عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30-03-2020, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آيات من سورة الصافات بتفسير الزركشي



ï´؟ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ï´¾ [الصافات: 71]
قوله تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ï´¾ [الصافات: 71 - 73] وهذا يقتضي أنها عاقبة رديئة، إما بكونهم غلبوا وذلوا، وإما بكونهم أُهلِكوا، ولهذا ذكر قصة إلياس دون غيرها ولم يذكر إهلاك قومه بل قال: ï´؟ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ï´¾ [الصافات: 127] روى أن الله رفع إلياس، وهذا يقتضي عذابهم في الآخرة فإن إلياس لم يقم بينهم، وإلياس المعروف بعد موسى من بني إسرائيل، وبعد موسى لم يهلك المكذبين بعذاب الاستئصال[34].


ï´؟ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ï´¾ [الصافات: 93]
قوله تعالى: ï´؟ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ï´¾ [الصافات: 93] ، قال ابن الشجري: معناه: مال عليهم بضربهم ضربًا، وقوله: بِالْيَمِينِ إما اليد أو القوة، وجوَّز ابن الشجري[35] إرادة القسم، والباء للتعليل؛ أي: لليمين التي حلفها، وهي قوله تعالى: ï´؟ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ï´¾ [الأنبياء: 57] [36].


ï´؟ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ï´¾ [الصافات: 101]
قوله تعالى: ï´؟ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ï´¾ [الصافات: 101] ï´؟ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ï´¾ [الذاريات: 28] [37]، وصفه في حال البشارة بما يؤول إليه من العلم والحلم[38].


ï´؟ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ï´¾ [الصافات: 103]
قوله تعالى: ï´؟ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ï´¾ [الصافات: 103]، أي: رُحِما وسُعِدا وتله، وابن عطية[39] يجعل التقدير: فلما أسلما أسلما، وهو مُشكِل[40].


قوله تعالى: ï´؟ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ï´¾ [الصافات: 103]، أي: أجزل له الثواب وتله[41].


وقيل في قوله: ï´؟ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ ï´¾ [الصافات: 103، 104] أي: ناديناه، والصحيح أنها عاطفة، والتقدير: عرف صبره وناديناه: ï´؟ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ï´¾ [الأنعام: 75] [42].


ï´؟ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ï´¾ [الصافات: 125]
قال ابن فارس[43]: ما في القرآن من ذكر البعل فهو الزوج كقوله تعالى: ï´؟ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ï´¾ [البقرة: 228] [44]، إلا حرفًا واحدًا في الصافات: ï´؟ أَتَدْعُونَ بَعْلًا ï´¾ فإنه أرد صنمًا[45].


قوله تعالى: ï´؟ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ï´¾ [الصافات: 125]، ذكر الرازي في تفسيره أن الكاتب الملقب بالرشيدي قال: لو قيل: "أتدعون بعلا وتَدَعون أحسن الخالقين"، أوهم أنه أحسن؛ لأنه كان قد تحصل به رعاية معنى التحسين - أيضًا - مع كونه موازنًا لـ"تذرون"، وأجاب الرازي: بأن فصاحة القرآن ليس لأجل رعاية هذه التكاليف، بل لأجل قوة المعاني وجزالة الألفاظ[46].


وقال بعضهم: مراعاة المعاني أولى من مراعاة الألفاظ فلو كان "أتدعون" "وتَدَعون" كما قال هذا القائل، لوقع الإلباس على القارىء فيجعلهما بمعنى واحد تصحيفًا منه، وحينئذ ينخرم اللفظ، إذا قرأ و"تَدْعون" الثانية بسكون الدال؛ لا سيما وخط المصحف الإمام لا ضبط "فيه" ولا نقط[47].


ï´؟ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ï´¾ [الصافات: 130]
قوله تعالى: ï´؟ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ï´¾ [الصافات: 130] أي: الناس، وقيل: إدريس، وفي حرف ابن مسعود: إدراس[48].


