
04-03-2020, 01:41 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة :
|
|
بقلم الحافظ ابن حجر العسقلاني: نبذ من سيرته الذاتية وفوائده ونظمه (نص محقق)
بقلم الحافظ ابن حجر العسقلاني: نبذ من سيرته الذاتية وفوائده ونظمه (نص محقق) (1)
محمد بن عبدالله السريِّع
لم يزل فنُّ (الإجازات الحديثية) يُثري المشهدَ العلميَّ بفوائده المتنوعة، التاريخية، والأدبية، والاجتماعية، والتربوية، فضلًا عن فوائده المتخصصة في الحديث وعلومه.
وتختلف الإجازات في أسلوبها، ومحتواها، فمنها ما يكون مفصَّلًا، مطوَّلًا، تُذكر فيه المشيخة، والمروِيَّات، والأسانيد، ومنها ما يكون مختصرًا، مقتصرًا على إثبات الإذن برواية ما يجوز للشيخ روايتُه.
ومن النوع الأول، بل أوسع منه: إجازةٌ كتبها بقلمه العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني (773هـ-852هـ)، بذيل استدعاءٍ[1] رفعهُ إليه الشيخ المقرئ المحدِّث محمد بن موسى بن عمران الغزّي ثم المقدسي (794هـ-873هـ)[2].
والإجازة مؤرَّخةٌ في الرابع من جمادى الأولى، سنة 845هـ، وللحافظ يومئذٍ نحو 72 سنة، وكان - رحمه الله - وقتَها في ذروة عطائه العلمي، بل كان قبل كتابة الإجازة بيومٍ واحد يُملي، في المدرسة البيبرسية بالقاهرة، المجلسَ الحادي والخمسين بعد الثلاثمائة من تخريج أحاديث "أذكار النووي"[3].
(المضمون)
كان استدعاء ابن عمران مُنبئًا عن علمه وفضله، فإنه استخرج من الحافظ ابن حجر "سيرة ذاتية"، متكاملةَ الجوانب الأساسية، حيث لم يكتفِ بسؤال الإجازة بالمروِيَّات والمصنَّفات فحسب، كما جرت بذلك عادة المستجيزين، بل طلبَ ذِكرَ تاريخِ الولادة، والنسَبِ، وشيءٍ من النظم، وأسماءِ المصنَّفات، وبعضِ عوالي المروِيَّات.
ولم يبخل الحافظ في إجازته بشيءٍ من ذلك، بل أجاب إجابةً مطوَّلةً مفصَّلة، تشير إلى انبساطِه لابن عمران الغزي، ومعرفتِه لديه، فإنه كان قد قرأ عليه أشياءَ قبل ذلك[4]، منها -على سبيل المثال-: "صحيح البخاري"؛ قرأهُ عليه كاملًا في نحو ثلاثة أشهر، قبل مُدَيدةٍ يسيرةٍ من تاريخ هذه الإجازة، وكتب له ابنُ حجر إجازاتٍ على أجزائه الأربعة، حلَّاهُ فيها بأوصافٍ رفيعة، ومما قال في آخرها: "... فقد قرأ الشيخ، الإمام، العالم، البارع، المجيد، المفيد، الشيخ المقرئ، مفيد الطالبين، شمس الدين أبو الخير[5] ابن الشيخ شرف الدين موسى بن عمران المقرئ، متَّع الله بفوائده، جميعَ "صحيح البخاري"، في مجالس معدودة، آخرها في العُشر الآخِر من شهر ربيع الأول، سنة خمس وأربعين، وأذنتُ له أن يرويَه عني بأسانيدي فيه إلى مصنِّفه...، وأن يرويَ عني جميعَ ما يجوز عني روايتُه من المسموعات، والمُجازات، وما أنشأتُه، وألقيتُه، على اختلاف فنونها، وشهادة دواوينها[6]. واللهَ أسأل أن يُسلّمه حضرًا وسفرًا، ويجمع له الخيراتِ زُمرًا..."[7].
