انتقاض الوضوء بزوال العقل بالنوم
دبيان محمد الدبيان
الدليل الثالث والرابع:
حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وحديث حذيفة، وسبق الكلام عليهما.
دليل الحنابلة على أن النوم ناقض للوضوء إلا يسيره من قاعد أو قائم:
أما الدليل على أن يسير النوم لا ينقض من القاعد؛ فلحديث أنس المتقدم: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يقومون، فيصلون، ولا يتوضؤون.
وفي رواية: "حتى تخفق رؤوسهم"، فالنائم يخفق رأسه من يسير النوم، فهو في اليسير متيقن، وفي الكثير محتمل، فلا نترك عموم الأحاديث الدالة على النقض مطلقًا إلا فيما كان متيقنًا؛ ولأن نقض الوضوء بالنوم معلل بإفضائه إلى الحدث، ومع الكثير والغلبة يفضي إليه، ولا يحس بخروجه بخلاف اليسير، ولا يصح قياس الكثير على القليل؛ لاختلافهما في الإفضاء إلى الحدث، والقائم كالقاعد في انضمام محل الحدث، فلا ينقض اليسير منه، وعليه حملوا جميع الأحاديث التي تدل على أن النوم ليس ناقضًا بأنه كان يسيرًا من قاعد، والله أعلم.
دليل من قال: لا ينقض النوم في الصلاة على أي هيئة كان:
(1056-285) استدلوا بما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا نام العبد في صلاته باهى الله به ملائكته، يقول: انظروا لعبدي: روحه عندي، وجسده ساجد بين يدي))[56].
[لا يثبت من وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم][57].
ومع كون الحديث ضعيفًا، فهو مخالف لحديث النهي عن الصلاة وهو يغالبه النعاس.
(1057-286) فقد روى البخاري من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه))؛ ورواه مسلم أيضًا[58].
هذه أهم الأقوال في المسألة، وهناك أقوال أخرى لم أتعرض لها؛ لضعفها، والراجح في مسألة النوم أن مداره على الإحساس، فإن فقد الإحساس بحيث لو أحدث لم يشعر، انتقض وضوءه، وإن كان إحساسه معه لكن معه مقدمات النوم، ويشعر بالأصوات من حوله، ولا يميزها من النعاس، فإن طهارته باقية بذلك؛ لأن النوم ليس حدثًا في نفسه.
قال ابن تيمية: ويدل على هذا ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام حتى ينفخ، ثم يقوم، فيصلي، ولا يتوضأ[59]؛ لأنه كانت تنام عيناه، ولا ينام قلبه، فكان يقظان، فلو خرج منه شيء لشعر به، وهذا يبين أن النوم ليس حدثًا في نفسه؛ إذ لو كان حدثًا لم يكن فيه فرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين غيره كما في البول والغائط وغيرهما من الأحداث[60].
وبهذا تجتمع الأدلة، فحديث صفوان بن عسال دل على أن النوم ناقض للوضوء، وحديث أنس دل على أن النوم ليس بناقض، فيحمل حديث أنس على أن الإحساس ليس مفقودًا، فلو أحدث الواحد منهم لأحس بنفسه، والله أعلم.
[1] حلية العلماء (1/145)، المجموع (2/20).
[2] المجموع (2/20).
[3] شرح فتح القدير (1/48، 49)، الهداية شرح البداية (1/15)، البحر الرائق (1/29)، حاشية ابن عابدين (1/142).
[4] التمهيد (18/241)، حاشية الدسوقي (1/119)، مواهب الجليل (1/294-295)، القوانين الفقهية (ص: 21-22).
[5] المهذب (1/23)، حلية العلماء (1/145)، الوسيط (1/315)، روضة الطالبين (1/74)، مغني المحتاج (1/34).
[6] المبدع (1/159)، شرح العمدة (1/299)، الإنصاف (1/199)، الكافي (1/43)، كشاف القناع (1/125).
[7] الوسيط (1/316).
[8] المائدة: 6.
[9] المائدة: 6.
[10] الأم (1/12).
[11] فتح البر بترتيب التمهيد لابن عبدالبر (3/302).
[12] المسند (2/471).
[13] انظر رقم الحديث (1001) من هذا الكتاب.
[14] مسلم (376).
[15] هذا الإسناد يرويه عن قتادة جماعة من أصحابه، منهم شعبة، وهشام، وسعيد بن أبي عروبة، ومعمر، وأبو هلال، وبعضهم يزيد فيه ما ليس في حديث الآخر، وإليك بيان هذا الاختلاف.
