عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-02-2020, 02:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية

أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية


عبدالله السيد حسين العتابي


(16) حديث عثمان بن عفان:


أخْرجه الخمسةُ وغيرُهم مِن حديث إسرائيل، عن عامرِ بن شقيق، عن أبي وائِل، عن عثمانَ بن عفَّان: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يُخلِّل لحيته"؛ قال الترمذى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.

وقال في العلل: حدَّثَنا يحيى بنُ موسى، حدَّثَنا عبدُالرزاق، عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائِل، عن عثمان: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خلَّل لحيته"، قال محمَّد: أصحُّ شيءٍ عندي في التخليل حديثُ عثمان، قلت: إنَّهم يتكلَّمون في هذا الحديث، فقال: هو حسَن.

قال عبدُالله عن أحمد: ليس يصحُّ عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في التخليل شيء، وقال الخلاَّل في كتاب العِلل: أخبرْنا أبو داود قال: قلت لأحمد: تخليل اللحية؟ قال: قدْ رُوي فيه أحاديثُ ليس يثبت منها حديث، وأحسن شيءٍ فيها حديث شقيق عن عثمان، وعن أحمد أيضًا: ليس في التخليل أصحُّ من أثَر ابن عمر موقوفًا، فذَكَره نقلها ابنُ القيِّم في "تهذيب السنن" (1/170).

وقال ابنُ أبي خيْثمة: سألتُ يحيى عن حديثِ عامر؛ يعني: في التخليل، فقال: ضعيف.

قال ابنُ أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: لا يثبُت عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في تخليلِ اللحية حديث.

عامِر بن شقيق بن جمرةَ الأسدي مختلَف فيه:
قال أبو بكر ابن أبي خَيْثمة، عن يحيى بن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وليس مِن أبي وائل بسبيل، وقال النَّسائي: ليس به بأس، وذَكَره أبو حاتم بن حبَّان في كتاب "الثِّقات"، وروى حديثه هذا في كتاب "الأنواع والتقاسيم".

وقال أبو داود في مسائله:
سمعتُ أحمد غير مرَّة يقول: أحسن شيءٍ فيه؛ يعني: في تخليل اللحية حديث شقيق عن عثمان - يعني: عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وبالجُملة فهو سندٌ ضعيف، والحديث حسنٌ لغيره.

(17) حديث عبَّاد بن تميم عن أبيه:
أخْرَجه الطبرانيُّ في الكبير (1286) تامًّا، وأخْرجه أحمد وابن خزيمة وابن أبي عاصم وابن قانِع وأبو نُعيم في معرفة الصحابة بالشَّطر الأوَّل منه قال الطبراني: حدَّثَنا هارون بن ملول المصري، ثَنا أبو عبدالرحمن المقرِئ، ثنا سعيدُ بن أبي أيُّوب، حدَّثَني أبو الأسود، عن عبَّاد بن تميم، عن أبيه، قال: "رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ، ومسَح بالماء على لحيته، ورِجليه".
وإسناده صحيح.

(18) حديث أنس بن مالك:
رواه عن أنس بن مالِك:
1- يزيد بن أبان الرَّقاشي.
2- ثابت البناني.
3- حُميد الطويل.
4- مطَر الوراق.
5- رَقبة بن مصقلة.
6- الزهري.
7- الوليد بن زوران.
8- معاوية بن قُرَّة.
9- الحسَن البصري.
10- محمَّد بن زياد.
11- محمَّد بن خالد أبو خالد الضَّبي.

أولاً: يَزيد بن أبان الرَّقاشي.
ورواه عنه أرْبعة:
(1) الرَّحيل بن معاوية:
أخرجه الطبراني في الأوْسط (520) قال: حدَّثَنا أحمدُ بن القاسم، قال: نا أحمد بن مَنيع، قال: نا شُجاع بن الوليد أبو بدْر قال: نا الرَّحيل بن معاوية، عن يَزيد الرَّقَاشي، عن أنسِ بن مالك، قال: كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إذا توضَّأ خلَل لحيته".

