
14-02-2020, 03:55 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,755
الدولة :
|
|
حديث أبي أمامة "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة..."
حديث أبي أمامة "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة..."
إسماعيل محمود محمد ربابعة
ملخص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث بعنوان:
حديث أبي أمامة: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت"
مقدم من الطالب:
إسماعيل محمود محمد ربابعة
لفضيلة الأستاذ الدكتور:
زياد عواد أبو حماد
استكمالاً لمتطلبات مادة النقد في الحديث
الفصل الدراسي الأول
2009م-2010م
المقـدمة
الحمد لله الذي قدم من شاء بفضله،وأخر من شاء بعدله لا يعترض عليه ذو عقل بعقله ولا يسأله مخلوق عن علة فعله وأصل وأسلم على سيد الخلق محمدصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وبعد،
فإن من نعم الله على هذه الأمة أن أنزل عليها أعظم كتاب وشرفها بأعظم رسول وأعظم دين، فالله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يوفقنا للقول النافع والعمل الصالح وللذب عن سنة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن الصلاة تتكرر يوميا خمس مرات ومن السنة أن يتبع المرء المسلم الصلاة بذكر الله تعالى،فكان لزاما أن يعرف المرء المسلم ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذكر في ذلك.
وهذا الحديث مما يتوارده الناس وقد سمعت من بعض العلماء الكلام عليه فأحببت أن أرد الحق إلى نصابه بإذن الله تعالى وأن أكشف عن مخارجه وطرقه.
وكان عملي في هذا البحث أني قمت بتخريج الحديث من مظانه ورسمت شجرة الإسناد حتى أعرف مدار الحديث على من، وترجمت لرواة السند الذين يلتقي بهم الحديث ثم عرجت إلى تحرير القول في الراوي المختلف فيه،ذاكرا كل من جرحه ووثقه ثم ذكرت أقوال العلماء في تصحيح وتوثيق الحديث مع ذكر أدلتهم،وذكرت أيضا من ضعف الحديث ورده مع ذكر الأدلة.
ثم ختمت البحث بشواهد للحديث وحكمت عليها.
وخلصت إلى أن الحديث يستأنس ويعمل به لتوثيق العلماء للراوي الذي عليه مدار الحديث، والله تعالى أعلم.
فإن كان ما كتبت صوابا فمن الله وحده، وإن كان خطأً فمني والشيطان.
فضل آية الكرسي
قال الإمام النسائي: أخبرنا الحسين بن بشر بطرسوس كتبنا عنه قال حدثنا محمد بن حمير قال حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت[1]
جميعهم من طريق محمد بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعاً ولذا سنركز على ما اجتمعت عليه طرق الإسناد،وسأترجم لهؤلاء الرواة
رجال السند:
1- محمد بن حِمْيَرَ بن أنيس القضاعي السليمي أبو عبد الحميد،روى عن محمد بن زياد الألهاني ومحمد بن الوليد الزبيري،روى عنه هارون بن داود النجار ونعيم بن حماد وقد وثقه ابن معين ودحيم وقال أبو حاتم: لا يحتج به فيه كلام وقال ابن حجر: صدوق ت 200هـ في حمص وسأذكر بشيئ من التوسع عنه ممن ضعفه وممن قواه.[2]
2- محمد بن زياد الألهاني أبو سفيان الحمصي روى عن أبي امامة صدي بن عجلان الباهلي، وعبد الله بن بسر المازني، وروى عنه محمد بن حمير،ومحمد بن حرب الحولاني،وثقه ابن معين والترمذي والنسائي وأحمد وأبو داود [3]
3- صدي بن عجلان بن وهب أبو أمامة الباهلي، صحابي مشهور أشهر من يعرف عاش في حمص روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورى عنه محمد بن زياد الألهاني ولقمان بن عامر[4]
أقوال العلماء في الراوي الذي عليه المدار:
وفي هذا المبحث جمعت فيه جل أقوال العلماء في محمد بن حمير جرحاً وتعديلاً ومن الذين جرحوه:
أبو حاتم قال: يكتب حديثه ولا يحتج به ومحمد بن حرب وبقية أحب إلي.
وقال الفسوي: ليس بالقوي.
وقال الذهبي بعد إيراد هذه العبارة قلت: له غرائب وأفراد.
وقال ابن جوزي: قال يعقوب بن سفيان: ليس بالقوي [5]
وأما من وثقه:
قال ابن معين ودحيم: ثقة وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال الدار قطني: لا بأس به.
وقال أحمد حين سئل عنه: ما علمت به إلا خيراً.
وقال ابن قانع: صالح،وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن حجر: صدوق [6].
والذي يترجح لي أن الرجل صالح صدوق ويكفيه شهادة ابن معين وهو متشدد في حكمه.