وقد كان ابن عمران وقتذاك رجلًا كهلًا، في أوائل عُشر الخمسين من عمره، مع معرفته بالعلم، وتقدُّمه في الإقراء والأداء، فلا غروَ أن يُكرّمه الحافظ، ويُجِلَّه، ويُبجِّلَه.
وإذن، فقد تضمَّنت إجازةُ ابن حجر، جوابًا على استدعاء ابن عمران، ما يلي:
1- الإجازة بمَروِيَّاته.
2- ذكر أعلى مَروِيَّاته من الأجزاء والكتب الحديثية.
3- ذكر بعض الكتب المسموعة له.
4- ذكر بعض مؤلفاته المطوَّلة، والمتوسطة، والمختصرة، مع الكلام على شيءٍ من منهجه فيها.
5- ذكر تاريخ مولده.
6- ذكر أوَّليَّاتٍ متعلقةٍ بنشأته العلمية، وهي:
أ. أول سماعه للحديث النبوي.
ب. أول طَلَبِه للحديث بنفسه.
ت. أول ما جَمَعَ من كُتب الحديث.
ث. أول مَن قرأ أولَ كُتبه.
7- ذكر بعض شيوخه، مع الكلام على منازلهم في العلوم.
8- بعض منظوماته ومقاطيعه، وهي 24 قصيدة ونظمًا.
إن أبرزَ ما يميِّز هذه الإجازة، على وجازتها، عمَّا كتبه الحافظ عن نفسِه في مصنَّفاته، وما كتبه عنه تلامذتُه ومَن بعدَهم، هو كونُها سيرةً ذاتيةً مختصرة، مكتوبةً بقلم الحافظ نفسِه في مساحةٍ حُرَّة، لا يتقيَّد فيها بمنهجيةٍ معيَّنةٍ في التصنيف، مع تنوُّع المضمون، وإيراد معلوماتٍ لم أرها منسوبةً إليه في المصادر المتوفرة بين يديَّ.
وهي، إلى ذلك، تصوِّب بعضَ الأغلاط، وتوضِّح بعضَ الإشكالات المتعلقة بابن حجر ونتاجه، ولن يكون ذلك بأفضلَ مِن كونه بقلم ابن حجر نفسِه، وبخط يده. ولذلك نماذج ستتبيَّن في التعليق على الإجازة -بإذن الله-.
ومما تؤكده هذه الإجازة وتُثَبِّتُه: أن الحافظ ابن حجر، كغيره من العلماء، يجنح إلى شيءٍ من التسامح في الأدبيات، والمنظومات، والأشعار، ويجاري أهلَ فنِّها فيها، فيتغنَّى بالحب، والمحبوبين، ويتفنَّن في الوصف، ويبالغ في التصوير، وهذا بابٌ من الأدب يؤخذ بقدره، ولا يُنزَع إلى الحكم على المرء من خلال زاويته الضيِّقة، فأين مثلُ هذا مِن النتاج الجادّ الضخم للحافظ ابن حجر؟ وأين مقاطيعُ غزليةٌ عفيفةٌ مِن موسوعاتٍ علميةٍ صنَّفها، لا تنهض إلى جمعِها الجماعات، فضلًا عن الأفراد؟
على أن جملةً من مقاصدِ ابن حجر في مقاطيعه وأشعاره هي مقاصدُ بُنيوية، أكثر منها معنوية، فقد كان يعتني بالمحسِّنات البديعية، والزخارف اللفظية، التي راجت سوقُها في تلك الأعصار، وكانت تجري فيها المنافسات والمطارحات. وابن حجر أديبٌ أصيل، فإنه نشأ، فيما نشأ، على ذلك، قال السخاوي: "ونظر في فنون الأدب من أثناء سنة اثنتين وتسعين[8]، ففاق فيها، حتى كان لا يسمع شعرًا إلا ويستحضر من أين أخذه الناظم، وتولَّع بذلك، وما زال يُتبِعه خاطرَه، حتى فاق فيه وساد، وطارح الأدباء، وقال الشعرَ الرائق، والنثرَ الفائق، ونظم مدائحَ نبوية، ومقاطيع، وكتب عنه الأئمة من ذلك..."[9].
