عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-02-2020, 01:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,761
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإيمان بالبعث والنشور

فالشأنُ للأرواح بعد فراقها
أبدانَها واللهِ أعظمُ شانِ

إما عذابٌ أو نعيمٌ دائمٌ
قد نُعِّمت بالرَّوح والريحانِ

وتصير طيرًا سارحًا مع شكلها
تَجني الثِّمار بجنة الحيوانِ

وتظل واردة لأنهارٍ بها
حتى تعود لذلك الجثمانِ

لكنَّ أرواحَ الذين استشهدوا
في جوف طيرٍ أخضرٍ ريَّانِ

فلهم بذاك مزيَّة في عيشهم
ونعيمُهم للرُّوح والأبدانِ

بذلوا الجسومَ لربهم فأعاضهم
أجسامَ تلك الطيرِ بالإحسانِ

ولها قناديلٌ إليها تنتهي
مأوًى لها كمساكنِ الإنسانِ

فالرُّوحُ بعد الموت أكملُ حالةً
منها بهذي الدارِ في جثمانِ



[1] أبيت: أي: امتنَعْتُ عن الجواب؛ لأني لا أدري الصواب.

[2] رواه مسلم رحمه الله تعالى.

[3] القصيدة النونية لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.

[4] صححه الألباني في صحيح أبي داود.

[5] ليست كل أجساد الشهداء لا تبلى في القبر، ولكن ما ورد به الدليل في التخصيص؛ كما قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا حسين المعلم، عن عطاء، عن جابر قال: لما حضر أُحُدٌ دعاني أبي من الليل فقال لي: ما أراني إلا مقتولاً في أول مَن يُقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعزَّ عليَّ منك، غيرَ نفسِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن عليَّ دَينًا فاقضِه، واستوصِ بأخواتك خيرًا، فأصبحنا وكان أولَ قتيل، فدفنتُ معه آخر في قبره، ثم لم تطِبْ نفسي أن أتركه مع آخر، فاستخرجتُه بعد ستة أشهر فإذا هو كيومَ وضعتُه هنية غير أذنه (أخرجه البخاري حديث رقم 1351)، ولأصحاب السنن عنه رضي الله عنه من حديث طويل، وفيه: (فبينا أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجلٌ فقال: يا جابر، والله لقد أثار أباك عمالُ معاويةَ، فبدا فخرج طائفة منه، فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته، لم يتغير إلا ما لم يدَعِ القتل أو القتيل؛ (انظر كتاب معارج القبول - فصل: منكِرو البعثِ على أربعة أصناف).

[6] سبق ذكر أن جسد الإنسان يبلى، إلا عَجْبَ الذَّنَب، ثم ينبُت هذا الجسد مرة أخرى كما ينبُت البَقْل، كما سبق في الحديث، وذلك يكون بالمطر الذي يُنزله اللهُ قبل النفخة الثانية، ثم تُجمَع الأرواح في الصُّور، ويُنفَخ فيه النفخة الثانية، فتطير كلُّ رُوح إلى جسدها، وهذا بخلاف عودة الرُّوح إلى الجسد، المذكورة في حديث البراء بن عازب الطويل في سؤال القبر؛ فهي عودة إلى الجسد بعد الموت قبل أن يبلى؛ تمهيدًا للسؤال والفتنة، والله أعلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]