عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-03-2020, 02:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,493
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إتحاف النخب بذكر من مات بسبب الطلب

إتحاف النخب بذكر من مات بسبب الطلب
محمد علي عباد حميسان





4 – أبو العباس ثعلب (200 – 291هـ)
أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني، مولاهم الكوفي، الإمام علامة الأدب أبو العباس المشهور بثعلب، النحوي صاحب التصانيف المفيدة، انتهت إليه رئاس الأدب في زمانه. صنف " كتاب الفصحاء " وهو صغير الحجم كثير الفائدة و " كتاب إعراب القرآن " و " كتاب القراءات "، و " كتاب حد النحو "، و " كتاب معاني الشعر " وغير ذلك، وهو بضعة عشر صنفاً. وكان إمام الكوفيين في النحو واللغة والثقة والديانة.


وكان ثقة صالحاً مشهوراً حافظاً وصادق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم، مقداماً عند الشيوخ منذ هو حدث. وكان أبن الأعرابي إذا شك في شيء قال له: ما تقول يا أبا العباس في هذا؟ لغزارة حفظه.

سبب وفاته:
كان سبب وفاته أنه خرج يوم الجمعة من الجامع بعد العصر، وكان قد لحقه صمم لا يسمع إلا بعد تعب شديد، فكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق فصدمته فرس، فألقته في هوة، فأخرج منها هو كالمختلط، فحمل إلى منزله وهو على تلك الحال، وهو يتأوه من رأسه، فمات ثاني يوم لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين في خلافة المكتفي بن المعتضد وقد بلغ تسعين سنة وأشهرا. وكان رأى أحد عشر خليفة أولهم المأمون وآخرهم المكتفي.
(مرآة الجنان وعبرة اليقظان 2164، ومعجم الأدباء 2/537، وإنباه الرواه على أنباه النحاة 1/185، ووفيات الأعيان 1/104، ومسالك الأبصار في ممالك الأمصار 7/99)

5 – مسلم بن الحجاج (204-261)
مسلم بن الحجاج بن مسلم، أبو الحسين القشيري النيسابوري. صاحب الصحيح، أحد الأئمة الحفاظ، سمع بنيسابور، والبصرة، والكوفة، والمدينة، ومكة، ومصر.


وكان تام القامة، أبيض الرأس واللحية، وكان من كبار العلماء وأوعية العلم، وله مصنفات كثيرة منها: «المسند الكبير على الرجال»، و «كتاب الجامع الكبير على الأبواب»، و «كتاب الأسامي والكنى»، و «كتاب المسند الصحيح»، وقال: صنفته من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، و «كتاب التمييز»، و «كتاب العلل»، و «كتاب الوحدان»، و «كتاب الأفراد»، و «كتاب الأقران»، و «كتاب سؤالات أحمد بن حنبل»، و «كتاب الانتفاع بأهب السباع»، و «كتاب عمرو بن شعيب بذكر من لم يحتج بحديثه وما أخطأ فيه». و «كتاب مشايخ مالك بن أنس»، و «كتاب مشايخ الثوري»، و «كتاب مشايخ شعبة»، و «كتاب ذكر من ليس له إلا راو واحد من رواة الحديث»، و «كتاب المخضرمين» و «كتاب أولاد الصحابة فمن بعدهم من المحدثين»، و «كتاب ذكر أوهام المحدثين»، و «كتاب تفضيل السنن»، و «كتاب طبقات التابعين»، و «كتاب أفراد الشاميين من الحديث» و «كتاب المعرفة».
قدم بغداد مرارا فآخر قدومه كان في سنة 259هـ.


كان الإمام مسلم يُعظم الإمام البخاري –رحمه الله تعالى-، وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه، وقال: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله.


وكان مسلم أيضا يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه؛ فلما استوطن محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور، أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه، فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه، ومنع الناس من الاختلاف إليه حتى هُجر، وخرج من نيسابور في تلك المحنة، قطعه أكثر الناس غير مسلم، فإنه لم يتخلف عن زيارته، فأنهي إلى محمد بن يحيى أن مسلم بن الحجاج على مذهبه قديماً وحديثاً، وأنه عوتب على ذلك بالعراق والحجاز ولم يرجع عنه، فلما كان يوم مجلس محمد بن يحيى، قال في آخر مجلسه: ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا، فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رءوس الناس وخرج من مجلسه، وجمع كل ما كان كتب منه وبعث به على ظهر حمال إلى باب محمد بن يحيى، فاستحكمت بذلك الوحشة، وتخلف عنه وعن زيارته.
توفي مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة 261هـ.

سبب وفاته:
عن أحمد بن سلمة قال: عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة، فذُكر له حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يدخلن أحد منكم إلى هذا البيت! فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر، فقال: قدموها إلىَّ. فقدموها إليه فكان يطلب الحديث ويأكل تمرة تمرة، فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث.


قال محمد بن عبد الله النيسابوري: أخبرني الثقة من أصحابنا أنه مات منها.
(المنتظم في تاريخ الأمم والملوك 12/171، وتاريخ بغداد 15/121)

6 – النَّحَّاس النحوي (... – 338)
أبو جعفر أحمد بن محمد إسماعيل بن يونس المرادي المصري النحوي، المعروف بالنَّحَّاس، اللغوي المفسر الأديب، أحد الفضلاء، أخذ النحو عن أبي الحسن الأخفش، وأبي إسحاق الزجاج، وابن الأنباري، ونفطويه، وأعيان أدباء العراق، وكان قد رحل إليهم من مصر، وسمع الحديث ولقي أصحاب المبرد.