الأول: شعبة، عن قتادة:
رواه خالد بن الحارث كما عند مسلم (376)، وأبو عامر العقدي كما عند أبي عوانة (1/266)، وشبابة كما في مسند أبي يعلى (3240) وهاشم بن القاسم كما في شرح مشكل الآثار (3448) أربعتهم عن شعبة، عن قتادة، ولم يختلف عليهم في لفظه: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يصلون لا يتوضؤون".
ورواه يحيى بن سعيد، عن شعبة، واختلف على يحيى فيه:
فرواه أحمد (3/277) عن يحيى به بلفظ خالد بن الحارث وأبي عامر العقدي وشبابة وهاشم بن القاسم.
ورواه محمد بن بشار، عن يحيى، واختلف على ابن بشار فيه:
فرواه البيهقي (1/120) من طريق تمتام، نا محمد بن بشار، نا يحيى بن سعيد به، بلفظ: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يقومون، فيصلون ولا يتوضؤون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزاد فيه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتمتام، قال فيه الدارقطني - كما في تذكرة الحفاظ (2/615)، وتاريخ بغداد (3/143، 146) -: ثقة محمود مأمون، إلا أنه يخطئ.
وهذه الزيادة لم أقف عليها إلا من طريق تمتام، فلا أظنها محفوظة.
ورواه الترمذي (78) حدثنا محمد بن بشار به بلفظ الجماعة، ولم يقل فيه: على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه محمد بن عبدالسلام الخشني، عن محمد بن بشار كما في المحلى (1/213) من طريق قاسم بن أصبغ، ثنا محمد بن عبدالسلام الخشني، ثنا محمد بن بشار به، بلفظ: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون، فيضعون جنوبهم، فمنهم من ينام، ثم يقومون إلى الصلاة".
ومحمد بن عبدالسلام الخشني ثقة، له ترجمة في تذكرة الحفاظ (2/649)، إلا أن رواية أحمد عن يحيى بن سعيد القطان مقدمة على رواية ابن بشار عنه:
أولاً: لإمامة أحمد - رضي الله عنه.
وثانيًا: أن ابن بشار قد اختلف عليه في لفظ الحديث، فرواية من لم يختلف عليه مقدمة على رواية من لم يضبط الحديث، فرواية الترمذي عن ابن بشار عن يحيى، موافقة لرواية أحمد عن يحيى، كما أن رواية تمتام عن محمد بن بشار، ليس فيها "يضعون جنوبهم"، فلفظه موافق للفظ الجماعة، إلا أنه زاد عليهم قوله: "على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
ثالثًا: أن ابن بشار قد تكلم فيه بعضهم، فكان ابن معين لا يعبأ به ويستضعفه، وكان القواريري لا يرضاه، والحق أنه ثقة لكنه قد يسهو ويغلط من غير عمد، ولذلك قال أبو داود: لولا سلامة في بندار لترك حديثه، وقد يقال: إن الخطأ من الراوي عن محمد بن بشار؛ لأن الترمذي قد رواه عنه كرواية الجماعة.
ورواه البزار في مسنده كما في نصب الراية (1/47) وتلخيص الحبير (1/21) من طريق عبدالأعلى، عن شعبة به، بلفظ: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون الصلاة فيضعون جنوبهم، فمنهم من ينام، ثم يقوم إلى الصلاة"، فخالف عبدالأعلى خالد بن الحارث عند مسلم، وأبا عامر العقدي عند أبي عوانة، وشبابة عند أبي يعلى، وهاشم بن القاسم عند الطحاوي في المشكل، ويحيى بن سعيد من رواية أحمد عنه، فكل هؤلاء لم يذكروا لفظ "يضعون جنوبهم"، إلا ما كان من طريق محمد بن عبدالسلام الخشني، عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد به، وتكلمت عليها.
جاء في تلخيص الحبير (1/210): قال الخلال: قلت لأحمد: حديث شعبة "كانوا يضعون جنوبهم"؟ فتبسم، وقال: هذا بمرة يضعون جنوبهم. اهـ
فتبين من هذا أن لفظ شعبة تضمن زيادتين:
الأولى: قوله: "على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم"، انفرد بها تمتام، وهو وإن كان ثقة إلا أنه يخطئ.
الثانية: زيادة "يضعون جنوبهم"، جاءت من طريق محمد بن بشار، انفرد عنه بذكرها محمد بن عبدالسلام الخشني، وقد روى الحديث الترمذي وتمتام عن محمد بن بشار بدون ذكر هذه الزيادة.