لم يروِ هذا الحديثَ عنِ الرَّحيل إلاَّ شجاع بن الوليد.

وإسناده ضعيفٌ لضعْف يَزيد بن أبان، أمَّا شجاع فهو صدوق، والرحيل قال يحيى: ليس به بأس.

(2) الهيثم بن جماز.
أخْرجه ابنُ أبي شيبة (27620)، وابن عدي في الكامل (8/396)، والغيلانيات (809) مِن طريق وكيع عنه به، والهيثم بن جماز متروك عندَهم.

(3) أبو النضر يحيى بن كثير.
أخْرجه ابنُ ماجه (2431) من طريقِه به، وهو ضعيفٌ عندهم.

(4) موسى بن أبي عائِشة.
ووقَع خلافٌ في روايته؛ قال الدارقطني في العِلل:
وروى هذا الحديثَ موسى بنُ أبي عائشة، واختُلِف عنه؛ فرواه أبو إسحاقَ الفزاري، عن موسى بن أبي عائشةَ، قال: سمعتُ أنسًا.

وتابعه عبدُالله بن عمرَ النَّخَعي سُئل عنه، فقال: لا أعْرفه.

وخالفهما الحسنُ بن صالح، وسلَمة بن العيار، فرَواه عن موسى بن أبي عائِشة، عن يَزيد الرَّقاشي، ورواه عن أنس.

ورواه السيِّد بن عيسى، فقال: عن موسى الجُهني، وإنَّما أراد: موسى بن أبي عائشة، وقال: عن يَزيد الرقاشي، عن أنس.

والقول عندنا قولُ أبي الأشْهب، عن موسى، والله أعْلم.

وقال ابنُ أبي حاتم في العِلل:
وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه مرْوان الطاطري، عن أبي إسحاقَ الفَزَاري، عن موسى بن أَبي عائشة: أنَّه سمِع أنسًا قال: رأيتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ، فخلَّل لحيتَه؟

قال أبي: الخطأُ مِن مرْوان موسى بن أبي عائشةَ يحدِّث عن رجل، عن يَزيد الرَّقَاشي، عن أنس، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وقال أيضًا: وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه مرْوانُ الطاطري، عن أبي إسحاق الفَزاري، عن موسى بن أبي عائشة، عن أنس، عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أنَّه توضَّأ وخلَّل لحيته، وقال: ((بهذا أمَرَني ربي - عزَّ وجلَّ)).

فقال أبي: هذا غيرُ محفوظ؛ وحدَّثَنا أحمدُ بن يونس، عن الحسَن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجُل، عن يَزيد الرَّقاشي، عن أنس، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

قال أبي: هذا الصحيحُ، وكنَّا نظنُّ أنَّ ذاك غريب، ثم تبيَّن لنا علَّته: ترَك من الإسناد نفْسين؛ وجعل: موسى عن أنس.

وقال الحافظُ ابن حَجر في "التلخيص الحبير" (1/149): "ورِجاله ثِقات، لكنَّه معلول؛ فإنَّما رواه موسى بنُ أبي عائشةَ، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يَزيد الرَّقَاشي، عن أنس".

قلت: رواه ابنُ جرير الطبري في "تفسيره" (10/37)، وابنُ عدي في "الكامل" (2/137) مِن طريق أبي الأشْهب جعْفَر بن الحارث، عن موسى بن أبي عائشة، عن زَيدٍ الجزَري، وهو: ابنُ أبي أنيسة عن يَزيد الرَّقاشي، عن أنس بن مالك، به.

الثاني: ثابت البناني
ورواه عنه:
(1) حسَّان بن سياه:
أخرجه أبو يَعْلى (3487) ومِن طريقه ابن عدي في "الكامل" مِن طريق عمرو بن الحُصين، قال: ثنا حسَّان بن سياه عن ثابتٍ عن أنس: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ خلَّل لحيته".

عمرو بن الحصين وحسَّان متروكان، فهذا بهذا السند واهٍ جدًّا جدًّا.

(2) أبو حفص عمر بن حفص العبدي:
أخرجه الطبراني (4465) وفي المجالسة (949)، والعقيلي (3/155) من طريقِ سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عبَّاس.

ويعقوب بن كعْب وعلي بن حُجر - كلُّهم عنه عن ثابت عن أنس قال: وضأتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فرأيتُه يخلِّل لحيته بيده ويقول: ((هكذا أمرَني ربي - عزَّ وجلَّ)).

قال الحافظ في اللِّسان: "عمر" بن حفص أبو حفص العبدي، عن ثابت البناني، وعنه علي بن حُجر وجماعة، وهو عمر بن حفص بن ذَكْوان؛ قال أحمد: تركْنا حديثَه وحرقناه، وقال علي: ليس بثِقة، وقال النَّسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيفٌ، وقال ابن حبَّان: هو الذي يُقال له عمرُ بن أبي خليفة، وقد قيل: إنَّ اسم أبي خليفة حجَّاج بن عتَّاب، وحدَّثَناه الحسنُ بن سفيان، ثَنا حسين بن منصور، ثنا أبو حفص العبديُّ، عن ثابتٍ، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((يدُ الرحمن على رأس المؤذِّن ما دام يؤذِّن أنَّه ليغفر له مدَّ صوته أين بلَغ)).

وقال ابن عديٍّ: حدَّثَنا محمَّد بن بيان الخلاَّل ثنا أبو سالِم الرواس حدَّثَنا أبو حفْص العبْدِي عن أبان، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا قال: ((مَن رفَع قرطاسًا من الأرْض فيه بسم الله الرحمن الرحيم إجلالاً لله أن يُداس كُتِب من الصِّدِّيقين، وخُفِّف عن والديه وإنْ كانا مشركَين، ومَن كتب بسم الله الرحمن الرحيم وجوَّده تعظيمًا لله غفر له))، قلت: هذا غيرُ صحيح.

ومِن بلاياه عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: جاءَ موسى - عليه السلام –عُزيرٌ بعدَما مُحي من النبوة فحَجبه فرجَع وهو يقول: مائة موتة أهونُ مِن ذلِّ ساعة.

وأمَّا العقيلي فإنَّه فرَّق بين عمر بن حفص العبدي وبيْن عمر بن أبي خليفة والله أعلم؛ انتهى.

وقال أبو نعيم الأصبهاني: روَى عن ثابت المناكيرَ، وقال الساجيُّ: متروك الحديث، كان يحيى بن معين يومًا عند أبي سلمة التبوذكيِّ فجَعَل يحدِّث عنه فأقبل عليه يحيى فقال: لعلَّه الذي قدِمَ علينا بغداد فتبسَّم أبو سلمة، فأخَذَ يحيى القلم فضرَب على حديثه، وقال: صرتَ تدلِّس علينا يا أبا سلمة! فقال أبو سلمة: إنَّما كنَّا نعرفه عندنا بأحاديثَ، فلما قدِم عليكم بغداد رأى الزحام فحدَّث بما ليس مِن حديثه، وقال عباس الدوري، عن يحيى بن مَعين: أبو حفص العبدي يرفض حديثهما، وقال ابن عدي: أخبرَنا عمر بن سنان، ثنا سحيم، ثنا محمَّد بن القاسم، ثنا عمرُ بن حفص العبدي، عن ثابت، عن أنس، فذَكَر حديثًا، متنه: إنَّ للشيطان لعرقًا... الحديث، ثم ذكَر له أحاديث، وقال: له غير ما ذكرتُ، والضعفُ على رواياته بيِّن.

