عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-02-2020, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,005
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حديث "نضر الله امرأ" رواية ودراية

حديث "نضر الله امرأ" رواية ودراية


عبدالله السيد حسين العتابي



الحديث السابع عشر: حديث ربيعة بن عثمان:


رواه أبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (2442): حدَّثناه علي ومحمد، قالا: ثنا أبو عمرو، ثنا ابن وَارَة، ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظِي، ثنا أبو حمزة الخرساني، عن عثمان بن حكيم، عن ربيعة بن عثمان، قال: صلَّى بنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مسجد الْخَيْف من مِنًى، فحَمِد الله وأثْنَى عليه، وقال: ((نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي فوَعَاها، فبلَّغها مَن لَم يسمعْها، فرُبَّ حامل فقْهٍ إلى مَن هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقْهٍ غير فقيه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، والنصيحة للأئمة، ولُزوم جماعتهم)).

ورواه ابن مَنْدَه من طريق ابن وَارَة به، ومن طريق سَعدان بن يحيى عن ثابت أبي حمزة عن نجبة عن ربيعة به، ورواه من طريق عمرو بن عبدالغفَّار عن أبي حمزة عن نجبة عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة عن أبيه عن جَدِّه.

قلتُ: إسناده عند أبي نُعيم وعند ابن مَنْده إسنادٌ حَسَنٌ صحيح.

الحديث الثامن عشر: حديث شيبة بن عثمان:
رواه الطبراني في "الكبير" (7044): حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدَّثني أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن ثابت الثُّمَالي، عن مُحَيِّصَة، عن شيبة بن عثمان مُختصرًا.

ورواه البغوي في "معجم الصحابة" (642): حدَّثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، نا أحمد بن أيوب، نا أبو بكر بن عيَّاش، عن ثابت بن الحجاج، عن نجبة، عن شيبة بن عثمان مثل الطبراني.

ورواه بذات الإسناد أبو عمرو بن حكيم برقْم (12): حدَّثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدَّثنا أحمد: هو ابن محمد بن أيوب، حدثنا أبو بكر بن عياش عن ثابت الثمالي عن بَجية عن شيبة بن عثمان التيمي مثل أبي نعيم.

قلت: نجبة بن أبي عمار الخزاعي ما روى عنه إلا أبو حمزة الثمالي، وأبو حمزة ضعيف.

وقال الحافظ في بيان المشتبه: بجية عن شيبة الحجبي، وعنها ثابت الثمالي، قلتُ: حديثُها في معجم الطبراني، وضبطها ابن مَنْده في "تاريخ النساء"، وما أثبتناه قاله المزي، وابن ماكولا.

وعمومًا مدار الإسناد عن أبي حمزة الثمالي، وهو ثابت بن أبي صفيَّة ضعيف جدًّا.

الحديث التاسع عشر: حديث بشير بن ثعلبة أبي النعمان بن بشير:
قال أبو عمرو المديني الأصبهاني - رحمه الله -:
حدثنا أبو الحسن أخي، حدَّثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، حدَّثنا محمد بن كثير عن إسماعيل بن أبي خالد عن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((رَحِم الله عبداً سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فَقيه، ورُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين))؛ أخرجَه في جُزئه الذي جَمع فيه أحاديثَ من حَجة الوداع.

ورواه الطبراني في الكبير (1224): حدَّثنا عبدالرحمن بن الحسن الضراب الأصبهاني، ثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، ثنا محمد بن كثير الكوفي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: قال: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين)).

ورواه عبدالكريم في "أخبار أصبهان" (1640): حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبيدالله بن حامد، ثنا حبشون بن موسى بن أيوب أبو نصر الخلاَّل ببغداد، ثنا عبدالله بن أيوب، ثنا محمد بن كثير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة، عن أبيه قال: سمعتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاثة لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أُولِي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين)).

ورواه ابن حكيم المديني (29): حدَّثنا أبو الحسن أخي، حدَّثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، حدَّثنا محمد بن كثير عن إسماعيل بن أبي خالد عن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعات المسلمين)).

وابن عَدِي في "الكامل" (7/ 243 - 244): حدَّثنا محمد بن أحمد بن أبي مقاتل، ثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، ثنا محمد بن كثير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين)).

قال الشيخ: وهذا يرويه محمد بن كثير عن إسماعيل بن أبي خالد، فهو غريب من وجهين: أحدهما من حديث ابن أبي خالد، والثاني حيث قال عن النعمان بن بشير عن أبيه.