له تصانيف كثيرة مفيدة منها: "تفسير القرآن الكريم" وكتاب "إعراب القرآن" وكتاب "الناسخ والمنسوخ" وكتاب في النحو اسمه "التفاحة" وكتاب في الاشتقاق، وتفسير أبيات سيبويه، ولم يسبق إلى مثله، وكتاب "الكافي في النحو"، وكتاب "المعاني" وفسر عشرة دواوين وأملاها، وكتاب "الوقف والابتداء صغرى وكبرى"، وكتاب في شرح المعلقات السبع، وكتاب "طبقات الشعراء" وغير ذلك.


روى الحديث عن النسائي، وكانت فيه خساسة وتقتير على نفسه، وإذا وهب عمامة قطعها ثلاث عمائم بخلاً وشحاً، وكان يلي شراء حوائجه بنفسه ويتحامل فيها على أهل معرفته، ومع هذا فكان للناس رغبة كبيرة في الأخذ عنه، فنفع وأفاد وأخذ عنه خلق كثير. توفي بمصر يوم السبت لخمس خلون من ذي الحجة سنة 338هـ.

سبب وفاته:
وكان سبب وفاته أنه جلس على درج المقياس على شاطىء النيل، وهو في أيام زيادته، وهو يقطع بالعروض شيئاً من الشعر، فقال بعض العوام: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد فتغلو الأسعار، فدفعه برجله في النيل، فلم يوقف له على خبر.
(البداية والنهاية 11/251، ووفيات الأعيان 1/100)

7 - جُنادة النحوي (... – 399)
جُنَادَة بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ الْهَرَوِيّ أَبُو أُسَامَة اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
كان عَظِيم الْقدر شَائِع الذّكر، عَارِف باللغة، أَخذ عَن الْأَزْهَرِي وَغَيره، وروى عَن أبي أَحْمد العسكري كتبه.


حضر مجْلِس الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد بشيراز، وَهُوَ أَشْعَث الزي ذُو أطمار رثَّة وسخة، فَجَلَسَ قَرِيباً من الصاحب -وَكَانَ مَشْغُولًا -فَلَمَّا بصر بِهِ قطّب، وَقَالَ: قُم يَا كلب من هَا هُنَا! فَقَالَ لَهُ جُنَادَة: الْكَلْب هُوَ الَّذِي لَا يعرف للكلب ثَلَاثمِائَة اسْم، فَمد عِنْد ذَلِك الصاحب يَده، وَقَالَ: قُم إِلَى هَا هُنَا، فَمَا يجب أَن يكون مَكَانك حَيْثُ جَلَست. وَرَفعه إِلَى جَانِبه.
قدم مصر وأقام بها، وأخذ عنه بها أبو سهل الهروي وغيره من أهل مصر وغيرهم.

سبب وفاته:
كان مجلسه بمصر في جامع المقياس، وهو الذي فيه العمود الذي يعتبرون به زيادة النيل من نقصه؛ واتفق في بعض السنين أنّ النيل لم يزد زيادة تامة، فقيل للحاكم -وهو من العلويين-حينئذ: إن جنادة رجل مشئوم يقعد في المقياس ويلقي النحو ويعزم على النيل فلذلك لم يزد، وكان من حدّة الحاكم وتهوّره وما عرف من سوء سيرته لا يتثبت فيما يفعله ولا يبحث عن صحة ما يبلغه، فأمر من ساعته بقتله فقتل -رحمه الله تعالى- فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة 399هـ.

(معجم الأدباء 2/800، وبغية الوعاة 1/488).



8 – أحد المستشرقين
في مقدمة كتاب "أخبار الزمان" لأبي الحسن المسعودي، ذكر مقدم الكتاب الأستاذ عبد الله الصاوي قصة طريفة مؤلمة في آن واحد، وهي تخبر عن حال بعض المستشرقين وشغفهم البالغ في معرفة علوم أسلافنا، سواء بحسن نية أو بسوئها.

أما القصة فهي أن مستشرقاً استهواه علم المسعودي، وأسلوبه الجذاب، وفتنته إحالاته العجيبة، فبحث أولاً بنفسه، ثم لجأ إلى حكومته فأمدته بالمال، فظل يبحث ويتابع البحث، حتى عثر على نسخة من كتاب " أخبار الزمان " في مدينة شنقيط بصحراء افريقية، فرام شراءها، وبذل فيها ثمناً عالياً، فما سمحت أنفس الشناقطة ببيعها، ولا رضوا أن يستبدلوها بالذهب الوفير.
فلما أعياه شراؤها عرض عليهم أن يصورها بالفتوغرافيا نظير مبلغ من المال جسيم، فما اعاروا عرضه ذلك التفاتاً، بل منعوه النظر إليها والاستمتاع بها.
فرحل عنهم حقبة من الدهر، ولما استيقن أن القوم قد أنسوا شخصه، وما كان قد جاء لأجله، عاد إليهم خائفاً يترقب، وقد عزم استنساخها، فاكترى رجلا منهم عهد إليه باستنساخها.


لكنهم إذ فطنوا إلى الامر، لم يجدوا جزاءً لهذا المستشرق -الذي أحب العلم، وضحى بوقته وراحته ولذاته في سبيله، واستمات في تحصيل فكرة قد يصل نفعها إلى جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها -إلا القتل، فذهب ضحية إحالات المسعودي، والبحث عن كتبه.
(مقدمة كتاب أخبار الزمان الجزء 1 ص9).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]