
18-02-2020, 02:14 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,777
الدولة :
|
|
رد: باب معرفة طريق الرؤية
الصفة الثالثة: صفة الكلام لله تعالى
لقوله: " فيقول: أنا ربكم..." وتحت صفة الكلام عدة مباحث:
• المبحث الأول: معتقد أهل السنة والجماعة في صفة الكلام
أهل السنة والجماعة يثبتون صفة الكلام لله تعالى كما يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، فيعتقد أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل يتكلم ويقول وينادي وأن كلامه بصوت وحرف.
• المبحث الثاني: صفة الكلام دلَّ عليها الكتاب والسنة والإجماع
• فمن الكتاب: على الكلام قوله تعالى ï´؟ وَكَلَّمَ اَللَّهُ مُوْسَى تَكْلِيْمَاً ï´¾ وعلى القول قوله تعالى: ï´؟ قَالَ يَا مُوْسَى إِنِّي اْصْطَفَيْتُكَ عَلَى اَلْنَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَميْ ï´¾، وعلى النداء قوله تعالى:ï´؟ فَلَمَّا أَتَاهَا نُوْدِيَ يَا مُوْسَى ï´¾.
• ومن السنة: في الدلالة على صفة الكلام قصة الإفك وقول عائشة رضي الله عنها:"... ولشأني في نفسي أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمرٍ يتلى...." رواه البخاري ومسلم وعلى القول والنداء حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً:" يقول الله: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، فيُنَادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار " رواه البخاري.
• وأجمع السلف على إثبات صفة الكلام لله تعالى وأن كلامه بصوت وحرف.
قال الأصبهاني في " الحجة " (1/ 331 و332):"وخاطر أبو بكر رضي الله عنه (أي راهن قوماً من أهل مكة) فقرأ عليهم القرآن، فقالوا: هذا من كلام صاحبك. فقال:" ليس بكلامي ولا كلام صاحبي، ولكنه كلام الله تعالى " ولم ينكر عليه أحد من الصحابة. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر:" إن هذا القرآن كلام الله " فهو إجماع الصحابة وإجماع التابعين بعدهم.. وفي قول أبي بكر رضي الله عنه:" ليس بكلامي ولا كلام صاحبي، إنما هو كلام الله تعالى " إثبات الحرف والصوت لأنه إنما تلا عليهم القرآن بالحرف والصوت "
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى 12 / 304 ): " واستفاضت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة السنة أنه سبحانه ينادي بصوت.. ولم ينقل عن أحد من السلف أنه قال: إن الله يتكلم بلا صوت أو بلا حرف، ولا أنه أنكر أن يتكلم الله بصوت أو بحرف ".
• وأيضاً دلَّ العقل على إثبات صفة الكلام: ووجه ذلك أن عدم الكلام صفة نقص في مقاييس البشر فكيف برب البشر؟ فعند البشر الأخرس الذي لا يتكلم فيه علة ونقص، والله عز وجل جعل عجز الآلهة عن الكلام دليلاً على أنها لا تصلح آلهة فقال عن عجل بني إسرائيل ï´؟ أَلَمْ يَرَواْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُم ï´¾ وقال عن الأصنام ï´؟ فَاسْأَلُوْهُمْ إِنْ كَانُواْ يَنْطِقُوْنَ ï´¾.
• المبحث الثالث: المخالفون لأهل السنة
أشهر من خالف السنة في صفة الكلام من المبتدعة طائفتان:
الأولى: المعتزلة والجهمية: وهؤلاء ينكرون صفة الكلام ويقولون أنه ليس من صفات الله تعالى وإنما هو خلق من خلق الله كسائر المخلوقات كالسموات والجبال و غيرها، مخلوقاتٌ منفصلة فكذلك الكلام هو من خلق الله، خلقه في الهواء أو في المكان الذي يُسمع منه، وأما إضافته لله تعالى فهي إضافة تشريف فكما تقول ناقة الله، وبيت الله، أيضاً نقول كلام الله من باب إضافة التشريف ومن هنا جاءت مقالتهم الضالة المشهورة بخلق القرآن وقصتهم مع الإمام أحمد مشهورة.
والرد عليهم:
1- أن هذا الاعتقاد مخالف لطريقة السلف وإجماعهم الذي تقدم بيانه.