ومما تُجَلِّيه هذه الإجازة، أيضًا: سموُّ النَّفَسِ الإبداعي للحافظ ابن حجر في ترتيب الأفكار، وتناسُب الفصول، وعرض المادة، حتى في إجازةٍ صغيرةٍ كهذه.
فنجده، مثلًا، يذكر بعضَ شيوخه، ويتكلَّم عنهم، ويختم ذلك بأن يرويَ عن آخرهم بيتَين للقاضي بدر الدين ابن جماعة، فيعقّبَهما ببيتَين متمِّمَين مِن نظمه هو، ثم يجعل من هذين البيتين نقطةَ انتقالٍ إلى إيراد جملةٍ من منظوماته وأشعاره. فكان ذلك انتقالًا في غاية اللطف، لا يشعر القارئ معه بانفصالٍ ولا اضطراب.
ونراه، كذلك، يكتب في أثناء منظوماتِه ومقاطيعِه قولَه:
هنيئًا لقومٍ لازموا طولَ دهرهم
أوامرَ حكم الخالق الآمر الناهي 
فأول رجواهم سلامةُ دينهم
"وآخر دعواهم أن الحمد للهِ" 
ثم يضرب على هذين البيتين بقلمه، وينقلهما إلى آخر الإجازة، لمناسبة خَتمِها باقتباس قوله -تعالى-: ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [يونس: 10].
(النسخة)
يقع الاستدعاء، والإجازة بعدَه، في 10 ورقات (38-47)، ضمن مجموعٍ حديثيٍّ نفيس، تحتفظ به مكتبة المسجد الأقصى المبارك -ردَّه الله إلى حياض الإسلام-، برقم (487)[10]، يتضمَّن أجزاءً حديثية، وأثباتًا وإجازات، مكتوبةً في القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وجُلُّها شامي فلسطيني، ولابن عمران وولده منها النصيب الأكبر، وعليها خطوط بعض الأعلام، كقاسم بن قطلوبغا، والمحب ابن الشحنة، والنجم ابن فهد.
وحالة المجموع متوسطة، حيث أصابت الخروم كثيرًا من أوراقه، فرُمِّمت، فبهت بعض الخط شيئًا ما، لكن قراءته ممكنة في كل حال.
وقد كُتب الاستدعاء بخط محمد بن موسى بن عمران الغزي، كما صرَّح بذلك فيه، وكما يمكن معرفته بمقارنته بخطوطه في المجموع نفسه، وفي غيره من منسوخاته، وهو خط كبير ممدود.
ثم كَتب ابنُ حجر إجازتَه بخطه المعروف الذي لا يشتبه، ونظَّمها، وصحَّحها.
وليس على الإجازة مِن حواشٍ، إلا حاشية واحدة، تخصُّ بيتين للقاضي بدر الدين ابن جماعة، والظاهر أن الحاشية بخط محمد أبي الفتح بن محمد بن موسى بن عمران، ولد صاحب الاستدعاء، وأحد المجازين فيه، يتبيَّن ذلك بمقارنة خطه في الحاشية بخطه في المجموع نفسه (ق1-16).
(منهج التحقيق)
نسختُ النصَّ من النسخة الخطية، وأثبتُّه بالرسم الإملائي الحديث، ثم قابلتُه على الأصل، وعلَّقتُ عليه بتوثيقاتٍ وتكميلاتٍ وفوائد، حرصتُ أن تكون من مصنَّفات الحافظ نفسِه، أو مصنَّفات معاصريه وتلامذته، مع المقارنة والتوجيه عند وجود الاختلاف.
وقد اجتهدتُ في ضبط النص بالشكل، ملتزمًا بضبط كل ما ضبطه الحافظ بقلمه -وإن خالف بعضَ ما يوجد في المصادر-، مع تنظيم النص، وتفقيره، وترقيم ما يمكن ترقيمه منه.
ووضعتُ إشاراتٍ لنهايات أوراق المخطوط في مواضعها، لتيسير مراجعة الأصل.
ومن الله يُرتجى العون والسداد.
