عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-02-2020, 12:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,873
الدولة : Egypt
افتراضي محطات تربوية في سيرة نبي الله إبراهيم ( أسلوب الوصية والموعظة )

محطات تربوية في سيرة نبي الله إبراهيم ( أسلوب الوصية والموعظة )
محمد سلامة الغنيمي






ربَّى إبراهيم - عليه السلام - أبناءه على الإيمان بالله والتسليم والانقياد له - جل وعلا -واستخدم في ذلك أسلوب الوصية والموعظة، ولم يستخدم أسلوب الأمر؛ لأن النُّفوس وطَبَائِع البشر لا تَستقِبل أسلوبَ الأمر استقبالها أسلوب الوعظ والنُّصح؛ فالأخير أوقع وأبقى أثرًا، يشعر معه المتلقِّي بحرص وخوف الملقي عليه، وأن هذه الموعظة هي خلاصة حياته وثمرة عمره، وكانت وصية إبراهيم لأبنائه كذلك؛ قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 131، 132].



كما ينبغي على المربِّي أن يؤكِّد اهتمامَه بما يوصي به، حين يعلم ويُدرِك المتلقي مدى أهميَّة هذه الوصية بالنسبة له، ويَنعكِس ذلك على تَمسُّكه بها والتزامها، كما أكَّد إبراهيم - عليه السلام - وصيَّته بقوله: ﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132].



وهذه الوصية بهذا الأسلوب وهذا التأكيد تَعكِس مدى حِرْص نبي الله على إكساب أبنائه الإيمان والتسليم لله وبثِّه في نفوسهم، ومما لا شك فيه أن التربية بغير إيمان بالله واستسلام له وانقياد لأمره، فهي كمَن يَستخدِم الحطبَ أعمدة المنزل من طوابق متعدِّدة، فمثله تذهب به الريح من أول عاصفة، وسيتأكَّد لدينا مدى أهمية الإيمان في التربية على ما سيأتي في نفس القصة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]