كما جاءت من طريق عبدالأعلى، عن شعبة، وأما باقي الرواة عن شعبة فلم يذكروها، هذا وإن كنت ضعفت هذه الزيادة من طريق شعبة إلا أنها جاءت من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة بسند رجاله ثقات كما سيأتي.
هذا ما يمكنني أن أقوله عن رواية شعبة، عن قتادة، والله أعلم.
الطريق الثاني: سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة:
رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده (3199) حدثنا عبيدالله - يعني القواريري - حدثنا خالد - يعني: ابن الحارث - حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس أو عن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يضعون جنوبهم، فينامون، منهم من يتوضأ، ومنهم من لا يتوضأ.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وسعيد بن أبي عروبة روى عنه خالد بن الحارث قبل اختلاطه، وأخرج الشيخان البخاري ومسلم حديث ابن أبي عروبة من طريق خالد بن الحارث، عنه، وقد زاد فيه سعيد قوله: "كانوا يضعون جنوبهم".
قال أبو حاتم عن سعيد: هو قبل أن يختلط ثقةٌ، وكان أعلم الناس بحديث قتادة.
وقال أبو داود الطيالسي: كان أحفظ أصحاب قتادة.
وقال يحيى بن معين - كما في تهذيب الكمال (11/9) -: أثبت الناس في قتادة سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وشعبة، فمن حدَّثك من هؤلاء الثلاثة بحديث - يعني: عن قتادة - فلا تبالِ ألاَّ تسمعه من غيره. اهـ
وإذا كان سعيد بن أبي عروبة من أثبت أصحاب قتادة، فإن خالد بن الحارث من أثبت أصحاب سعيد بن أبي عروبة، قال ابن عدي: وأثبت الناس عنه - يعني: عن ابن عروبة - يزيد بن زريع وخالد بن الحارث. اهـ
وقد روى أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (829) من طريق بندار، ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة به، بلفظ: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يقومون، فيصلون، ولا يتوضؤون، قال: سمعته من أنس ؟ قال: إي والله.
وهذا اللفظ أرجح من رواية خالد بن الحارث عن سعيد؛ لأنه موافق لرواية شعبة وغيره عن قتادة، والله أعلم.
وأخرجه البزار (282) حدثنا ابن المثني، حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد به، بلفظ خالد بن الحارث، عن سعيد. وهذا سند صالح في المتابعات؛ لأن ابن أبي عدي وإن كان ثقة إلا أنه سمع من سعيد بعد اختلاطه، لكن متابعة خالد بن الحارث تقويه، وقد قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/248) عن رواية أبي يعلى والبزار: ورجاله رجال الصحيح. اهـ
الطريق الثالث: هشام الدستوائي، عن قتادة:
أخرجه ابن أبي شيبة (1/123) حدثنا وكيع، عن هشام، عن قتادة، عن أنس، قال: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفقون برؤوسهم، ينتظرون صلاة العشاء، ثم يقومون، فيصلون، ولا يتوضؤون".
وهذا سند رجاله كلهم ثقات، وزاد فيه هشام قوله: "يخفقون برؤوسهم"، فإنها لم ترد من حديث قتادة إلا من طريق هشام.
وأخرجه الدارقطني (1/131) من طريق وكيع به.
وأخرجه أبو داود (200) ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن (1/119)، وابن عبدالبر كما في فتح البر (3/310)، قال أبو داود: حدثنا شاذ بن فياض، قال: حدثنا هشام الدستوائي به. وصححه أبو داود.
وقد جاء لفظ: "حتى تخفق رؤوسهم" من غير طريق قتادة، لكنْ في سندها مبهم، فقد أخرج الشافعي في الأم (1/12) ومن طريقه أخرجه البغوي في شرح السنة (163) قال الشافعي: أخبرنا الثقة، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء، فينامون - أحسبه قال: قعودًا - حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون".
الطريق الرابع: عن معمر، عن قتادة به:
أخرجه عبدالرزاق (483) عن معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظون للصلاة، وإني لأسمع لبعضهم غطيطًا - يعني: وهو جالس - فما يتوضؤون. قال معمر: فحدثت به الزهري، فقال رجل عنده: أو خطيطًا. قال الزهري: لا، قد أصاب غطيطًا.
