أعلام توفوا في شهر الصيام (19)
محمود ثروت أبو الفضل
نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي العلوية
توفيت بمصر، في شهر رمضان، سنة ثمان ومائتين.
نفيسة العلم، من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، العابدة الزاهدة.
جاء في أول ترجمتها في "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي - رحمه الله:
"السيدة، المكرمة، الصالحة، ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد ابن السيد سبط النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي - رضي الله عنهما - العلوية، الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة".
ولدت في مكة المكرمة سنة 145 هـ في الحادي عشر من ربيع الأول، نشأت في مكة، حتى صحبها أبوها مع أمها إلى المدينة المنورة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب (نفيسة العلم) قبل أن تصل لسن الزواج، حتى بلغت مبالغ النساء. وعاشت في المدينة لا تفارق الحرم النبوي، قارئة ذاكرة وحجت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية.
ولي أبوها المدينة للمنصور، ثم عزله، وسجنه مدة، فلما ولي المهدي، أطلقه، وأكرمه، ورد عليه أمواله، وحج معه، فتوفي بالحاجر.
وتحولت هي من المدينة إلى مصر مع زوجها ثم توفيت بمصر، في شهر رمضان، سنة ثمان ومائتين.
تزوجت من إسحاق بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي، وكان يدعى (إسحاق المؤتمن).
وقيل في صفتها: كانت من الصالحات العوابد الزاهدات القانتات لله.
قال الإمام "السيوطي" في كتابه "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة":
"وكانت عابدة زاهدة، كثيرة الخير. وكانت ذات مال؛ فكانت تُحسن إلى الزَّمْني والمرضى وعموم الناس. ولما ورد الشافعي مصر كانت تحسن إليه، وربما صلى بها في شهر رمضان. ولما توفي أمرت بجنازته فأدخلت إليها المنزل، فصلت عليه. ماتت في رمضان سنة ثمان ومائتين. وكان عزم زوجها على أن ينقلها فيدفنها بالمدينة النبوية؛ فسأله أهل مصر أن يدفنها عندهم، فدفنت بمنزلها بدرب السباع؛ محلة بين مصر والقاهرة".
قال الإمام الذهبي:
"ولم يبلغنا كبير شيء من أخبارها.
ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية".