ترجمة التابعي عامر بن شراحيل الشعبي
الموسوعات الثقافية المدرسية
هو عامر بن شراحيل الشعبي. نسبته إلى الشعبيين في اليمن وهو قيل من أقيالهم.
ولد في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتحق بالصحابة في أول عهده، وأدرك كبارهم، ولزم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وصلى خلفه.
لزم عبد الله بن عمر، وأخذ عنه، وحرص على الحفظ، وأوتي حافظة نادرة، وقال: «ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده عليَّ».
وقد شهد له عبد الملك بن عمر -رضي الله عنه- إذ مر عليه وهو يقرأُ المغازي، فقال: كأن هذا كان شاهدًا معنا، ولهو أحفظ لها مني وأعلم.
قال: أخذت عن خمسمائة من الصحابة.
فروى أحاديث كثيرة، وأخذها عنه التابعون لم يضيع منها حرفًا.
وكان يعتمد على الحفظ والسند ولا يفوته شيء سمعه.
وهو ذو عقل وحكمة، ودهاء، وفطنة، وسرعة بديهة، وتواضع جم، واعتراف بفضل من سبقه.
وهو يرى أن الذي يتفرغ لطلب العلم يجب أن يعرف من نفسه استعدادها لتقلي هذا العلم الثقيل وإلا فليدع، وقد قال: إنما يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك فإن كان عاقلاً، ولم يكن ناسكًا قال: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلن أطلبه، وإن كان ناسكًا ولم يكن عاقلاً قال: هذا أمر لا يناله إلا العقلاء فلن أطلبه، ولقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما ولا عقل ولا نسك.
وقيل له: من أين لك هذا العلم؟ قال: «بنفي الاغتمام، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمام، وبكور كبكور الغراب».