2- أن هذا مخالف لظاهر النصوص الدالة على إثبات صفة الكلام لله تعالى ومنها:
3- أن موسى صلى الله عليه وسلم سمع الله جل وعلا يقول: ï´؟ إِنَّنِي أَنا اَللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِيْ ï´¾ [طه: ظ،ظ¤]، ولا يمكن ولا يجوز أن يقول ذلك أحد إلا الله.
4- أن قولكم هذا يردّه العقل، فلا يمكن أن يكون الكلام وصفاً قائماً بنفسه، بل الكلام دليل على المتكلم فهو صفة للمتكلم لا منفصلاً عنه.
5- أن نفي صفة الكلام عن الله تعالى نفي لصفة كمال، فالقول بنفي صفة الكلام وصف ناقص، فإذا كان المخلوق الذي لا يتكلم كأن يكون أخرساً تعتبر في حقه صفة نقص، فكيف بالخالق ولله المثل الأعلى، وتعالى الله عما تقوله المبتدعة، والله عز وجلعاب عجل بني إسرائيل بقوله: ï´؟ أَلْمْ يَرَواْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ ï´¾ [الأعراف: ظ،ظ¤ظ¨]، وقد استفاضت الأدلة على إثبات هذه الصفة.
6- نقول مما يدل على أن كلام الله غير مخلوق أنه ثبت في الصحيح من حديث خولة بنت حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نزل منزلاً فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك " ولو كانت كلمات الله مخلوقة لما جازت الاستعاذة بها لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.
الطائفة الثانية: الأشاعرة: والأشاعرة يثبتون صفة الكلام فهي من الصفات السبع التي يثبتونها لكنهم يقولون: إن الكلام الذي نثبته هو الكلام القائم بذاته سبحانه لا ينفصل عنه فالكلام عندهم هو المعنى القائم في النفس فقط فالله متصف بالكلام أزلاً ولا يتكلم بمشيئته سبحانه ثم إن كلام الله عندهم من غير صوت ولا حرف، وإذا قيل ماذا تقولون في القرآن الذي هو كلام الله تعالى؟ قالوا: هذا ليس هو كلام الله وإنما هو عبارة أو حكاية عن كلام الله عبَّر به جبريل أو محمد صلى الله عليه وسلم وليس كلام الله حقيقة، وهذا اعتقاد باطل وفاسد يقتضي أن يقولوا: أن القرآن مخلوق، لأنه إذا كان القرآن الذي بين أيدينا هو من كلام محمد أو جبريل فهو عندهم مخلوق فلا فرق بهذا الاعتبار بينهم وبين المعتزلة والجهمية.
إذن ملخص معتقدهم في صفة الكلام:
1- أنهم يثبتون صفة الكلام ولكن هذا الكلام هو القائم في ذات الله سبحانه لا ينفصل عنه فهو معنى قائم في النفس من غير صوت ولا حرف أشبه بخواطر النفس ونحو ذلك، وما يوجد في القرآن هو حكاية عن كلام الله لا حقيقته.
2- أنهم يثبتون أن الله تكلم أزلاً أي أن نوعه قديم وأنه لا يتكلم بمشيئته وإرادته سبحانه.
والرد عليهم:
1- أن هذا خلاف طريقة السلف وإجماعهم الذي تقدم بيانه.
2- أن هذا خلاف ظاهر النصوص التي تدل على أنه سبحانه يتكلم بصوت وحرف.
3- أن اعتقادكم يخالف الأدلة التي تدل على أن كلام الله يسُمع، ولا يسمع إلا الصوت، فلو كان معنى قائم بالنفس كما تظنون لما سُمع، وتقدم حديث عبدالله بن أنيس وأن الله ينادي الخلائق يوم القيامة بصوت مسموع.
4- أن المعروف من الكلام هو ما ينطق به المتكلم لا ما يضمره في نفسه.
5- أن بعض العلماء يقول رداً على هذا الاعتقاد الباطل: من زعم أن كلام الله هو المعنى النفسي فقد زعم أن الله لم يرسل رسولاً، ولم ينزل كتاباً، لأنه إذا كان بلا صوت ولا حرف فكيف يرسل رسولاً أو ينزل كتاباً؟
6- أن من زعم أن كلام الله هو معنى نفسي فقد زعم أن الله أخرس وهذه صفة نقص كما تقدم تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا.