وفي هذا المبحث سأذكر العلماء الذين نظروا في الحديث وصححوه:
1- الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب قال: رواه النسائي والطبراني بأسانيد: أحدها صحيح قال شيخنا أبو الحسن المقدسي: هو حديث على شرط البخاري [7]
2- الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله: قال في المحرر: لم يصب من ذكره في الموضوعات، فإنه حديث صحيح[8]
3- الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله كما في نتائج الأفكار فقد تكلم في طعن يعقوب في محمد بن حمير فقال: هو جرح غير مفسر في حق من وثقه ابن معين وأخرج له البخاري وحسن الحديث[9]
4- العلامة ابن القيم رحمه الله كما في زاد المعاد صحح الحديث وقال ان البخاري احتج به في صحيحه وأضاف ان الحديث على رسمه وقال عن محمد بن حمير: وثقه أشد الناس في الرجال ابن معين[10]
5- وقال الهيثمي رحمه الله كما في المجمع قال رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحدها جيد[11]
6- السيوطي كما في اللآلىء قال: والحديث صحيح على شرطه[12]
7- الدمياطي كما في المتجر الرابح قال: وإسناده على شرط الصحيح[13]
8- الضياء المقدسي كما نقل عنه الشوكاني في الفوائد.
9- الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني كما في السلسلة الصحيحة[14]
10- سليم بن عيد الهلالي كما في تحقيقه لصحيح الوابل الصيب (197)[15]
11- أبوإسحاق الحويني قال عنه:حسن بشواهده[16]
أدلة العلماء الذين صححوا الحديث:
1- أن الحديث على شرط الإمام البخاري رحمه الله وإن الراوي محمد بن حمير قد أخرج له البخاري في موضعين من الصحيح مما يدل على أنه محتج به.
2- ثانيا: أن بقية رجال الحديث من الثقات، وان الراوي محمد بن حمير السليحي وهو الذي عليه مدار الحديث لم يتفرد الحديث وإنما تابعه غيره كما قال الحافظ الذهبي وهم: هارون بن داود النجار الطرسوسي، ومحمد بن العلاء بن زبريق الحمصي وغيرهم.[17]
3- ثالثا: أن الكلام في محمد بن حمير ليس في مكانه من حيث الجرح حيث قال الحافظ رحمه الله في نتائج الأفكار عند طعن يعقوب وأبو حاتم فيه: وهو جرح غير مفسر في حق من وثقه ابن معين وأخرج له البخاري وحسن الحديث[18]
4- إن للحديث من الشواهد ما يصححه ومنها:
ما أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق مكي بن ابراهيم ثنا هاشم بن هاشم عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن كعب عن المغيرة بن شعبة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، ما بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة)[19]. ومنها ما أخرجه الحاكم والبيهقي كما في اللآلئ من حديث علي[20]
وللحديث شواهد أخرى لم يذكرها من ذهب إلى تصحيح الحديث وسوف نتكلم عنها في موضعها ونحكم عليها إن شاء الله.
5- خامسا: أن الحديث لم يعله أحد من أهل العلم، وأن ذكر الإمام النسائي له وسكوته عنه دلالة على تصحيحه له.
6- أن تفرد الصدوق بالحديث يقبل إذا دلت قرينة على ضبطه وتفرد محمد بن حمير من هذا،وله شواهد من طرق سنذكرها بإذنه تعالى.
أما أقوال العلماء الذين ضعفوا الحديث ولم يرو أنه حسن أو صحيح فهم:
1- الإمام الدارقطني رحمه الله كما أورد ذلك الإمام ابن الجوزي في الموضوعات قال: (قال الدارقطني:غريب من حديث الألهاني عن أبي أمامه تفرد به محمد بن حمير عنه.قال يعقوب بن سفيان: ليس بالقوي)[21]
2- الإمام ابن الجوزي فقد أورد الحديث في الموضوعات مع أن ايراده له والحكم عليه بالوضع فيه نوع مجازفةٍ منه رحمه الله قال ابن حجر رحمه الله: قد غفل ابن الجوزي في إيراده في الموضوعات وهو من سمج ما وقع له[22]
3- الحافظ الذهبي رحمه الله حيث قال في ترجمة محمد بن حمير في الميزان له غرائب وأفراد تفرد عن الألها، وعدَّ هذا الحديث من أفراده[23].
4- أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في الفتاوى: روي في قراءة آية الكرسي عقيب الصلاة حديث لكنه ضعيف، ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها، فلا يمكن أن يثبت به حكم شرعي، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفاؤه يجهرون بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي ولا غيرها[24]
5- العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني في تحقيقه للفوائد المجموعة للشوكاني مدار الحديث على محمد بن حمير، رواه عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة، وابن حمير موثق غمزه أبو حاتم ويعقوب بن سفيان وأخرج له البخاري في الصحيح حديثين قد ثبتا من طريق غيره، وهما من روايته عن غير الألهاني فزعم أن الحديث على شرط البخاري غفل[25]
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|