عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-07-2020, 12:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأربعون الشبابية

الأربعون الشبابية (2 / 4)
أ. محمد خير رمضان يوسف



(11)
حديث العُرنيين
عن أنسِ بنِ مالك:
أنَّ ناسًا من عُرَينةَ قدِموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ، فاجتَوَوْها، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنْ شئتُم أنْ تَخرجوا إلى إبلِ الصدقةِ فتشربوا من ألبانِها وأبوالِها".

ففعلوا، فصَحُّوا، ثم مالوا على الرُّعاةِ فقَتلوهم، وارتدُّوا عن الإسلام، وساقوا ذَوْدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

فبلغَ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبعث في أثَرِهم، فأُتيَ بهم، فقطعَ أيديَهم وأرجلَهم، وسمَلَ أعينَهم، وترَكهم في الحرَّةِ حتى ماتوا.

وبطرقٍ أخرى للحديثِ نفسهِ زيادة: وعندَهُ شبابٌ من الأنصار، قريبٌ من عشرين، فأرسلهم إليهم، وبعثَ معهم قائفًا يقتصُّ أثرَهم.
صحيح مسلم (1671)، سنن الترمذي (72) وقال: حديث حسن صحيح.

عُرينة قبيلة.
اجتوَوها: استوخموها، أي: لم توافقهم، وكرهوها؛ لسقمٍ أصابهم.
الذَّود: القطيعُ من الإبل.
سملَ أعينهم: فقأها.
فيه حديثُ العُرَنيين، أنهم قدموا المدينةَ وأسلموا، واستوخَموها، وسقَمت أجسامهم، فأمرهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالخروجِ إلى إبلِ الصدقة، فخرجوا، فصحوا، فقَتلوا الراعي، وارتدُّوا عن الإسلام، وساقوا الذَّود، فبعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في آثارهم، فقطعَ أيديَهم وأرجلَهم، وسملَ أعينهم، وتركهم في الحرَّة يَستَسقون فلا يُسقَون، حتى ماتوا.

قال الإمامُ النوويُّ بعده: هذا الحديثُ أصلٌ في عقوبةِ المحاربين، وهو موافقٌ لقولِ الله تعالى : ï´؟ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ï´¾ [سورة المائدة: 33].
وزادَ في الشرح[1].

(12)
سيدا شباب أهل الجنة
عن أبي سعيدٍ الخُدري، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
"الحسنُ والحسينُ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّة، إلا ابنَي الخالةِ عيسَى بنَ مريم، ويحيَى بنَ زكريّا".

صحيح ابن حبان (6959)، مسند أحمد (11012) وذكرَ الشيخ شعيب في تخريجهما أن إسنادهُ صحيح، سنن الترمذي (3768) وقال: حديث حسن صحيح، صحيح الجامع الصغير (3181).

(13)
قصرٌ من ذهب
عن أنسِ بنِ مالك، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّمَ قال:
"دخلتُ الجنَّة، فإذا أنا بقصرٍ مِن ذهب، فقلتُ: لِمَن هذا القصر؟ فقالوا: لشابٍّ من قُريش. فظنَنْتُ أنِّي أنا هو، فقُلت: ومَن هو؟ قالوا: عمرُ بنُ الخطَّاب".
سنن الترمذي (3688) وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح، مسند أحمد (12065) صحيح ابن حبَّان (6887).، وصححه الشيخ شعيب فيهما.

ولفظهُ عند البخاري (6621): "دخلتُ الجنَّة، فإذا أنا بقصرٍ من ذهب، فقلت: لِمَن هذا؟ فقالوا: لرجلٍ من قريش، فما منعَنِي أن أَدخُلَهُ يا ابنَ الخطَّابِ إلا ما أعلَمُ من غَيْرَتِك".
قال: وعليكَ أَغارُ يا رسولَ الله؟
هذا من فضائلِ عمرَ رضيَ الله عنه، جزاهُ الله عن الأمَّةِ خيرَ الجزاء.

