عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25-06-2020, 09:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,770
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأربعون التاريخية

الأربعون التاريخية (4 / 4)

أ. محمد خير رمضان يوسف





(31)

الطاعون

عن عامرِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقاص، عن أبيه، أنه سمعَهُ يَسألُ أسامة َبنَ زيد: ماذا سمعتَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الطاعون؟ فقال أسامة:



"الطاعونُ رِجْس، أُرسِلَ على طائفةٍ مِن بني إسرائيل، أو: على مَن كان قبلَكم، فإذا سمعتُم به بأرضٍ فلا تَقْدِمُوا عليه، وإذا وقعَ بأرضٍ وأنتم بها فلا تَخرجوا فرارًا منه".



متفق عليه، صحيح البخاري (3286)، صحيح مسلم (2218)، واللفظ للأول.



(32)

شحومُ الميتة

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الميتة:

"قاتلَ اللهُ اليهود، إنَّ اللهَ لما حرَّمَ شُحومَها جمَّلوه، ثم باعوه، فأكَلوا ثمنَه".



جزء من حديثٍ رواه البخاري عن جابرٍ في صحيحه (2121)، ومسلم (1581).



فحذَّرَ أمَّتَهُ أن يفعلوا مثلَ ذلك[1].



(33)

بناء البيت الحرام

عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت:

قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لولا حداثَةُ قومِكِ بالكفرِ لنقَضتُ البيتَ، ثم لبَنيتُهُ على أساسِ إبراهيمَ عليهِ السلام، فإنَّ قريشًا استَقصرتْ بناءَهُ، وجعلتُ لهُ خَلْفًا".



صحيح البخاري (1508)، صحيح مسلم (1333). ولفظهما سواء.



معنى استقصرت: أي قصرت قريشٌ عن تمامِ بنائها، واقتصرت على هذا القدرِ لقصورِ النفقةِ بهم عن تمامها.



والخَلف: بابٌ من خَلفِ الكعبة[2].



(34)

الأذى في سبيل الدعوة



عن عروة، أن عائشةَ رضيَ الله عنها، زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حدَّثته:

أنها قالتْ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: هل أتَى عليكَ يومٌ أشدَّ من يومِ أُحد؟



قال: "لقد لقيتُ من قومِكِ ما لقيتُ، وكان أشدُّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبة، إذ عَرضتُ نفسي على ابنِ عبدِ ياليلِ بنِ عبدِ كُلال، فلم يُجبني إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفِقْ إلا وأنا بقَرنِ الثعالبِ، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتني، فنظرتُ، فإذا فيها جبريلُ، فناداني فقال: إن اللهَ قد سمعَ قولَ قومِكَ لك، وما رَدُّوا عليك، وقد بَعثَ اللهُ إليكَ ملَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شئتَ فيهم، فناداني ملَكُ الجبالِ، فسلَّمَ عليَّ، ثم قال: يا محمَّد، فقالَ ذلك فيما شئتَ، إنْ شئتَ أنْ أُطبِقَ عليهمُ الأخشبَين. فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: بل أرجو أن يُخرِجَ اللهُ من أصلابهم مَن يعبدُ اللهَ وحده، لا يُشركُ به شيئًا".



صحيح البخاري (3059)، صحيح مسلم (1795).



وقرنُ الثعالبِ هو قرنُ المنازل، وهو ميقاتُ أهلِ نجد، وهو على مرحلتين من مكة.



والأخشبان: الجبلان المُطيفان بمكةَ المكرَّمة، وهما أبو قُبيس، والأحمر، الذي يقابله[3].



(35)

أكرم الناس

عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال:

سُئلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الناسِ أكرَمُ؟ قال:

"أكرَمُهم عندَ اللهِ أتقاهم".

قالوا: ليس عن هذا نسألُك.



قال: "فأكرَمُ الناسِ يوسُفُ نبيُّ الله، ابنُ نبيِّ الله، ابنِ نبيِّ الله، ابنِ خليلِ الله".



قالوا: ليس عن هذا نسألُك.



قال: "فعن مَعادِنِ العربِ تَسألونَني؟ خِيارُكم في الجاهليَّةِ خِيارُكم في الإسلامِ إذا فَقُهوا".



صحيح البخاري (4412).



في تقسيمٍ لطيفٍ من الحافظِ ابنِ حجرٍ رحمَهُ الله يقول:

القسمةُ رباعية:

فإن الأفضلَ من جمعَ بين الشرفِ في الجاهليةِ والشرفِ في الإسلام، وكان شرفُهم في الجاهليةِ بالخصالِ المحمودةِ من جهةِ ملاءمةِ الطبعِ ومنافرته، خصوصًا بالانتسابِ إلى الآباءِ المتَّصفين بذلك. ثم الشرفُ في الإسلامِ بالخصالِ المحمودةِ شرعًا. ثم أرفعُهم مرتبةً من أضافَ إلى ذلك التفقُّهَ في الدين.