وقد ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية على من زعم أن كلام الله هو المعنى النفسي كما تعتقد الأشاعرة من تسعين وجهاً ولذا يقول ابن القيم في نونيته:
تسعون وجهاً بينت بطلانه ♦♦♦ أعني كلام النفس ذي البطلان
وهناك فِرَقٌ وطوائفُ خاضت في صفة الكلام بعقيدة باطلة فخالفوا السلف منهم الكُلاَّبية والاتحادية وفلاسفة المتأخرين وغيرهم.
رابعاً: إثبات صفة الضحك لله تعالى
لقوله في حديث أبي هريرة: "حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه"، وتحت صفة الضحك عدة مباحث:
• المبحث الأول: معتقد أهل السنة والجماعة في صفة الضحك
أهل السنة والجماعة يثبتون صفة الضحك لله تعالى كما يليق بعظمته وجلاله من غير تحريف ولا تكييف ومن غير تعطيل ولا تمثيل، وهي صفة فعلية خبرية.
• المبحث الثاني: صفة الضحك دلَّ عليها السنة والإجماع
• فمن السنة: حديث أبي هريرة في الباب، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة " متفق عليه.
وهذا الحديث فُسِّر بأن أحدهما كافر يقتل المسلم فالمسلم شهيد والشهيد في الجنة، ثم يسلم الكافر والمسلم مآله إلى الجنة، فصار كلاهما يدخل الجنة.
• أجمع السلف رحمهم الله على إثبات صفة الضحك لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه، قال الإمام ابن خزيمة (في كتاب التوحيد 2 / 563 ):" باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل: بلا صفة تصف ضحكه [أي بلا تكييف لضحكه] جل ثناؤه، ولا يُشبَّه ضحكه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك، كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم، ونسكت عن صفة ضحكه جل وعلا، إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه، لم يطلعنا على ذلك، فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون بذلك، بقلوبنا منصتون عمَّا لم يبيِّن لنا مما استأثر الله بعمله ".
• المبحث الثالث: المخالفون لأهل السنة
المخالفون لأهل السنة والجماعة من المبتدعة كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة، يفسرون صفة الضَحك بالقبول والثواب، وهو تأويل باطل.
والرد عليهم:
1- أن هذا مخالف لطريقة السلف رحمهم الله.
2- أن هذا مخالف لظاهر النصوص التي فيها إثبات لهذه الصفة.
3- أن تأويلكم هذا لا دليل عليه.
خامساً: إثبات صفة الساق لله تعالى، كما يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، لقوله في حديث أبي سعيد "فيُكشف عن ساق" وفي رواية البخاري: " يكشف ربنا عن ساقه".
سادساً: إثبات صفة الرضا لله تعالى
لقوله في حديث أبي سعيد: " فيقول لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا" وتحت صفة الرضا عدة مباحث:
• المبحث الأول: معتقد أهل السنة والجماعة في صفة الرضا
أهل السنة والجماعة يثبتون صفة الرضا لله سبحانه وتعالى، من غير تكييف ولا تعطيل ومن غير تمثيل ولا تحريف، وهي من الصفات الفعلية الخبرية، فالله عز وجليتصف بها متى شاء فليست صفة ذاتية أي ملازمة للذات لا تنفصل عنه سبحانه بل هي صفة فعلية يتصف بها الله تعالى متى شاء.
• المبحث الثاني: صفة الرضا دلَّ عليها الكتاب والسنة والإجماع
• فمن الكتاب: قوله تعالى: ï´؟ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ï´¾.
• ومن السنة: حديث أبي سعيد في الباب، وحديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم مرفوعاً:" اللهم أني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك..."
• وإجماع السلف على ذلك حيث لا يُعلم فيهم مخالف رحمهم الله ورضي عنهم.
قال أبو إسماعيل الصابوني:" وكذلك يقولون – أي يثبتون – في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح، من: السمع، والبصر، والعين.. والرضا، والسخط.." [انظر عقيدة السلف أصحاب الحديث ص (5)].
• المبحث الثالث: المخالفون لأهل السنة
المخالفون لأهل السنة والجماعة من المعطلة كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم يؤولون صفة الرضا بإرادة الثواب فيقولون (رضي الله عنهم) أي أثابهم الله تعالى.
