عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-02-2020, 01:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة : Egypt
افتراضي الإيمان بالبعث والنشور

الإيمان بالبعث والنشور

محمد حسن نور الدين إسماعيل

قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾ [الأنعام: 29] وقال سبحانه: ﴿ وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾ [الإسراء: 49]، وقال: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]، وقال: ﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ﴾ [فاطر: 9].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين النَّفختينِ أربعون))، قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟ قال: أبَيْتُ[1]، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبَيْتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبَيْتُ - ((ثم ينزل من السماء ماءٌ فينبُتون كما ينبُتُ البَقْلُ، قال: وليس من الإنسان شيءٌ إلا يَبْلَى، إلا عَظْمًا واحدًا، وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنه يُركَّبُ الخَلْقُ يوم القيامة))[2].

وعَجْبُ الذَّنَبِ: هو العَظم بين الأَلْيَتينِ في أسفل الصُّلْب، والعَجْبُ مِن كل دابة: ما انضم عليه الورِكانِ من أصل الذَّنَب المغروز في مؤخرة العجُزِ؛ (لسان العرب لابن منظور رحمه الله).

وأنكر قومٌ البعث؛ كالفلاسفة الدهرية، والطبائعية، والدورية منكرون الخالق، والدهرية من مشركي العرب ومَن وافقهم، وملاحدة الجهمية ومن وافقهم.

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - يردُّ على قول الجهم بانعدام العالم انعدامًا محضًا:
وكذاك يقبِض أرضَه وسماءه
بيديه، ما العدَمان مقبوضانِ

وتحدِّث الأرض التي كنَّا بها
أخبارَها في الحشر للرحمنِ

وتظل تشهد وهي عدلٌ بالذي
مِن فوقِها قد أحدَث الثَّقَلانِ

أفيشهَدُ العدمُ الذي هو كاسمه
لا شيء، هذا ليس في الإمكانِ

لكن تسوَّى ثم تبسط ثم تش
هَدُ ثم تُبْدَلُ وهي ذاتُ كيانِ[3]


ما لا يبلى في القبر:
1- أجساد الأنبياء؛ لحديث: ((إن الله تعالى حرَّم على الأرض أن تأكل أجسادَ الأنبياء))[4].
2- أجساد الشهداء[5].
3- عَجْبُ الذَّنَبِ من كل إنسان.
4- الأرواح: فالحقُّ - الذي عليه أهل السنة والجماعة - أن الأرواح لا تبلى، وأنها ليست هي مطلق حياة الإنسان العارضة، بل هي حقيقةٌ أخرى مستقلة، يعمر بها الجسدُ بحلولها فيه، ويفسُد بخروجها منه، وهي النَّسَمةُ التي يموت الإنسان بخروجها من جسده، وأن لها حقيقة، وأنها تُنفَخ وتُقبَض، وتصعَد وتهبِط، وأنها مفارقة الجسد، إما أن تنعَّم أو تعذَّب، وبعد النفخ في الصُّور (النفخة الأولى) تعود كل روح إلى جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا[6].

قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - في قصيدته النونية:
والأنبياء فإنهم تحت الثرى
أجسادُهم حُفِظت من الديدانِ

ما للبِلى بلحومِهم وجسومِهم
أبدًا وهم تحت التراب يدانِ

وكذاك عَجْبُ الظَّهر لا يبلى بلى
منه تُركَّبُ خِلقة الإنسانِ

وكذلك الأرواح لا تبلى كما

تبلى الجُسوم، ولا بِلَى اللُّحمانِ

ولأجل ذلك لم يُقرَّ الجهمُ بال
أرواح خارجةً عن الأبدانِ

لكنها من بعض أعراضٍ بها
قامَتْ، وذا في غاية البطلانِ

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.42 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]