[ابوالوليد المسلم]

ابن سبكتكين ووقعة أبي شور "بيشاور" 392 هـ
د. محمد منير الجنباز


قائد المسلمين: السلطان محمود بن سُبُكْتِكِين الغَزْنَوي.
قائد الهنود: الملك جيبال.
بعد أن وطَّد محمود الغزنوي أركانَ سلطته وهزم المنشقين، نذر نفسَه للجهاد في سبيل الله، ونشر الإسلام في بلاد الهند المجاورة..

فقصد مدينة أبي شور - بيشاور اليوم - فعلم به ملك الهند، وحشد جموعًا عظيمة من الهنود مع أعداد من الفيلة المدرَّبة لخوض المعارك..

واختار محمود خمسة عشر ألفًا من خيرة جنده، مع المتطوعين للجهاد في سبيل الله، وبرز لجيبال، واحتدم القتال وصبر الفريقان..

فلما انتصف النهار ظهر المسلمون على عدوهم، ورجحت كِفَّتُهم، ودبت الهزيمة في جيش الكُفْر، وكثر الجراح والقتلى فيهم، ثم لاذوا بالفرار وأُسِر ملكهم جيبال مع كبار قادته وأهله وعشيرته..

وغنم المسلمون غنائم عظيمة من المال والعتاد والجواهر وغنموا خمسمائة ألف رأس من العبيد..
وفتحت هذه المعركة للسلطان محمود البلاد أمام تقدُّمه وغزواته، وبعد مدة أطلق سراح الملك جيبال لقاء مبلغ كبير من المال، غير أن الهنود لم يولوه؛ لأن من عادتهم ألا يُولُّوا عليهم مَن أُسِر، فما كان منه إلا أن انتحر حرقًا.