والرد عليهم:
1- أن هذا مخالف لطريقة السلف.
2– أن هذا التأويل مخالف لظاهر النصوص ولا دليل على هذا التأويل.
3- أن إرادة الثواب ثمرة من ثمرات الرضا، وليس هو الرضا، ففرق بين الصفة وثمراتها.
المبحث الرابع: من الأعمال التي ينال بها المسلم رضا الله تعالى
1- الإيمان بالله والعمل الصالح، لقوله تعالى: ï´؟ إِنَّ اَلَّذِيْنَ ءاَمَنُواْ وَعَمِلُواْ اَلْصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيِّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ تَجْرِيْ مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهَارُ خَالِدِيْنَ فِيْهَا أَبَداً رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ï´¾.
2- نفقة المال طلباً لرضا الله جل وعلا، لقوله تعالى: ï´؟ وَمَثَلُ اَلَّذِيْنَ يُنْفِقُوْنَ أَمْوَالَهُمْ اْبْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اَللَّهِ وَتَثْبِيْتَاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَئَاتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ ï´¾.
3- الرضا بالبلاء، لحديث أنس رضي الله عنه:" إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سَخِطَ فله السخط " رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.
4– حمد الله على الأكل والشرب، لحديث أنس رضي الله عنه مرفوعاً:" إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها " رواه مسلم.
5- السواك: لحديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً:" السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " رواه البخاري تعليقاً ووصله أحمد.
الفائدة الثالثة: في الأحاديث إثبات الصراط، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه "وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ " وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه: "ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ " وفي الكلام على الصراط عدة مباحث:
• تعريف الصراط:
الصراط لغة: الطريق الواضح الواسع
وشرعاً: جسر ممدود على جهنم يعبر الناس عليه إلى الجنة.
• الصراط ثابت بالكتاب والسنة والإجماع
فمن الكتاب: قوله تعالى: ï´؟ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ï´¾ [مريم: ظ§ظ،]، فقد فسرها عبدالله بن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط، وفسرها جماعة منهم ابن عباس بالدخول في النار لكن ينجون منها.
ومن السنة: حديث أبي سعيد الخدري في الباب، وفيه:" ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلّم سلِّم " متفق عليه.
وأجمع أهل السنة على إثبات الصراط.
• وهل الصراط واسع أو ضيق؟
اختُلف في سعة الصراط على قولين:
القول الأول: أن الصراط طريق واسع.
واستدلوا:
1- بأن الصراط في اللغة هو الطريق الواسع.
2- حديث الباب وفيه: قول النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الصراط:" مَدْحَضةٌ مَزلّة عليه خطاطيف وكلاليب "
ووجه الدلالة: أن الدحض والمزلة والكلاليب لا تكون إلا في طريق واسع.
والقول الثاني: أن الصراط طريق دقيق ضيق جداً.
واستدلوا: بما قاله أبو سعيد في حديث الباب قال: بلغني أن الجسر أدق من الشعر وأحد من السيف، وبنحوه عند أحمد جاء مرفوعاً من حديث عائشة رضي الله عنها، وجاء عند الحاكم من حديث سلمان مرفوعاً أنه كحد الموسى، والله أعلم بالراجح، ومن خلال الخلاف السابق تبيَّن لنا صفة الصراط وأنه ممدود فوق جهنم عليه كلاليب وخطاطيف تخطف الناس بحسب أعمالهم نسأل الله السلامة والتجاوز.
• حال الناس على الصراط وعبورهم عليه:
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم– فذكر حديث الشفاعة وفيه -:" فيأتون محمداً فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً فيمر أولكم كالبرق " قال: قلت بأبي أنت وأمي! أي شيء كمر البرق؟ قال:" ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح ثم كمر الطير، وشدّ الرجال، وتجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلِّم سلِّم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أُمرت به فمخدوش ناج ومكدوس في النار ".
قال شيخ الإسلام في عقيدته الواسطة: " يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدواً، ومنهم من يمشي مشياً، ومنهم من يزحف زحفاً، ومهم من يخطف ويلقى في جهنم "
نسأل الله حسن التجاوز عن ذنوبنا في الدنيا، وعلى الصراط يوم الفرار.