(14)
النوم في المسجد
عن نافعٍ قال: أخبرني عبدالله [بنُ عمرَ]:
أنه كان ينامُ وهو شابٌّ أعزبُ لا أهلَ له في مسجدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

رواه البخاريُّ في صحيحه (429).
وفي لفظٍ عنه رضي الله عنه قال: كنّا نَنامُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المسجدِ ونحن شبابٌ.
قال أبو عيسى [الترمذي]: حديثُ ابنِ عمرَ حديثٌ حسنٌ صحيح.
وقد رخَّصَ قومٌ من أهلِ العلمِ في النومِ في المسجد.
قال ابنُ عباس: لا يَتَّخذْهُ مَبيتًا ولا مَقيلًا.
وقومٌ من أهلِ العلمِ ذهبوا إلى قولِ ابن عباس.
سنن الترمذي (321)، ورواهُ أحمد في المسند (4607) وصحح الشيخ شعيب إسناده على شرط الشيخين.

(15)
رؤيا
عن سالم، عن أبيه [عبدالله بن عمر] رضيَ الله عنه قال:
كان الرجلُ في حياةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصَّها على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فتمنَّيتُ أن أرَى رؤيا فأقصُّها على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكنتُ غلامًا شابًّا، وكنتُ أنامُ في المسجدِ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

فرأيتُ في النومِ كأن ملَكينِ أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطويَّةٌ كطيِّ البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أُناسٌ قد عرفتهم، فجعلتُ أقول: أعوذُ بالله من النار. قال: فلقِيَنا ملَكٌ آخرُ، قال لي: لم تُرَعْ.
فقصصتُها على حفصة، فقصَّتها حفصةُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
"نعمَ الرجلُ عبدُ اللهِ لو كان يصلِّي من الليل".
فكان بعدُ لا ينامُ من الليلِ إلا قليلًا.
صحيح البخاري (1070)، صحيح مسلم (2479) واللفظُ للأول.

فيه فضيلةُ صلاةِ الليل.
ووردَ في شروحِ الحديثِ أن ابن عمرَ رضيَ الله عنهما كان كثيرَ الرقاد، وأنه إذا نامَ لم يقمْ حتى يُصبح. فلم يزلْ بعد ذلك يقومُ الليلَ ويُكثرُ من الصلاة. فجلبتْ له هذه الرؤيا خيرًا كثيرًا[2].

(16)
الإيمان قبل القرآن
عن جندب بن عبدالله قال:
كنّا مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ونحن فتيانٌ حَزاوِرة، فتعلَّمنا الإيمانَ قبلَ أن نتعلَّمَ القرآن، ثم تعلَّمنا القرآنَ فازدَدنا به إيمانًا.
رواهُ ابنُ ماجه في السنن (61)، وصححه له في صحيح سننه، واللفظُ منه، السنن الكبرى للبيهقي (5075)، المعجم الكبير للطبراني (1678) وفيهما زيادة "وإنكم اليومَ تعلَّمون القرآن قبل الإيمان".
الحزوَّر: الغلامُ إذا قويَ واشتدّ. وفي النهاية لابن الأثير أنه الذي قاربَ البلوغ.

(17)
النفخ في السجود

عن أبي صالحٍ مولَى آلِ طلحة بن عُبيد الله قال:
كُنْتُ عند أمِّ سلَمةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأتاها ذو قرابتِها غلامٌ شابٌّ ذو جُمَّة، فقامَ يُصلِّي، فلمَّا ذهبَ ليسجُدَ نفَخ، فقالت: لا تفعلْ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ لغلامٍ لنا أسودَ: "يا رَباحُ ترِّبْ وجْهَك".

صحيح ابن حبّان (1913) قال الشيخ شعيب: رجاله ثقاتٌ رجالُ الصحيح، غير عليّ بن واقد وهو صدوق، المستدرك على الصحيحين (1001) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وهو عند الترمذيِّ بلفظ: رأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غلامًا لنا يُقالُ له أفلَحُ، إذا سجدَ نفخ، فقال: "يا أفلحُ تَرِّبْ وجهَك". سنن الترمذي (381، 382) وقال: حديثُ أمِّ سلمة إسنادهُ ليس بذاك.
الجُمَّة: مجتمعُ رأسِ الناصية.

ترِّبْ وجهك: من التتريب، أي: أوصلهُ إلى التراب، وضعْهُ عليه، ولا تُبعدهُ عن موضعِ وجهِكَ بالنفخ، فإنه أقربُ إلى التواضع، فإن إلصاقَ الترابِ بالوجهِ الذي هو أفضلُ الأعضاءِ غايةُ التواضع.

