُحاسبة حال التقصير، فلتنبه لذلك وفقني وإياكم لكل خير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.15%)]