عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-07-2020, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,855
الدولة : Egypt
افتراضي الإيمان يصنع الأعاجيب

الإيمان يصنع الأعاجيب
سعيد عبد العظيم


لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، انتصرت الأمة على فارس والروم، وقامت دولة الإسلام العالمية، ويتكرر الأمر بإذن الله، وتُقام خلافة إسلامية على منهاج النبوة، إذا تحققت وتجلت فينا صفة الإيمان، يحدث معنا مثل ما حدث مع نبي الله موسى ورسولنا الكريم من نصر وغلبة وعلو وتمكين، قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
فالضعيف مع نصره سبحانه قوي، والقوي مع خذلانه ضعيف.
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

ينصر سبحانه من نصر الدين، وأخذ بالأسباب المستطاعة وتوكل عليه (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين).
قال الشيخ محب الدين الخطيب: ليكن قول أحدكم للآخر: إن الله معنا, ولن يكون الله معنا إلا إذا كنا مع الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ .إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ. وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).
الإيمان يصنع الأعاجيب، والنصر الحقيقي لا يتم بالعصبيات والوطنيات والقوميات, ولا بشرف الأنساب والتطلع للمجد والرياسات.
انتصر الأنبياء وأتباعهم بهذه العقيدة, وهذا المنهج الخاص للحياة (أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون).
نحن بحاجة لقراءة تاريخ الحروب الصليبية وحروب التتار، وكيف انتصر صلاح الدين الأيوبي على جحافل الصليبيين في حطين، وكيف انتصر سيف الدين قطز على التتار في عين جالوت، لقد كان الأعداء في قمة الغطرسة والقوة المادية، سفكوا الدماء، وهتكوا الأعراض، وأذلوا عباد الله، والمسلمون في المقابل في غاية الضعف المادي، ولكنه الإسلام والإيمان والثقة بنصر الله، لحظات فارقة في التاريخ، وتحول من هزيمة إلى نصر, ومن ضعف إلى قوة، عندما تتعلق القلوب بربها، وتحسن التوكل عليه، وتستفرغ الوسع في تعاطي الأسباب الكونية والشرعية (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
المادية والمعنوية، السلاح والعتاد، ووحدة الصف، والإيمان بالله، والجهاد في سبيله من أجل إعلاء كلمة الله (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]