عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-02-2020, 11:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,180
الدولة : Egypt
افتراضي كيف يصبر بعض الناس على مر الألم؟

كيف يصبر بعض الناس على مر الألم؟
أسامة طبش


إن لوجع الجسم لألَمًا عميقًا يخترق القلب، أجسادنا ضعيفة جدًّا، قد لا تقوى على تحمل ضرباته المنهكة، يفتك بالنفس رويدًا رويدًا قبل أن يفتك بالعضو، إنه الضعف الإنساني الذي لا نقوى على إخفائه.
يلازمون الفراش بالمستشفيات، يقاسون آلامهم، وربما وَحْدتهم المرَضِيَّة أيضًا، أراد لهم القدرُ أن يألموا في هذه الحياة لحكمةٍ يعلمها ربهم الذي خلقهم، هم أولئك الذين أقعدتهم أسقامهم عن سيرورتهم، فَأُلْفُوا باحثين عن سبيلٍ ما يخفف بعضًا من كمدهم.
عندما تنظر في وجه المرضى تستشفُّ معالم الضعف والانكسار، يحاولون إخفاءها لكن هيهات هيهات أن يتأتى لهم ذلك، فالعينان تخونان فتنطقان قبل اللسان، يحاولون الصبر والتجلّد ليوثِّقوا رباطة جأشهم، مؤمنون بالحياة أكثر من أي وقت مضى، إرادتهم في الوجود لا تلين.

يفتك المرض بالجسم فتكًا، تحاصرهم الفاقة من كل جانب، يولِّي عنهم الأحبابُ والخلاَّن مدبرين؛ فصلاحيتهم قد أزفت، هم ضعفاء ومساكين الآن، لا، وألف لا، بل هم أقوى وأعظم، دموعهم التي يُخفونها هي السبب الحقيقي في قوتهم، متيقنون من أن شيئًا جميلاً ينتظرهم، معاني الصبر النقية قد تجذَّرت في أعمق أعماقهم، البلاء الذي يزلزل أركان الأجساد أبدًا لا يكسر روحًا مفعمة بإرادة الحياة.
واعجباه لصبرهم، وواعجباه لابتساماتهم المضيئة! رغم قواصم الظهر المنهالة عليهم هم مستمسكون بعرى يقين الإيمان، "لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس" درس أبديٌّ لكل إنسان آتاه الله من نعمه الجليلة غير أنه افتقد أثمن شيء، إن القدرة على الصبر في الإحن والمحن سرٌّ يهديه الله لأَحَبِّ أحبَّائه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.32%)]