قال ابن حجر عند ذكر الأمانة والرحم في الحديث السابق:" أي يقفان في ناحية الصراط، والمعنى أن الأمانة والرحم لعظم شأنهما وفخامة ما يلزم العباد من رعاية حقهما يوقفان هناك للأمين والخائن والواصل والقاطع فيحاجان عن المحقّ ويشهدان على المبطل " [انظر الفتح المجلد (11) كتاب لرقاق، باب الصراط جسر جهنم ٍ].
• أول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ومن الأمم أمته
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعاء الرسل يومئذٍ: اللهم سلِّم، سلِّم".
قال النووي: " (ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل) معناها لشدة الأهوال، والمراد لا يتكلم في حال الإجازة، وإلا ففي يوم القيامة مواطن يتكلم الناس فيها وتجادل كل نفس عن نفسها ويسأل بعضهم بعضاً ويتلاومون، ويخاصم التابعون المتبوعين والله أعلم، قوله صلى الله عليه وسلم: " (ودعوى الرسل يومئذ سلِّم سلِّم) هذا من كمال شفقتهم ورحمتهم للخلق، وفيه أن الدعوات تكون بحسب المواطن فيدعى في كل موطن بما يليق به والله أعلم " [انظر شرح النووي لمسلم المجلد الثاني، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية] والمرور على الصراط عام للمؤمنين، ومن ادّعى الإيمان (كالمنافقين) ولكن المنافقين لا يجاوزون الصراط، بل الصراط آخر محطة لهم إلى النار والعياذ بالله.
• ثم بعد الصراط يقف المؤمنون في القنطرة.
والقنطرة مكان خاص بالمؤمنين ولا يسقط أحد منهم في النار، بل هو مكان يقتص لبعضهم من بعض اقتصاصا ً يكون به تهذيب نفوسهم وإزالة ما في القلوب من الغل والحسد قبل أن يدخلوا الجنة وهذا اقتصاص غير الاقتصاص الأول فيهذبون من الشوائب قبل دخول الجنة كما قال تعالى: ï´؟ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُوْرِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ اَلْأَنْهَارُ وَقَالُواْ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ï´¾ [الأعراف: ظ¤ظ£]، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " إذا خلص المؤمنون من الصراط حُبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقّوا، أُذن لهم بدخول الجنة، فلأحدهم أهدى إلى منزله في الجنة من منزله الذي كان في الدنيا " رواه البخاري.
• الفائدة الرابعة: الأحاديث دليل على شدة الموقف يوم القيامة على الناس، وشدة خوف الرسل مع ما هم عليه من الإيمان والمنزلة – وهم أشد الناس أمناً من العذاب- إلا أن دعواهم:" اللَّهُمَّ! سَلِّمْ، سَلِّمْ "وهذا من كمال شفقتهم ورحمتهم.
• الفائدة الخامسة: في الأحاديث الحث على التمسك بطريق الهداية، والاستكثار من الأعمال الصالحة، لأن النجاة وسرعة العبور على الصراط، بحسب الأعمال الصالحة، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد رضي الله عنه:" فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ. فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ. وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ. وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ"، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ. فَمِنْهُمُ الْمُومن يَقِيَ بِعَمَلِهِ. وَمِنْهُمُ الْمُجَازَى حَتَّى يُنَجَّى"
• الفائدة السادسة: الأحاديث دليل على إثبات النار، وأن الذنوب هي سبب ورودها، ففي حديث أبي سعيد رضي الله عنه: "وَلظ°كِنْ قَوْمٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ".
• الفائدة السابعة: الأحاديث دليل على إثبات القضاء بين العباد.
• الفائدة الثامنة: في الأحاديث دليل على فضل التوحيد، وأن الموحد لا يخلد في النار، ولا خلاف بين العلماء في سقوط من لم تشملهم رحمة الله في النار وفي هذا ردّ على المرجئة وغلاتهم الذين قالوا بأنه لا يضر مع الإيمان شيء، وأنه لن يدخل النار أحد من الموحدين وهذا واضح البطلان يرد عليه أحاديث الباب، وهي ردّ أيضاً على الخوارج الذين قالوا بتخليد صاحب الكبيرة، فإن إخراج العصاة من النار بالشفاعة كما في أحاديث الباب رد عليهم.
