نظم في أسماء كتب القراءات وشرحه
أ. أحمد محمد سليمان
(11) تذْكِرة:
كتاب "التَّذكِرة في القِراءات الثَّمان"، تأليف الإمام الأُستاذ أبي الحسَن طاهر ابن الإمام الأستاذ أبي الطَّيِّب عبدالمنعم بن عبيدالله بن غَلْبون الحلبي نزيل مصر، توفي لعشرٍ مضين من ذي القعدة سنةَ تسعٍ وتسعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن بن غَلْبون - مؤلِّف هذا الكِتاب - هو من أجلِّ شيوخ أبي عمْرو الدَّاني، وعنه أسندَ بعْضَ الرِّوايات في كتاب "التَّيسير"، كرواية حفصٍ عن عاصم - قراءةً وروايةً -.
وأبوه أبو الطَّيِّب بن غَلْبون إمامٌ كبيرٌ أيضًا، وله تصانيفُ، تقدَّم منْها ذِكْرُ كتاب "الإرشاد"، وعلى أبي الطَّيِّب كان أكثر اعتِماد الإمام مكِّي بن أبي طالبٍ في كتاب "التَّبصِرة" فيما نقل من القراءاتِ السَّبْع جميعًا.
(12) تبْصِرة:
كتاب "التَّبصِرة" في القِراءات السَّبع، تأليف الإمام الأستاذ العلاَّمة أبي محمَّدٍ مكي بن أبي طالب حمُّوش بن محمَّد بن مختارٍ القيْسي القيرواني ثم الأندلسي، توفي ثانيَ المحرَّم سنة سبعٍ وثلاثين وأربعمائة.
قال المصنِّف مكِّي بن أبي طالب: "فخرَّجتُ في هذا الكتاب أربعَ عشْرَةَ روايةً عن السبعة المشهورين، واعتمدتُ في أكثرِه[11] ما قرأتُ به على شيْخِنا أبي الطَّيِّب عبدالمنعم بن عبيدالله بن غَلْبون .... ...... وربَّما ذكرتُ ما قرأتُ به على غيرِه، ونبَّهتُ على قوْل مَن يُخالفه في بعض رواياتِه واختِياراته، وذلك قليل".
ثم ألف بعده كتابا آخر في علل القراءات التي ذكرها فيه، وهو كتاب "الكشف"، قال في مقدمته: "كنتُ قد ألَّفتُ بالمشرق كتابًا مُختصرًا في القِراءات السَّبع، في سنة إحدى وتِسْعين وثلاثمائة، وسمَّيْتُه كتاب "التَّبصرة" وهو فيما اختلف فيه القرَّاء السبعة المشهورون، ... .... ووعدتُ في صدْرِه أنِّي سأؤلف كتابًا في عِلَل القِراءات التي ذكرْتُها في ذلك الكتاب – كتاب التبصرة – أذكر فيه حُجَج القِراءات ووجوهَها، وأسمِّيه كتاب "الكشْف عن وجوه القِراءات".
وانظر ما سبق عند كِتاب "الكافي" و"التَّذْكِرة".
(13) للمُسْتنير:
كتاب "المستنير في القراءات العشر"، تأليف الإمام الأستاذ أبي طاهرٍ أحمد بن علي بن عبيدالله بن عمر بن سوارٍ البغدادي، توفي سنة ستٍّ وتسعين وأربعمائة.
(14) المِصْباح:
كتاب "المصباح في القراءات العشر"، تأليف الإمام الأستاذ أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان الشهرزوري البغدادي، توفي في ذي الحجَّة سنة خمسين وخمسمائة، وقد تقدَّمت كلِمة أبي حيَّان عند كتاب "الإقْناع".
(15) مُفْردة:
صنَّف عددٌ من العُلماء كتبًا تُفْرِد قراءةً واحدة، فتُسمَّى مُفْردة فلان – صاحب القراءة - فمن ذلك:
• "مُفْرَدة يعقوب"، للإمام الحافظ الكبير أبي عمرٍو عثمانَ بن سعيدِ بنِ عثمانَ بن سعيدٍ الداني، توفي منتصف شوالٍ سنة أربعٍ وأربعين وأربعمائة.
