
05-04-2020, 08:22 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,231
الدولة :
|
|
رد: يعقوب بن سفيان الفسوي
يعقوب بن سفيان الفسوي
أ. د. أكرم ضياء العمري
وأحسب أن توثيق الخطيب والشيرازي وابن مندة له وشهادة أبي القاسم الأزهري له يقطع بصحة سماعه ويدفع ما قيل في تضعيفه لأن التضعيف ذكر مفسرًا بقدم تحديث يعقوب بتأريخه وابن درستويه ولد سنة 258هـ[81] فلا يلحق بالتحديث القديم. وأقول أنَّ ابن درستويه ثقة بشهادة العلماء من معاصريه فلا يضعف بمجرد شبهة، ويعقوب توفي سنة 277هـ، فلا تتعذر اللقيا بين ابن درستويه وبينه وهما ابنا بلدة واحدة، وليس من دليل على أن يعقوب لم يحدث بتاريخه في سني حياته الأخيرة بل الأولى أن يكثر الإقبال على سماع تاريخه منه بعد أن نال شهرة واسعة وأصبح من أعلام المحدثين الذين يقصدهم طلاب العلم لسماع مؤلفاتهم ومروياتهم. وما دام الأمر كذلك فإنَّ قول الثقة معتمد ما لم تقم الحجة على دحضه، ولا حجة في دحض سماع ابن درستويه كتاب "المعرفة والتاريخ" بل إنَّ الأزهري رأى سماعه على أصله وشهد بصحة السماع وحسن الأصل. وكفى بشهادة مثل الازهري.
أما الراويّ الآخر لمصنفات يعقوب فهو الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي «كان عنده أكثر مصنفات يعقوب بن سفيان وهو ثقة نبيل»[82]، ويغلب على ظني أنَّ النصوص التي اقتبسها عن يعقوب بن سفيان - بواسطة الحسن بن محمد بن عثمان - ابن عبد البر في كتابه "جامع بيان العلم وفضله" واللالكائي في مؤلفه كتاب "شرح السنة" والخطيب البغدادي في مؤلفه كتاب "الفقيه والمتفقه"، وابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" هي من كتاب "السنة" ليعقوب بن سفيان - وهو مفقود - لأنها تدور حول الاعتصام بالسنن.
أما الراويّ الآخر لمصنَّفات يعقوب فهو أحمد بن إبراهيم بن شاذان حيث روى عن يعقوب بن سفيان كتاب "الزوال"[83].
♦ ♦ ♦
كتاب المعرفة والتّأريخ
تقريض العلماء له واهتمامهم بسماعه:
قال عنه ابن قيم الجوزية: «هو كتاب جليل غزير العلم جم الفوائد»[84] وقال ابن كثير أنَّه من الكتب المفيدة[85]. وقد اهتم العلماء بسماعه وممن سمعه من كبار المصنفين الخطيب البغدادي وعبد الرحمن بن الجوزي وابن عساكر، وكلهم من رواية ابن درستويه، ويدل على سماعهم للكتاب ألفاظ تحملهم للروايات التي اقتبسوها منه في مؤلفاتهم وهي «حدثنا» و «أخبرنا».
كذلك قرأ السمعاني أكثره على أبي الفتوح عبد الله بن علي بن سهل بن العباس الخركوشي (ت 544 هـ)[86]. وقد استمر اهتمام العلماء بتاريخ يعقوب حتى الأعصر المتأخرة فحصل بعضهم على حق روايته بالإجازة وقد ذكر محمد بن سليمان المغربي الردّاني (ت 1094هـ) إجازته بروايته ويرقى سنده إلى الخطيب البغدادي عن محمد بن الحسين القطان عن عبد الله ابن جعفر بن درستويه عن يعقوب الفسوي[87]. مما يدل على اشتهار رواية ابن درستويه لكتاب "المعرفة والتاريخ" واعتماد العلماء عليها.
نطاق مادّته:
نطاق مادّة القسم المفقود من كتابه: فقد المجلد الأول من كتاب المعرفة والتأريخ، وهو يتناول التاريخ على السنين ويشتمل على السيرة النبويّة وعصر الراشدين والعصر الأموي وخلافة السفاح.
