عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-03-2020, 01:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,007
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بقلم الحافظ ابن حجر العسقلاني: نبذ من سيرته الذاتية وفوائده ونظمه (نص محقق)





5- وقال مُقتبسًا من الحديث:




وظَبيَةٍ قد هِمتُ يا رَبِّ بها *** فَهَاجَرَتْنِي وتَوَلَّتْ نافِرَهْ




وانتَصَرَتْ لي أَدمُعِي في بَيْنِها *** فاعفُ عنِ الأنصَارِ والمُهاجِرَهْ[41]









6- وقال:




وإذا الدِّيارُ تنَكَّرَتْ سافَرتُ في *** طَلَبِ المعارِفِ هاجِرًا لِدِياري




وإذا أَقَمتُ فمُؤنِسِي كُتبي فلا *** أَنْفَكُّ طُولَ الدَّهرِ مِن أسفارِ[42]









7- وقال:




ثلاثٌ مِن الدُّنيا إذا هي حُصِّلَتْ *** لشَخصٍ فلن يَخشَى مِن الضُّرِّ والضَّيرِ




غِنًى عن بَنِيها والسَّلامَةُ مِنهُمُظ“ *** وصِحَّةُ جِسمٍ ثم خاتِمَةُ الخَيرِ[43]









8- وقال:




خَليلَيَّ ولَّى العُمرُ مِنَّا ولم نَتُبْ *** ونَنوي فِعَالَ الصَّالِحاتِ ولكِنَّا




فحَتَّى متى نَبني بُيوتًا مَشِيدَةً *** وأعمارُنا مِنَّا تُهَدُّ وما تُبنا[44] / 44أ/









9- وقال في التغزُّل مُكتفيًا:




ألا يا مَعشَرَ العُذَّال كُفُّوا *** فَلَسْتُ بتارِكٍ حُبَّ[45] المِلَاحِ




ولا حِينَ المَشِيبِ أُطيع نُصحًا *** ولا أُصغِي لِلوَّامٍ وَلَاحِ[46]









10- وقال جوابًا عن لُغزٍ للشيخ علي بن أبي عيسى بن مَهدِي المغربي[47]:




كتبتُمْ رُموزًا[48] ولم تَكتُبوا *** كهذا الذي سُبْلُهُ واضِحَهْ




فما اسمٌ جَرى ذِكرُه في الكتابْ *** وإن شِئتُمُظ“ فاقرؤوا الفاتِحَهْ




ففيها مُصَحَّفُ مَعكوسِهِ[49] *** يدل على حالةٍ صالِحَهْ




وليسَتْ بغادِيَةٍ فافهموا *** ولكنَّها أبدًا رائِحَهْ









والجواب لكاتبه:




قرأنا الكتابَ جِهارًا وقد *** تبَدَّى لنا السِّرُّ في الفاتِحَهْ




وَجَدناهُ مَنْ يَتْلُ تَصِحيفَهُ *** تُسهَّلْ لهُ سُبْلُهُ الواضِحَهْ




ومِن قَبلِ تِسعٍ قُبَيل البُروج *** يُرَى ثَمَّ كالأنجُمِ اللائحَهْ




وتَغْيِيرُ ثانيه مَعْ قَلبِهِ *** ومَعْ حَذفِهِ نَمَّ بالرائحَهْ[50]









11- وقال[51]:




أقول لِحِبِّي إن رحلتَ فلا تَدَعْ *** مُكاتَبَةَ العبد الذي ما ابتغى عِتقا




ورقَّ له وارفُق به متفَضِّلًا *** فما بعث المحبوبُ دَرْجًا ولا رَقّا[52] / 44ب/









12- وقال:




سألتُ مَن لَحظُهُ وحاجِبُهُ *** كالسَّهم والقَوس مَوعِدًا حَسَنَا




ففَوَّقَ السهمَ مِن لواحِظِه *** وانقَوَّس الحاجبان واقترنا (وقت رنا)[53]









13- وقال -وهو مما لم يُسبَق فيه، وتَبِعَه فيه جماعة، والنادرُ مِنهم مَن أجاد[54]-:




نَسِيمُكمْ يُنعِشُني والدُّجى *** طال فمَن لي بمجيء الصَّبا ح




ويا صِباح الوجه فارَقتُكُمْ *** فَشِبْتُ هَمًّا إذ فَقَدتُ الصِّبا ح[55]









14- وقال:




ولم أنسَ إذْ مَرَّ الحبيبُ برَوضَةٍ *** فغارَتْ مِن المعشوقِ أعيُنها المرضى




ولاحَتْ بخَدِّ الوردِ حُمرةُ خَجلةٍ[56] *** حياءً وشِمْنا[57] طرفَ نرجسِها غَضّا[58]









15- وقال:




لي صاحبٌ أخطأتُ في وُدِّهِ *** والمرءُ لا بُدَّ لهُ مِن غَلَطْ[59]




أعددتُ مِنهُظ“ في العِدَى صارِمًا *** فكان لكِنْ لودادِي فَقَطْ[60]









16- وقال:




حَيَّا بتقبيل كَفِّي *** وكان قَبلُ يُمانعْ




فَأَطْمَعَ النفسَ فيهِ *** فليتَ لي قلبُ قانعْ / 45أ/









17- وقال:




ولقد بكيتُ على العقيق بمِثلِهِ *** شوقًا وقد أبصَرْتُهُ مِن أَدمُعي




لم تَبكِ عيني بالدماءِ وإنما *** خضبَتْ سُرورًا باللِقَا المتَوَقَّعِ[61]









18- وقال:




ذَكَرَ العقيقَ وسفحَهُ فدموعُهُ *** تحكيهِ عند السَّفح مِن جفنَيهِ




ما للمُتَيَّمِ والعقيق أما كفى *** ما قد جَرى مِنهُ على خَدَّيهِ[62]









19- وقال:




قال حِبِّي اكتُمِ الهوى *** خوفَ واشٍ ولاحِيَهْ[63]




كيف أسَطِيع كَتمَهُ *** وسقامي علانِيَهْ[64]









20- وقال:




الأرضُ داري إذا ما *** وجدتُ[65] رِزقًا هَنِيّا




إن طابَ عيشي بأرضٍ *** أقَمتُ فيها مَلِيّا[66]









21- وقال[67]:




سألوا عن عاشقٍ في *** قمرٍ بادٍ سَنَاهُ




أسْقَمَتهُظ“ مُقلتاهُ؟ *** قلتُ: لا بَل شَفَتَاهُ[68]









22- وقال مقتبسًا: [69]




"إنما الأعمالُ بالنياتِ" في *** كُلِّ أمرٍ أمْكَنَتْ فُرصَتُهُ




فانوِ خيرًا واعملِ الخيرَ فإن *** لم تُطِقْهُ نَفَعَتْ نِيَّتُهُ[70] / 45ب/









23- ومن القصائد المطوَّلة: القصيدة الملقَّبة: «الموقظة»[71]- وهي على طريقة ابن القيم في قصيدته: «بُنَيُّ أبي بكرٍ»[72]-:




بُنَيُّ عليٍّ قد تفاقَمَ وِزرُهُ *** فليس على مَن خاضَ في عِرضهِ وِزرُ




بُنَيُّ عليٍّ مِثلَما قال ربُّهُ *** ظَلومٌ كَنودٌ شأنُهُ الغَدرُ والمكرُ




بُنَيُّ عليٍّ خاب واللهِ سَعيُهُ *** إذا لم يَكُن في الصالحين لهُ ذِكرُ




بُنَيُّ عليٍّ يأمُرُ الناسَ بالتُّقى *** ويغفلُ عما يَقتضي النَّهيُ والأمرُ




بُنَيُّ عليٍّ قَد غَدَا مُتَصَدِّرًا *** لِفَقدِ أولي العَليا وأنَّى لهُ الصَّدرُ