• و"مفردة يعقوب" أيضًا، لابن الفحَّام: الأستاذِ أبي القاسمِ عبدالرَّحمن بْنِ أبي بكْرٍ عَتيقِ بْنِ خَلَفٍ الصِّقِلِّيِّ، تُوفِّي سَنةَ سِتَّ عَشْرةَ وخَمْسِمِائَة، وهو صاحب كتاب "التجريد"، ولم يُذْكَر هنا مع أهمِّيَّته.
• و"مفْرَدةُ يعقوبَ" أيضًا، لأبي مُحَمَّد بن عبْدالبَارِي بْنِ عبْدالرَّحمنِ بْنِ عبْدالكريمِ الصَّعيديِّ، توفِّيَ بالإسْكَنْدريَّةِ في سنةِ نَيِّفٍ وخَمْسِين وسِتِّمائَةٍ.
• و"مفردة ابن كثير"، لأبي العلاء الهمذاني، المتقدِّم في غاية الاختِصار، ذكرَها ابنُ الجزري في "النَّشر"، وقال عنْه في "غاية النهاية": أفردَ قراءاتِ الأئمَّة أيضًا، كلّ مفردةٍ في مجلَّد.
• و"مفردة ابن عامر"، للشَّريفِ أبي الفضلِ عبدالقاهر بنِ عبدالسَّلامِ العبَّاسيِّ، توفي يوم الجمعة من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة[12].
(16) جامعًا:
كتاب "الجامع في العشر"، لأبي الحسَين نصْر بن عبدالعزيز بن أحمد الفارسي، توفي بمصر سنة إحدى وستين وأربعمائة.
• والإفْراد والجَمْع أيضًا من اصطِلاحات عِلْم القِراءات، فالإفراد: العرضُ بِروايةٍ واحدةٍ إلى أن يفرُغ من الختمة أو من المجلس، ثُمَّ إن شاءَ بعد ذلك فيبدأ في روايةٍ أخرى، والجمع: عرْض أكثرَ من روايةٍ في ختمةٍ واحدة، وهذا الجمْع له كيفيَّات، ذكرَها ابنُ الجزري في كتاب "النشْر" في "باب بَيانِ إفْرادِ القِراءاتِ وجَمْعِها" وهو - وما اتَّصل به - آخرُ بابٍ عنده في الأصول قبل أن يبدأ في فرْشِ الحُروف، وقال في "طيبة النشر":
وَقَدْ جَرَى مِنْ عَادَةِ الأَئِمَّهْ إِفْرَادُ كُلِّ قَارِئٍ بِخَتْمَهْ
حَتَّى يُؤَهَّلُوا لِجَمْعِ الجَمْعِ بِالعَشْرِ أَوْ أَكْثَرَ أَوْ بِالسَّبْعِ
(17) ثلاثًا:
يُقْصَد بالثلاث في علْم القراءات: القِراءات الثَّلاث المتمِّمة للعشْر، وهي قراءة أبي جعفر المدني، وقراءة يعقوب الحضرمي البصري، وقراءة خلَف بن هِشامٍ الكوفي.
(18) روْضًا نضيرًا:
"الروْض النَّضير في تَحرير أوجُه الكتاب المنير"، للإمام المتولي، محمَّد بن أحمد بن الحسَن بن سُلَيْمان، شيخ القرَّاء والإقْراء بالدِّيار المصريَّة في وقْتِه، توفي سنة 1313.
وهذا الكتاب هو أكبر كتُب الإمام المتولي وأنفسُها؛ قال محقِّقه خالد حسن أبو الجود: جاء الإمام المتولي فألَّف "فتح الكريم في تحرير القُرآن العظيم" و"الفوز العظيم على متْن فتْح الكريم" و"فتْح الكريم في تحرير أوجُه القُرآن الحكيم" و"عزو الطُّرق" و"الدُّرر الحِسان في تحْرير أوجُه القُرآن"، وختمَ هذا الغيْثَ بكتابه العظيم: "الروْض النَّضير في تَحرير أوْجُه الكتاب المنير"، أكبر مؤلَّفات الشيْخ المتولي وأنفسها، وأنضج ثمراتِه وأفضلها.
(19) روْضة:
منَ الكتُب التي سُمِّيتْ بِاسم الرَّوضة:
• كتاب "الرَّوضة"، للإمام أبي عُمر أحمد بن عبدالله بن لبّ الطلمنكي الأندلسي نزيل قرطبة، توفي بذي الحجَّة سنة تسعٍ وعشرين وأربعمائة.
• وكتاب "الرَّوْضة في القِراءات الإحْدى عشْرة"، وهي قِراءات العشَرة المشْهورة وقراءة الأعمش، تأليف الإمام الأستاذ أبي علي الحسن بن محمَّد بن إبراهيم البغدادي المالكي نزيل مصر، توفي في شهر رمضان، سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائة.
• وكتاب "الرَّوْضة" للإمام الشَّريف أبي إسماعيل موسى بن الحُسين بن إسماعيل بن موسى المعدَّل.
• وكتاب "روْضة التَّقرير في الخُلْف بين الإرْشاد والتَّيسير" منظومة وشرْحها، كلاهما للإمَامِ المقرِئِ أبي الحسَنِ عَليِّ بن أبي محمَّدِ بْنِ أبي سَعْدٍ الدِّيوانيِّ الواسطيِّ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ، قال ابنُ الجزري في "النشر (ص95)" عن سنة وفاته: "كذا رَأيْتُه بخطِّ الحافظِ الذَّهبيِّ في طبقاتِهِ".
وإلى وقْتٍ ليس ببعيدٍ كان كتابُ "معرفة القُرَّاء الكبار" الذي يتداولُه النَّاس ويتعارفونه - وهو مقصودُ ابن الجزري بطبقاتِ الذهبي - يَخلو تمامًا من ذكْر الدِّيواني صاحب "روْضة التَّقرير" ومن ذِكْر ابن عبدالمؤمن صاحب "الكنز"، وهما من أئمَّة عصرهِما في القِراءات؛ ولذا لا تَجِدُ مَن يترجِمون للأعلام يُحيلون في ترْجمة الديواني إلى معرفة الذَّهبي، كالزِّركْلي في "الأعلام"، وعمر رضا كحالة في "معجم المؤلِّفين"، والشَّيخ السَّيد أحمد عبدالرحيم في "الحلقات المضيئات"، وغيرهم، ثُمَّ لمَّا ظهرت تَحقيقاتٌ أُخرى لكتاب "معرفة القراء الكبار" للذَّهبي، تبدَّت معرفة الإمام الذهبي بالإمامين الواسِطَيين واحتِفاؤه بِهما، فظهر لنا أنَّ الإمام الذهبي لم يعرفْهُما إلا بأخرة، وأنَّ طبقاتِه التي كانتْ بيَدِ ابن الجزري وإن لم تكُنْ على الصورة النِّهائيَّة التي نراها في التَّحقيقات الأخيرة الآن، فهي ليستْ أيضًا على الصورة التي كانت عليْها في تَحقيق الدكتور بشَّار، والطبعة التي قبلها،، والله أعلم.
قال الديواني في منظومتِه، وهي داليَّة من البسيط:
وَبَعْدُ لَمَّا رَأَيْتُ الخُلْفَ مُتَّسِعًا بَيْنَ الأَئِمَّةِ فِي القُرْآنِ مُنْعَقِدَا
وَخُضْتُ بَحْرَ المَعَانِي فِي رِوَايَتِهِ عَنْ كُلِّ حِبْرٍ إِمَامٍ فِي العُلا صَعِدَا
رَأَيْتُ عِنْدَ العِرَاقِيِّينَ فِي طُرُقٍ خِلافَ مَا نَقَلَ الشَّامِيُّ وَاعْتَقَدَا
إلى أن قال:
سَمَّيْتُهَا رَوْضَةَ التَّقْرِيرِ مُخْتَلفُ ال إِرْشَادِ فِيهَا مَعَ التَّيْسِيرِ فَارْتَشِدَا
تنبيه:
كتاب المعدَّل واسمه "روْضة الحفَّاظ" من مصادر كتاب "النشْر" الأصيلة، إلاَّ أنَّ ابن الجزري - رحمه الله – لم يُسْنِد رواية حفْص في "النشر" من طريقِه، ومع هذا تَجِدُ بعضَ المتأخِّرين قد عوَّلوا على الكِتاب في رواية حفْص، كالأزميري والمتولي والضبَّاع – رحمهم الله - حتى ألَّف كلٌّ من الشَّيْخين الجليلَين: إبراهيم السمنُّودي، وعامر بن السَّيد عثمان – رحِمهُما الله - نظْمًا في رواية حفْص من طريقِه، قال السمنُّودي:
وَبَعْدُ فَهَذَا مَا رَوَاهُ مُعَدَّلٌ بِرَوْضَتِهِ الفَيْحَاءِ مِنْ طَيِّبِ النَّشْرِ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَفْصٍ الحبْرِ مَنْ تَلا عَلَى عَاصِمٍ وَهْوَ المُكَنَّى أَبَا بَكْرِ
وقال الشَّيخ عامر بن السَّيد عثْمان:
وَبَعْدُ فَخُذْ مَا جَاءَ عَنْ حَفْصِ عَاصِمٍ لَدَى رَوْضَةٍ لابْنِ المُعَدَّلِ تُجْتَلا
والصحيح أنَّه: المعدَّل، وأنَّ كتابه "روضة الحفاظ" ليس من طُرُق "طيِّبة النَّشر" في رواية حفْص، فالإسنادُ إليْه الآن في رواية حفْص غيرُ متَّصل،، والله أعلم.
(20) صَالَ دَلُّهَا سَمِيَّ جَمَالٍ وَاصِلاً مَنْ:
من بيتٍ من أبيات "الشاطبية" في باب "ذكر ذال إذ"، وهو:
نَعَمْ إِذْ تَمَشَّتْ زَيْنَبٌ صَالَ دَلُّهَا سَمِيَّ جَمَالٍ وَاصِلاً مَنْ تَوَصَّلا
وفيه وفيما بعده يبيِّن الشاطبي حكم (إذْ) مع التاء والزاي والصاد والدال والسين والجيم - وهي ستة أحرُف: تجد + الصفير - للقرَّاء السبعة، من حيثُ الإدغامُ والإظهار.
(21) سَحَبَتْ ذَيْلاً ضَفَا ذاتَ زَرْنَبٍ جَلَتْهُ:
من بيتٍ من أبيات "الشاطبية" أيضًا في باب "ذكر دال قد"، وهو:
وَقَدْ سَحَبَتْ ذَيْلاً ضَفَا ظَلَّ زَرْنَبٌ جَلَتْهُ صَبَاهُ شَائِقًا وَمُعلَّلا
وفيه وفيما بعده يبيِّن حُكْمَ (قدْ)، مع السين والذال والضاد والظاء والزاي والجيم والصاد والشين - ثمانية أحرف، منها ثلاثة الصَّفير - للقرَّاء السبعة، من حيثُ الإدغامُ والإظهار.
ويلاحَظ أنَّ النَّاظِم هنا وجَّه نظم الكلام على غير توجيه الشاطبي – رحمه الله -.
فتوجيه كلام الإمام الشاطبي – رحمه الله -: أنَّ (ضفا) فعلٌ بمعنى طال، وظلَّ من أخوات كان، اسمها زرْنب - ضرْب من النبات طيِّب الرائحة - وخبرُها (شائقًا)، و(جلتْه) بمعنى كشفته، وفاعله: (صباهُ)، أي ريحه الطيِّبة، والهاء في جلتْه لزرنب وفي صباه للذَّيل، وجملة (جلتْهُ صَباه): نعتٌ لزرْنب.
أمَّا توجيه كلام النَّاظم هنا: فـ (ضفا) بمعنى طال أيضًا، أي الذيل، وذاتَ زرنب: أي صاحبة ريحٍ طيِّبة، وهو حال لسحبَتْ، أي: سحبتْ ذيلاً طويلاً حالة كونِها طيِّبة الرَّائحة، وجلتْه: أي أظهرتْه فاعله هي.
(22) أَبْدَتْ لَهُ الثَّغْرَ ذَا السَّنَا:
من بيت من أبْيات "الشاطبيَّة" في باب "ذكر تاء التأنيث"، وهو:
وَأَبْدَتْ سَنَا ثَغْرٍ صَفَتْ زُرْقُ ظَلْمِهِ جَمَعْنَ وُرُودًا بَارِدًا عَطِرَ الطِّلا
وفيه وفيما بعدَه يبيِّن حُكْمَ تاء التَّأْنِيثِ، مع السين والثَّاء والصَّاد والزَّاي والظَّاء والجيم - ستة أحرف، منها ثلاثة الصفير - للقُرَّاء السبعة، من حيثُ الإدْغام والإظهار.