• الفائدة التاسعة: الأحاديث فيها إثبات الشفاعة، وإكرام الله تعالى للملائكة والنبين والمؤمنين بأن يشفعوا في غيرهم.
• الفائدة العاشرة: في الأحاديث دلالة على شؤم الذنوب والمعاصي وأنها سبب دخول النار كما تقدم حتى الموحد المصلي لا ينجو منها إن لم تدركه رحمة الله تعالى، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، مِمَّنْ أَرَادَ الله تَعَالَى أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَقُولُ: لاَ إِلظ°هَ إِلاَّ الله. فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ. يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ. تَأْكُلُ النَّارُ مِنِ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ أَثَرَ السُّجُودِ".
• الفائدة الحادية عشر: في حديث أبي هريرة رضي الله عنه دليل على فضل السجود والإكثار منه، فيستكثر العبد من الصلاة، فإن النار تأكل كل شيء في الإنسان إلا مواضع السجود، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حرم الله على النار أن أكل مواضع السجود" ومواضع السجود سبعة، قال بعض المتوسلين:
يا رب أعضاء السجود عتقتها
من فضلك الوافي وأنت الباقي 
والعتق يسري في الغنى يا ذا الغنى
فامنن على الفاني بعتق الباقي 
وهو يتوسل إلى الله تعالى بإن يعتق بقية أعضائه من النار، كما أن عتق الرقيق إذا أعتق جزء منه سرى العتق إلى جميعه.
• الفائدة الثانية عشر: حديث أبي سعيد رضي الله عنه فيه دلالة على أن عذاب الموحدين في النار يختلف باختلاف مراتبهم فمنهم من تأخذه النار إلى ساقيه ومنهم إلى ركبتيه، وفيه دلالة على أن النار مع عظمتها لا تتجاوز الحد الذي أمرت بإحراقه.
• الفائدة الثالثة عشر: في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بيان حال آخر أهل الجنة دخولاً، وعظيم فضل الله تعالى عليه، وفيه ما طُبع عليه ابن آدم من قوة الطمع ووجود الحيلة، وفيه فضل الدعاء وقوة الرجاء في إجابة الدعاء حتى في آخر اللحظات، وفيه جواز القسم بصفات الله تعالى لقوله " وعِزَتِك" ويشهد له قول الله تعالى:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِيْن} ص:84، وفي حديث أنس رضي الله عنه مرفوعاً:"تقول النار: قط قط وعزتك" رواه البخاري، وفي قصة الرجل أيضاً دليل على أن للنار رائحة كريهة، لقول: "قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا" أي آذاني.
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:" لأن وقود النار: الناس والحجارة، فستكون هناك رائحة كريهة مما سيحترق منها من الأجسام والحجارة" [التعليق على مسلم (1/ 630)].
• الفائدة الرابعة عشر: في الأحاديث حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وتقريب العلم لهم بالسؤال والجواب، وفيه تفصيل الجواب وزيادة عليه بما يظن أنهم يحتاجونه، فهم سألوه عن رؤية الله تعالى فأجابهم وزادهم، كما سئل مرة عن ماء البحر هل يتوضأ به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" رواه أصحاب السنن الأربعة، مع أن الميتة لم يقع عنها السؤال، لكنه أجابهم لما يظن من حاجتهم له، وهكذا ينبغي لمعلم الناس أن يزيدهم بما يظن حاجتهم له من إرشاد لخير أو تنبيه عن خطأ ونحوه.
• الفائدة الخامسة عشر: حديث أبي هريرة رضي الله عنه فيه دلالة على أن الأمور في الآخرة لا تشبه ما في الدنيا إلا في الأسماء، فالنبي صلى الله عليه وسلم شبه الكلاليب التي على الصراط بشوك السعدان المعروف في الدنيا من حيث التسمية لكنه في حقيقته يختلف حيث قال لأصحابه صلى الله عليه وسلم:" هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟" قَالُوا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: "فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلاَّ الله" وفيه حسن التعليم بالتشبيه والتقريب وهكذا يقال في المسميات التي جاء وصفها في الجنة كالنخل والرمان والفاكهة واللحم والأنهار ونحوها فإنها وإن تشابهت الأسماء إلا أن الحقيقة تختلف.