فسنده واهٍ جدًّا.

(3) عمر بن ذؤيب:
ذكَره العقيلي (3/157) قال: عمر بن ذؤيب عن ثابت، مجهول بالنقْل، حديثُه غير محفوظ، ولعلَّه عمر بن حفص بن ذؤيب؛ حدَّثَنا محمَّد بن الفضل بن جابر السقطيُّ، قال: حدَّثَنا إسماعيل بن عبدالله بن زُرارة الثقفي، قال: حدَّثَنا عمرُ بن ذؤيب، عن ثابتٍ البُناني، عن أنس بن مالك، قال: وضأتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمَّا فرَغ من وضوئِه أدخل يدَه فخلَّل لحيته وقال: ((هكذا أمَرَني ربي))، وقد رُوي التخليل مِن غير هذا الوجه بإسنادٍ صالح، وما دون ابن ذؤيب ثِقات.

الثالث: حديث حميد:
أخْرَجه الطبراني (452)، ومِن طريقه الضياءُ في المختارة (2096) قال الطبراني:
حدَّثَنا أحمدُ بن خليد، قال: نا إسحاق، قال: حدَّثَنا إسماعيل بن جعفر، عن حُمَيد، عن أنس، أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - "خَلَّل لحيته"، لم يروِ هذا الحديثَ عن حُميد إلاَّ إسماعيل بن جعْفر، تفرَّد به إسحاقُ بن عبدالله.
وفيه إسحاقُ بن عبدالله التَّميمي الأذني؛ لا يُعرَف.

الرابع: حديث مطر الورَّاق:
أخْرَجه الطبرانيُّ في الأوسط (29765127)، وعبدالكريم الأصبهاني في جزئِه (773) مِن حديث عتَّاب بن شَوذب عن عيسى الأزْرق عن مطر عن أنس قال: وضأتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأدْخل يدَه تحت حنكه، فخلَّل لحيتَه، فقلت: ما هذا؟ قال: ((بهذا أمَرَني ربي - عزَّ وجلَّ)).

عتَّاب بن محمَّد بن شوذب: قال ابن حبان: مستقيم الحديث، وأما عيسى الأزرق فهو عيسى بن موسى المعروف بغنجار صالِح، زاهِد ثِقة، مشهور، رَوى عن مالك أحاديث، وأكثر رِوايته عن أبي حَمْزة السُّكري، وحجوة بن مدرك الغسَّاني، وأشباههما، ويقَع في كثيرٍ من أحاديثه الضعفاء، ما يحمل على شيوخه، لا عليه، روى عنه أهلُ بُخارَى، وروى عنه محمَّد بن أُميَّة الساوي أحاديث ذوات عددٍ، فقصَده أبو زُرعة، وأبو حاتم لسَماع ذلك، والبخاري قدِ احتجَّ به في أحاديث، ولا يضعفه، وإنَّما يقَع الاضطراب مِن تلامذته، وضعفاء شيوخه لا مِنه.

قال ابن حبَّان: ربَّما خالف، اعتبرتُ حديثَه بحديث الثِّقات، وروايته عن الأثبات مع روايةِ الثِّقات فلم أرَ فيما يروي عن المتقنين شيئًا يوجب ترْكه إذا بين السَّماع في خبره؛ لأنَّه كان يدلس عن الثِّقات ما سمِع من الضعفاء عنهم وترك الاحتجاج بما يَروي عن الثِّقات إذا بين السَّماع عنهم، وأمَّا ما رَوى عن المجاهيل والضعفاء والمتروكين، فإنَّ تلك الأخبار كلها تلزق بأولئك دونه لا يجوز الاحتجاجُ بشيءٍ منها.

قال الذهبيُّ في "تاريخ الإسلام": قال الحاكِم: هو إمامُ عصره، طلَبَ العِلم على كبر السِّنِّ ورحل، وهو في نفْسه صدوق، تتبَّعت رواياته عن الثِّقات فوجدتها مستقيمة.