ويلاحظ أنَّ النَّاظم لم يأخُذْ بقول بعض شُرَّاح "الشاطبية": "وحيثُ تغزَّل - الشاطبي - عنى واحدة من نساء أهل الجنَّة، على ما هو لائق بحاله - رضي الله عنه –".
(23) التَّيسير:
كتاب "التَّيسير"، للإمام أبي عمرٍو الداني – رحِمه الله - المذْكورِ عند ذِكْر "مفردة يعقوب"، وكتاب "التيْسير" هو أصْل الشاطبية، الذي رام الشَّاطبي اختِصارَه بها، قال:
وَفِي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتَصَارَهُ فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللَّهِ مِنْهُ مُؤَمَّلا
إلا أنَّ الشَّاطبيَّ خرج في بعْض المواضع عن طرُق التَّيسير فيما يُعْرَفُ بـ "زيادات القَصيد"، وقد نبَّه على ذلك فقال:
وألْفَافُهَا زَادَتْ بِنَشْرِ فَوَائِدٍ فَلَفَّتْ حَيَاءً وَجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلا
وقد شرح كتاب "التيسير": الأستاذُ أبو مُحمَّدٍ عبدالواحد بْنُ محمَّد بن عليّ بن أبي السَّداد الباهليُّ الأَنْدلُسيُّ المالَقيُّ ت 705 ، وقد سبق عند ذِكْر كتاب "الكافي".
(24) النَّشْر:
كتاب "النَّشْر في القِراءات العشْر"، للإمام ابن الجزري – رحمه الله – هو أجمعُ كتابٍ للقِراءات العشر بالأسانيد المنتقاة، والمتَّصلة إلى زمانِنا هذا، وقد نظَم الإمامُ ابن الجزري - رحمه الله – منظومة "طيِّبة النشر" ضمَّنها كتاب النشْر، قال – رحمه الله -:
وَهَذِهِ أُرْجُوزَةٌ وَجِيزَهْ جَمَعْتُ فِيهَا طُرُقًا عَزِيزَهْ
وَلا أَقُولُ إِنَّهَا قَدْ فَضَلَتْ حِرْزَ الأَمَانِي بَلْ بِهِ قَدْ كَمَلَتْ
حَوَتْ لِمَا فِيهِ مَعَ التَّيْسِيرِ وَضِعْفِ ضِعْفِهِ سِوَى التَّحرِيرِ
ضَمَّنْتُهَا كِتَابَ نَشْرِ العَشْرِ فَهْيَ بِهِ طَيِّبَةٌ فِي النَّشْرِ
(25) بَنِيكِ السَّبْعَةَ الزُّهْرَ:
فيه إشارة إلى البيْت الذي سبق ذِكْرُه هنا، وهو:
فَمِنْهُمْ بُدُورٌ سَبْعَةٌ قَدْ تَوَسَّطَتْ سَمَاءَ العُلا وَالعَدْلِ زُهْرًا وَكُمَّلا
أو إلى كتاب "السَّبعة" للإمامِ الحافِظِ الأُسْتاذِ أبي بكْرٍ أحمدَ بْنِ مُوسى بْنِ العبَّاسِ بْنِ مُجاهدٍ التَّميميِّ البغدادِيِّ، توفِّيَ في العشْرينَ من شَعْبانَ سنةَ أرْبَعٍ وعشْرينَ وثلاثمائَةٍ.
(26) في رهبةٍ أن يُلحَّنا:
يعني يتردَّد في قراءته أو كلامه خشيةَ أن يتَّهم باللحن، ومن أخطاء القِراءة اللَّحنُ الخفي واللحنُ الجلي - كما هو معروف - ولعلَّ أقدمَ مَن ذكر اللَّحن الخفيَّ ابنُ مُجاهدٍ في كتاب "السبعة".
(27) ملفِّق:
التَّلفيق في القِراءة هو ترْكيب الوجوه أو القِراءات بغير تَمييز، كأن يخلط طريقًا أو قراءةً بطريقٍ أو قراءةٍ أُخرَيَين، وقد أكثر المتأخِّرون من أصحاب التحريرات الكلام على التَّلفيق، من حيث الجواز والمنْع، أو الإباحة والحُرْمة، ولا يخلو كلامُ بعضِهم من مُبالغة، والأعدل في ذلك – والله أعلم – كلامُ ابن الجزري، تجده في كتاب "النشر" ص 18، 19.