محتوى المجلدين اللذين وصلا إلينا:
وهما المجلدان الثاني والثالث ويتناول المجلد الثاني أواخر الحوليات التي تناولها سائر المجلد الأول المفقود، ويبدأ من خلال سنة 136هـ وينتهي في حوادث سنة 242هـ. ثم يبدأ القسم المتعلق بمعرفة الرجال ويتناول تراجم الصحابة والتابعين ويخص بعضهم بتراجم مسهبة.
أمَّا (المجلد الثالث) فقد ترجم فيه لمن بعد التابعين من رواة الحديث وبيّن أحوال الكثيرين من الرجال من رواة الحديث من حيث الجرح والتعديل، كما عقد عنوانًا في «معرفة القضاة»[88] وسرد فيه أسماء قضاة البصرة، ثم رجع الى التعريف بالرجال وذكر أحوالهم، ثم ذكر فضائل مصر وبعض الصحابة ومن بعدهم من أهلها[89]، ثم ذكر فضائل الشام[90]، ثم ذكر التابعين من أهل الشام، وقد استغرق ذكرهم 73 ورقة، ثم ذكر (أول أخبار أهل الكوفة)[91] فذكر فضائلها، ثم ترجم لعبد الله بن مسعود وسلمان الفارسيّ، ثم التابعين ومن بعدهم من أهل الكوفة، وعقد فصلا خاصًّا في «مَا جَاءَ فِي الْكُوفَةِ وَأَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بن ثابت وأصحابه والأعمش وغيره»[92]. وذكر روايات في ذم الكوفة.
ثم عقد فصلًا عنوانه «باب من يرغب عن الرواية عنهم وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يُضَعِّفُونَهُمْ مِنَ الْكُوفِيِّينَ وَمَنْ في عدادهم من سائر الآفاق»[93]، وأخيرًا عقد فصلا في «الكنى والأسامي ومن يعرف بالكنية»[94]. وبه انتهى كتاب "المعرفة والتاريخ".
المصدر:
مقدمة كتاب المعرفة والتاريخ للفسوي، طـ مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1401هـ - 1981م
[1] الذهبي: "تذكرة الحفاظ" (1/ 582)، وابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 385).
[2] ذكرت المصادر أنه توفي سنة 277 هـ، وله بضع وثمانون سنة ولم تحدد تاريخ مولده.
[3] ياقوت: "معجم البلدان" (3/ 892 - ط: ليدن).
[4] ابن أبي حاتم: "الجرح والتعديل" (مجلدة 4 قسم 2/ 208)، والسمعاني: "الأنساب" (ق 428 و2 - ط. حجر)، وابن الأثير: "الكامل في التاريخ" (7/ 440)، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (2/ 216)، وابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60)، والذهبي: "تذكرة الحفاظ" (2/ 583)، وابن العماد: "شذرات الذهب" (2/ 171).
[5] ابن العماد: "شذرات الذهب" (2/ 171).
[6] ابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 388).
[7] حاجي خليفة: "كشف الظنون" (1/ 299).
[8] الرامهرمزيّ: "المحدث الفاصل" (229- 233).
[9] أكرم العمري: "بحوث في تاريخ السنة المشرفة" (220- 221).
[10] الذهبي: "تذكرة الحفاظ" (2/ 583)، وابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 59).
[11] الفسوي: "كتاب المعرفة والتاريخ" (ق 32 أ).
[12] المصدر السابق (ق 32 أ - ق 35 ب).
[13] الفسوي: "كتاب المعرفة والتاريخ"، أحداث السنين من 216- 241 هـ.
[14] المصدر السابق (ق 32 أ).
[15] المصدر السابق (ق 34 أ).
[16] المصدر السابق (ق 34 ب).
[17] هو أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي المصري (ت 347 هـ) صاحب "تاريخ مصر"، و"تاريخ الغرباء الواردين عليها" وكلاهما مفقود.
[18] ابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 386).
[19] الفسوي: "كتاب المعرفة والتاريخ" (ق 32 ب).