ومقابلَ ذلك من كان مشروفًا في الجاهليةِ واستمرَّ مشروفًا في الإسلام، فهذا أدنَى المراتب.



والقسمُ الثالث: من شرفَ في الإسلامِ وفقهَ ولم يكنْ شريفًا في الجاهلية، ودونه من كان كذلك لكنْ لم يتفقَّه.



والقسمُ الرابعُ من كان شريفًا في الجاهليةِ ثم صارَ مشروفًا في الإسلام، فهذا دون الذي قبله، فإن تفقَّهَ فهو أعلَى رتبةً من الشريفِ الجاهل[4].



(36)

ابنُ جُدعان

عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت:

يا رسولَ الله، ابنُ جُدعانَ كان في الجاهليةِ يَصِلُ الرَّحِم، ويُطعِمُ المسكين، فهل ذاكَ نافعُه؟



قال: "لا ينفعُه، إنهُ لم يقُلْ يومًا: ربِّ اغفرْ لي خطيئتي يومَ الدِّين".



صحيح مسلم (214).



عبدالله بن جدعان كان من الكرماءِ الأجوادِ المطعِمين في الجاهلية، أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قبلَ النبوة. وقد ترجمَ الإمامُ مسلمٌ لهذا البابِ بقوله: باب الدليل على أن من ماتَ على الكفرِ لا ينفعهُ عمل[5].



(37)

وصفُ موسى وعيسى عليهما السلام

عن ابن عباسٍ رضيَ الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"رأيتُ ليلةَ أُسرِيَ بي موسى، رجلًا آدمَ، طُوَالًا جَعْدًا، كأنه من رجالِ شَنُوءَة، ورأيتُ عيسى رجلًا مربوعًا، مربوعَ الخَلْق، إلى الحُمرةِ والبياض، سَبْطَ الرأس، ورأيتُ مالكًا خازنَ النار، والدجّالَ". في آياتٍ أَراهُنَّ اللهُ إياهُ ï´؟ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ ï´¾ [سورة السجدة: 23].



صحيح البخاري (3067)، صحيح مسلم (165).



المرادُ بالجعدِ في موسى عليه السلامُ هو اكتنازُ الجسم، كما رجَّحَهُ العلماء.



والشعرُ السَّبط: المسترسل، الذي ليس فيه تكسُّر[6].



وشنوءة: حيٌّ من اليمن، يُنسَبون إلى شنوءة، وهو عبدالله بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد.



ولقبُ شنوءةَ لشنآنٍ كان بينهُ وبين أهله[7].



(38)

يومُ عاشوراء

عن ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهما:

أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمّا قَدِمَ المدينةَ وجدَهم [أي اليهودَ] يصومون يومًا، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يومٌ عظيم، وهو يومٌ نجَّى الله فيه موسَى وأغرقَ آلَ فرعون، فصامَ موسَى شكرًا لله.



فقال: "أنا أولَى بموسَى منهم". فصامَه، وأمرَ بصيامه.



صحيح البخاري (3216)، صحيح مسلم (1130). واللفظ للأول.



(39)

عمرو بن لُحيّ

عن أبي هريرة: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"رأيتُ عمرَو بنَ عامرٍ بنِ لُحَيٍّ الخُزاعيَّ يجرُّ قُصْبَهُ في النار، وكان أوَّلَ مَن سيَّبَ السوائب".



صحيح البخاري (4347)، صحيح مسلم (2856).



عمرو بن لحي أولُ من غيَّرَ دينَ إسماعيل، فنصبَ الأوثان، وسيبَّ السائبة...[8].



والسائبة: الناقةُ يُسيِّبونَها لآلهتِهم المزعومةِ فلا يُحْمَلُ عليها شيء.



ويجرُّ قُصبه: أي أمعاءه.



(40)

الذين ظلموا أنفسهم

عن عبدالله بن عمرَ رضيَ الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمَّا مرَّ بِالحِجْرِ قال:

"لا تَدخلوا مساكنَ الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين، أن يُصيبَكم ما أصابَهم". ثم تقَنَّعَ بردائهِ وهو على الرَّحْل.



صحيح البخاري (3200)، صحيح مسلم (2980).



كان النهيُ لمّا مرُّوا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالحِجرِ ديارِ ثمود، في حالِ توجُّههم إلى تبوك[9].

