الموضوع: لنتواصل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-06-2020, 11:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي لنتواصل

لنتواصل


عبدالله العيادة







صعب جدًّا أن يوجَّه إليك سهمٌ حادٌّ لِمُجَرَّد وجهة نظر متباينة، أو موقف عفوي صدر منك، لا تقصد مِن ورائه إلا الخير، ثم يُحكَم عليك بالتلوُّن والانقسام، وأنت ما زلت تتشبَّث بالموروث الصافي، وتحاول أن تبقى ممسكًا بالمقبض، حتى لو تبَلَّلَتْ ثيابُك بماء البحر، وزخات المطر، فالنجاة هنا ميسرة؛ لأن نية القصْد حسنة، ومحاولة الركوب في مركب النجاة مستمر ومتاح؛ لأنَّ المرءَ لا يزال في مُحاولة وكِفاح وبذْل وتصحيح، حتى ينقطعَ به الأجلُ، عندها تغلق عليه كلُّ المنافذ، ويبقى مُرتهنًا بما سجل له أو عليه من مفردات وأفعال هو أدرى بها، لكنَّه نسيها أو تناساها.

صعب جدًّا هو الألَم الذي تُحدثه للآخرين بمُجَرَّد كلمةٍ تقولها، وتظن أن الهواء قد طار بها، ومحا أثرها، أو تكتبها قد تمرُّ على القرَّاء مُرُور السحاب، بحُكم أنَّ كلاًّ مشغول بهمه وبأمره؛ لكن مَن تلقَّى هذه الصَّفعة لا ينْدثر أثرها، أو يتوقف ألَمها.

كلٌّ منا أدرى بنفسه، وبحركته، وبكلمته، وتعامُله، فعليه أن يتحمَّل مسؤوليته، وإنْ أحدث تقصيرًا، أو تسبَّبَ في حرَج ما لأحد، فليلتقيا ويصلحا ما علق بينهما، ووسائل الاتِّصال اليوم مكفولة ومتاحة.

إذًا لماذا لا نجعل شعارنا أن نتواصَل لنزيلَ ما يعلق من شوائب في تعامُلنا وعلاقاتنا؛ لتبقى نفوسُنا زكية، ولا تحمل بين جنْبَيْها البُغْض، والضغينة، والكُرْه، ثم نستغل فرصة النيل كلما لاحت الفُرصة، وتكون بشكل مستتر.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.22%)]