[20] المصدر السابق (ق 33 أ)، وابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 386) ينقل ذلك عن ابن درستويه عن يعقوب أيضا.
[21] المصدر السابق (ق 35 ب).
[22] الذهبي: "ميزان الاعتدال" (3/ 648)، وابن حجر: "تهذيب التهذيب" (9/ 344).
[23] الذهبي: "تذكرة الحفاظ" (2/ 583)، وابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 387).
[24] الفسوي: "كتاب المعرفة والتاريخ" (ق 35 أ، ب).
[25] هي قصبة مقاطعة كرمان، جنوب شرقي إيران.
[26] الفسوي: "كتاب المعرفة والتاريخ" (ق 35 ب).
[27] المصدر السابق.
[28] صاحب "تاريخ نيسابور" المتوفى سنة 404 هـ، وتاريخ نيسابور معظمه مفقود وقد نشر فراي ما بقي منه، كما يوجد مختصر له بالفارسية وهو مطبوع.
[29] ابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60)، وابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 386).
[30] الفسوي: "كتاب المعرفة والتاريخ" (ق 35 ب).
[31] ياقوت: "معجم البلدان" (3/ 892 - ط. ليدن)، وابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60).
[32] الطبري: "تاريخ" (9/ 527).
[33] انظرها في مادة «عقيدته».
[34] ابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60).
[35] الفسوي: "كتاب المعرفة والتاريخ" (ق 32 أ).
[36] ابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60)، نقلا عن ابن عساكر، وابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 386 – 387).
[37] ياقوت: "معجم البلدان" (892 - ط. ليدن).
[38] ابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 387)، وابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60)، وقارن بالذهبي: "ميزان الاعتدال" (1/ 104)، حيث يضيف يعقوب: ما أحد منهم أتخذه عند الله حجة الا أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح».
[39] انظر أسماءهم والمصادر التي أوردتهم في الملحق.
[40] هو أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقيّ صاحب "كتاب التاريخ" المتوفى 282 هـ، وقد أعدَّه للنشر شكر الله نعمة الله وهو أطروحته لنيل الماجستير من جامعة بغداد. وانظر عنه: أكرم العمري: "بحوث في تاريخ السنة المشرفة" (ص 118).
[41] ابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 387).
[42] هو محمد بن أحمد بن حبان البستي (ت 354 هـ) صاحب كتاب "الثقات"، وكتاب "المجروحين"، وكتاب "مشاهير علماء الأمصار".
[43] ابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 386)، ويبدو أن المصنفين المتأخرين اقتبسوا عبارة ابن حبان دون نسبتها اليه (انظر السمعاني: "الأنساب" (ق 428 ب) (ط. حجر)، وابن الأثير: "اللباب في تهذيب الأنساب" (2/ 215 – 216)، وياقوت: "معجم البلدان" (3/ 892) (ط. ليدن).
[44] ابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60).
[45] الذهبي: "تذكرة الحفاظ" (2/ 582).
[46] ابن العماد: "شذرات الذهب" (2/ 171).
[47] ابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60)، بتفصيل أكثر، وابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 388).
[48] ابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 386)، والسمعاني: "الأنساب" (ق 28 4 ب) (ط. حجر).
[49] الفسوي: "كتاب المعرفة والتاريخ" (ق 49 ب).
[50] المصدر السابق (ق 62 أ، 64 ب).
[51] المصدر السابق (ق 146 ب).
[52] المصدر السابق (ق 147 أ).
[53] ابن الأثير: "الكامل في التاريخ" (7/ 440).
[54] ابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60)، وياقوت: "معجم البلدان" (3/ 892 - ط. ليدن) ، ويذكر فيها أن الفسوي «كان يتشيع».
[55] الذهبي: "تذكرة الحفاظ" (2/ 583).
[56] الذهبي: "ميزان الاعتدال" (1/ 130).
[57] المصدر السابق (ق 42 أ).
[58] المصدر السابق ق 149 أ.
[59] ابن حجر: "تهذيب التهذيب" (3/ 311).