وكان أفلح إذا سجدَ نفخَ في الأرضِ ليزولَ عنها التراب.
قال الحافظُ ابنُ حجر في حديثِ الترمذي: ولو صحَّ لم يكنْ فيه حجَّةٌ على إبطالِ الصلاةِ بالنفخ؛ لأنه لم يأمرهُ بإعادةِ الصلاة، وإنما يُستفادُ من قوله: "ترِّبْ وجهكَ" استحبابُ السجودِ على الأرض، فهو نحوُ النهي عن مسح الحصى.

وذكرَ الشوكاني ثبوتَ صلاتهِ صلى الله عليه وسلم على الحصيرِ والبساطِ والفروة.

وقال العراقي: لم يأمرهُ أن يصليَ على التراب، وإنما أرادَ به تمكينَ الجبهةِ من الأرض، وكأنه رآهُ يصلِّي ولا يمكِّنُ جبهته من الأرض[3].

(18)
صلاة الجماعة
عن جابرِ بنِ يزيدَ بنِ الأسود، عن أبيه:
أنه صلَّى مع رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وهو غلامٌ شابّ، فلمّا صلَّى إذا رجلان لم يصلِّيا في ناحيةِ المسجد، فدعا بهما، فجيءَ بهما تَرعدُ فرائصُهما، فقال:
"ما منعَكما أن تصلِّيا معنا
قالا: قد صلَّينا في رحالنا.
فقال: "لا تفعلوا، إذا صلَّى أحدُكم في رَحله، ثم أدركَ الإمامَ ولم يصلِّ، فليصلِّ معه، فإنها له نافلة".

سنن أبي داود (575) وصححه في صحيح سننه، مسند أحمد (17514)، صحيح ابن حبان (1565) وصحح الشيخ شعيب سنده فيهما، سنن الترمذي (219) وقال: حديث حسن صحيح. وفيه أنه كان في حجَّتهِ صلى الله عليه وسلم، بعد أن قضى صلاتَهُ في مسجدِ الخَيف. واللفظُ للأول.

قال ابنُ عبدالبر: قال جمهورُ الفقهاء: إنما هذا لمن صلَّى وحده، وأمّا مَن صلَّى في بيتهِ أو غيرِ بيتهِ في جماعة، فلا يعيدُ تلك الصلاة; لأن إعادتها في جماعةٍ لا وجهَ له، وإنما كانت الإعادةُ لفضلِ الجماعة، وهذا قد صلَّى في جماعة، فلا وجهَ لإعادتهِ في جماعةٍ أخرى[4].

(19)
الصلاة في الكعبة
عن عبدالله بنِ عمرَ رضيَ الله عنهما قال:
صعدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم البيتَ وبلالٌ خلفه، قال: وكنتُ شابًّا، فصعدتُ، فاستقبلني بلال، فقلت: ما صنعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هاهنا؟
قال: فأشارَ بيده، أي: صلَّى ركعتين.

مسند أحمد (23967). قال الشيخ شعيب: حديث صحيح، وهذا إسنادٌ قويّ.
ويأتي طويلاً في مواضعَ أخرى من المسندِ وغيره.
وكان ذلك عند فتحِ مكة، كما في مصنَّفِ ابنِ أبي شيبة (36925).
والمقصودُ الصلاةُ في جوفِ الكعبة.

(20)
القاضي الشابّ
عن عليٍّ قال:
بعثني رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى اليمنِ قاضيًا، فقلت: يا رسولَ الله، تُرسلني وأنا حديثُ السنّ، ولا علمَ لي بالقضاء؟
فقال: "إن اللهَ سيَهدي قلبَك، ويثبِّتُ لسانك، فإذا جلسَ بين يديكَ الخصمان، فلا تَقضينَّ حتى تسمعَ من الآخرِ كما سمعتَ من الأول، فإنه أحرَى أن يتبيَّنَ لكَ القضاء".
قال: فما زلتُ قاضيًا، أو: ما شككتُ في قضاءٍ بعد.

سنن أبي داود (3582) وحسَّنهُ في صحيحه، سنن ابن ماجه (2310)، المستدرك على الصحيحين (4658) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وفيه قولُ عليٍّ رضيَ الله عنه: يا رسولَ الله إني رجلٌ شابّ.


[1] شرح النووي على صحيح مسلم 11 /153.

[2] ينظر فتح الباري 12 /404، شرح النووي على صحيح مسلم 16 /39.

[3] ينظر فتح الباري 3 /85، تحفة الأحوذي 2 /247، 321.

[4] التمهيد 4 /243.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.81 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.94%)]