وأخرجه الدارقطني (1/130) والبيهقي (1/120) من طريق ابن المبارك، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقَظون للصلاة حتى إني لأسمعُ لأحدِهم غطيطًا. قال ابن المبارك: هذا عندنا، وهم جلوس. قال الدارقطني: صحيح.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلا أن معمرًا انفرد عن قتادة بقوله: " إني لأسمعُ لأحدِهم غطيطًا" ولم يذكر هذه الزيادة أصحاب قتادة المقدمين فيه، من أمثال شعبة وهشام وسعيد بن أبي عروبة، ورواية معمر عن قتادة فيها كلام، قال ابن رجب في شرحه لصحيح البخاري (1/299): قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: قال معمر: جلست إلى قتادة، وأنا صغير، لم أحفظ عنه الأسانيد. قال الدارقطني في العلل: معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة. اهـ
وبالتالي تكون رواية سماع الغطيط زيادة شاذة.
وأما تصحيح الدارقطني مع كون هذا التصحيح في السنن، وليس في العلل، وبينهما فرق كبير؛ فلعله يقصد تصحيح الحديث في الجملة باعتبار أن مسلمًا قد أخرج هذا الحديث، وقد رواه الطبقة الأولى من أصحاب قتادة مثل شعبة وهشام وسعيد بن أبي عروبة، ولم يقصد تصحيح ما خالف فيه معمر أصحاب قتادة؛ لأني سبق أن نقلت عن الدارقطني قوله: معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة.
الطريق الخامس: أبو هلال الراسبي، عن قتادة:
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3444) والدارقطني في السنن (1/130) من طريقين عن أبي هلال به، بلفظ: "كنا نأتي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ننتظر الصلاة، فمنا من ينعس وينام، أو ينعس، ثم يصلي ولا يتوضأ".
وهذا إسناد فيه لين؛ أبو هلال الراسبي قال فيه الحافظ في التقريب: صدوق فيه لين، وقد تفرد بقوله: "فمنا من ينعس وينام، أو ينعس"، والله أعلم.
هذا ما وقفت عليه من طرق الحديث، وإذا تبين أن لفظة "على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" ليست محفوظة في الحديث، لم يكن حجة إلا دلالته على إجماع الصحابة؛ لقوله: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون..." الحديث. فإنه ظاهر في حكاية الاتفاق عنهم، وإن كان هذا الإطلاق ليس صريحًا في الإجماع؛ لأن لفظ "كان" قد تدل على فعل الأغلب، لا على فعل الكل، والله أعلم، خاصة أنه ثبت عن بعض الصحابة - كما سيأتي - من يرى مطلق النوم حدثًا ناقضًا للوضوء، لكن جاءت أحاديث صريحة في الرفع بمعنى حديث أنس - كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
انظر أطراف المسند (1/490)، تحفة الأشراف (1271)، إتحاف المهرة (1500، 1619).
([16]) تلخيص الحبير (1/210).
[17] صحيح ابن حبان (3/383).
[18] البخاري (642)، ومسلم (123-376).
[19] البخاري (692)، ومسلم (124-376).
[20] فتح الباري في شرحه لحديث (642).
[21] الحديث يرويه عبدالعزيز بن صهيب وثابت وحميد عن أنس:
فأما طريق عبدالعزيز بن صهيب، فإنه يرويه عنه شعبة وعبدالوارث عنه، عن أنس بلفظ النوم.
وطريق شعبة في الصحيحين ( خ 6292) ومسلم (376).
وطريق عبدالوارث في الصحيحين أيضًا؛ انظر البخاري (642) ومسلم (376).
ورواه ابن علية، عن عبدالعزيز بن صهيب، واختلف على ابن علية فيه:
فرواه زهير بن حرب كما في صحيح مسلم (376).
ويعقوب بن إبراهيم الدرقي كما في صحيح ابن خزيمة (1527) عن ابن علية بلفظ النوم.
ورواه إسحاق بن راهويه عن ابن علية بلفظ النعاس.
الطريق الثاني: ثابت البناني عن أنس:
واختلف على ثابت فيه، فرواه أصحاب ثابت بلفظ النعاس:
فقد رواه أحمد (3/160) عن أبي كامل وعفان.
وأخرجه أيضًا (3/239) من طريق عمارة - يعني: ابن زاذان.
ورواه عبدالرزاق (2046)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (518) وعبد بن حميد كما في المنتخب (1249).
ورواه عبد بن حميد أيضًا (1324) ثنا محمد بن الفضل.
وأبو داود (201) حدثنا موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب.
