عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-07-2020, 12:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي أدلة ابن تيمية السمعية في إثبات الصفات والأفعال

أدلة ابن تيمية السمعية في إثبات الصفات والأفعال
أ. د. مصطفى حلمي






إن هذه الأدلة في جانب أهل الإثبات من السلف فإنهم "إذا قالوا: المتكلم من قام به الكلام وهو يتكلم بمشيئته وقدرته خصموا المعتزلة وانقطعت حجتهم عنهم".[1]



والآيات والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة جدًا: منها قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82] وقوله: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105] وقوله: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف: 54].



وقد بحث ابن تيمية في تفسير الآيات المثبتة لقيام الأفعال الاختيارية واختار منها قولان، أحدهما لجعفر الصادق في تفسير الآية: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ﴾ [المؤمنون: 115] فقد سئل: لم خلق الخلق؟ فأجاب "لأن الله كان محسنًا بما لم يزل فيما لم يزل إلى ما لم يزل"[2].



وفسر ابن عباس قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 96]، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17] قال: "كان ولم يزل ولا يزال"[3].



كما يقول الإمام أحمد "لم يزل عالمًا متكلمًا غفورًا"[4].



وكذلك الأحاديث الصحيحة، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم صلاة الصبح بالحديبية: "أتدرون ماذا قال ربكم الليلة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فإنه قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكوكب"[5].



فالآيات والأحاديث - أي الأدلة السمعية - متوافرة في جانب الإثبات دون النفي، بعكس المنازعين الذين يقررون حسب أهوائهم أولًا امتناع الكلام بالمشيئة والقدرة ثم يحاولون تأويل النصوص بزعم الاستناد إلى أدلة عقلية.





[1] ابن تيمية شرح العقيدة الأصفهانية ص 61.




[2] شرح حديث النزول ص 185.




[3] نفس المصدر والصفحة.




[4] موافقة صريح المعقول ج 2 ص 137.




[5] ابن تيمية. شرح العقيدة الأصفهانية ص 61.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]