ثم بلغني أنه عمُّه، فقيل لي: أخو أبيه، وقيل: عم أبيه أخو جده، ثم حكى لي سيدُنا الشيخ الإمام العلامة ولي الله جمال الدين عمدة المحققين محمد بن محمد بن محمد الجمالي حياه الله وبياه وأمتع ببقياه أنَّ قبر هذا الغزالي القديم معروفٌ مشهورٌ بمقبرة طوس، وأنهم يسمُّونه الغزالي الماضي...." انتهى بحذف يسير.
فانظر إلى رجلٍ بهذه المنزلة كيف خفي حالُه، وخفيتْ ترجمتُه!
• أبو الحسن علي بن خلف الكاتب المتوفى بعد سنة 437هـ صاحب كتاب "مواد البيان":
قال محققُ كتابه هذا الدكتور حاتم الضامن صـ 6:
"مؤلِّف الكتاب أبو الحسن علي بن خلف بن علي بن عبد الوهاب الكاتب، من كُتّاب الفاطميين في القاهرة، كان حياً سنة 437هـ. ولم نقف على ترجمةٍ له، إذ أغفلته كتبُ التراجم جميعاً".
وقد استخرجَ هو شيئاً من المعلومات عنه من كتابه هذا.
والكتابُ مِنْ أهم مصادر القلقشندي في "صبح الأعشى"، إذ نقل عنه في نحو مئتي موضع مشيراً إلى اسم الكتاب مرة، وإلى اسم المؤلف أخرى كما قال الدكتور الضامن صـ 8.
وقد ذكر الأستاذ جميلُ العظم هذا الكتابَ ناقلاً له من "صبح الأعشى" وقال: "لم يذكر اسم مؤلفه" كما في "المسارعة إلى قيد أوابد المطالعة" صـ 38. وقال ناشره –أعني "المسارعة"-رمزي دمشقية: "لعله لأبي الحسين [كذا] علي بن خلف بن علي بن عبد الوهاب الكاتب، عاش في منتصف القرن الخامس الهجري"، ولا داعي لقوله "لعله".
• الراغب الأصفهاني العلَم الكبير المشهور صاحب المؤلفات القيمة الممتعة:
ومن العجب ألا تعرف له ترجمةٌ تليق به، وقد اختُلِفَ في اسمه، وعصره، ووفاته، وموضع دفنه!.
قال الدكتور عمر الساريسي في صدر تحقيقه لكتابه "رسالة في آداب الاختلاط بالناس" صـ 9:
"ليس لدينا مِنْ أخباره ما نقطع به في أمر ولادته، فقد سكتَ عنها الذين ترجموا له من أصحاب الطبقات والتراجم، ولم يتحدث هو بشيء عنها في آثاره...".
وقال: "وليس لدينا أيضاً من أخباره ما نجزمُ به عن نشأته، فلم تحدِّثنا المراجعُ التي عرضتْ له عرضاً سريعاً عنها بشكلٍ كاف، ولم يَذكر هو عن هذه النشأة شيئاً في آثاره التي وصلتْ إليها أيدينا حتى الآن".
وقال صـ 14: "لقد حدَثَ في ذكر وفاة الراغب الأصفهاني اضطرابٌ شديدٌ، حتى غلب الرأيُ المرجوح على الرأي الراجح فيما نرى...".
وقال صـ 15: "أما مكان الوفاة فقد اختلف فيه أيضاً، فبينما تذكر بعضُ المراجع أنه مات بأصفهان ودفن فيها، يرجِّح مرجعٌ آخر أنَّ وفاته قد اتفقت في بغداد دون أصفهان، وتذكرُ ملاحظةٌ على إحدى مخطوطاته أنه توفي بنيسابور ودفن فيها".
وقد ترجم له السيوطي في "البغية" (2/ 297) باسم (المفضل بن محمد الأصبهاني الراغب) ولم يذكر عنه سوى قوله: "صاحب المصنفات. كان في أوائل المئة الخامسة. له: "مفردات القرآن"، و"أفانين البلاغة"، و"المحاضرات"، وقفتُ على الثلاثة؛ وقد كان في ظنّي أنَّ الراغب معتزلي، حتى رأيتُ بخط الشيخ بدر الدين الزركشي على ظهر نسخة من "القواعد الصغرى" لابن عبد السلام ما نصه: "ذكرَ الإمامُ فخر الدين الرازي في "تأسيس التقديس" في الأصول أنَّ أبا القاسم الراغب من أئمة السُّنة". وقرنه بالغزالي، قال: وهي فائدة حسنة، فإن كثيراً من الناس يظنون أنه معتزلي".
• أبو الفضل جعفر بن علي المقدسي أحد رجال القرن السادس الهجري صاحب كتاب "الإشارة إلى محاسن التجارة":
قال محقِّقه الأستاذ محمود الأرناؤوط -كما في كتابه "الورود المقتطفة من حقول التراث والأدب والثقافة" صـ 387-:
"لم أقعْ له على ترجمةٍ فيما بين يدي من المصادر".
