عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-02-2020, 01:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد العقول شرح سلم الوصول


زاد العقول شرح سلم الوصول (6/ 17)
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام




الذي يدخل في خطاب الله وما لا يدخل
31- وَيَشْمَلُ الْخِطَابُ كُلَّ الْمُؤْمِنِينْ
لاَ ذِي الْجُنُونِ وَالصِّبَا وَالْغَافِلِينْ

معاني المفردات:
يشمل: يَعُمُّ.
ذو: صاحب.
المعنى الإجمالي:
قال الناظم: إن خطاب الله - عزَّ وجلَّ - يعم كل المؤمنين، إلا من كان منهم مجنونًا، أو صغيرًا لم يبلغ سن التكليف بعد، أو ساهيًا، أو ناسيًا، فإنه يخرج منه.
المباحث التي يشتمل عليها البيت:
المبحث الأول:
من يدخل في خطاب الله، ومن لا يدخل:
خطاب الله - عزَّ وجلَّ - يدخل فيه كلُّ المؤمنين، ولا يخرج منه إلاَّ:
1- المجنون.
2- الصبيُّ الذي لم يَحْتلم.
3- الساهي أو الناسي.
عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((رُفِعَ القلَمُ عن ثلاثة؛ عن: الصبيِّ حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المعتوه حتى يَبْرأ))؛ أخرجه أبو داود[1].
عن ثوبان - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله تجاوز عن أُمَّتي ثلاثة: الخطأ، والنسيان، وما أكرهوا عليه))؛ أخرجه الطبراني في "الكبير"[2].
إلا أنَّ المجنون والصبي إن كان لهم مالٌ، فلا بدَّ أن يؤدِّي وليُّهم زكاته، أمَّا الناسي فإنه يَقْضي ما مضى في حال غياب عَقْلِه، أو نسيانه.
قال الناظم:
32- وَالْكَافِرُونَ بِالْفُرُوعِ خُوطِبُوا
وَشَرْطِهَا مِنْ أَجْلِ ذَاكَ عُوقِبُوا

معاني المفردات:
خُوطبوا: وُجِّهَ إليهم الخطاب.
وشرطها: الإسلام.
عوقبوا: على ترك العمل بها.
المعنى الإجمالي:
قال الناظم: والكافرون أيضًا يدخلون في الخطاب، فهم مخاطَبون بفروع الشريعة من صلاة، وزكاة، ونحوهما، وكذا بشرط قبول هذه الأعمال، وهو الإسلام؛ لذلك جاءت نصوص الشريعة بعقابهم على الترك.
المباحث التي يشتمل عليها البيت:
المبحث الأول:
هل يدخل الكفار في خطاب الله؟
الكُفَّار يَدْخلون في خطاب الله، ولكن الكافر لا تصحُّ منه عبادةٌ حالَ كفره ما لم يأت بشرط قبولها، وهو الإسلام.
قال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ﴾ [التوبة: 54]، ولا يُؤْمَر الكافر بقضاء ما فاته من أوامر وتكاليف بعد إسلامه.
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعمرو بن العاص - رضي الله عنه -: ((أمَا عَلِمْتَ أن الإسلام يَهْدم ما كان قبْلَه))؛ أخرجه مسلم[3].
أما أدلة تكليف الكُفَّار بأداء الأوامر، فهي كثيرة، منها:
قال تعالى: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾ [المدثر: 42 - 45].
وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾ [آل عمران: 97].
تَتِمَّات البحث:
التتمَّة الأولى:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ﴾ [الطلاق: 1].
قال صاحب "المراقي":
وَمَا يَعُمُّ يَشْمَلُ الرَّسُولاَ ♦♦♦ وَقِيلَ: لاَ، وَلْتَذْكُرِ التَّفْصِيلاَ
قال العلاَّمة الشنقيطيُّ - رحمه الله - في "المذكرة" ص 239:
"والتفصيل في البيت هو أنَّ الرسول داخلٌ أو غير داخل، ويكون غيرَ داخل إن كان صُدِّر بـ"قُلْ"، ويكون داخلاً إن كان مُصدَّرًا بغير "قل"؛ اهـ.
قلتُ: ويدخل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الخطاب وإن كان مصدَّرًا بـ"قل".
قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾ [البقرة: 222].
والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - داخل في الأمر باعتزال النساء بما ثبت عنه في السنة.
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانت إحْدانا إذا كانت حائضًا، فأراد رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يباشرها، أمرَها أن تَتَّزِر في فَوْر حيضتها؛ ثم يُباشرها[4].

[1] في "سُنَنه": (كتاب الحدود، باب: في المجنون يسرق أو يصيب حدًّا، ح 4400، 4401، 4402، 4403).
وصحَّحه العلاَّمة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع"، برقم: 3512، 3513، 3514.

[2] 2/ 97، ح 1430.
وصحَّحه العلاَّمة الألبانيُّ - رحمه الله – في "صحيح الجامع" برقم 3515.

[3] هذا جزء من حديث طويل، أخرجه مسلم بتمامه في "صحيحه"، (كتاب الإيمان، باب: كون الإسلام يهدم ما قبله، وكذا الهجرة والحج، ح 192).

[4] متفق عليه، أخرجه البخاري في "صحيحه"، (كتاب الحيض، باب: مباشرة الحائض، ح 300، 301، 302).
وأخرجه مسلم في "صحيحه"، (كتاب الحيض، باب: مباشرة الحائض فوق الإزار، ح 1، 2).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.37 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]