عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-07-2020, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,434
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير الزركشي لآيات من سورة الحشر

تفسير الزركشي لآيات من سورة الحشر
د. جمال بن فرحان الريمي







﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ﴾ [الحشر: 2، 3].




قوله تعالى ﴿ فَاعْتَبِرُوا ﴾ [الحشر: 2] بعد: ﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ [الحشر: 2] دلَّ على أن انتقامه بالخروج من الدار من أعظم الوجوه، و﴿ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ﴾ [الحشر: 2] دلَّ على أن لها توابع؛ لأن "أول" لا يكون إلا مع "آخر"، وكان هذا في بني النضير ثم أهل نجران، ﴿ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ﴾ [الحشر: 2] إلا بنبأ وأنهم يستقلون عدد من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ ﴾ [الحشر: 3] فيه دليل على أن الإخراج مثل العذاب في الشدة إذ جُعِل بدله[1].






﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر: 7].




قوله تعالى: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ﴾ [الحشر: 7]، أي من أموال كفار أهل القرى[2].




وقوله تعالى: ﴿ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾ [الحشر: 7]، فعلل سبحانه الفيء بين هذه الأصناف كيلا يتداوله الأغنياء دون الفقراء[3].




﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].




قوله تعالى: ﴿ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ ﴾ [الحشر: 9]، اختاروها سكنًا، لكن لا على الجهة المحسوسة؛ لأنه سوى بينهما، وإنما اختاروها سكنًا لمرضاة الله، بدليل وصفهم بالإيثار مع الخصاصة، فهذا دليل زهدِهم في محسوسات الدنيا[4]، وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا ﴾ [الحشر: 9] أي واعتقدوا الإيمان[5].





[1] البرهان: مقدمة في علم التفسير 1/ 31 - 32.




[2] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف المضاف والمضاف إليه 3/ 100.




[3] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التعليل 3/ 62.




[4] المصدر السابق: علم مرسوم الخط - زيادة الألف1/ 267.




[5] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أقسام الحذف 3/ 81.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]