بُنَيُّ عليٍّ صارَ يُفتي ويَجتَرِي *** عليها ولا فَهمٌ لديهِ ولا ذُكرُ




بُنَيُّ عليٍّ ليسَ يَذكرُ إذ نَشَا *** يَتيمًا ذليلًا ما لهُ في الوَرَى قَدرُ




بُنَيُّ عليٍّ صار مِن بعدِ يُتمِهِ *** وحظُّ اليتامى عِندَهُ النَّهرُ والقَهرُ




بُنَيُّ عليٍّ صار مِن بعدِ ذُلِّه *** عزيزَ أُناسٍ دأبُهُ البأوُ والفَخرُ




بُنَيُّ عليٍّ صار مِن بعدِ جَهلِهِ *** عليمًا وبعد القُلِّ صار لهُ وَفرُ / 46أ/




بُنَيُّ عليٍّ كلُّ ما يشتهي جرى *** على وَفقِ ما يَهوى وليسَ لهُ شُكرُ




بُنَيُّ عليٍّ ما أحبَّ رأى ولا *** يميلُ إلى التَّقوى وهل يُؤمَنُ المكرُ




بُنَيُّ عليٍّ صار للأمرِ مالِكًا *** وهيهاتَ عن قُربٍ لقد قُضِيَ الأمرُ




بُنَيُّ عليٍّ قَد أتاهُ نَذيرُهُ *** وليس لمن جاء النذيرُ لهُ عُذرُ




بُنَيُّ عليٍّ جاز في العُمر سِنَّ مَن *** مَضى لهُ مِن أبٍ وابنٍ كذا العمُّ والصِّهرُ




بُنَيُّ عليٍّ ما الذي يرتجيه مِن *** سوى اللهِ هيهاتَ انقضى الأمَلُ الغِرُّ




إلهي أنا الخطَّاءُ للذَّنبِ عامدًا *** وكم حزتُ[73] أطماعًا [و][74]ما كنتُ أضطَرُّ




إلهيَ قد حَوَّلتَني فوقَ ما أنا *** له الأهلُ والتقصيرُ وصفيَ والغَدرُ




إلهيَ كَم مِن نعمةٍ إثرَ نعمةٍ *** أزَلتَ بها بؤسي فما مَسَّني الضُّرُّ




إلهي فما قابَلتُ بالشُّكرِ نعمةً *** ولكن لجهلي لاحَ لِلنِّعَمِ الكُفرُ




إلهيَ كم نَجَّيتَني مِن مُلِمَّةٍ *** فأذعَنَ لي في سَيريَ البَرُّ والبحرُ / 46ب/




إلهي أنا العَبدُ المسيءُ وأنتَ يا *** إلهي المليكُ المحسِنُ المنعِمُ البَرُّ




إلهيَ أنتَ الربُّ شِيمَتُكَ الغِنَى *** وإني لَعَبدُ السُّوءِ شِيمَتيَ الفَقرُ




إلهيَ عامِلني بما أنتَ أهلُهُ *** فلِلذَّنبِ في ظَهري إذا لم تُعِنْ وَقرُ




إلهي تَداركني بِرَحمتِك التي *** يُقابلها مِن فَيضِ فَضلِك لي الجَبرُ




إلهي كما أنعمتَ زِدْ وأَدِم ولا *** تُغيِّر فتُشمِتْ بي عَدوًّا به غِمرُ




إلهي بذنبي بُؤْتُ فاغفِرهُ لي عسى *** أكونُ كَمَن في الحشر أوجُهُهم زُهرُ




إلهيَ كم عبدٍ أَدَمتَ سُرورَهُ *** فوافاكَ بَعدَ الموت بالعفو يَنْسَرُّ




إلهيَ فاجعَلني برُحماك مِنهُمُ *** فإن شَفيعي أحمدُ المصطفى الطّهرُ




فلا عملٌ أرجو سِوَى حُبِّه ومَن *** إليه انْتَمَى عُسرِي بِحُبِّهمُظ“ يُسرُ[75]




آخـرهـا.




24- ومما نظمتُهُ في هذا الضرب[76]، في الاقتباس:




هَنيئًا لِقَومٍ لازَمُوا طولَ دَهرِهِم *** أوامرَ حُكمِ الخالقِ الآمِرِ الناهي




فأوَّلُ رَجْوَاهُم سَلامَةُ دينِهِمْ *** "وآخِرُ دَعواهُمْ أنِ الحَمدُ للهِ"




♦ ♦ ♦ ♦


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 51.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.21%)]