(28) تحبيري:
"تحبير التَّيسير"، كتاب لابن الجزري – رحمه الله - زاد به في كتاب "التَّيسير" للدَّاني قراءاتِ الأئمَّة الثَّلاثة: أبي جعفرٍ، ويعقوبَ، وخلَف، فيصيرُ الكتابُ في صورته تلك أصْلاً لِما في الشاطبيَّة والدُّرَّة معًا، خلا بعضَ المواضع القليلةِ التي خرج فيها كلٌّ من الشَّاطبيِّ وابنِ الجزري في منظومتَيْهِما عن ذلك الأصْل.
(29) عقيلة أتْراب:
"عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد" في علوم الرَّسم، قصيدة رائية من نظم الإمام الشاطبي - رحمه الله – قال في أواخرها:
تَمَّتْ عقيلةُ أترابِ القصائدِ في أسْنَى المقاصِدِ للرَّسْمِ الذَّي بَهَرَا
والحمد لله أوَّلاً وآخِرًا.
[1] من خطبة كتاب "الكنْز في القراءات العشْر"، لابن عبدالمؤمن الواسطي.
[2] أي: أنتِ كنزٌ لابن رجُلٍ مؤمنٍ لو كنتِ له أمًّا، هذا الذي يُفْهَم من سياق هذا الشَّطر، وإنَّما تكلَّفت صَوْغَه هكذا لتكونَ فيه إشارةٌ لمؤلِّف كتاب "الكنز".
[3] خفقان القلبِ أو صاحبِه: اضطرابه وتحرُّكه.
[4] نُلْته وأنَلْته بِمعنى واحد؛ فالفعل يتعدَّى ثلاثيًّا ورباعيًّا.
[5] البعيم: بمعنى المفحَم الذي لا يقول الشعر، وهي كلِمةٌ نادرة أهملتْها بعض المعاجم القديمة.
[6] أرجِّح أنَّه بالدَّال المهْملة نسبة إلى القبيلةِ – كالسَّخاوي - ولم أرَ مَن صرَّح به، راجعْ أعلام الزركلي.
[7] فيه إشارة إلى بيت الشاطبية:
أهلَّتْ فلبَّتْها المعاني لبابها وصُغْتُ بها ما ساغ عذبًا وسلسلا
[8] في معرفة القرَّاء الكبار: المديد، والمُثْبت هنا من مصدرٍ آخَر.
[9] في بعض المصادر – كالحلقات المُضيئات للشَّيخ السيِّد أحمد عبدالرحيم، وإمتاع الفُضلاء لإلياس البرماوي - أنَّ وفاته 1376هـ، وأيضًا من التَّعاجيب أنَّ ترجمته في "الأعلام" للزِّركلي لم تزِدْ عن سطرَيْن، وورد فيها الصبَّاغ بالصَّاد والغين.
[10] مضارع حسب - التي هي من الحساب - بضمِّ العين، فيكون الأمر: احسُب بضمِّ السين، ولكن يبدو أنَّ أكثر المطبوع والمسموع من الدرَّة كسَر هذه السين هنا,، والله أعلم.
[11] في الكتاب - بتحْقيق الدكتور محمد غوث النَّدوي - هنا (من)، وأظنها مقحمة؛ فقد اعتدتُ أن أجِد بعض هفوات كهذه في التَّحقيق، رغم الجهد الكبير المشْكور من المحقِّق.
[12] قد ذكر ابنُ الجزري في "النشر" ص 308 مُفردة ابنِ عامر أيضًا فقال: "وقد تتبعتُ رواية الإسكان عن هشامٍ، فلم أجدْها في غير ما ذكرتُ، سوى ما رواهُ الهُذلي عن زيدٍ، وجعفر بن مُحمدٍ البلخي عن الحُلواني، وما رواهُ الأهوازي عن عُبيدالله بن مُحمدٍ عن هشامٍ، وذكرهُ في "مُفردة ابن عامرٍ" عن الأخفش، وعن هبة الله، والداجُوني، عن هشامٍ".
ولا أدْري أهي التي للشريف العباسي أم غيرها؟