ï´؟ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ï´¾ [الصافات: 143]
قوله تعالى: ï´؟ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ï´¾ [الصافات: 143]، أي: المصلين[49].


ï´؟ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ï´¾ [الصافات: 164]
قوله تعالى: ï´؟ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ï´¾ [الصافات: 164]، أي: من له[50].


ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ [الصافات: 175]
قوله تعالى: ï´؟ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ [الصافات: 174، 175]، قال صاحب "الينبوع"[51]: لم يبلغني عن المفسرين فيه شيء.


وقال المفسرون في غريب القرآن: هما في المعنى كالآيتين المتقدمتين فكرر للتأكيد وتشديد الوعيد.


ويحتمل أن يكون "الحين" في الأوليين يوم بدر، و"الحين" في هاتين يوم فتح مكة.


ومن فوائد قوله تعالى في الأوليين: ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ ï´¾ وفي هاتين ï´؟ وَأَبْصِرْ ï´¾ أن الأولى بنزول العذاب بهم يوم بدر قتلاً وأسرًا وهزيمةً ورعبًا، فلما تضمنت التشفِّيَ بهم قيل له: ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ ï´¾، وأما يوم الفتح، فإنه اقترن بالظهور عليهم الإنعامُ بتأمينهم والهداية إلى إيمانهم فلم يكن وفقًا للتشفي بهم، بل كان في استسلامهم، وإسلامهم لعينه قرّة، ولقلبه مسرّة، فقيل له: ï´؟ أَبْصِرْ ï´¾.


ويحتمل على هذا - إن شاء الله - أن يكون من فوائد قوله تعالى في هذه: ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ أي يبصرون منّك عليهم بالأمان، ومنّنا عليهم بالإيمان[52].


ï´؟ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ï´¾ [الصافات: 177]
قوله تعالى: ï´؟ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ ï´¾ يعنى العذاب[53].


ï´؟ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ [الصافات: 179]
قوله تعالى: ï´؟ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ [الصافات: 179] أي أبصرهم، بدليل قوله: ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ ï´¾ [54].


وسبق عن ابن ظفر السرّ في ذكر المفعول في الأول وحذفه في الثاني في هذه الآية الشريفة، أن الأولى اقتضت نزول العذاب بهم يوم بدر، فلما تضمنت التشفِّيَ قيل: "أبصرهم".


وأما الثاني فالمراد بها يوم الفتح؛ واقترن بها مع الظهور عليهم تأمينهم والدعاء إلى إيمانهم، فلم يكن وقتًا للتشفّي بل للبروز؛ فقيل له: ï´؟ أَبْصِرْ ï´¾، والمعنى: فسيبصرون منَّك عليهم[55].


[1] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أقسام الحذف 3 / 79.

[2] سورة المعارج: 40.

[3] سورة الرحمن: 17.

[4] سورة المزمل: 9.

[5] سورة يس: 40

[6] العبارة تم إثباتها من البرهان بتحقيق د. يوسف المرعشلي 4 / 17.

[7] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فيما ورد في القرآن مجموعًا ومفردًا والحكم في ذلك 4 / 14.

[8] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - الواو غير عاملة 4 / 268.

[9] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التضمين 3 / 213.

[10] سورة الحج: 31.

[11] سورة الأنفال: 26.

[12] سورة العنكبوت: 67.

[13] سورة البقرة: 20.

[14] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ألفاظ يظن بها الترادف وليست منه 4 / 54.

[15] سورة الأعراف: 6.

[16] سورة الرحمن: 39.

[17] هو القاضي العلامة، رئيس المحدثين والمتكلمين بما وراء النهر، أبو عبد الله، الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي، أحد الاذكياء الموصوفين، ومن أصحاب الوجوه في المذهب، كان متفننًا، سيال الذهن، مناظرًا، طويل الباع في الأدب والبيان، أخذ عن: الأستاذ أبي بكر القفال، وحدث عن: خلف بن محمد الخيام، وجماعة، ولد في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة، وله مصنفات نفيسة، حدث عنه: أبو عبد الله الحاكم وهو أكبر منه، والحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، توفي في شهر ربيع الاول، سنة ثلاث وأربع مئة. تهذيب سير أعلام النبلاء 2 / 271 رقم الترجمة 3785.

[18] المنهاج في شعب الإيمان لأبي عبدالله الحليمي، دار الفكر، ط/ 1 ت/ 1399هـ - 1979م، ج/ 1 ص/ 385-386.

[19] البرهان: معرفة موهم المختلف - الأسباب الموهمة الاختلاف 2/ 37.

[20] رواه البخاري، كتاب العلم - باب من خصَّ بالعلم قوماً دون قومٍ كراهية ألا يفهموا، ص/ 45، الحديث رقم128، ومسلم، كتاب الإيمان - باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة وحرم على النار، ص/ 37، الحديث رقم 53، البرهان: معاضدة السنة للقرآن 2/ 87.

[21] سورة الملك: 29.

[22] سورة البقرة: 2.

[23] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - مواضع إفادة الحصر 2/ 255.

[24] المصدر السابق: أسباب التقديم والتأخير 3/ 152.

[25] المصدر السابق: حذف الموصوف 3/ 101.

[26] ديوان امرئ القيس، ص/ 114 من معلقة: قفا نبك....
البرهان: الكنايات والتعريض في القرآن - أسباب الكناية 2/ 191.

[27] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الإقتصاص 3/ 188.

[28] المصدر السابق: معرفة المناسبات بين الآيات 1/ 47.

[29] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التشبيه 3/ 259.

[30] معاني القرآن للفراء 2/ 387.

[31] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاستعارة 3/ 270.

[32] سورة آل عمران: 158.

[33] البرهان: علم مرسوم الخط - زيادة الألف 1/ 266.

[34] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فوائد التكرير 3/ 23.

[35] أمالي ابن الشجري 2/ 434.

[36] سورة الأنبياء: 57. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الفعل - العام 3/ 131.

[37] سورة الذاريات: 28.

[38] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - تسمية الشئ بما يؤول إليه 2/ 173.

[39] المحرر الوجيز لابن عطية ص/ 1583.

[40] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الأجوبة 3/ 123.

[41] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - لما 4/ 235.

[42] سورة الأنعام:75. البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - الواو الغير عاملة 4/ 268.

[43] أفراد كلمات القرآن العزيز، لابن فارس ص/ 10.

[44] سورة البقرة: 228.

[45] البرهان: جمع الوجوه والنظائر 1/ 86.

[46] تفسير الرازي 26/ 161-162.

[47] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التجنيس 3/ 277.

[48] تصحفت في المطبوع والصحيح هو إدراسِين، انظر: كتاب المصاحف لابن أبي داوود، دار البشائر الإسلامية - بيروت/ لبنان، ط/ 2 ت/ 1423هـ - 2002م، ج/ 1 ص/ 332.
البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - الإجمال ظاهرًا وأسبابه - 2/ 135.

[49] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم اللازم على الملزوم 2/ 167.

[50] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الموصول 3/ 104.

[51] محمد بن أبى محمد بن محمد بن ظفر، المكى الأصل، المغربىّ المنشأ، سكن الشام فى الشطر الآخر من عمره؛ يلقب بالحجّة، وله من التصانيف: كتاب "الينبوع فى تفسير القرآن" كبير، كتاب "سلوان المطاع فى عدوان الأتباع" وغير ذلك، ومات بحماة فى سنة سبع أو ثمان وستين وخمسمائة. إنباه الرواة 3/ 74، رقم الترجمة 605، وكتابه "الينبوع" مخطوط كما ذكر د. المرعشلي في تحقيق البرهان 2/ 167.

[52] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فوائد التكرير 3/ 18.


[53] المصدر السابق: حذف الفاعل 3/ 94.

[54] سورة الصافات: 175.

[55] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف المفعول 3/ 109.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]