♦♦♦♦♦
(النص المحقق)
♦♦♦♦♦
[الاستدعاء]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، حمدَ الشاكرين، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان الزاكيان الناميان على سيِّد المرسلين، محمدٍ خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فالمسؤول من السادَة الأخيار، رواة الحديث والآثار، نَقَلَة العلوم والأخبار، وأهل الأدَب والخطب والرسائل والأشعار، أن يُنعموا بفضلهم، ويجيزوا كاتبَ هذا الاستدعاء: محمدَ بن موسى بن عمران الغَزّي، وولدَيه: محمدًا أبا الخير[11]، ومحمدًا أبا الفتح[12]، وولدَي أخَوَيه: محمدَ بن محمد، وموسى بن علي، وولدَي أُختِه: أحمدَ، وعليًّ، أولادَ الشيخ أحمد بن عابد، وشمسَ الدين محمدً[13]، وأخاه أبا الجود[14]، أولادَ المرحوم الحاج عمر المغربي[15]، وسيدي إبراهيمَ ولدَ سيدنا / 38ب/ الشيخ العلامة شمس الدين محمد -الشهير بالقباقبي-[16]، ومحمدَ بن أحمد، وإبراهيمَ بن محمد، أولادَ الشيخ إسماعيل -نائب الخطيب بحرمِ سيدنا الخليل عليه السلام-[17]، ومحمدًا، وأحمدَ، وإبراهيمَ، وأبا بكر، وعمرَ، أولاد الشيخ شمس الدين محمد بن الحجة الخليلي، وعبدالكريم[18]، وعبدالقدوس، ولدَي علي بن عبدالرحمن المغربي الخليلي، وسيدي إسماعيل، وسيدي إسحاق، ولدي سيدنا الشيخ شهاب الدين أحمد بن رَسلان -تغمَّده الله برحمته-[19]، والولد شهاب الدين أحمد، والشيخ ناصر الدين محمد بن الشَّنتير[20].
يجيز كلٌّ منهم كلًّا منهم جميعَ ما يجوز له وعنه روايته، وما له من مَقُولٍ ومَنقول، ونظمٍ ونثرٍ وتصنيف، ذاكرًا مَن يتفضَّل مِنهم بذلك مولدَه تحديدًا أو تقريبًا، وأقصى ما يحفظه من نَسَبِه، وما حَضَره من نَظمِه، وتسميَة مُصَنَّفاتِه، وبعض عَوالي مَروِيَّاتِه، خصُوصًا سيدنا ومولانا قاضي القضاة، شيخ الإسلام، إمام الأئمة الأعلام، الذي تحدَّثَتْ بأخباره الأحبار، وسارَتْ بأسفار مُصَنَّفاتِه نجائبُ السُّفار[21]. / 39أ/
أدام اللهُ عمومَ نفعِهم، وجعل تواتُرَ نِعَمِه دائمَ الإرسال لوَصلِهم ورَفعِهم. آمين.
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
♦♦♦♦♦
[الإجازة]
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد:
فقد أجزتُ لمن ذُكِرَ في هذا الاستدعاء أن يَرووا عني جميعَ ما تجوز عني روايتُه، من مسموعٍ، ومُجَازٍ، ومجموع، على اختلاف فنونها، وشهادة دواوينها[22].
ومن أعلى مَرويَّاتي، بل أعلاها مطلقًا: "جزء أبي الجهم؛ العلاء بن موسى الباهلي، صاحب الليث بن سعد"[23]؛ فإن بيني وبينه بالسماع المتَّصل سبعةُ أنفس[24]، ومات قبل تاريخ هذه الأسطر بأزيَدَ من ستمائة سنة[25].
ومثله، لكن في الطريق إجازة واحدة: "كتاب البعث"، لأبي بكر بن أبي داوُد[26]. وعدةٌ من الأجزاء الحديثية[27].
ومن عوالي الكتب الكبار: "صحيح البخاري"، و"مسند الدارمي" -وهو مرتَّب على الأبواب-، و"المنتخب من مسند عبد بن حميد".