قال: ورَوى عن أكثر من مائة شيخ مِن المجهولين.

قلت: في صحيح البخاري في أوَّل بدْء الخلق عقيب حديث: "كان الله ولا شيءَ غيره".

ورَوى عيسى، عن رقبة، عن قيس بن مسلِم، عن طارق: سمعتُ عمر، كذا في الصحيح، وقد سقَط بين عيسى وبين رقبة [ص:939] رجل، وهو أبو حمزة السُّكَّري، وبهذا الإسناد نُسخة عندَ غنجار، ولم يلق رقبة.

مات غنجار في آخِر سَنَة ست وثمانين ومائة، وله نُسخة عند ابن طبرزد ليستْ بالعالية.

وقال الدارقطني: عيسى غنجار لا شيء، وقال البيهقي: فيه ضعف، وقال مسلمة بن قاسم في الصلة: كان ثِقةً جليلاً مشهورًا بخراسان، وهو قديم لم يقعْ في النوايج، وتُوفي بسرخس سَنَة سبع وثمانين ومائة، وقال الذهبيُّ: مات في آخِر سنة.

مطر الورَّاق: قال الحافظ في "التهذيب": قال أبو طالب عن أحمدَ كان يحيى بن سعيد يُضعِّف حديثَه عن عطاء، وقال عبدالله بن أحمد: سألتُ أبي عن مطر الورَّاق فقال: كان يحيى بنُ سعيد يُشبه حديث مطَر الورَّاق بابن أبي ليلَى في سوء الحِفظ، قال: فسألت أبي فقال: ما أقربَه من ابن أبي ليلَى في عطاء خاصَّة وقال: مطر في عطاء ضعيف، قال عبدالله: وقلت ليحيى بن معين: مطر، فقال: ضعيف في حديثِ عطاء، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: صالح، وقال أبو زرعة: صالِح روايته عن أنس مُرسلة لم يسمعْ منه، وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي سمِع من حفصة، فقال: هو أكبر مِن حفصة وقال أيضًا: سألت أبي عنه فقال: هو صالِح الحديث أحبُّ إليَّ من سليمان بن موسى، وكان أكْبر أصحاب قتادة، وقال النَّسائي: ليس بالقوي، وقال ابنُ حبَّان في الثِّقات: مات قبل الطاعون سَنَة خمس وعِشرين ومائة ويُقال: إنَّه مات سَنة تِسع، وقال عمرو بن علي مات سَنَة تسع، وذكَره البخاري في باب التِّجارة في البَحر مِن الجامع، فقال: وقال خليفةُ لا بأسَ به، قلت: وقَع في رِوايته اختلافٌ هل هو مطَر أو مطرِّف، لكن ذكر في موضع آخر مِن التَّوحيد في أواخِر الكتاب، فقال: وقال مطر الورَّاق، ولقد يسر القرآن للذِّكْر، فهل مِن مدَّكر، قال: هل مِن طالِب عِلم فيُعان عليه، وقدْ بينت مَن وصل الموضعين في تعليقِ التعليق، وذكَره الحاكم فيمَن أخرَج لهم مسلمٌ في المتابعات دون الأُصول، وقال ابن سعد: كان فيه ضعْف في الحديث، وقال العجلي: بصري صدوق، وقال مرَّة: لا بأس به، قِيل له: تابِعي قال: لا، وقال أبو بكر البزَّار: ليس به بأس رأى أنسًا، وحدَّث عنه بغير حديثٍ ولا نعلم سمِع منه شيئًا، ولا نعلم أحدًا ترك حديثه، وقال الآجريُّ عن أبي داود: ليس هو عندي بحُجَّة، ولا يُقطع به في حديثٍ إذا اختلف، وقال الساجي: صدوق يهِم، ولما ذكره ابن حبَّان، قال: ربما أخطأ وكان معجبًا برأيه وقرأتُ في تذكرة ابن حمدون أنَّ المنصور قتَله، فعلى هذا يكون تأخَّرتْ وفاته إلى قُرب الأربعين ومائة.
فسندُه حسنٌ لغيره.