وأبو عوانة (1/266) من طريق عبيدالله بن عمر.
وأبو يعلى في مسنده (3309) من طريق إبراهيم بن الحجاج.
وابن حبان (4544) من طريق هدبة بن خالد.
تسعتهم رووه عن حماد، عن ثابت البناني به، بلفظ: النعاس.
وخالفهم حبان بن هلال عند مسلم (376) فرواه عن حماد به بلفظ النوم.
الطريق الثالث: طريق حميد عن أنس:
وهو الطريق الذي عناه الحافظ بقوله: بأنه موجود من وجه آخر عند ابن حبان (2035).
والحق أنه موجود في مسند أحمد (3/114) عن يحيى بن سعيد القطان.
وابن حبان (2035) من طريق هشيم.
والبغوي في شرح السنة (443) من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن حميد، عن أنس، قال: أقيمت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم نجي لرجل حتى نعس أو كاد ينعس بعض القوم. اهـ فلم يجزم حتى بحصول النعاس من القوم.
ولفظ ابن حبان: "أقيمت الصلاة ذات يوم، فعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، فكلمه في حاجة له هويًّا من الليل، حتى نعس بعض القوم".
ورواه أحمد (3/205) حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد به.
وهذا الحديث قد دلسه حميد عن أنس، وقد رواه حميد عن ثابت عن أنس كما في البخاري (643)؛ لكن اختصره البخاري على مقدار الشاهد منه، قال البخاري: باب الكلام إذا أقيمت الصلاة، ثم ساق الحديث من طريق عبدالأعلى بن عبدالأعلى، عن حميد، قال: سألت ثابتًا البناني عن الرجل يتكلم بعد ما تقام الصلاة، فحدثني عن أنس بن مالك، قال: أقيمت الصلاة فعرض للنبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فحبسه بعد ما أقيمت الصلاة".
ورواه أبو داود (542) من طريق عبدالأعلى به. اهـ
فرجعت رواية حميد عن أنس إلى رواية ثابت عن أنس، وقد خرجنا طريق ثابت عن أنس.
ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (1188) من طريق الأعمش، عن أنس به، بلفظ النعاس، والأعمش لم يسمع من أنس.
([22]) البخاري (569) ومسلم (638).
[23] البخاري (570)، ومسلم (639).
[24] البخاري (571)، ومسلم (642).
[25] صحيح مسلم (763)، والحديث في البخاري؛ لكن انفرد مسلم بموضع الشاهد منه، وهو قوله: "فجعلت إذا أغفيت أخذ بشحمة أذني..." إلخ.
[26] أحمد (4/239).
[27] انظر حديث رقم (62)، وقد طبع قبل هذه المجموعة، وهو جزء من هذه السلسلة.
[28] المسند (1/111) وانقلب متنه على الراوي، والصحيح أن لفظه: ((وكاء السه العينان، فمن نام فليتوضأ))، وهذا لفظ أبي داود (203).
[29] الحديث له ثلاث علل:
الأولى: عنعنة بقية، ولا يشفع له كونه صرَّح بالتحديث من شيخه حتى يصرح بالتحديث من شيخ شيخه كذلك؛ لأنه متهم بتدليس التسوية.
الثانية: الانقطاع؛ حيث لم يسمع عبدالرحمن بن عائذ من علي. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/47): سألت أبي عن حديث رواه بقية عن الوضين بن عطاء، عن ابن عائذ، عن علي.
وعن حديث أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس، عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((العين وكاء السه))؟ فقال: ليسا بقويين، وسئل أبو زرعة عن حديث ابن عائذ عن علي، بهذا الحديث، فقال: ابن عائذ عن علي، مرسل. اهـ
العلة الثالثة: الوضين بن عطاء سيئ الحفظ.
[تخريج الحديث]:
الحديث أخرجه أحمد كما في إسناد الباب والطبراني في مسند الشاميين (656) عن علي بن بحر.
وأخرجه أبو داود (203) والطبراني في مسند الشاميين (656) وابن عبدالبر في التمهيد (18/247) عن حيوة بن شريح الحمصي.
وأخرجه ابن ماجه (477) حدثنا محمد بن المصفى الحمصي.
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3432) من طريق حكيم بن سيف ويزيد بن عبدربه.
وأخرجه الدارقطني (1/161) من طريق سليمان بن عمر الأقطع.
وأخرجه البيهقي (1/118) من طريق أبي عتبة.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/329) من طريق نعيم بن حماد.