ومن مسموعاتي من الكتب المطوَّلة: "صحيح ابن حبان"، و"المعجم الأوسط"، للطبراني، و"مسند الإمام أحمد بن حنبل".
وقد أفردتُ فِهْرِست مَرويَّاتي بالسماع والإجازة في مجلدٍ ضخم[28].
♦♦♦♦♦
وأما مؤلفاتي:
فتزيد على المائة والخمسين[29]، أكبرها في عشرين مجلدةً، وأصغرها في جزءٍ حديثي.
فأجلُّها مطلقًا: "فتح الباري بشرح البخاري".
ومن المطوَّلات:
"إتحاف المهرة بأطراف العشرة"[30]، يكون في نحو عشرة أسفارٍ كبار، جمعتُ فيه أطرافَ عشرةِ كتب[31]، غيرِ الستة التي جمعها الحافظ المزي[32].
ومن المتوسِّطات:
"الإصابة بتمييز الصحابة"[33]، في أربعة أسفارٍ كبار. رتَّبتُ كلَّ حرفٍ منه على أربعة أقسام:
الأول: فيمن جاء حديثُه، أو ذِكرُه، مرويًّا، بأيِّ وجهٍ من وجوه الرواياتِ كان، مع بيان حاله. / 39ب/ .
الثاني: مَن له رؤية؛ فإنه يُذكَر في الصحابة؛ لِمَا حصل له مِن شرف الرؤية. وحكمُ حديثِه حكمُ حديثِ التابعي.
الثالث: مَن أدرك العهدَ النبوي، ولم يُنقل في خبرٍ قَطُّ أنه اجتمع به مؤمنًا. فإن كثيرًا ممن صَنَّف في الصحابة ذكروا كثيرًا منهم، فيلزمهم استيعابُ مَن أمكن الاطلاعُ عليه منهم.
الرابع: مَن ذُكِرَ في تصانيف مَن صَنَّف في الصحابة على سبيل الوَهم، مع بيان ذلك، وإقامة الحُجَّة فيه[34].
ومن المختصرات:
"نُخبة الفِكَر في مُصطَلَح أهل الأثر". في كراسةٍ لطيفة.
و"توضيحها"[35]، وقد أُدمِجَتْ فيه[36]. في مجلدةٍ لطيفة.
إلى غير ذلك مما تضمَّنه "الجزءُ" الذي جمعتُها[37] فيه، وبيَّنتُ ما كمل منها، وما شارَفَ الكمال، وما شُرِعَ فيه، وتمييز ما بُيِّض مِنها، مما هو بعدُ في المسوَّدة ولو كمل[38].
♦♦♦♦♦
وكان مولدي في شعبان، سنةَ ثلاثٍ وسبعين وسبعمائة[39].
وأول ما سمعتُ الحديثَ النبويَّ -فيما علمتُ-: في رمضان، سنةَ خمسٍ وثمانين[40].
وأول ما طلبتُ الحديثَ بنفسي: في سنةِ ثلاثٍ وتسعين[41].
وأول شيءٍ جمعتُه: "المائة العُشارية"، للشيخ برهان الدين الشامي[42].
وأول من قَرَأَها عليه: قاضي القضاة، الحافظُ ابنُ الحافظ، ولي الدين أحمد ابنُ شيخنا الإمام زين الدين العراقي، وذلك في أواخرِ سنة ستٍّ وتسعين، أو أوائلِ التي تليها[43].
♦♦♦♦♦
ومن شيوخي في الدراية:
1- شيخ الإسلام، سراج الدين البلقيني[44].
وكانت قد انتَهَتْ إليه رئاسةُ الفقه في مذهب الشافعي[45].
2- ومنهم: الإمام، سراج الدين ابن الملَقِّن[46].
وكان أكثرَ أهلِ عصره تصانيفَ في كل فن[47].
3- ومنهم: شيخ الإسلام، حافظ العصر، زين الدين العراقي[48].
وكان قد انتَهَتْ إليه رئاسةُ الفن الحديثي روايةً، ودرايةً، ومعرفةً بمعانيه وفقهه[49].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|