الخامس: رقبة بن مصقلة:
أخْرجه أبو يعلى (59) والطبراني في الأوسط (1573) والقضاعي في مسند الشهاب (1333) والخطيب في المتَّفق والمفترق (1490) وابن عساكِر في تاريخه (52/275) مِن طريق محمَّد بن عمَّار الموصلي، قال: نا عفيف بن سالم، عن محمَّد بن أبي حفْص الأنصاري، عن رَقبة بن مصقلة، عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حبَّذا المتخلِّلون من أمَّتي)).

لم يروِ هذا الحديث عن رقبة إلاَّ محمَّد، ولا عن محمَّد إلا عفيف، تفرَّد به: محمَّد".

قال الدارقطنى في العلل:
وسُئِل عن حديث رقبة بن مصقلة، عن أنس، عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((حبَّذا المتخلِّلون من أمَّتي)).

فقال: يَرويه عفيفُ بن سالم، عن محمَّد بن أبي حفْص العطَّار، عن رقبة بن مصقلة، عن أنس مرسلاً.

ورواه عن رقبة عن التيمي، عن أنَس.

والمحفوظ: عن رقبة، عن أنس بن مالك، ورقبة لم يسمعْ من أنس شيئًا.

محمَّد بن أبي حفص العطَّار هو"محمَّد" بن عُمر بن أبي حفص العطَّار الأنصاري، يروي عن السُّدِّي، روى عنه عفيفُ بن سالم وأبو غسَّان، كان ممَّن يخطئ قاله ابن حبَّان في الثِّقات.
قلت: سنده ضعيف، فرقبة لم يسمعْ أنسًا.

السادس: الزهري.
أخرجه الحاكم (529)، والطبراني في مسند الشاميِّين (691)، والسِّلَفي في مشيخته البغدادية (84) والميانجي في جزئه (23) مِن طريق محمَّد بن حرْب، عن الزبيدي، عن الزُّهري، عن أنسِ بن مالك: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ، فلما فرَغ من وضوئه، خلَّل لحيته، وقال: ((هكذا أمَرني ربِّي)).

ورواه عن ابنِ حرْب ثِقتان مِن أوثق الناس عنه: محمَّد بن وهْب بن أبي كريمة، وكثير بن عُبيد الحذَّاء، إضافةً إلى محمَّد بن خالِد الصفَّار.

قال الذهلي في الزهريات: حدَّثَنا محمَّد بن خالد الصفَّار مِن أصله، وكان صدوقًا ثنا محمَّد بن حرْب ثنا الزبيدي عنِ الزُّهري عن أنس أنَّ رسولَ الله - صلَّي الله عليه وسلَّم - توضَّأ فأدخل أصابعَه تحتَ لحيته، وخلَّل بأصابعه، وقال: ((هكذا أمَرني ربِّي))؛ رجاله ثقات إلا أنَّه معلول.

قال الذهلي: ثنا يَزيدُ بن عبد ربِّه، ثنا محمَّد بن حرْب، عن الزبيدي أنَّه بلغَه عن أنس، وصحَّحه الحاكم قبل ابن القطَّان أيضًا، ولم تقدحْ هذه العلَّة عندهما فيه.

قال محمَّد بن يحيى: المحفوظ عندَنا حديث يَزيد بن عبد ربِّه، وحديث الصفَّار، واهٍ.

والصواب أنَّ المحفوظ الاتِّصال لا الإرسال.

