نظرات على صيام الصالحين
سادات الصائمين
(13 - 39)
الشيخ سيد حسين العفاني
(29) صوم منصور بن المعتمر
حليف الصيام والقيام، خفيف التطعم والمنام، الحافظ القدوة أبو عتاب السلمي.
قال أبو بكر بن عباس: رحم الله منصورًا؛ كان صوامًا قوامًا، قال الثوري: لو رأيت منصور بن المعتمر، لقلت: يوم الساعة.
حدَّث زائدة أن منصورًا صام أربعين سنة، وقام ليلها، وكان يبكي، فتقول له أمه، يا بني، قتلت قتيلاً؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصبح أكحل عينيه، ودهن رأسه، وبرق شفته، وخرج إلى الناس.
وذكر سفيان بن عيينة منصورًا فقال: قد كان عَمِي من البكاء، وقال سفيان: إن منصور بن المعتمر صام ستين سنة؛ يقوم ليلها، ويصوم نهارها[59].
عن مفضل قال: حبس ابن هبيرة منصورًا شهرًا على القضاء يريده عليه فأبى، وقيل: إنه أحضر قيدًا ليقيده به ثم خلاه[60]، وكانت أمه فظَّة عليه، تصيح به، وتقول: يا منصور، يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى؟ وهو واضع لِحيَته على صدره ما يَرفَع طرفه إليها[61].
(30) صيام سليمان بن طرخان:
الإمام شيخ الإسلام، أبو المعتمر التيمي كان مقدمًا في العلم والعمل[62].
عن محمد بن عبدالأعلى قال لي معتمر بن سلميان: لولا أنك من أهلي ما حدثتك بذا عن أبي، مكث أبي أربعين سنة؛ يصوم يومًا، ويفطر يومًا، ويصلي صلاة الفجر بوضوء عشاء الآخرة[63].
عَن معاذ بن معاذ ما أتيْنا سلميان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعًا[64].
قال حمد بن سلمة عن سليمان التيمي: كنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله[65].
عن عبدالله بن المبارك، قال: أقاسم سليمان التيمي أربعين سنة إمام الجامع بالبصرة يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد[66].
وعن حماد بن سلمة، قال: لم يضع سليمان التيمي جنبه بالأرض، أي: ليلاً عشرين سنة.
عن شعبة قال: ما رأيت أحدًا أصدق من سليمان التيمي - رحمه الله - كان إذا حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تغير لونه[67].
(31) صوم الزهري:
الإمام العلم حافظ زمانه محمد بن شهاب الزهري.
عن معاذ بن صالح أن أبا جبلة حدثه، قال: كنت مع ابن شهاب في سفر، وصام يوم عاشوراء، فقيل له: لِمَ تصوم وأنت تفطر في رمضان في السفر؟ فقال: إن رمضان له عدة من أيام أخر، وإن عاشوراء يفوت[68].
يتبع