ثم قال صـ 388: "لم أعثرْ على ذكرٍ للمؤلفٍ ولا للكتاب فيما لديّ من المصادر والمراجع على كثرتها والحمد لله...".
• أحد ابني الإمام فخر الدين الرازي (ت: 606هـ):
قال الصفدي: "ولما مات الإمام فخر الدين [الرازي]... خلّف ولدين: الأكبر منهما تجنَّد في حياة أبيه، وخدمَ خوارزم شاه، والآخر اشتغلَ، ولم نعلمْ له ترجمة" ا.هـ. من "تحفة الأديب في نحاة مغني اللبيب" للسيوطي (1/ 354).
• أبو بكر النيسابوري مظهر علم المناسبة القرآنية في بغداد في القرن السابع الهجري:
وأبو بكر هذا ذكره الزركشي في "البرهان في علوم القرآن" (1/ 132) فقال:
"قال الشيخ أبو الحسن الشهراباني: أول مَنْ أظهر ببغداد علمَ المناسبة، ولم نكن سمعناه من غيره: الشيخ الإمام أبو بكر النيسابوري، وكان غزير العلم...".
وذكَرَ هذا - بتصرُّفٍ - السيوطي في "الإتقان" و"معترك الأقران".
وقد ترجم الكثيرون من العصريين لأبي بكر النيسابوري على أنه الحافظ عبد الله بن محمد بن زياد المُتوفى سنة (324هـ).
وترجم له باحثٌ على أنه المقرئ محمد بن عبدوس بن أحمد المتوفى سنة (338هـ).
وهذا كله خطأ جسيم، فالناقل عنه - وهو أبو الحسن الشهراباني - توفي سنة (672هـ)، فلابُدَّ أنَّ أبا بكر مِنْ علماء هذا القرن.
وقد أحصيتُ خمسة عشر عالماً يُعرفون بأبي بكر النيسابوري غير هذين المذكورين.
ولم أصلْ إلى معرفة المقصود بكلام الشهراباني إلى الآن، فمَنْ هو؟ وأين ترجمته؟ الله أعلم.
وانظر التفصيل في: "أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية" للكاتب، نشر في مجلة الأحمدية، العدد (11)، جمادى الأولى 1423هـ- يوليو 2002م.
• محمد (أو أحمد بن محمد) المراكشي، أبو عبد الله، المعروف بابن عِذَارى ( 000 - نحو 695 هـ = 000 - نحو 1295 م).
قال الزركلي (7/ 95): "مؤرِّخ. أندلسي الأصل، من أهل مراكش، لم أظفرْ له بترجمةٍ.
بقي من تآليفه (البيان المُغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمَغرب - ط) ثلاثة أجزاء، وهو مِنْ أعظم المراجع وأوثقها في موضوعه. قال في مقدمته إنه وصل في الثالث منه إلى أخبار سنة 667هـ إلا أنَّ المطبوع منه يقف عند سنة 460، وأشار في الجزء الأول منه إلى كتابٍ له في (تاريخ المشرق) لم يُعرَفْ مصيره".
• أبو الفتح الهمذاني مؤلف كتاب "الإقليد":
قال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (30/ 28):
"الإقليد اسم تفسير. كذا قال القزويني في "الكشف على الكشاف"، ورأيتُ في طرة نسخة فيه أنَّ "الإقليد" لأبي الفتح الهمذاني، ولم أعثرْ على ترجمة مؤلفه"[2].
• أحمد بن علي بن محمود جلال الدين الغجدواني شارح "كافية" ابن الحاجب.
قال السيوطي في "بغية الوعاة" (1/ 347): "لم أقفْ له على ترجمة، إلا أن هذا الشرح مشهور بأيدي الناس، لطيف، ذكر فيه أنه قرأ على الحسام السغناقي".
وحسام الدين السغناقي توفي سنة (711هـ) كما في "الأعلام" (2/ 247).
• أحمد بن علي بن مسعود مصنف "المراح في التصريف"، مختصر وجيز مشهور بأيدي الناس.
قال السيوطي في "البغية" (1/ 347): "لم أقفْ له على ترجمة".
• الحسن بن محمد النيسابوري.
قال السيوطي في "البغية" (1/ 525): "له تفسير على القرآن سمّاه "غرائب القرآن ورغائب الفرقان"، وهو من أهل قم - كذا ذكر في خطبة تفسيره - المشهور بالنظام الأعرج. صاحب "شرح الشافية" في التصريف، وهو ممزوج مشهور متداول. لم أقف له على ترجمة".
وقد ذكر الزركلي في "الأعلام" (2/ 216) أنه توفي سنة بعد سنة (850هـ).
• سعيد العجمي المشهور بالنجم سعيد شارح الحاجبية.
قال السيوطي في "البغية" (1/ 591): "لم أقفْ له على ترجمة، وشرحه هذا كبير، جعله شرحاً للمتن والشرح الذي عليه للمُصنف، وفيه أبحاثٌ حسنة".
• ضياء الدين بن العلج صاحب "البسيط".