[60] اللالكائي: "كتاب شرح السنة" (ق 62 ب، 67 أ، 77 ب، 103 ب، 112 ب، 203 أ).
[61] الخطيب: "الكفاية" (272- 273).
[62] الفسوي: كتاب "المعرفة والتاريخ" (ق 32 أ).
[63] الذهبي: "ميزان الاعتدال" (3/ 648)، وابن حجر: "تهذيب التهذيب" (9/ 344).
[64] انظر عن هذه المصنفات مادة (موارده).
[65] ذكره الخطيب البغدادي: "تاريخ بغداد" (9/ 429)، والمالكي: "تسمية ما ورد به الخطيب دمشق" رقم 369، والسمعاني: "الأنساب" (5/ 103)، والذهبي: "تاريخ الإسلام" (1/ 14)، و"تذكرة الحفاظ" 582، والسخاوي: "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ" 685، وحاجي خليفة: "الرسالة المستطرفة" 140 - 141، والرداني: "صلة الخلف بموصول السلف" (ق 50 ب).
[66] ذكره المالكي: "تسمية ما ورد به الخطيب دمشق" رقم 425، والذهبي: "تذكرة الحفاظ" 582، و"ميزان الاعتدال" (1/ 130)، والكتاني: "الرسالة المستطرفة" (140- 141)، والرداني: "صلة الخلف بموصول السلف" (ق 126 ب)، وابن العماد: "شذرات الذهب" (2/ 171).
[67] المالكي: "تسمية ما ورد به الخطيب دمشق" رقم 79.
[68] المصدر السابق رقم 174.
[69] الخطيب: "تاريخ بغداد" (9/ 393 سطر 4).
[70] انظر وصف النسخة ومن ذكرها (ص 58).
[71] يقع الجزء الثاني منها في 29 ورقة، أما الجزء الثالث فيقع في 22 ورقة، وهما مخطوطان في دار الكتب الظاهرية.
[72] الرداني: "صلة الخلف بموصول السلف" (ق 50 ب)، حيث حصل الرداني على إجازة برواية مشيخة يعقوب، وسند أجازته يرقى الى الحسن ابن أحمد بن شاذان عن عبد الله بن جعفر بن درستويه عن يعقوب بن سفيان وهو سند النسخة الخطية التي وصلت إلينا من المشيخة.
والكتاني: "الرسالة المستطرفة" (140- 141).
[73] ابن حجر: "تهذيب التهذيب" (11/ 387).
[74] حققه عبد الله الجبوري ونال به رتبة الماجستير من جامعة بغداد.
[75] طبع الطبعة الثانية في بيروت، المطبعة الكاثوليكية سنة 1927 هـ بعناية الأب لويس شيخو.
[76] انظر ابن درستويه: كتاب "الكتّاب"، مقدمة (ص 5).
[77] المقصود جامع مدينة المنصور المدورة.
[78] الخطيب: "تاريخ بغداد" (9/ 429).
[79] المصدر السابق والذهبي: "ميزان الاعتدال" (2/ 401).
[80] الخطيب: "تاريخ بغداد" (9/ 429)، والذهبي: "ميزان الاعتدال" (2/ 401).
[81] الخطيب: "تاريخ بغداد" (9/ 429).
[82] السمعاني: "الأنساب" ق 428 ب.
[83] الخطيب: "تاريخ بغداد" (9/ 393).
[84] ابن القيم: "إعلام الموقعين" (3/ 94).
[85] ابن كثير: "البداية والنهاية" (11/ 60).
[86] السمعاني: "الأنساب" (5/ 103).
[87] الرداني: "صلة الخلف بموصول السلف" ق 50 ب.
[88] كتاب "المعرفة والتاريخ" 3/ ق 71.
[89] المصدر السابق 3/ ق 84 أ.
[90] المصدر السابق 3/ ق 87 أ- 93 أ.
[91] المصدر السابق 3/ ق 166 ب.
[92] المصدر السابق 3/ ق 233 ب.
[93] المصدر السابق 3/ ق 276 أ- ق 282 ب.
[94] المصدر السابق 3/ ق 282 ب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|