عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-06-2020, 09:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي الإيمان قول وعمل واعتقاد

الإيمان قول وعمل واعتقاد
محمد بن علي بن جميل المطري








وهذه الثلاثُ كلُّها الإيمانُ؛ كما أنَّ المَغْرِبَ ثلاثُ رَكَعاتٍ، إذا نقَصَتْ واحدةٌ لا تُسمَّى مَغْرِبًا، وكذلكَ إذا نقَصَ واحدٌ مِنَ الإيمانِ - قولٌ أو عمَلٌ أو اعتقادٌ - لا يُسمَّى إيمانًا، وحقيقةُ هذه الثلاثةِ بنفيِ واحدٍ منها ينتفي الإيمانُ.



والمرادُ بالاعتقاد تصديقُ القلب بأنَّهُ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وأنَّ ما جاءَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن رَبِّهِ: هو الحَقُّ.



وكذا يجب عَمَلُ القلبِ من حُبِّ اللهِ، ونَبِيِّهِ، ودِينِ الإسلامِ، وحُبِّ ما يُحِبُّهُ اللهُ ورسولُهُ، والإخلاصِ له في عِبَادَتِهِ.



وليسَ المرادُ بالِاعتقادِ حُب الخيرِ للناسِ والسَّلَامَةَ مِنَ الغِلِّ؛ لأنَّ هذا تَمِيلُ إليه أكثَرُ النفوس؛ ولو كانتْ لا تُؤمِنُ بوجودِ خالقٍ.



والمرادُ بالقول النطقُ بالشهادتَيْنِ، والتسبيحُ، والحمد والتكبيرُ والاستغفار ونَحْوِها، وليسَ القول محصورًا في ألفاظِ الخيرِ العامة: كالصدقِ في الحديثِ، ولِينِ الخِطَابِ مع الوالدَيْنِ، وبَذْلِ التحيَّةِ، وهِدَايَةِ الطريقِ للضَّالِّ؛ لأنَّ هذا تُحِبُّهُ كلُّ نفسٍ ولو كانَتْ كافرةً باللهِ جاحدةً لوجوده.



والمرادُ بالعَمَلِ: ما شرعه الله من الصلاةِ، والزَّكَاةِ، والصِّيَامِ، والحَجِّ ونَحْوِها، وليسَ العمل محصورًا في أعمال البِرِّ العامَّة: كبِرِّ الوالدَيْنِ، وإماطةِ الأَذَى عَنِ الطريقِ، وإطعامِ الفقيرِ، ونُصْرةِ المظلومِ، وإكرامِ الضيفِ؛ لأنَّ هذا تَمِيلُ إليهِ النفسُ ولو بلا إيمانٍ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.03%)]