قال السيوطي في "البغية" (2/ 370): "أكثر أبو حيان وأتباعُه من النقل عنه، ولم أقفْ له على ترجمة".
• عبد الله العجمي السيد جمال الدين النُقْركار -بضم النون وسكون القاف وبالراء-. ومعناه: صانع الفضة.
قال السيوطي في "البغية" (2/ 70): "صاحب "شرح اللب"، و"شرح اللباب"، و"شرح الشافية" في التصريف؛ وهي تصانيف مشهورة ممزوجة متداولة بأيدي الناس.
لم أقف له على ترجمة، إلا أنه ذكر في "شرح الشافية" أنه ألفه للأمير الجائي وهو قريب من الثمانمائة، ثم وقفت على "شرح التلخيص" ممزوج، ذكر فيه أنه ألفه للأمير منكلي بغا".
• عبد الرحمن بن علي بن صالح، أبو زيد المكودي صاحب "شرح الألفية"، و"شرح الجرومية"، ويعرف بالمطرزي.
قال السيوطي في "البغية" (2/ 83): "لم أقف له على ترجمة، لكن أخبرني المؤرخ شمس الدين بن عزم أنه وقف على ما يدل أنه كان قريباً من الثمانمئة".
• محمد بن محمد بن أحمد تاج الدين الإسفراييني صاحب "اللباب".
قال السيوطي في "البغية" (1/ 219): "لم أقف له على ترجمة"[3].
• محمد بن سعيد بن محمد بن أبي الفتح السيرافي المعروف بالفالي -بالفاء- صاحب "شرح اللباب".
قال السيوطي في "البغية" (1/ 112): "لم أقف له على ترجمة".
• أحمد بن هارون، أبو بكر (ت بعد 922 هـ)
قال الزركلي (1/ 265): "بلداني، لم أظفرْ بترجمةٍ له. صنّف (روضة الأزهار في عجائب الأقطار - خ) جزآن في مجلد، أنجزه سنة 922 في خزانة الرباط (2381)".
• علي بن علي بن مجاهد الشرنوبي (000 - بعد 991 هـ = 000 - بعد 1583 م).
قال الزركلي (4/ 314): "من فقهاء المالكية. نسبته إلى شرنوب (بمصر)، له "حاشية على مختصر خليل - خ" فقه، بخطه، في دار الكتب العامة بتونس (الرقم 479 م) أنجزها سنة 991 هـ وقال في نهايتها: "واعلم أني لست أهلاً للتأليف، إلا أني كنتُ جمعتُ من فيض ساداتي ومشايخي فوائد كتبتُها على نسختي، ثم خفتُ عليها الضياع فيضيع ما جمعته في هذه الاوراق".
وقال في الحاشية: "لم أظفر بترجمةٍ له، فيما بين يدي من كتب المالكية".
• نور الدين بن حسين الأنصاري ( 000 - بعد 998 هـ = 000 - بعد 1590 م).
قال الزركلي (8/ 52): "فاضل. اطلعتُ على كتابٍ له سمّاه " تحفة الأخيار في فضائل الأنصار- خ " أنجزه بخطه سنة 998 هـ ولم أظفرْ بترجمةٍ له".
• جمال الدين محمد بن عبدالرحمن بن عبدالكريم القناوي القرشي المالكي مؤلف "بلغة الحافظ وبلاغة اللافظ".
ذكره الحاج خليفة في "كشف الظنون" (1/ 251). وقال الأخ الشيخ علي محمد زينو في تقديم تحقيقه لـ "بديع الإنشاء والصفات" لمرعي الكرمي صـ 69:
"لم أهتد إلى مزيد معرفةٍ به، ولا إلى وفاته".
وقد ذكره في تقديمه لكتاب الكرمي لأنه - أعني "بلغة الحافظ" - نُسِبَ إليه أيضاً[4].
• حسين إسكندر الرومي (ت نحو: 1084هـ) مؤلف "مجمع المهمات الدينية".
ترجم له الزركلي في "الأعلام" (2/ 233) ترجمة وجيزة، وقال لي محقِّقُ كتابه هذا الأخُ الشيخ طريف ركن السند أنه لم يجدْ له سوى هذه الترجمة.
وأخيراً:
أقترح أن يُصار إلى تأليف كتابٍ جامعٍ لأمثال هؤلاء، ولمَنْ لم تُعرَفْ له ترجمة من الرواة، والله من وراء القصد.
[1] انظر طبعة له بعناية عبدالرزاق إسبر، صدرتْ عن دار ابن حزم سنة (1426هـ-2005م).
[2] أقول: تُنظر ترجمة أبي الفضل الهمذاني: عين القضاة عبد الله بن محمد بن علي المُتوفى مصلوباً سنة (525هـ) في "هدية العارفين" (2/ 4 - 5)، وله تراجم في كتب متعددة، ولكن لم يذكر فيها اشتغاله بالتفسير، فالله أعلم.
[3] وانظر عنه الأعلام (7/ 31).
[4] وهي عندي نسبة غير صحيحة.