• الفائدة السادسة عشر: في حديث أبي سعيد رضي الله عنه تقسيم الناس في ذهابهم إلى النار على ثلاثة أقسام:
الأول: من لا يحبسون وإنما يذهبون وما يعبدون من الأصنام والأنصاب إلى نار جهنم كما قال تعالى: ï´؟ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُوْنَ مِنْ دُوْنِ اَللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُوْنَ ï´¾ [الأنبياء: 98] وهم سائر الكفار إلا أهل الكتاب.
الثاني: يحبسون ثم يوبخون على ما ادعوه من عبادتهم كاليهود في عبادتهم في الدنيا عزيزاً والنصارى في عبادتهم المسيح وهؤلاء يحبسون ويعطشون ويطلبون ماء فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب وهي نار يحطم بعضها بعضاً فيتساقطون فيها.
الثالث: المنافقون وهم يكونون مع المؤمنين أول الأمر ويجازون من جنس أعمالهم كما كانوا يخادعون في عباداتهم في الدنيا فإنهم يفضحون بعدم استطاعتهم السجود فيعود ظهر أحدهم طبقاً واحداً كلما أراد أن يسجد انكفأ على قفاه، وهم يظنون أن تسترهم بالمؤمنين سينفعهم كما نفعهم في الدنيا فيتوجهون إلى الصراط، فيقول المنافقون للذين آمنوا: ï´؟ انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ï´¾ [سورة الحديد:13]. فيرجعون إلى المكان الذي فيه قسم النور فلا يجدون شيئاً فيندفعون إلى النار.
• الفائدة السابعة عشر: حديث أبي سعيد رضي الله عنه فيه فضيلة الأخوة في الله التي جماعها طاعته جل وعلا بالصيام والصلاة والحج ونحوها، فأهل الجنة لم ينسوا إخوانهم الذين كانت تجمعهم بهم الطاعة فيشفعون لهم ويناشدون الله فيهم أعظم مناشدة، ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لله فِي اسْتِقْصَاءِ الْحَقِّ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لله يَوْمَ الْقِيَامَةِ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ فِي النَّارِ يَقُولُونَ: رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ. فَيُقَالُ لَهُمْ: أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ. فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ. فَيُخْرِجُونَ خَلْقاً كثيراً قد أَخَذَتِ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ. ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا! مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ. فَيَقُولُ: ارْجِعُوا. فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرِجُونَ خَلْقاً كَثِيراً. ثُمَّ يَقُولُونَ رَبَّنَا! لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَداً مِمَّنْ أَمَرْتَنَا. "
• الفائدة الثامنة عشر: في الأحاديث سعة فضل الله تعالى بإخراجه من النار من قلَّ إيمانه ومعه أصل التوحيد حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من خير كما في حديث أبي سعيد رضي الله عنه حتى يقولون عن النار " رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْراً "حتى يخرج الله أقواماً من أهل التوحيد لم يعملوا خيراً قط يعدما أحرقتهم النار فيصلح حالهم في نهر الحياة فيعرفهم أهل الجنة يقولون:" هظ°ؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الله الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ الله الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ. ثُمَّ يَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ.... " الحديث.
• الفائدة التاسعة عشر: في حديث أبي سعيد رضي الله عنه الآخر بيان أهل النار الذين كتب عليهم الخلود فيها وهم الكفار لا يموتون فيها فيستريحون ولا يحيون فيها حياة كريمة تنفعهم كما قال تعالى: ï´؟ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ï´¾ [الأعلى: 13]، وكما قال تعالى: ï´؟ وَاَلَّذِيْنَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِها كَذَلِكَ نَجْزِيْ كُلَّ كَفُوْرٍ ï´¾ [فاطر:36]، أما عصاة المؤمنين عضاء السجود عتقتها من فضلك الوافي وأنت فلا يطلق عليهم أهل النار لأنهم لن يخلدوا فيها وإنما يعذبون بقدر ذنوبهم، ثم يخرجون منها بفضل الله وشفاعته، قال النبي صلى الله عليه وسلم" وَلظ°كِنْ قَوْمٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ " أَوْ قَالَ "بِخَطَايَاهُمْ".
• الفائدة العشرون: في الأحاديث دلالة على أن عذاب الأخرة متفاوت حيث تقدم بيان أصناف من الناس واختلاف عذابهم.
مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|