السابع: الوليد بن زوران.
أخْرَجه أبو داود (145)، وأبو يَعلَى (4269)، ومِن طريقه الضياء في المختارة (2708) (2710)، والبيهقي في سُننه (250)، والقاسم بن سلاَّم في الطهور (313)، والبغوي في شرْح السُّنة (1/176)، والرقي في تاريخ الرقَّة (78)، كلُّهم من طريق أبي المليح الحسن بن عمرَ عن الوليد بن زوران عن أنس، قال: إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ أخَذ كفًّا من ماءٍ، فأدْخله تحتَ حنَكِه، فخلَّل به لحيتَه، وقال: ((هكذا أمرني ربِّي - عزَّ وجلَّ)).


الوليد بن زوران مقبول، فقد وثَّقه ابن حبَّان، ورَوى عنه جمعٌ مِن الثقات، ولم يذكر بجرْح إلا ما قال ابن حجر: ليِّن، ومتْنُه له شاهدٌ مِن حديث الزهري عن أنس، فهو حسنٌ لغيره.

الثامن: معاوية بن قرَّة.
أخْرجه ابنُ عدي في الكامِل (4/148) قال: حدَّثَنا موسى بن عبدالله أبو القاسِم المقرئ المخرمي، حدَّثَنا عليُّ بن الجعْد أخبرني سلام الطويل عن زَيدٍ العمِّي عن معاويةَ بن قُرَّة، عن أنس بن مالك، قال: وضأتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فخلَّل لحيتَه، ثم قال: ((بهذا - أو هكذا - أمَرنِي ربِّي - عزَّ وجلَّ)).

قال الشيخُ: وهذا الحديثُ ليس البلاء فيه مِن زيدٍّ العمِّي، البلاء مِن الراوي عنه سلاَّم الطويل، ولعلَّه أضعفُ منه ومنهما.
وفيه سلام الطويل، متروك.

التاسع: الحسن البصري:
أخْرَجه البزَّار في مسنده (6601)، والدارقطني في سُننه (37)، والضِّياء في المختارة (866)، والدولابى في الكُنَى (671) وابن عدي في الكامِل (2/20)

قال الدولابي:
حدَّثَني علي بن عبدالعزيز، قال: حدَّثَنا معلَّى بن أسد قال: حدَّثَنا أيوبُ بن عبدالله القُرَشي أبو خالد، قال: رأيتُ الحسنَ بن أبي الحسن قد توضَّأ وصلَّى الظهر وخرَج، فاستقبله قومٌ مِن أهل خراسان، فقالوا له: اشتبه علينا الوضوء، فنحبُّ أنْ تُرشدَنا، فقال: "قد توضأتُ للظهر، ولكنِّي سأُعيد وضوئي"، فنزل عن دابَّته فدعَا جارية له يُقال لها: مليحة، فقال: "يا جاريةُ، ائتينا بتلك القُلةَّ فجِيء بكوز ماء، فصبَّ في تَوْر له"، فغسل يديه ثلاثًا، وتمضمض ثلاثَ مرَّات، واستنشق ثلاثَ مرَّات، ثم غسَل وجهَه ثلاثَ مرَّات، وغسَل ذِراعيه إلى المرفقين ثلاثَ مرَّات، ومسَح برأسه واحدةُ، ومسح أذنيه وخلَّل لحيته، وغسَل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: "أخبرني أنس بنُ مالك أنَّ هذا وضوءُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم".


وقال ابن عدي: وأيُّوب بن عبدالله هذا لم أجِدْ له مِن الحديث غير هذا الحديث الواحِد، وهو مِن هذا الطريق، لا يُتابع عليه.
قلت: إسناده ضعيف، لكنَّه شاهدٌ لحديث الزهري والوليد بن زوران.