وذَكَره ابن حِبَّان في "المجروحين" في ترجمة محمد بن كثير، حيث قال: محمد بن كثير القرشي من أهل الكوفة، كُنيته أبو إسحاق القصاب، يروي عن عمرو بن قيس وإسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سليم وهشام بن عروة، روى عنه قتيبة بن سعد وأهل العراق، وكان ممن ينفرد عن الثِّقات بالأشياء المقلوبات التي إذا سَمِعها من الحديث صناعته، علمَ أنَّها معمولة أو مقلوبة، لا يُحتج به بحال، وهو الذي روى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي، فوَعاها وأدَّاها، فرُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه)).

أخبرناه ابن زهير، قال: حدَّثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، قال: حدَّثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد.

ورواه أبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 336): حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبيدالله بن حامد، ثنا حبشون بن موسى بن أيوب أبو نصر الخلاَّل ببغداد، ثنا عبدالله بن أيوب، ثنا محمد بن كثير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة عن أبيه، قال: سَمِعتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاثة لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله، ومُناصحة أُولِي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين)).

ورواه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ 283): أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءةً، أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبدالرحمن بن أبي نصر، أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبدالله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبدالرحمن بن زبر، حدَّثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد بن محمد، ومحمد بن جعفر السامري، قالا: حدَّثنا عبدالله بن محمد بن أيوب المحرمي، حدَّثنا محمد بن كثير، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير عن أبيه، قال: قال النبي - صلى الله عليهم وسلم -: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله - عزَّ وجلَّ - ومُناصحة وُلاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين))، (2556).

ورواه البغوي في "معجم الصحابة" (144): حدَّثنا القاسم بن زكريا، وأحمد بن العباس بن مجاهد المقرئ، قالا: نا عبدالله بن أيوب المخرمي، نا محمد بن كثير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، والنُّصْح لجماعة المسلمين)).

ورواه أبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (1115): حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن عاصم، ثنا عبدالله بن الحسين بن معبد، ح، وحدَّثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبدالله بن محمد القاضي، قالا: ثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، ثنا محمد بن كثير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَحِم الله عبدًا سمع مقالتي فحفظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعتهم)).

قلتُ: مدار الحديث على محمد بن كثير الكوفي، قد أجمعوا على ضَعفه، وأنكر ابن مَعِين هذا الحديث بالذات، على الرغم من أنَّ ابنَ مَعِين كان حَسَنَ الرأْي فيه.

كما في الحديث عن تخريج طُرق الخبر عن النعمان بن بشير، فقد كذَّب ابن مَعِين الحديثَ، وأنكره بشدَّة.

الحديث العشرون: حديث ابن عباس:
أخرجه الرامَهُرْمُزي في "المحدث الفاصل" (7): حدَّثنا موسى بن زكريا، ثنا شباب، ثنا عبدالمجيد أبو خداش، ثنا منصور بن وردان، ثنا أبو حمزة الثمالي، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: خطبَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مسجد الخيف، فحَمِد الله، وأثْنى عليه بما هو أهْله، ثم قال: ((نضَّر الله امرأً سمع مقالتي، فوعاها، ثم بلغها مَن لَم يسمعْها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، والدعوة لأئمتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم، مَن تكن الدنيا نيَّته وأكبر هَمِّه، جعلَ الله فقْرَه بين عينيه، وفرَّق عليه شَمْلَه، ولَم يأْته من الدنيا إلاَّ ما كتبَ له، ومَن تكن الآخرة نيَّته وأكبر هَمِّه، جعَل الله غِنَاه بين عينيه، ولَم يفرِّقْ عليه شَمْلَه، وتأتيه الدنيا وهي راغمة)).

وأخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 969): أخبرنا بلال المغيثي ومحمد بن عبدالرحيم، قالا: أنا عبدالوهاب بن رواح "ح"، وأنا سنقر الحلبي، ومحمد بن محمد الفارسي قالا: أنا علي بن محمود، قال: أنا أبو طاهر السلفي، أنا أبو عبدالله الثقفي، أنا أبو عبدالرحمن السلمي إملاء سنة عشر وأربعمائة، ثنا أحمد بن محمد بن رميح، نا عمر بن سعيد بن حاتم، نا إسماعيل بن مخلد، نا عبيد بن يعيش، حدَّثني منصور بن وردان عن أبي حمزة الثمالي عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: خطبَنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في مسجد الخيف، فقال: ((نضَّر الله امرأً سَمِع منَّا حديثًا))، وذكَر الحديث.

قلتُ: مدار الحديث على أبي حمزة الثمالي وهو ضعيف.

وقد ذكرتْ رواية الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث سعد، والحديث أخرجَه الحاكم في مُستدركه.