♦ ♦ ♦







الإخبار عن المستقبل:

♦ في حديثِ جبريلَ عليه السلامُ وسؤالهِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام، الذي رواهُ عمرُ رضيَ الله عنه، جاءَ في آخره:

فأخبِرني عن الساعة؟

قال: "ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائل".



قال: فأخبرني عن أمَارتها؟

قال: "أن تلدَ الأمَةُ ربَّتَها، وأن ترَى الحُفاةَ العُراةَ العالة، رِعاءَ الشاء، يتطاولون في البنيان".

رواه مسلم[10].



قال الإمامُ النوويُّ رحمَهُ الله، في الأمَةِ تلدُ ربَّتها: إخبارٌ عن كثرةِ السراري وأولادهنّ، فإنَّ ولدَها من سيِّدها بمنزلةِ سيِّدها.



وفي رُعاةِ الإبل: معناهُ أن أهلَ الباديةِ وأشباهَهم من أهلِ الحاجةِ والفاقة، تُبسَطُ لهم الدنيا حتى يتباهون بالبنيان[11].



♦ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يكونُ في آخِرِ الزمانِ دجَّالونَ كذَّابون، يأتونَكم من الأحاديثِ بما لم تَسمَعوا أنتم ولا آباؤكم، فإيّاكم وإيَّاهم، لا يُضِلُّونَكم ولا يَفتِنونَكم".

رواه مسلم[12].





المراجع: [13]



الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان/ ترتيب علاء الدين علي بن بلبان الفارسي؛ حققه وخرَّج أحاديثه شعيب الأرناؤوط.- ط2.- بيروت: مؤسسة الرسالة، 1393-1414هـ [التراث].



♦ تحفة الأحوذي/ المباركفوري.- بيروت: دار الكتب العلمية [التراث].





♦ التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد/ ابن عبد البر القرطبي؛ تحقيق مصطفى أحمد العلوي وآخرين.- الرباط: وزارة الأوقاف، 1401هـ -... [التراث].



♦ سنن الترمذي (الجامع الصحيح)/ تحقيق أحمد محمد شاكر، محمد فؤاد عبد الباقي، إبراهيم عطوة.- القاهرة: دار الحديث، د.ت.



♦ شرح النووي على صحيح مسلم.- ط2.- بيروت: دار إحياء التراث، 1392 هـ [التراث].



♦ صحيح ابن حبان = الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان.



♦ صحيح ابن خزيمة/ تحقيق محمد مصطفى الأعظمي.- ط2.- الرياض: شركة الطباعة العربية السعودية المحدودة، 1401هـ.



♦ صحيح البخاري/ تحقيق مصطفى ديب البغا.- ط3.- بيروت؛ دمشق: دار ابن كثير: دار اليمامة، 1407 هـ [التراث].



♦ صحيح الجامع الصغير وزيادته/ محمد ناصر الدين الألباني.- ط3.-بيروت: المكتب الإسلامي، 1410هـ.



♦ صحيح مسلم.- بيروت: دار ابن حزم، 1416هـ.



♦ فتح الباري: شرح صحيح البخاري/ ابن حجر العسقلاني.- بيروت: دار المعرفة، 1379هـ [التراث].



♦ المستدرك على الصحيحين/ الحاكم النيسابوري، تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا.- بيروت: دار الكتب العلمية، 1411هـ [التراث].



♦ مسند أبي يعلى الموصلي/ تحقيق حسين سليم أسد.- دمشق: دار المأمون للتراث، 1404هـ [التراث].




♦ مسند أحمد بن حنبل.- القاهرة: مؤسسة قرطبة [التراث].



♦ معجم البلدان/ ياقوت الحموي.- بيروت: دار الفكر [التراث].



♦ النهاية في غريب الحديث والأثر/ ابن الأثير؛ تحقيق طاهر أحمد الزاوي، محمود الطناحي.- بيروت: دار الفكر، 1399هـ [التراث].




[1] التمهيد لابن عبدالبر 9/ 42.

[2] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 9/ 89.

[3] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 12/ 155.

[4] فتح الباري 6/ 415.

[5] تنظر أخبار ابن جدعان في كتاب "مراقي الجنان" لابن عبدالهادي المقدسي ص 210- 212، بتحقيقي.

[6] ينظر شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 227.

[7] فتح الباري 6/ 429.

[8] فتح الباري 6/ 549.

[9] فتح الباري 1/ 530.

[10] أول حديث من كتاب الإيمان في صحيحه (7).

[11] شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 159 (7).

[12] رواه في مقدمة صحيحه (7).

[13] المراجع التي وضع في آخرها لفظ [التراث] هكذا بين معقوفتين، هي للأقراص المدمجة التي أصدرها مركز التراث للبرمجيات في الأردن.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 47.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.33%)]