العاشر: محمَّد بن زياد:
أخْرجه ابنُ عدي في الكامل (8/419) قال: حدَّثَنا أحمد بن محمَّد بن عمر بن بسطام، ثنا أحمد بن سيار، حدَّثَنا هلالُ بن فيَّاض، حدَّثَنا هاشم بن سعيد عن محمَّد بن زياد، عن أنسِ بن مالك، قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا توضَّأ خلَّل لحيته بأصابع كفيه، ويقول: ((بهذا أمَرَني ربي - عزَّ وجلَّ)).
وهاشم بن سعيد: ضعيف.


الحادي عشر: أبو خالد الضبي:
أخْرجه البيهقي في سُننه (323) قال: وأخْبرنا أبو عبدالله الحافِظ، ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب، ثنا العبَّاس بن محمَّد الدوري، ثنا معاذُ بن أسد، ثنا الفضلُ بن موسى، ثنا السكَّري - يعني: أبا حمزة، عن إبراهيم الصائِغ عن أبي خالدٍ عن أنس بن مالك، قال: وضأتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فخلَّل لحيتَه وعنفقتَه بالأصابع، وقال: ((هكذا أمرَني ربِّي - عزَّ وجلَّ)).


وأبو خالد محمَّد بن خالد الضبي ليس بحديثه بأس، ولكنَّه معلولٌ بعلَّة عدم ثبوت سماعه مِن أنس، قاله أحمد ويحيى وقد وثَّقه.


ولكن اللِّقاء ممكن؛ فقدْ سمع ممن تقدَّمت وفاته على أنس باثنتي عشرة سَنة وهو محمَّد بن سعد الأنصاري.


وهو حسنٌ لغيرِه، والحديث بمجموعِ طُرقه عن الزهري، ومطر وأبي خالد، والوليد، يمكن أن يرتقي للصحَّة.


(19) مرسل عبدالله بن شدَّاد:
أخْرجه مُسَدَّد في مسنده (96) قال: حدَّثَنا محمَّد بن جابر، ثَنا موسى بن أبي عائشة، عن عبدالله بن شدَّاد - رضي الله عنه - قال: إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيتَه بأصابعه، ثم قال: "هكذا أمَرَني ربِّي - عزَّ وجلَّ - أن أُخلِّل)).


ومحمَّد بن جابر صدوق في نفْسه، ضعيف في حفظه.

(20) جُبَير بن نُفَير:
أخرجه الطبريُّ في تفسيره (7/4111417) قال: حدَّثَنا أبو الوليد، قال: حدَّثَنا الوليد، قال: أخبرني أبو مَهْدي سعيدُ بن سنان، عن أبي الزاهريَّة، عن جُبير بن نُفير، عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - به.


نحو حديث: "كان إذا توضَّأ عرَك عارضيه، وشبَّك لحيتَه بأصابعه".


وسعيد بن سنان هو أبو مهدي، "سعيد بن سنان الحنفي"، روَى عن أبيه، وأبي الزاهريَّة، وغيرهما، روى عنه بشرُ بن بكر التِّنِّيسي، وابنُ المبارك، والوليد بن مسلِم، وغيرهم، قال أحمد: "ضعيف"، وقال ابنُ مَعين: "ليس بثقة"، وقال الجُوزَجَاني: "أخاف أن تكونَ أحاديثه موضوعةً، لا تُشبه أحاديث الناس"، وقال مسلِم في الكُنى: "منكَر الحديث"، مترجَم في التهذيب.


و"أبو الزاهريَّة"، هو: "حدير بن كُريب الحَضَرمي"، روى عن حُذَيفة، وأبي الدَّرْداء، وعبدالله بن عمرِو بن العاص، ثقة.


و"جُبَير بن نُفَير الحضرمي"، ثِقة من كِبار التابعين، كان جاهليًّا، وهذا الخبر مرسَل.


انتهى، واللهَ أسأل أن أكونَ موفَّقًا فيه، وما كان فيه مِن صواب، فمِن الله وله الحمدُ، وما كان مِن زلل فمنِّي ومن الشيطان، وأسأله العفوَ والصفح.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.91 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.48%)]