وختامًا فوائد من الحديث:
أولاً: ذِكْر فضل طلب الحديث وأدائه:
قال أبو سليمان الخطابي: "قوله: نضَّر الله امرأً معناه: الدعاء له بالنضارة، وهي النعمة والبهجة، ويُقال: نضرَه الله بالتخفيف والتثقيل، وأجودهما التخفيف، وقيل: ليس هذا من حسن الوجْه، إنما معناه: حُسن الجاه والقَدْر في الْخَلق".

قلت: بل هو للمعنيين معًا - إن شاء الله تعالى.

قال عبدالمحسن العباد في شرْح أبي داود: "فهذا الحديث المتواتِر مشتمل على دعاء من النبيِّ - عليه الصلاة السلام - لِمَن اشتغل بسُنته - عليه الصلاة والسلام - وبلَّغها وعَمِل بها - أنْ يجعلَه ذا نضرة وبهجة؛ حيث يكون وجْهه مُشْرقًا مُضيئًا في الدنيا والآخرة، فتكون عليه البهجة في الدنيا، ويكون ذا نضرة وبهجة في الآخرة، وقد جاء في القرآن الكريم: ï´؟ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ï´¾ [القيامة: 22 - 23].

فالأُولَى بالضاد أُخت الصاد، وهي من النضرة التي معناها الإضاءةُ والإشراق، والثانية بالظاء أُخت الطاء من النظر بالعين، وهي الرؤية، وهي من أدلة أهل السُّنة والجماعة على إثبات رؤية الله في الدار الآخرة، والدعاء المذكور في الحديث سببُه أنَّ هذا المرء يقوم بهذه المهمة العظيمة، فيتلقَّى حديثَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويحفظه ويُبلِّغه إلى غيره؛ لأنه إذا حَفِظه وبلَّغه إلى غيره، قد يستنبط غيرُه منه ما يَخفى على ذلك الذي تحمَّل؛ ولهذا قال: ((ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه))؛ لأنه بذلك حَفِظ السُّنن، ومكَّن غيرَه من استنباط أحكامها".

ثانيًا: لزوم الاحتجاج للسنة:
ذلك أن النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: ((رُبَّ مبلِّغٍ أوْعَى من سامع))، وهذا يَعني تلقِّي حديثه بالفَهم والاستنباط، وهما أداة الاحتجاج.

ثالثًا: ليس من شرط الراوي أن يكون فقيهًا، ولا أن يكونَ عاملاً بما روى:
إذ إن الرواية أداء، وشرْط العمل ليس داخلاً فيها، وإنْ كان مُطْلق العمل داخلاً في العدالة، وإنما الأداء يتطلَّب الضبط والْحِفظ؛ قال المناوي في "فيض القدير" (6/ 284): "ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، بيَّن به أنَّ راوي الحديث ليس الفقه من شرْطه، إنَّما شرْطُه الْحِفظ، أمَّا الفَهم والتدبُّر فعلى الفقيه، وهذا أقوى دليل على ردِّ قَبول مَن اشترط لقَبول الرواية كون الراوي فقيهًا عالِمًا.

رابعًا: ليس كلُّ مُحَدِّث فقيهًا، ولا كلُّ فقيه مُحَدِّثًا؛ كما في زيادة: ((ورُبَّ حامل فقه وليس بفقيه)).

خامسًا: وجوب الأداء عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حيث قال: ((فوَعاها ثم أدَّاها)).

سادسًا: فضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذ إنهم هم الذين سَمِعوا، وهم الذين وعوا، وهم الذين أدوا، فدلَّ على فضْلهم في الأداء والوعي والعدالة، فهم الذين سَمِعوا وأدوا إلى الأمة، وما جَحدوا شيئًا مما سمعوا، وما زادوا وما نقَصوا.

سابعًا: التفتيش في الرواية؛ إذ يُطْلَب في الراوي السماع حين التحمُّل، والوعي عند الأداء.

ثامنًا: أساس كلِّ خيرٍ حسنُ الاستماع؛ قال - تعالى -: ï´؟ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ï´¾ [الأنفال: 23].

تاسعًا: جواز جرْح وتعديل الرُّواة؛ حفاظًا لِجَناب الشريعة.

وفى الخاتمة فيه الفضْل العميم والشرف العظيم لأصحاب الحديث؛ قال صاحب "تحفة الأحوذي" (7/ 346 - 347): "والمعنى خَصَّه الله بالبهجة والسرور لِما رُزِق بعِلْمه ومعرفته من القَدْر والمنزلة بين الناس في الدنيا، ونِعَمه في الآخرة؛ حتى يُرَى عليه رونقُ الرخاء والنعمة، ثم قيل: إنه إخبارٌ؛ يَعني: جعلَه ذا نضرة، وقيل: دعاء له بالنضرة: وهي البَهجة والبَهاء في الوجْه من أثَر النعمة".


والحمد لله أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.91%)]